عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-12, 02:46 AM   #3

روايات عبير
 
الصورة الرمزية روايات عبير

? العضوٌ??? » 62690
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 465
?  نُقآطِيْ » روايات عبير is on a distinguished road
افتراضي



((الفصل الثاني))
فتح الرجل عينيه ثم وضع مرفقه على الأرض في محاولة منه لرفع نفسه ولم يكن قد انتبه بعد لوجود آنجيل التي لم تنبس ببنت شفة وهي تراقب هذا المجنون.
كان لا يزال يحاول النهوض عندما قالت له بصوت مرتجف:
{لا تتحركـ, سأحضر أحداً لمساعدتكـ}
نظر إليها الرجل وهو يقاوم حتى لا يغمض عينيه, فتح فمه ليقول شيئاً إلا أن رأسه سقط بقوة على الأرض مما جعله يغمى عليه مرة أخرى
نظرت آنجيل حولها علها تجد أحداً تناديه ليأتي ويساعدها لابد أن تسرع قبل أن يحل الظلام, نظرت إلى الرجل مرة أخرى ثم نهضت وركضت بسرعة متجهة نحو المنزل.
تعثرت وسقطت على الأرض عدة مرات ولكنها واصلت الركض حتى وجدت عمها في منتصف الطريق فتوقفت مقطوعة الأنفاس, قال عمها ريتشارد وقد أصابه الذعر من الحالة التي كانت عليها آنجيل:
{آنجيل .. مابكـ؟؟؟لقد جئت أبحث عنكـ}
{أرجوكـ عمي .. هناكـ رجل مغمى عليه هناكـ}
وأشارت بإصبعها حيث كان الرجل مداً على الأرض فاداً الوعي والمظلة بجانبه.
لم يطال عمها بالشرح أكثر من ذلكـ, أمسكت بيدها وركض معها إلى حيث أشارت, كان عمها ريتشارد في أوائل الأربعين مما جعله يركض بسرعة توازي سرعتها .. تقريباً.
وعندما أصبحا عند الرجل, وجدا بقعة دم تحت رأسه, وقفت آنجيل جامدة وقد أحست بأن حلقها جف وقلبها توقف وهي توقفت معه.
هذه ليست المرة الأولى التي ترى فيها أحداً بهذه الحالة وهو ممدد على الأرض والدماء قد أعطت الأرض الخضراء لوناً آخر.
رجعت آنجيل خطوتين ناسية عمها وقد تخيلت الرجل رجلاً آخر, وكادت أن تهرب لولا أن صوت عمها أعادها من شرودها وهو يقول:
{يجب أن أحمله. فلا حل لنا سوى هذا}
لم تعارض آنجيل على الفكرة, فلم يكن هناكـ حل آخر والسيارة لا تستطيع السير على هذه المنطقة الزراعية والتي هي ملكـ أحد سكان القرية.
حمل عمها الرجل وتوجه نحو المنزل ثم قال لها:
{اسمعي, اسبقيني واتصلي بالدكتور هامستون ليحظر حالاً, يبدو أن إصابته بالغة}
فعلت آنجيل كما أمرها عمها وركضت بأقصى سرعتها حتى وصلت إلى المنزل.
دخلت بسرعة فوجدت لورا زوجة عمها أمامها, نظرت لورا إليها مصدومة من منظرها فقد كان بنطالها ممزقاً عند ركبتيها كما أنها فقدت فردة من حذائها الرياضي عندما تعثرت على الطريق.
قالت لورا:
{تبدين بحالة رهيبة, ماذا حصل لكـِ؟}
توجهت آنجيل نحو الهاتف وبدأت بطلب رقم هاتف الدكتور هامستون وهي تجيب لورا:
{سأشرح لكـِ فيما بعد}
رن هاتف الدكتور مرتين قبل وهي تدعو الله أن يكون في عيادته. وأخيراً رد عليها بصوته الخشن قائلاً:
{مرحباً, الدكتور هامستون يتكلم}
{مرحباً دكتور, أنا آنجيلينا, أرجوكـ هناكـ حالة طارئة هنا بالمزرعة ونريدكـ أن تأتي بسرعة, هناكـ رجل أصيب بجرح بليغ في رأسه}
رد عليها:
{حسناً. لا تقلقي سأحضر في الحال}
أغلقت آنجيل سماعة الهاتف و فقالت لورا:
{أين عمكـ؟ ومن هو الرجل الذي تتحدثين عنه؟}
{سأخبركـ لاحقاً. أين سكوت وآيان؟}
أجابت لورا:
{ إنهما بالخارج, وربما سيتأخران في العودة, سأحضر لكـِ كوباً من الماء, أنتِ تلهثين}
فكرت آنجيل بأن تعود لترى ما إذا كان عمها قد أصيب بمكروه أيضاً, ولم تمضي دقيقة حتى دخل عمها وهو يحمل الرجل ووضعه على الأريكة في غرفة الضيوف.
تبعته آنجيل وزوجته, فسألا آنجيل:
{أين هو الدكتور؟,, ألم تتصلي به؟؟}
{بلى وقد قال بأنه سيحضر حالاً}
وبالفعل رن جرس الباب وكان الدكتور هامستون هو القادم.
دخل إلى الغرفة وهو يحمل حقيبته بيده قائلاً:
{مرحباً... أين هو المصاب؟}
أجابت آنجيل:
{إنه هنا, وتبدو إصابته خطيرة}
فحص الدكتور رأس الرجل وطلب ماءً دافئاً, ثم قال محدثاً العم ريتشارد:
{يحتاج الجرح إلى عدة غرز. الحمد لله أنني أحضرت أدواتي كاملة, ولكن يجب أخذه إلى مستشفى المدينة لتجروا له فحصاً كاملاً فهناكـ احتمال وجود كسر في جسمه}
أحضرت آنجيل الماء الدافئ, فقال لها الطبيب:
{أنت حتماً لا تريدين رؤيتي وأنا أخيط له الجرح, أليس كذلكـ؟}
فرفعت يدها احتجاجاً:
{لا بأس دكتور هامستون, فلن يغمى علي من منظر الدماء}
التفت العم ريتشارد إلى زوجته لورا وقال لها:
{وأنتي لورا؟}
لم يكن هناكـ داعٍ لسؤال ريتشارد, فلون لورا كان خير دليل على خوفها من الفكرة, فكيف برؤيتها.
استغرق الأمر حوالي الساعة حتى انتهى الطبيب من تنظيف الجرح وخياطته ثم نظف جراح الرجل الأخرى التي كانت منتشرة في جميع أطرافه تقريباً.
قال الدكتور موجهاً كلامه لريتشارد:
{سيبقى نائماً لثلاث أو أربع ساعات, وأكرر بأنه يجب أخذه للمستشفى لتجروا له الفحوصات اللازمة, ولا يجب أن يتعرض الجرح للماء, سأعطيكـ حبتين يأخذهما قبل أن يتناول الطعام, فسيستيقظ وهو يعر بصداع شديد
توقف الدكتور برهة ثم قال بفضول وهو يضع أدواته في حقيبته:
{يبدو هذا الرجل غريباً رعن المنطقة, كما أنني لم أعلم بعد سبب الإصابةْ}
شرحت له آنجيل الأمر وقد تملكتها قشعريرة عندما تذكرت كيف سقط على الأرض بسرعة.
ودعهم الطبيب خارجاً من الغرفة وقد خرجوا ورائه تاركين ذلكـ الرجل في سباته.


روايات عبير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس