عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-12, 07:25 PM   #43

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

دخلا غرفة نظيفة مرتبة ، علقت على جدرانها بعض الصور ، ولفتت نظرها قطة بيضاء جميلة ناعمة تجلس على كرسي ، وفوق الموقد كناري في قفص يغني ملء صوته اغنية عذبة.
فجأة قال اندونيس:
" آه ، ها هو إبن خالي ! فهو يملك سيارة أيضا ، سوف اساله إذا كان بإمكانه ان يوصلك الى كاليمنوس".
خرج اندونيس من الغرفة ليكلم غبن خاله في امر الانا ، اما ستيلا فقد أحضرت كاسا من شراب الرمان على صينية خشبية مزخرفة ، وقدمتها لألانا وهي تخفض عينيها حياء ، من غير ان تفارق الإبتسامة شفتها .
تناولت الكاس وهي تشكرها ، ثم رشفت منها قليلا وقالت:
" إنه لذيذ جدا لقد احببته يا ستيلا ".
هزت الفتاة كتفيها وإختفت ومعها الصينية الفارغة.
" اظن انك لست زائرة !".
قال اندونيس فور رجوعه الى الغرفة حيث كانت تجلس ألانا ، وتابع :
" إبن خالي يعمل في احد مكاتب ميناء كاليمنوس ، وقال إنك زوجة السيد كونون ، الذي يسكن في ذاك البيت الكبير ".
واشار بيده الى التل حيث الفيللا الفخمة التي غادرتها منذ وقت غير قصير ، ثم أضاف:
" لقد قال ان السيد كونون لا يسمح لك بمغادرة الجزيرة ، وسنقع كلانا في مشاكل مع السيد كونون إذا نحن ساعدناك على مغادرة الجزيرة ، علما أنك لو وصلت الى الميناء فلن يسمح لك بشراء بطاقة".
شحب لون الانا وقالت وفي صوتها شيء من الغضب:
" انا انكليزية ، واريد ان أغادر الجزيرة ، وما دمت اريد أن أغادرها فسوف افعل".
كان صوتها مرتفعا ، حتى أن ستيلا جاءت تركض من الغرفة الأخرى وفي عينيها الجميلتين نظرات الإستفهام ، فشرح لها أخوها الموقف ، فإتسعت حدقتاها إستغرابا ، وإستنتجت الانا أن اليونانيات لا يمكن أن يتركن ازواجهن ولا تحت أي ظرف من الظروف .
واخيرا قال أندونيس:
" أظن أنه من واجبك ان تعودي الى منزلك ، ولكن اكملي شرابك أولا".
زاد غضب ألانا ، أيقال لها مثل هذا الكلام من مجرد صبي كهذا !
وارادت أن تترك كأسها في الحال ، ولكنها عندما نظرت الى ستيلا ، وجدت نفسها غير قادرة حتى في هذا الظرف على إزعاج تلك الفتاة ، جرعت الشراب بسرعة ، ثم وقفت ، وودعت ستيلا ، متجاهلة الشابين الواقفين عند الباب ، فافسحا لها الطريق لتمر.
بلغ الغضب بها مبلغا لا يوصف وهي تعود الى البيت ، وعندما دخلت الحديقة زاد من سخطها وهي تحس انها لعبة في يد كونون .
كان جالسا في كرسي كبير ، وفي يده كتاب ، نظر اليها عندما وصلت ، لعله كان يريد أن يبتسم بها ، ولكنها لم تلتفت نحوه ، فقال بصوت هادىء:
" مرحبا ، ما بك ؟ اين كنت؟".
"كنت أحاول ان أخرج من هذه الجزيرة !".
شملها بنظراته قبل أن تستقر على وجهها المتورد ، ثم قال :
" حقا؟ وعرفت أخيرا أنك لن تنجحي ، إجلسي وأخبريني عما فعلت ، بمن إبتقيت؟".
أسلوبه زادها غيظا ، ولكنها أجابت:
" أندونيس ، لا أعرف كنيته ، كان عنده الجرأة ليقول لي ارجعي الى زوجك ، من تراه يظن نفسه؟".
قال لها والهدوء لا يفارق صوته:
" إنه إبن أحد الموظفين عندي ، يجرؤ أن يعيدك الى البيت أكثر مما يجرؤ أن يساعدك على الخروج من الجزيرة ، أظن انك أردت مساعدة أخيه ، لأنه يملك سيارة".
" لكنه لم يكن موجودا ، ثم جاء إبن خاله...".
توقفت لحظة عن الكلام وهي ترى إمارات السخرية تبدو على شفتي كونون ، ولكنها تابعت:
" يجب أن أذهب ، ولن ابقى زوجة لك".
" لقد أعلمتك ، أنه لا يمكن أن تغادري الجزيرة دون موافقتي ، على اية حال ، فهناك من حين لآخر بعض اليخوت تعبر الخليج وأصحابها من الإنكليز ، وإذا حدث وتدبرت أمر رحيلك فأعلمي أن سلامة صديقك ماكس ستهدد ثانية".
" إذن أنا سجينة ؟ سجينتك؟".
" لك مطلق الحرية أن تسمي نفسك ما شئت ، إما ما أعرفه انا ، فهو أنك زوجتي ، ومكانك هنا معي".
وضع الكتاب جانبا، ووقف قبالتها، الجبال ترتفع وراءه ، والشمس في كبد السماء تلقي ببعض شعاعها على وجهه ، فبدا قاتما ، والخطوط في وجهه عميقة ، واللهيب يشع من عينيه.
تراجعت الانا الى الوراء ، وهي ترتجف وقلبها يضرب بشدة ، وقبل أن تستطيع الفرار كان قد أطبق على ذراعها.
" دعني أذهب ، إنك تؤلمني".
صرخت والرعب يملأ قلبها ويطل من عينيها ، فقد تمثلت امامها صورة كونون وهو يحاول أن يخنق زوجته الأولى .
" سوف أقتلك ، إذا صرخت مرة ثانية ! أنا زوجك ، تذكري ذلك...".
ولم يتمالك نفسه ، فقد زاد في الضغط على ذراعها ثم أمسكها من كتفيها ، وأخذ يهزها هزا عنيفا ، حتى كادت تفقد وعيها ، وإستمر في ترداد كلماته :
" سوف أقتلك ، هل تسمعين؟".
" تقتلني.....".
خرجت الكلمة من شفتيها اللتين فرت منهما الدماء حتى غدتا كشفاه الموتى ، ثم اضافت ببطء كلمات خرجت متقطعة من الخوف:
" نعم... إنني أعتقد ذلك....".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس