عرض مشاركة واحدة
قديم 20-12-08, 10:54 PM   #7

منة الله
 
الصورة الرمزية منة الله

? العضوٌ??? » 53821
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » منة الله is on a distinguished road
افتراضي

كانت الرحلة الى امريكا الجنوبية طويلة اتاحت لسارة الكثير من الوقت لتستعيد احداث الاسبيع الماضية فهي تعرف انها مازالت تعاني صدمة وفاة ابيها المفاجئة الى اصابته بعدة صدمات لم تكن تتوقعها ايضا لم تستطع ابدا ان تكون قريبة منه على الاقل لتشعر بوجوده في اثناء الحاجة اليه والان هى وحيدة تماما ، تناقشت مع نفسها قائلة " لا لست وحدك فلديك ادوارد فهو يمكن الاعتماد عليه لن يخذلك ابدا حتى تلك الفكرة لم تفلح في ان تقضي علىالاكتئاب الذي انتابها ورجعت بتفكيرها الى المنزل الذي ولدت فيه وترعرعت بعض الناس يمكن ان يعتبروا ذلك شيئا خاص لكنها تعبده فقد كانت الحجرات انيقة ذات سقف قصير وتفتح النوافد على حديق جميلة ذات ازهار حلوة الرائحة وورد ذو موضة قديمة واثاث مريح كانت سارة تتمني دائماان تستطيع ان تسكن هى وادوارد في هذا المنزل بعد زواجهما مع علمها بصعوبة اقناع ادوارد بالتخلي عن شقته الفاخرة ذات التكييف المركزي لكن الان اتضح ان المنزل لك يعد ملكها ولك يكن على الرغم من انها عاشت هناك مايربو على الاربعة والعشرين عاما اراد ابوها دائما ان يؤول المنزل الى زوجته وكانت سارة طفلة ولذلك فهي لم تعمل على حماية نفسها ولم تكن تعلم ان ذلك سيحدث لها بعد رحيله كل ماكانت تفكر فيه هو كلاريسيا وانرج فم سارة عن ابتسامة عندما نطقت اسم زوجة ابيها بصوت مسموع لقد امضي ابوها عام ونصف العام فقط مع تلك المرأة لكنها طاردته بقية حياته لم ينسها ابدا لم يتوقف عن الامل في رجوعها مرة اخري فقد ترك كل شيئ يملكه لها كما لو كان لا يستطيع ان يقطع صلته بها حتى بعد موته وجدت سارة هذا النوع من التملك مرعبا جدا فقد كانت حريصة الا يحدث لها مثل هذا .، والان واخيرا ستواجه تلك المراة وجها لوجه ستواجه تلك المراة التى سببت كل هذا الحزن لوالدها ودمرت حياته ماذا سيكون س\شكلها ؟ هل ستكون نفس المراة القاتلة ؟ او ستكون افضل ؟ وتمنت سارة ان تكون الاخري والناس الذين يتسببون في هذا المقدار من الدمار يستحقون ان يؤخذ كل شيئ منهم .
*********
وعند هبوط الطائرة في ليما كانت سارة تعاني الصداع والتعب وعند انتهائها من كل الاجراءات الرسمية تمكنت من اخذ تاكسي واعطت عنوان الفندق للسائق حيث تقيم كلاريسا وشعرت سارة بعصبية وكرهت المناظر واحست بخوف مما سيحدث عنما تعرف كلاريسا سبب حضورها قطع التاكسي الطريق الىالمدينة بينما سارة تنظر من النافذة بلا اهتماما فقد كان الصداع يزداد حيث ارهقها الجو الرطب جدا واخيرا وصلت الى الفندق كانت متعبة ودخلت الفندق ببطء واتجهت نحو مكتب الاستقبال ثم وضعت حقيبتها على الارض ونظرت الى موظف الاستقبال وسألته " هل تتكلمالانجليزية "
اجاب عليها "نعم بالتأكيد "
شعرت سارة بالراحة وقالت " اسمي سارة لامبرت وقد تحدثت من لندن لاحجز غرفة "
اكد موظف الاستقبال الحجز واخذ في اتخاذ الاجراءات ثم اعطاهلا مفتاح غرفتها اخذته سارة وتمنت ان ترتمي على السرير وان تنام عدة ساعات اولا يجب ان تسوي شيئين وقالت للموظف " اعتقد ان لديكم امراة اعرفها تقيم لديكم اسمها كلاريسا لمبرت كانت سارة متعبة للغاية لدرجة انه كان من الصعب ان تخرج الكلمات من شفتيها لم يكن لدي سارة ادني فكرة عما اذا كانت زوجة ابيها تستخدم اسمها اثناء الزواج ام لا معظم السيدات المنفصلات عن ازواجهن يرجعن الى استعامل اسمائهن الاصلية خصوصا عندما يكونون منفصلين منذ عشرين عاما
اشرق وجه الموظف لحظة وقال " اه نعم مسز لامبرت بالفعل فقد امضت هنا يومين ثم رحلت في نهاية الاسبوع الماضي "
صرخت سارة قائلة " رحلت " ومع مسحة من الحزن واليأس اردفت " لكني جئت كل تلك المسافة لاراها وتحشرج صوتها في منتصف العبارة وكان يجب عليها ان تبذل قصاري جهدها لتتماسك ثم سألته اخيرا " هل تعرف اين ذهبت "
اجاب قائلا " نعم اعرف فقد ذهبت الى هوانكايو السيدة لامبرت كانت مهتمة جدا بالحرف المحلية ولديهم سوق كبير هناك كل يوم احد
سألته " هل ستعود الى هذا الفندق
" لا اعتقد ذلك " كان من الواضح انه قد اخذ انطباعا جيدا عن مسز كلاريسا لذلك فهو حزين جدا لرحيلها وسقطت كتفا سارة من التعب وقالت " اعتقد اني ساتبعها الى هناك هل هي بعيدة ؟ وكيف يمكنني الوصول اليها ؟ "
" هناك اتوبيسات لكني اعتقد ان سيدة حترمة مثلك تفضل القطار فهو يرحل مبكرا لذلك فالواجب ان تكوني في المحطة قبل الساعة السابعة اذا اردت ان تحصلي علي نقعد .
اغلقت سارة عينيها لحظة هذا ما كان ينقصها ان تصحو مبكرة في الصباح بعد رحلة طيران طويلة لكن لم يبد امامها اى اختيار اخر اللعنة على كلاريسا بالتاكيد لم يكن لها اى ميل لمطارة تلك المراة الخسيسة في كل انحاء بيرو وسالت الموظف " هل تعرف في اى فندق ستنزل هناك في هوانكايو ؟
اجاب الموظف " بالتاكيد فلقد اخترت لها هذا الفندق شخصيا ساكتب لك العنوان حالا انه نظيف جدا وكفء ويديره ابن عمي سيعتني بك اخذت سارة العنوان ومفتاح حجرتها واتجهت نحو الدرج عندما صاح بها الموظف "ارجو ان تجدي صديقتك "
ضغطت سارة على اسنانها غيضا كلاريسا لم تكن ابدا صديقة لها ولا يمكن ان تكون نامت سارة بصعوبة على الرغم من تعبها ولم تجد اى صعوبة في القيام في القوت المحدد لمكنها اللحاق بالتاكسي وحملها التاكسي الى المحطة التى تبدو مملوءة بالناس جذبت سارة حقيبتها وامسكت بها بقوة فان كتاب الارشادات حذرها من ان اللصوص يكثرون في المحطات السكة الحديدية ومحطات الاتوبيسات واذا سرقت اوراقها واموالها فسيكون ذلك بمثابة القشة التى تقسم ظهر البعير .
ان كتاب الارشادات يقول لها ايضا ان الرحلة الي هوانكايو تستغرق عشر ساعات هذا في يوم جيد لا يحدث اى خطأ ما وبما انها قد وصلت الى هذا الحد فلن تعود الى الوطن حتي تبذل كل جهد من اجل مقابلة كلاريسا لامبرت ونظرت نظرة متعالية الى بقية الناس في المحطة فقد كانوا خليطا من اهل بيرو ومعظمهم يحمل احمالا ملفوفة في ملاءات وسياح من جميع الجنسيات واغلبهم كانوا يحملون حقائب على الظهر حقائب نوم ومعدات اخري ومن الواضح انهم يرون البلدة رخيصة جدا فقد كانت تعرف ان بيرو مفضلة لمعظم السياح خصوصا الشباب منهم الذين يبحثون عن شيئ مختلف الى الان لم تاخذ سارة بسحر البلدة الاخاذ فهي فقط تريد ان تجد كلاريسا وان تسوي الامور معها ثم تعود من جديد مباشرة الى الوطن الى ادوارد .
وكان طابور حجز التذاكر منظم بدرجةعالية واخذت سارة دورها فيه وكانت تنظر الى الناس حولها بعصبية فلم تعتاد على السفر هكذا وحدها خصوصا في بلد غريب وبدات اعصابها في التوتر ان معظم رفقاء السفر لم يعطوها الانتباه فقد كانوا يتجمعون في مجموعات صغيرة ويتحدثون معا بينما كان البيريون المحليون ينتظرون القطار في صبر وهدوء .
وقع نظر سارة على رجل يبدو وحيدت مثلها واعتقدت انه جذب انتباهها لانه بدا وكانه مهتم بها نظرته كانت مثبته عليها بدون هدف حتى عندما نظرت اليه مباشرة لم يبدو عليه الاضطراب ولم يشح بوجهه بعيدا عنها ، وكان يحمل على ظهره حقيبة ومنظره العام سيئا والبنطلون الجينز الذي يلبسه نظيفا لكنه مقطوع ولم تكن جاكيتته الجلدية القديمة افضل حالا والقبة الهشة التى تغطي شعره باهته فلم تستطع ان تحدد لونها وكان لون جلده بنيا غامقا محروقا كما لو كان قضي الاسابيع القليلة الماضية في الهواء المفتوح ، ونظرت سارة اليه نظره اخري باحتقار واعتقدت انه من ذلك النوع الذي يتجول في البلاد عن طريق الاتوستوب ينام في معظم الأوقات بطريقة غير مريحة السماء وحدها فقط تعرف ماذا يفعل هنا فهو يبدو كما لو كان يعاني مشاكل مادية ، وبما انه رفض ان يشيح بوجهه عنها تعمدت ان تدير ظهرها له بالتأكيد لم تكن تريده ان يأتي اليها ويستجديها بعض النقود سيكون ذلك محرجا للغاية ، ثم فجأة خطرت لها فكرة منذرة ومحذرة ماذا لو اختطفها لانه من الواضح انها وحيدة او يمكنه نشلها او يختطف حقيبتها ويهرب قبل ان تستطيع ان تفعل شيئا وانتابتها العصبية وحاولت ان تقترب من مجموعة من السايح فبذلك ستجعله يعتقد بانها واحدة منهم ويتركها لحاليها ويبحث عن ضحية اخري وعندما رمته بنظرة من فوق كتفيها على الرغم من ذلك فقد وجدته مازال هناك يراقبها والأسوء من ذلك انه اقترب منها كان على بعد ثلاثة امتار ونصف او اربعة امتار وبدأ قلبها يخفق بشدة لم يكن رجلا ضخما لكنه كان طزيلا وتساءلت تري


منة الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس