عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-12, 06:30 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي



لم تعد ألانا تسمع من مناقشتهما شيئا فقد شردت افكارها ومرة أخرى ذهبت الى الماضي البعيد ، تفكر في كونون بلطفه ، رقته ، كرمه وحبه .... ولكنه اصبح الآن الرجل الذي قاده قدره الى سوء السبيل ، وصار ضحية لأخطائه ، تزوج زواجا فاشلا ، زواجا ترك جروحا عميقة أليمة في نفسه ، جروحا لا تلتئم.
فهو يلومها ، ولماذا يفعل ؟ ألأن خطأه....
كان صوت ماكس عاليا قطع عليها افكارها وأعادها من تأملاتها ، وسمعته يقول:
" آمل أن تعقد ولو صفقة واحدة على الأقل ، سيد كونون".
" هناك إحتمال كبير يا سيد ماكس".
فجأة غدا كونون المضيف اللبق وهو يتابع:
" سوف نكمل حديثنا هذا المساء .... بينما تاخذ السيدة قسطا من الراحة".
إحمر وجه ألانا ولكنها لم تقل شيئا.
اجاب ماكس بجفاء:
" إن سكرتيرتي تبقى عادة معي ، عندما أقوم بأي عمل ، وأنا أفضل هذا ، إذا لم يكن لديك مانع ".
لمعت عينا كونون ونظر نظرة غريبة نحو ماكس واجاب:
" وأنا افضل أن يكون حديثنا للرجال فقط ، أعني ان العمل الذي اريد ان أبحثه معك يخصك وحدك".
ثم توقف عن الكلام ، واخذ ينظر الى الانا ، جف ريقها ، وشحب لونها ، واحست أن شهيتها للطعام قد زالت ، ولكنها لم ترغب أن يلحظ مضيفها ذلك ، فرفعت الشوكة الى فمها.
" سوف تأوين الى فراشك بعد العشاء".
كان أمرا ألقي من قبل كونون ولكن بطريقة لطيفة ، ولم تجرؤ ألانا ان تعصي ، على اية حال فإنه من المفرح والمريح ان تبتعد عنه ، فهو يريد ان يهزمها ، وان يسيطر عليها ، أن يتركها لا حول لها ولا قوة.
خرجوا الى الفناء الواسع ، جلسوا حول الطاولة ليشربوا القهوة ، كانت الأزهار جميلة في احواضها ، أخاذة بأشكالها وألوانها ، رائحتها تشرح الصدر وتنعش الفؤاد ، ولكن الانا لم تلتفت لكل هذا ، وكان همها أن تسرع في شرب قهوتها ، متلهفة للذهاب.
مما لا ريب فيه أن ماكس كان حانقا ، مغتاظا بينه وبين نفسه ، ولكنه لا يملك إلا الإذعان لما يمليه كونون ، فقد جاء لغرض معين وليس من مصالحه أن يعادي الرجل الذي يامل ان تتم معه الصفقة ، ولذا ، فإنه لم يعترض ، عندما وقفت الانا ، وقالت تصبحان على خير ، ثم تركته وحيدا مع كونون.
بعد أن أمضت الانا ما يقرب من الساعة وهي تمشي في غرفتها جيئة وذهابا ، عزمت على الخروج والسير في الهواء الطلق ، عله يصلح من حالها ، او على الأقل يبعد عنها القلق الذي يساورها ، ويساعدها على النوم .
وعلى الفور خرجت ، وسارت في الممر الذي يؤدي من الفيللا الى حديقة الورود ، تستنشق عبيرها الذكي ، وتمتع ناظريها بجمالها الساحر .
كانت هذه الجزيرة حقا قطعة من الجنة ، نظرت الانا نحو الجبال العالية ، راتها وقد سلب جوالمساء اللطيف خشونتها ، تبدو ناعمة ، قبالة صفحة السماء المتألقة بنجومها الوضاءة.
أضواء تطل بفضول من هنا وهناك ، تنبىء بوجود منازل تسترخي بإرتياح على سفوح الجبال.
أشجار الزيتون قديمة ، قديمة ، ولكنها لا زالت تزدهي بأوراقها الفضية اللامعة وكأنها في عناق دائم مع شعاع القمر الذي إختلس طريقه اليها ، خلال أشجار السرو العالية.
جلست الانا على حائط منخفض ، حيث احست بغتة بالسلام ولأول مرة منذ مجيئها الى هذا البيت الفخم الرائع ، يملكه الرجل الذي كان يمكن أن يكون زوجها في يوم من الأيام ، رجل تبدل كثيرا وكثيرا جدا ، حتى أنها لم تستطع ان تميزه للوهلة الأولى..
أجفلت ، وسمعت دقات قلبها الذي علا وجيبه ، فإلتفتت لترى خيال إنسان آت نحوها من جهة المنزل ، إنه كونون !
هبت من غير ثبات ، تريد أن تهرب من الخيال الذي رأت ، لو إستطاعت ، ولكن قدميها سمرتا في مكانهما ، ثم بدل ان تمضي عادت الى حيث كانت تجلس ، فسار كونون نحوها ، طويل القامة ، يرتدي بدلة سوداء.
" هكذا لدينا بضع دقائق اخرى نقضيها منفردين".
صوته كان منخفضا ، وأحست بيده باردة كتلك التي في القبور ، عندما تناول يدها.
جاهدت ألانا لتتحرر من يده ، ولكنها تعثرت فأمسك بها ، الرجل الذي بدات تكرهه.
" دعني أذهب ! اين ماكس ؟ سوف املأ الدنيا صراخا ، إذا لم تتركني حالا".
هز رأسه ، وكأنها تطلب المستحيل ، وقال :
" ادعك تذهبين ! لقد تركتك مرة ، ألانا ، ولكن لن يتكرر ذلك مرة اخرى ، أنت الآن أسيرتي ، وستبقين كذلك حتى يفرّق الموت بيننا".
وضمّها اليه يعانقها.
" أنت مجنون ، مجنون ، هل تسمعني؟".
ولكنه لم يابه لكلامها ، فعادت تقول وهي تحاول الإفلات من بين يديه :
" مجنون .... هي ايضا قالت لك ذلك....".
ذهبت هذه الكلمات بكل شوقه ورغبته ، وصاح فيها:
" هي؟ من هي؟".
" زوجتك".
إرتفعت يده كأنه يريد أن يصفعها ، يسكتها عن الكلام ، ولكنه تمالك نفسه وأنزل يده الى جانبه ، وقال بصوت خشن:
" أنا لم أتّخذ زوجة أبدا ! انت التي كان يجب ان تكوني زوجتي ، وسوف تكونين ! لقد كانت زوجة الوهم ، وليست لي !".
قالت بإضطراب :
" أنا.... آسفة ، كونون.....".
ضحك بخشونة وقال:
" أمن أجلي ؟ شفقتك لم يعد لها نفع الآن ، لقد إستغنيت عنها ! دعي الشفقة لنفسك ، فسوف تحتاجين اليها عما قريب ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس