عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-12, 06:48 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

توقف ماكس عن الكلام مرة اخرى وإستدار نحو النافذة ، سار اليها ببطء ، يسحب الستائر عنها ، كل شيء في الخارج كان يخلد الى السلام والراحة ، الزهور الجميلة العطرة ، الجبال العالية الصامتة ، البحر الفسيح الداكن ، واشجار النخيل المتمايلة تتطلع الى فوق بإتجاه السماء المتلألئة ، أما هذان الإثنان في الداخل ، ماكس والانا ، فقد فقدا كل سلام وراحة ، وخيم عليهما الخوف والقلق.
وعاد ماكس للكلام:
" منذ زمن طويل ، إحتلت على رجل كبير السن وسرقته ، وصدف أنه ذو قرابة بكونون ...".
فصاحت برعب:
" أنت سرقت مال أحد ؟ هذا مستحيل ! فانا منذ عرفتك ، منذ عملت معك عرفت انك مثال الأمانة والشرف".
" اليوم نعم ، ولكن قبل مجيئك لا ، لقد اصبحت مرة على وشك الإفلاس حيث فقدت تقريبا جميع أموالي في طيش الشباب".
صمت عن الكلام لحظة وإبتلع ريقه ثم قال:
" دخل علي مرة في مكتبي رجل يوناني كبير السن ، يعرض علي قطعة من الأرض واسعة لأشتريها ولما كان على خصام مع إبنه الوحيد ، ويريد أن يحرمه من الميراث ، أراد أن يبيع جميع ما يملك من أراض ، ذهبت معه الى اليونان وعاينت الأرض فلم أصدق أن الحظ سيوافيني هكذا ، كانت الأرض افضل وأجمل ما في البلاد ، فإشتريتها منه بثمن بخس ، ثم بعتها بريع مليون من الجنيهات ....".
صاحت الانا مرتعبة مما تسمع:
" ماكس ! لا ! آه ، لا ، لا يمكنك ان تفعل ذلك !".
إستدار ماكس وخفض ناظريه ، غير قادر على تلقي نظراتها ، وتابع :
" نعم ، ألانا ، لقد فعلت ، كل منا لديه نقطة ضعف ،جميعنا لديه ما يخفيه ، وحسبت ان سري سيبقى طي الكتمان ، يا الهي ! تصوري أن كونون كان على علم بهذا السر طيلة هذه المدة.........".
" وهو يهددك الان ، أليس كذلك؟".
كان إيمانها بماكس قويا ، كانت تثق بكل ما يعمل ، وترتكز في عملها معه على امانته المطلقة ، والآن تعلم بهذه الجريمة النكراء ، وليس من احد آخر ، بل من ماكس نفسه".
كررت سؤالها ، لتعرف الحقيقة.
" اهو يهددك ، ماكس؟".
بدت المرارة في قسمات وجه ماكس وبصعوبة تكلم:
" نعم يمكنك ان تسمي ما يقوم به تهديدا ، ومن قبل أن اصف أي شكل من التهديد يستعمله معي ، يجب أن أشرح لك بعض الأمور".
صمت قليلا يستجمع أفكاره ، ثم قال:
" إن ذاك الرجل المسن اللطيف من ماني ، وهي منطقة من مناطق اليونان مثل جزيرة كريت ، لها تقاليدها وعاداتها ، ومن هذه العادات واحدة لا يكاد المرء أن يصدقها ، وهي الأخذ بالثأر ، أظن أنك لم تسمعي بالثار ، فدعيني أوضح لك ".
اخبرها ماكس ان الثأر عادة متأصلة عندهم ، وإذا لحق أي ظلم أو ضرر بشخص ما ، فإن أفراد عائلته مستعدون للأخذ بثأره ، والإنتقام من الشخص الذي ألحق به الأذية ، ون لم يجدوا ذلك الشخص فغنهم يوقعون العقاب بشخص آخر من افراد عائلته ، عقابا قد يكون أحيانا أمر من القتل".
" وكونون هو الذي أخذ على عاتقه مسألة الثأر منك؟".
تطلعت الى ماكس ، فرأت تعابير اليأس القاتل بادية في عينيه الرماديتين ، وأضافت:
" ولكن ماذا يمكنه ان يفعل ؟ أعني انك إشتريت الأرض ودفعت ثمنها ، فبأي شيء يستطيع ان يهددك ؟ هل يستطيع؟".
وبعد برهة صمت قال ماكس:
" في خلال ساعات بعد توقيع العقد ، جاء الرجل يريد ان يلغي العقد ، ولكنني رفضت ، وأظن أنه قضى بسبب ذلك ، ألانا ، لا أدري ما الذي اصابني ، لم فعلت ذلك ؟ إنه لا شك الطمع ! مجرد الطمع!".
كان يعاني الكثير من عذاب الضمير ، فقالت له لانا:
" شيء فظيع يا ماكس!".
" أعرف ذلك ، آه ، انا أعرف ذلك يا ألانا ! ".
اخفى عينيه بيديه ، إهتزت كتفاه ،وإمتلأت عيناه بالدموع.
أثرت حاله في الانا كثيرا ، وصعب عليها ان ترى رجلا يكاد يبكي ، ففاضت عيناها بالدموع، وخيم عليهما الصمت فترة ، حتى إستطاعت أن تمسك نفسها وقالت :
" ماكس ، كنت أريد ان أقول قبل ان تقاطعني ، إن الأمر ولو كان شنيعا ، ليس لك أن تخشى كونون ، لقد قلت أنه يهددك ، وانا لا اجد فيما قلت ما يجعله متمكنا من ذلك ، أريد ان أعلم لماذا يهددك؟ ماكس ، عزيزي ماكس ، لا تخشى شيئا ، فهو لا يملك ماخذا عليك...".
" العقد لم يكن قانونيا....".
تكلم ببطء ، ينظر اليها وشفتاه ترتجفان .... وتابع:
" انا اعرف أنه لم يكن قانونيا ، ولكن الرجل المسن لم يكن يعرف".
تكلمت الانا ، وقد جف ريقها وبصعوبة خرجت الكلمات من بين شفتيها :
" أنت.... أنت خدعته يا ماكس ، كما....".
ومن قبل ان تكمل ، قال :
" نعم فعلت ، ألانا".
" إذن يمكنه أن يقدمك للقضاء؟".
" نعم هو كذلك ، وإذا حوكمت ، فإنني سأقضي وقتا طويلا في السجن هنا ، بالإضافة الى إعادة المال الذي إستلمته ثمن الأرض ،وهكذا ستنهار المؤسسة وسمعتي ستلوث ".
" ستنهار .... مستحيل !".
كان ماكس قد وسّع أعماله ، وفتح لمؤسسته فروعا في كندا وأوستراليا ، كما كان اكثر تجار الأملاك إحتراما في لندن ، كلمته فوق الشبهات ، وجميع الذين يقصدونه ، يأتون اليه وكلهم ثقة به وبأمانته ، ومع ذلك فقد كانت في حياته هذه الوصمة السوداء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس