الموضوع: مقتطفات روائيه
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-01-12, 11:26 PM   #19

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

على السطح . كنت أحس بقوى النهر الهدامة تشدني إلى أسفل وبالتيار يدفعني إلى الشاطئ الجنوبي في زاوية منحنية . لن أستطيع أن أحفظ توازني مدة طويلة . إن عاجلاً أو آجلاً ستشدني قوى النهر إلى القاع . وفي حالة بين الحياة والموت رأيت أسراباً من القطى متجهة شمالاً . هل نحن في موسم الشتاء أو الصيف ؟ هل هي رحلة أم هجرة ؟ وأحسست أنني استسلم لقوى النهر الهدامة . أحسست بساقي تجران بقية جسمي إلى أسفل . في لحظة لا أدري هل طالت أم قصرت تحول دوي النهر إلى ضوضاء مجلجلة ، وفي اللحظة عينها لمع ضوء حاد كأنه لمع برق . ثم ساد السكون والظلام فترة لا أعلم طولها ، بعدها لمحت السماء تبعد وتقرب والشاطئ يعلون ويهبط . وأحسست فجأة برغبة جارفة إلى سيجارة . لم تكن مجرد رغبة . كانت جوعاً . كانت ظمأ . وقد كانت تلك لحظة اليقظة من الكابوس استقرت السماء واستقر الشاطئ وسمعت طقطقة مكنة الماء ، وأحسست ببرودة الماء في جسمي . كان ذهني قد صفا حينئذ ، وتحددت علاقتي بالنهر إنني طاف فوق الماء ولكنني لست جزءاً منه فكرت أنني إذا مت في تلك اللحظة فإنني أكون قد مت كما ولدت ، دون إرادتي . طول حياتي لم أختر ولم أقرر . إنني أقرر الآن إنني أختار الحياة . سأحيا لأن ثمة أناس قليلين أحب أن أبقى معهم أطول وقت ممكن ولأن علي واجبات يجب أن أؤديها ....


لا يعنيني إن كان للحياة معنى أو لم يكن لها معنى . وغذا كنت لا استطيع أن أغفر فسأحاول أن أنسى . سأحيا بالقوة والمكر . وحركت قدمي وذراعي بصعوبة وعنف حتى صارت قامتي كلها فوق الماء . وبكل ما بقيت لي من طاقة صرخت ، وكأنني ممثل هزلي يصيح في مسرح : (( النجدة . النجدة )) .


رواية موسم الهجرة الى الشمال .. للكاتب الطيب صالح





جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس