عرض مشاركة واحدة
قديم 13-02-12, 08:20 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


4- في تلك اللحظة التي اراد أن يحتفظ بها لنفسه ، حين إستسلم لآلامه وازاح قناع الشر عن وجهه ، رأته الانا وقد ألقى سلاحه جانبا...


كانت الأيام تمر تباعا ، وإشمئزاز الانا من زوجها يتضاعف مما يزيده غضبا على غضب ، وعنفا على عنف ، لا شك انها كانت تخافه ولكنها كانت تخفي هذا الخوف ، وتتظاهر بالبرود وتعامله بكل إحتقار ، وفي عرفها كان يستحقه.
" سوف تندمين على هذه الغطرسة".
حذرها بهذه الكلمات ذات مساء ، بعدما إنتهيا من تناول طعامهما وخرجا الى فناء المنزل ليشربا القهوة.
" لقد أهنتني أمام كوستاجيس وكاتينا".
نظرت اليه بإستغراب:
" تحسب أنك تستطيع أن تقنع خدمك أن ما يربط بيننا هو الحب ؟ ".
" إحذري".
قال ناصحا ، وكان صوته منخفضا لكن مخيفا ، واضاف:
" لقد هددتك أكثر من مرة ،وقلت أنني سأجعلك تندمين ! ".
شحب لون ألانا ولكنها لم تتكلم ، وإستمر هو في كلامه .
" سوف أخضعك لرادتي ، فالنساء اليونانيات يتعلمن الطاعة بسرعة....".
قاطعته قائلة:
" لكنني لست يونانية ، أنا أنكليزية ، والخضوع ليس من شيمي".
كان الغضب باديا في عينيه ولكن كان هناك ايضا بريق من الإعجاب .
" يجب أن أعترف انني معجب بروحك".
" شكرا لك".
" مع ذلك ، فإنه يسرني أن أحطمها ".
" هل سبق وحطمت روح زوجتك السابقة؟ يبدو لي أنها هي التي حطمت روحك".
توقفت وهي تصرخ من الألم ، فقد أمسك بمعصمها ولواه.
" إياك أن تذكريها ثانية ، فأنا لا أسمح لأحد أن يذكرها في هذا البيت ، وقد أقتلك لذلك".
إنكمشت ألانا في مقعدها ، تفرك معصمها ، وتساءلت ، ترى هل فيه مس من الجنون ؟ كاد الخوف يخنقها وهي تفكر بكلمات ماكس عن كونون ، عندما قال لها انه من الممكن ان يكون قاتلا ، فهل قتل زوجته يا ترى ؟ وقتلها خنقا؟
بصعوبة حاولت أن تبعد هذه الأفكار عن مخيلتها ، ويدها على عنقها ووجهها شاحب كوجوه الموتى ، وقفت لتذهب ، ولكنها لم تستطع أن تتحرك.
سأل كونون :
" ما الأمر ؟ هل أنت مريضة؟".
كان ينظر اليها ، يتفحصها ، ولاحظ لونها الشاحب وشفتيها المرتجفتين .
" نعم كونون ، إنني مريضة".
خرجت كلماتها سريعة من بين شفتيها ، وإستدارت لتغادر المكان ، ولكن صوته الحاد اوقفها وجعلها تستدير ثانية ، قال:
" إبقي مكانك ! انا لم أقتنع أنك مريضة".
" آسفة... ربما لست في وضع يسمح لي أن أبرهن على ذلك ، فعليك ان تثق بكلامي ، أريد ان أدخل.....".
" افي مثل هذا الوقت؟ والليل لا يزال في أوله ، فتيا ، جميلا ، غنه ليل المحبين يا جميلتي ، ونحن محبون ، الانا ، أليس كذلك؟".
" لا تكن سخيفا".
صاحت الانا وقد إنقلب خوفها الى غضب ، وتابعت :
" يا للسخرية ، اتتحدث عن الحب وقد إعترفت انك تكرهني ؟ وانا ايضا متأكدة أنني لا أحبك ، ولن استطيع !".
ولدهشتها لم يعلق على كلامها ، بل قال في هدوء:
" إجلسي يا الانا ، فانا في حالة حب لا احب فيها ان أكون وحيدا".
فتساءلت الانا ، ترى لماذا يخشى أن يبقى وحيدا ؟ أيريد ان يهرب من افكار تقلقه ، افكار شريرة مثلا ؟ وفجأة فكرت بزوجته الأولى وأحست برغبة شديدة ان تعرف شيئا عنها ، وعن موتها!
كونون كان ينظر اليها بكبرياء وهو يأمرها بالجلوس ، رفعت الانا وجهها اليه وبريق الغضب يشع من عينيها ، وقالت:
" أنا متعبة ، ليلة سعيدة".
" ستبقين في رفقتي".
اجابت الانا وقد ضبطت اعصابها بصعوبة:
" لست مجبرة على ذلك ، فلو كنت أنت الذي يريد الذهاب الى الفراش لفعلت من غير ان تسالني".
" بالتأكيد ، فأنا السيد هنا ، أفعل انا ما اريد ، وتفعلين انت ما آمرك به"
كان كلامه قاطعا لا يقبل الجدل.
" إجلسي".
وبعد تردد قصير فعلت الانا ما أمرت به ، ثم أضاف :
" أرى انك تتعلمين بسرعة ، يا فتاتي".
وبقيت الانا صامتة لا تجيب ، اما كونون فقد تابع كلامه تبدو في صوته نبرات السخرية المعتادة:
" أنا أعرف أن الغضب يغلي في صدرك ، ولكنك لا تجسرين على إظهاره ، الواقع أنني أهنئك على حكمتك".
إرتجفت ألانا والكره المميت يملأ قلبها وعيناها تتقدان بالحقد العميق ، وقالت:
" ربما لا أستطيع أن أكون حكيمة دائما ! ولو كنت انت تملك شيئا من الحكمة ، لما إستعملت مثل هذا الأسلوب في معاملتي ، فبذلك تدفعني بعيدا ".
إبتسم كونون قائلا:
" بعيدا ، الى أي شيء مثلا ؟".
" الى عدم القدرة على الإحتمال ، انت نفسك إعترفت أن لي روحا عالية ".
" وإن كنت تذكرين ، فقد قلت أيضا انني اريد أن احطمها ".
نظرت الانا اليه بإزدراء ، وقالت:
" أعتقد أنني هنا ، حتى لا تكون وحيدا ، وبناء على ذلك فإنني اقترح ان نحاول ان نجعل نقاشنا مسليا ، فتهديداتك المستمرة أصبحت مملة ".
كانت جريئة في كلماتها ، وخلال الصمت القصير الذي تلا ذلك ، كانت تتوقع إجابة قاسية مليئة بالإهانة من زوجها ، ولكن لدهشتها ، رات في عينيه بريقا من المرح خفف حدة القسوة التي كانت تطل منهما ، حتى أنها في لحظة تائهة لمحت فيه معالم الرجل الذي عرفته منذ زمن.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس