عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-12, 12:16 AM   #862

malksaif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية malksaif

? العضوٌ??? » 120710
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,545
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » malksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع عشر

إنتفضت أوصالى وسرت كهرباء الخجل بشرايينى أى موقف هذا زججت نفسى بة , لملمت أجزائى المبعثرة وحاولت الركض هرباً من مؤرق نومى وشاغل عقلى ....فوضع قدمة أمامى يمنعنى من التحرك ,حاولت التملص فلم أستطع وربما لم أريد فعقلى الباطن يريدة بكل قوتة ....تلاقت عاكسات الأرواح مشوبة بتحد ومزاح محبب , وصلت الية خفقات قلبى الضائعة , أصبح جسدى بأكملة كجمرة نار مشتعلة , دمعت عيناى لعدم إستطاعتى الهروب , حدقت بعينية الناعسة ذات الأهداب الطويلة التى إمتزجت فيها أحاسيس غريبة على محياى ...إبتسامتة العابثة توقفت أخيراً , تحدثت العيون ...نعم لاتظنونى مجنونة...فللعيون لغة خاصة لا يفهمها سوى العاشقين, لا تستطيع الحروف والكلمات الباهتة مماثلتها ...مد يدة كأنة يصافحنى وقال "أتسمحين ..."...ذعرت وإنتابنى الهلع من مجرد أن أفكر فى لمسة ولو كان سلام برىء ...بعد مشقة عاتية أعطيتة يدى فسرى تيار خفى ممتع ..لجم حواسى بأكملها ...فإبتسم وقال "طلال عبد الله ..وأنتِ شمس ..." لم أستطع الرمش بجفنى المتسعتين بصدمة وسحبت يدى بسرعة من دفء أناملة وأذهلنى معرفتة لإسمى وتمتمت "يجب أن أمضى ..." فأفسح لى الطريق وتركنى أذهب ....رحلت وأنا أحضن كفى بصدرى وأشعر بعينية تثقبان كيانى المرتجف ...عدت الى المنزل وإنقلب حالى ..ما هذا الذى شعرت بة ؟....أيكون هو الحب الذى يملأ الروايات والأفلام القديمة ..لابد وأنة هو ...إنة خيال ...مرت الأيام ولم أعد الى التلة مطلقاً خائفة منة ومن نفسى ...حاولت خالتى التحدث معى ولكننى لم أستطع التفوة بالكلمات لكى أعبر عما يجيش بة صدرى فهو أسمى من أن أعبر عنة بالحروف ...رأيتة يأتى كل يوم الى محيط المنزل يراقب نافذتى وبابى الذى كنت أختبىء خلفة لأسترق نظرة حذرة من شدة إشتياقى لة ...حتى حدث إنفجار مروع بالقرب من قريتنا وأخبرونا أنة لغم أرضى وقد قتل بعض المتدربين على أثرة إلتقطت شال جدتى وهرولت الى التلة علىّ أطمئن ويهدأ قلبى الملتاع ...رأيتة بعد عناء بحث مضنى ...كانت جبهتة مضمدة بشاش أبيض وبة بقعة دماء ...ملابسة متسخة ....وجهة متجهم وعينية حمراوين كلهيب نار مستعرة وهو يصرخ بوجة أحد زملاؤة ...هدأت روحى الثائرة قلقاً علية ..وفجأة بلا مقدمات شرع بعينية الى مكانى فلمح طيفى فوجدتة قادماً بإتجاهى بخطوات واسعة واثقة ...تشوبها لهفة حزينة ....لم تتحرك قدماى ..إنتظرتة حتى وقف أمامى كعملاق يثير فوضى الحواس بوجدانى وهمست بلا مقدمات بلهاء وكأننى أعرفة منذ القدم "لقد قلقت عليك ...هل أنت بخير ؟.." رقت نظراتة التى إمتلأت بغتة بدموع متجمدة وقال "فقدت أحد رفاقى اليوم "..إقتربت منة ولمست ذراعة مواسية ...لم تسعفنى الكلمات أمام جياشة مشاعرة المنبثقة من كيانة وعينية لتنفذ الى دواخلى ..مسست جبهتى وقلت هل إصابتك خطيرة ؟"...أجاب بتهكم " سأعيش ...لم أتحول لأشلاء الى الأن " إعتصرنى وجعة وقلت " لا تتحدث هكذا حمداً لله أنك بخير "....جلس على الأرض بإنهاك وأشار لأجلس بجوارة فإبتعدت قليلاً ثم جلست ...فقال بيأس " جلال لدية ثلاثة أطفال وزوجتة حامل بالرابع ...العائل الوحيد لأسرتة الفقيرة .." ألقى بحصاة فى الهواء بعنف وقال " الصهاينة الأوغاد كم أتمنى ذبحهم واحداً واحداً لأنظف العالم من شرهم وخداعهم اللئيم "....إلتزمت الصمت وخطت حروفة دروب عقلى جعلت نوراً غريباً ينبثق بداخلى ....تحدثنا ... قص ما حدث ..لغم منذ كانت سيناء محتلة وضعوة الصهاينة بمناطق متفرقة لا يعرف مكانة سواهم يملكون خرائط سرية ....قالوا عند طردهم من الأرض أنهم أزالوها ولكنهم تركوا بعضها لتنحر قلب أهلها ..تصيبهم بحزن مضنى شماتة فيهم ...خطى رفيقة على اللغم فى لحظة فتناثرت أجزاؤة وأصيب بعض الجنود كان منهم ...أخذ يتحدث بلا توقف ...بكل شىء وإستمرت جلستنا قرابة الثلاث ساعات , كانت هذة بدايتنا ...إستمرت اللقاءات وإستغرقنا بالأحاديث والمشاعر المكبوح جماحها بفضل تربيتة البدوية ....حديث غير منقطع يتواصل كشريان الحياة ......لا أعلم من أين أتانا كل هذا الحديث الذى لا ينضب ...كنت طلقة اللسان رغم أننى لم أكن أبداً ثرثارة ....أستمرىء الحديث معة وأستعذب الإنصات الية ....نتكلم ونتكلم دون أن نشعر أننا غريبين لم تكد فترة تعارفنا أن تتعدى الشهر ...أصبحت أمتلك كل ذكرياتة ويمتلك ذكرياتى .....عرفنى بكل شىء عنة بداية من والدة الشيخ عبد الله نهاية بتوأمة الصغار أركان وبلال وطفل أركان الصغير صلاح الدين ...كانوا يقولون أنة إبن أركان الذى لم يكن عمرة يتعدى الثالثة عشر ....كنت صغيرة السن غضة الأغصان ...عرفنى بعالم كنت بعيدة عنة بعد السماء والأرض ...أخذ بيدى ينزهنى برهف المشاعر وكيفية العطاء بلا إنتظار ليأخذ ....علمنى كل ما يطلق علية لقب ولة بدون وعى منة ...لم يقل أحبك سوى مرة واحدة ولكن أفعالة كانت تثبت لى كل لحظة كم هو يعشقنى ..نزاهتة ...أخلاقة ...حكمتة التى لاتتناسب وسن الشباب الطائش ...تغلغل بوجدانى ...أصبحت أتنفسة كالهواء لا أطيق البعاد عنة تركت دراستى وبقيت بجوارة طوال ذلك العام وساعدتنى الظروف حين توعكت خالتى وجدتى سيدة كبيرة السن تحججنا أنها لا تستطيع مساعدتها لأضمن بقائى بجوارة ...إختلفنا وصرخ بوجهى لأعود لدراستى ولكننى تشبثت بة كما يتشبث الغريق بقشة ....تخاصمنا وظل ثلاثة أيام سوداء لا يتحدث الىّ , لكننى كنت أشتم أنفاسة وهو يختلس النظرات للمنزل الموصد الأبواب والنوافذ ...ألم يكن يعلم نصف روحى الآخر أننى أشعر بة ولو كان مختبىء بداخل ألف كهف مظلم أصبحت أستشعر دقات قلبة وأنفاسة ...هذا الحبيب الشارد .........حياتى برمتها كانت خالية مما يدعى مشاعر والدى يسعيان بشتى الوسائل لتصحيح وضعهم المادى كلاً مغمور بحياتها وأنا أظل بجوار خالتى التى كنا نتحدث معاً بلغة الإشارات ...أفهمها بلا كلمات حتى أننى كنت أدعوها بوالدتى ....الى أن وجدتة ...شعرت بالخوف من تركة والذهاب لكى لا تبتلعنى المدينة بكبرها وينشغل عنى بحياتة ...لم يحتمل وعدنا لنذوب مرة أخرى بعالمنا الخاص فوق التلة المهجورة ....كانوا دوماً يرددون مثل أبلة البعيد عن العين بعيد عن القلب ...لم يجربوا معنى أن يوشم القلب بملاك هؤلاء البلهاء ...فإنة يوشم جفن العين كلما رمشت ظهرت صورتة جلية مهما كان بعيداً بجسدة تبقى روحة .....
إنصرم العام بسرعة البرق .....لقاءاتنا زادت وطأتها تحت وهج شمس الصحراء وربيعها وخريفها حتى بشتاؤها القارس كان يدفئنا لهيب المشاعر التى تكتنفنا كجنين برحم أمة .....إجازاتة الخاطفة لعائلتة كان يقطعها فى نهاية اليوم ليحضر بصحبة عمة عبد الرحمن ليرانى ...تعرفت على صديقة الصدوق وكان شهماً ووفياً , خبأنا عن العيون والألسنة ...أصبح برحابة صدر حجابنا الساتر ...حتى عندما قابلتة بالسعودية بمكتب السفير كان حجابى الساتر, لملم شتات عائلتى وإنتشلنا من كارثة والدى أعلم جيدا انة فعل ذلك لأجل خاطرة كأنة يراة بعيناى يستشعر ملامحة بوجهى ...ليس هناك من عرفة إلا وغرق بحبة ...نبع الحنان هذا ...آآة ياطلال كم إفتقدتك ...تحركت من سريرى بإرهاق, وجهى مشبع بدموع جارفة , أخرجت دبلتى الصغيرة ووضعتها بأصبعى وقبلتها ثم أخرجت صورتة الوحيدة التى لاتزال بحوزتى.... التقطها لنا عبد الرحمن فى عمق الصحراء حين صمم على أن يعلمنى ركوب الخيل وإقترض أحد جياد أقاربة , كنت أجلس خلفة بزهو, شعرى المبعثر يشبة غجرية خرجت من قصص الخيال لتخطف روحة كما كان يردد دوماً.... ...بوجهى المتوهج , إبتسامتى الراضية الهانئة ...عيناى تلمعان بولة لا تحدة حدود ولا يعرفة بشر ....أطوق خصرة بيدى خائفة من السقوط وكلى ثقة أنة لن يفلتنى ....وهو يضحك ببراءة طفولية..... يدية تضم يدى وضغط عليها برفق يناجينى ويحدثنى بشغفة وعشقة لكيانى بضغطات خفيفة على أناملى ..مناجاة الأيدى شغفنا الخاص ..أسندت وهنى وهشيم قوتى على ضوئة ....كنت كنزة الأغلى والأندر فى الوجود ...إشترى خاتمى زواجنا ...حتى ينزل أجازتة ويفاتح والدة بالأمر , فوالدتة كانت تعلم مسبقاً ولكنها لم ترانى قط ....ورحبت بوجودى بفضل حبها الكبير لبكرها الذى أصبح رجلاً ويريد أن يشيد عالمة .....تزوجنا وشيدنا منزلنا وأنجبنا وربينا أطفالنا الذى إختار أسماؤهم ....ميساء وتيم ....بنينا حياتهم على الحب المتدفق منا حتى أننا زوجناهم ....أصبحنا أجداد بأسنان متساقطة وشعر أبيض يشيب مع مرور الأيام ...رسمنا حياتنا وكأنها ستحدث على رمال الصحراء , لم نعى أن أثار الرمال تمحوها هبة رياح عاصفة , ولم نشك لحظة أن أحدنا ستخطفة عاصفة الأقدار .. ....وكان هذا أخر لقاء لنا ...وأخر كلماتة أن أعتنى بنفسى حتى يعود ونلتقى ...ياالله كأنة كان يشعر ...كان يعرف أنة سيذهب شهيداً ..... جاءنى الخبر عندما سمعنا طلقات الرصاص الحى فى ثكنتهم الرئيسية وطوقت المنطقة بحصار مهول من الجيش....تناوبت الإشاعات على وجدانى كسوط يضرب روحى يسلخها من كيانى قلقاً علية ووثقت بداخلى أنة سينجو مثل المرة الماضية ...لن يتركنى وحدى ....لازلنا لم ننفذ مشروع حياتنا ...لم أعبر بوابة الشيخوخة وهو يمسك بيدى يجنبنى تعثرات الطريق ...لازلنا بالبدايات لن يتركنى ....لا بل تركنى ورحل ...رحل بلا عودة وبلا وداع ....أخبرنى عبد الرحمن بالهاتف فأصبت بإنهيار عصبى وقبعت ثلاثة أشهر بلا كلمة واحدة ومل أهلى منى فتركونى وشأنى .....أضنى قلبى رحيلة ....بعثر أحلامى وذبح شريان يربطنى بالواقع .....لم يزورنى النسيان مرة وكان حاضراً ماثلاً أمام عيناى كل لحظة وكل دقيقة بعمرى .....حبة جعلنى أكتفى أوصد أبواب قلبى علية أرشف من خيالة لكى أبقى ..... أعتكفت كالراهبات لاأريد من الحياة سوى ذكراة ....فقط ذكراة ...تلا تلك النكسة ... وفاة والدتى فجعلت الضربات نفسى عديمة الثقة ...هشة ...ضعيفة....أريد فقط الإنزواء بعالمى ولا يحاول أحد أن يجذبنى منة عنوة كما فعل والدى بتزويجى لرجل غريب على روحى إغتصبها عندما سنحت لة الفرصة رغم ندمة بعد ذلك إلا أننى لم أغفر وصممت على الإنفصال .....وجاءت ميساء التى كرهتها بالبداية ولكن إسمها وأن بها جزء منى جعلنى مرتعبة عليها أبتعد تارة وأقترب تارة أخرى , أعلم أننى لست أم مثالية ولكننى أحاول بكل طاقتى إستمداد قوة لا أمتلكها من ليل وتجاربها ....أسعى لتحسين علاقتنا ...رغم رعبى من فقدانها هى الأخرى... لقد أصبح هاجس يؤرقنى أننى كلما إقتربت من شخص فارقنى ......سافرنا الى المملكة العربية السعودية وكانت ظروف البلد تلائم وضعى وعدم خروجى من باب المنزل وندرة ملاقاة الناس ....فتوثق بداخلة سلوكى الهارب هذا .....عدنا بعد خمس سنوات بعدما حلت النكبة وإنقذنا عبد الرحمن ...تسربلت البهجة لدواخلى لأول مرة عندما تغلغلت بعائلتة وصممت على الإقتراب الذى كان شاقاً على نفسى الضائعة .....

سلكت الطريق الصحراوى فالجو أصبح أدفىء كثيراً وتوقف هطول الأمطار ...أريد بعض الهدوء من تلك الضجة العارمة بأفكارى ...ماذا فعلت يا توأمى ولما فعلت ذلك ؟....أسئلة متعددة أنهكتنى ...الأوراق التى جاءت بها سلمى لو كان على قيد الحياة لزجت بة فى السجن من أوسع أبوابة ...نظرة ليل أكدت شكوكى بصحة الأوراق ...والدى الحبيب لأن عقليتة ليست تجارية مثلى لم تصل لة اللعبة ...أدرت دفة الأمر عندما قلت أنها أوراق ستفيدنا بأمر الديون ...فثقبتنى نظراتها النصف مغمضة ثم إرتفع ثغرها بإبتسامة باهتة تقول لما تخفى الأمر عاجلاً أم أجلاً سيعلمون ...ولكنى لم أستطح ذبح قلبى أمى أكثر , تكفيها صدمة زوجة بلال الثانية وطفلها الرضيع الذى تشبثت بة وصممت على بقاؤهم بالمنزل حتى الصباح بالإضافة عن بعض العبارات المضايقة عن أن المنزل يعتبر منزل طفلها ...فتصلبت ملامح ليل وظهرت نظرة الشر بعينيها فوأدها والدى حين قال "لا هذا منزل ليل وأولادها , منزل هذا الطفل هو منزل والدة الذى تركة لة "...رمقتة والدتى بنظرة مؤنبة فى حين إبتسمت سلمى وقالت "لا تهمنى المنازل ....كل ما أريدة عمى أن يكون أركان وسط عائلتة وليس غريباً"...لا أعلم لما أضنت قلبى تلك الكلمة ..فهذا الرضيع الصغير قد كتب علية الغربة قبل أن يواجة الحياة ولكننى لن أسمح بذلك ..رغم مصاعب هذا القرار , سأسعى لتحقيقة لن يكون هناك غريب دار أخر بمنزل الشيخ عبد الله ...يكفينا تلك الغربة الباردة التى أنهكت عمرى وسلبت روحى لتغمسها بالتية والخذلان ...هدوء ليل ونظراتها أرقتنى ...لن تصمت , هدوءها هذا كهدوء ما قبل العاصفة أشعر بتقلباتها المرتسمة جلياً على ملامحها ..حتى عندما وقفت لتذهب تاركة إياهم فى لحظة صمت ....خطواتها أنبأتنى بشىء يدور بعقلها ..كم أتمنى فقط أن تكف عن المحاربة وإخراج أسلحتها كلما إقتربت منها ....أشعر بالإرهاق ينفذ لعظامى ....رغم ذلك بداخلى شعلة مغمورة بالسعادة حديثنا وإنفتاح ليل بالكلام معى جعلنى واثقاً أننى قفزت قفزة واسعة بعلاقتنا ورغم ذلك أخشى أن تكون بتلك القفزة كسر رقبتى , فلا شىء متوقع مع هذة المرأة الإستثنائية ....أعدت تشغيل السيارة لأعود أدراجى للمنزل ...أصبح لدى ثلاث عثرات يجب أن أنتهى منهم قبل سفرى ....زوجة بلال التى أكادأجزم بقرب نكبة تخطط لها والدتى التى وّثقتها بكلماتها عن المنزل , فلن تكل إلا عندما يجتمع أحفادها تحت سقف واحد وهذا سيجعل ليل تثور ثورة عارمة ...الأمر الثانى عمل بلال ...لابد من إعادة ضبطة لقد علمت الأن الى أين ذهبت الأموال , لقد شيد شركة أخرى بإسم شخصاً أخر وحول معظم أموالة ليعلن إفلاس شركتة وينقذ نفسة من براثن الديون والتعاقدات ....يجب وضع الأمور بنصابها وإعادة تشغيل الشركة لأنها العائل الوحيد لأطفالة أريدهم أن يحظوا بكل ما يريدونة وتكون الأموال لا تشوبها رائحة نصب أو حرام ....الأمر الثالث هو صغيرى صلاح الدين ماذا كان يفعل مع ذلك الشاب الفاسد ولم يتسحبون كاللصوص هكذا ؟...أخشى علية ويجب أن أعرف ماذا يحدث معة ؟.....دق هاتفى ليخرجنى من كبوة التفكير أجبت فوصلنى صوت والدى يقول "أريدك بالمنزل .."...قلت بإقتضاب "حسناً ..."...إنتابنى القلق والتفكير.... فيما يريدنى والدى ؟؟....

لقد أخبرنى كم أنا مميزة اليوم ...ياالهى أكاد أشعر بقلبى يخفق بجنون ....كتابى أمامى ولا أكاد أرى شيئاً بة ...لقد أتلف عقلى بمدحة المستمر , مسكت القلم وأخذت أرسم حروفاً ودوائر مبعثرة ...أفكربة وبداخلى فزع من إنتفاضة مشاعرى تلك ...فرغد تقول أنة لا يناسبنى لأنة كبير السن , لكننى أشعر بالأمان الى جانبة , أتشوق لليوم المدرسى بفضلة حتى دراستى أجتهد بها لكى أكون متميزة بنظرة ....أجفلتنى ضربة خفيفة على كتفى وهجوم ريان الذى أصبح معتاداً ...إختطفت الكتاب من يدى ولمحت الإسم الذى كتبتة بلا وعى منى فى لحظة شرود على صفحاتة البيضاء , حاولت جذبة من يدها ولكنها رأت إحمرار وجهى فتمسكت بالكتاب أكثر وأخذت تفتش عن سر توترى , جحظت عينيها عندما لمحت إسمة مكتوب بداخل قلب ...فإتسعت عينيها دهشة ومرت لحظات من الصمت المكهرب وقالت بإبتسامة مذهولة "أتحبين الأستاذ براء ميساء ؟؟"...سارعت بقولى "لا لا ريان ....لا تكونى حمقاء "..هجمت عليها لأجذب الكتاب من يدها ولكنها لم تسمح وأخذت تضحك بصوت عال وتردد بطريقة مستفزة "ميساء تحب براء "حتى خشيت أن يسمعها ساكنى البيت فألقيت نفسى عليها وطرحتها أرضاً ثم جلست فوقها جذبت الكتاب وألقيتة تحت السرير ...حاولت كتم صوتها بيدى وهى لاتزال تضحك بشماتة وأنا أصرخ مرعوبة "توقفى يابلهاء ...تتوهمن الأشياء"...دمعت عينيها من شدة الضحك وضغطى على جسدها وفجأة فتح باب الغرفة وظهر صلاح الدين بوجة قلق "ماذا يحدث هنا ؟"...عندما رأى وضعنا إتسعت عيناة دهشة وقال "ماذا تفعلون ؟..هل فقدتم عقلكم ؟..."...دفعتنى ريان وهرعت الية وقالت" سأخبرك بسر ياعمى الحبيب "...صرخت "ميساء ...حلفتك بوالدك "...ساد الهدوء للحظات أنفاسى المتلاحقة المرعوبة من فضح سرى الصغير , ملامح ريان المشعتة ونظراتها التى تحولت من عابثة , ضاحكة الى نظرة جوفاء متألمة ...وصلاح الدين يضيق عينية يحاول الوصول الى ماهية الأمرويقول بتهديد "إخبرونى ماذا يحدث هنا ؟.." فتحولت ريان بسرعة البرق وقالت "ليس من شأنك إنها أشياء فتيات ..."رفع حاجبة بإستنكار واضح وقال موجهاً حديثة لى " ما الأمر ميساء أخبرينى ..فرددت كلمات ريان كالببغاء "لا شىء إنها أشياء فتيات .." رمقنى بنظرة غامضة وأغلق الباب وهو يقول "حسنا حسناً" التفتت الىّ وأنا لا أصدق ما يحدث فتمتمت "شكراً لكِ"...فقالت " لاتحلفينى بوالدى ثانية ميساء ...إحذرى من ذلك "..فهززت رأسى موافقة جلست على السرير وأفسحت لى مجالاً وقالت "قصى علىّ كل شىء ..فسرك لن يخرج أعدك "...عصفت بعقلى التكهنات وأصبحت أخشاها فقلت "إننى مجرد معجبة بة ريان لا شىء أكثر ولا أقل "...سألت بإهتمام "هل يعرف ؟"...إنتفضت وقلت بعنف" لا طبعاً"...أخذت تفكر قليلاً ثم قالت "لماذا لا تبوحين لة ...ربما يكن لكِ بعض المشاعر , لم أتخيل للحظة أن قلبك يعرف ما المشاعر كنتِ دوماً متبلدة الأحاسيس تضعين عقلك قبل أى شىء ...كيف حدث ذلك ؟"...مشيت حتى النافذة وقلت بحذر "لا أعرف ما يعتمل داخلى ريان لا تضخمى الأمر وتذكرى أنة سرنا .."..أشارت لفمها وقالت "مغلق مغلق "...إبتسمت وقلت "تغيرتى كثيراً ريان ولكننى أحبك هكذا .."...

تشابك كل شىء حتى أضحت حياتى ككرة خيوط معقدة ...زوجة زوجى وطفلها يمكثان مع أم طلال بغرفتها ...زجت بعمى عبد الله لمنزل أخية لكى تبقى تلك المرأة هنا بلا إعتراف لمشاعرى أو لمقدار الألم الذى سببة لى إقتراحها وكلامها ولكننى مازلت متماسكة فأنا أفهمها جيداً...وسيأتى اليوم الذى أبوح فية بمكنونات صدرى وأكاد أشعر بة قريباً ...نظرت للمرآة أراقب ملامحى التى أصبحت أرتعب من تحولها لشخصية خبيثة تخطط وتشعر بالكراهية ....فركت يدى من أثار كريم الوجة ورفعت شعرى لأعلى رأسى إستعداداً للنوم ...تدثرت بالغطاء الثقيل وتناولت كتاب ..لا تحزن... وشرعت فى قراءتة لقد أخبرتنى رحمة أنة ملاذها من ضغوط الحياة ونصحتنى بشراءة ونحن نتجول بمعرض الكتاب منذ يومين ...لا أكاد أنسى كلماتها عندما أخبرتها عن أركان سألتنى سؤال غريب "أشعر بة يهتم بداخلك بشكل مريب ليلى لماذا ؟"...فقلت" ماذا تقصدين ؟"..أجابتنى " رجل بموضعة كان سيأتى لينهى متعلقات توأمة , يهتم بعملة ..لن يحتك بكِ كما يفعل أركان أشعر بة يريد النفاذ اليكِ وأنتى لا تسمحين .."...ما فعلة اليوم أكد ما قالتة رحمة ...لقد شعرت بالضعف وأنا أتحدث معة لا أعلم ما إبتلانى لأظهر هكذا أمامة ...ولكنة لم يظهر تأففة أو شماتتة بل عاملنى برقة متناهية ولطف كبير ...نظراتة تحمل شيئاً غامضاً لاأستطيع سبر أغوارة ....دق جرس المنزل فألقيت نظرة على ساعة يدى فوجدتها الثانية عشر إرتديت روب ثقيل وإتجهت نحو باب المنزل وقلت" من ؟"..فأجاب "أركان .." فتحت الباب كان مولياً ظهرة العريض لىّ ...قلت بدهشة "ما الأمر ؟"إلتفت بإبتسامة واثقة "إن والدى أراد رؤيتى ..أين هو ؟"...أثار تعجبى بسؤالة وقلت" ألا تعلم أنة يقبع عندكم الليلة بسبب وجود .." وأشرت بيدى الى من بالداخل لا أستطيع لفظ إسمها على لسانى أشعر بها كجرح متقيح بداخلى كلما رأيتها زادت وطأة الضغط على جرحى ...فقال ملاحقاً حديثى "نعم ..حسناً أسف للإزعاج ليل ..تصبحين على خير ..." ردت التحية بهدوء وأوشكت على غلق الباب حين قال " ليل ..أردت سؤالك عن شىء ...." فقلت بنفاذ صبر "إسأل .." أردتة أن يرحل فلسعات البرد تنفذ عبر ملابس نومى لتوخذ عظامى ...قال وهو مقطب الجبين "منذ متى تعلمين بعمليات الإحتيال التى قام بها أخى وكم مرة دفعتة الظروف لتلك المهزلة ..؟ " إختفى البرد القارس وفار جسدى بسخونة متوهجة ماذا أخبرة هذا الرجل ...كل ماضيى المؤلم يكتشفة بطرق ملتوية ..لماذا تدفعنى الأقدار لأكون بذلك الضعف اللعين أمامة كأن الظروف تجردنى لأقف عارية من أقنعتى وقوتى ....تنهدت وأجبت بتأزم واضح "لنؤجل الحديث للصباح فالجو شديد البرودة وأريد الخلود للنوم .."تقدم خطوتين للداخل وأغلق الباب من يدى وقال بتحدٍ واضح "ودخلنا للدفء ...لن يضرك الإستيقاظ دقائق قليلة ليل أعلم جيداً أنك لا تنامين إلا متأخراً ..أرى نور غرفتك كل يوم من نافذة غرفتى مضاء حتى الثالثة فجراً"...فغرت فاهى دهشة ثم لملمت أجزائى وقلت متجاهلة حديثة "حسناً ..أخيك قام بلعبة الإحتيال مرة واحدة من قبل ...فى بداية حياتة العملية بعد شراؤة للشركة مباشرة تراكمت علية الديون ولم يستطع الوفاء بالتعاقدات فقام بتحويل الأموال الموجودة بالشركة المنهارة لشركة بإسم والدى ...ثم أعلن إفلاس الشركة المنهارة وهكذا نفذ بجلدة من تعاقدات وديون كثيرة ..ظل يعمل بالشركة تحت إسم والدى لخمس سنوات ثم نقلها لإسمة وعاد الى السوق مرة أخرى ...على ما يبدو أنة كان على وشك فعل ذلك مرة أخرى ولكن القدر لم يمهلة على ما أظن ...لم تخبرنى بإسم ساترة الجديد من هو ؟..." كان مستغرقاً بالتفكير العميق ولاح الوجع على محياة مما ألم قلبى لا أعلم لماذا ربما لأنة أدار الذكريات على رأسى ...وذكرنى بصفقة زوجى مع والدى وربما شعرت بغصة جارحة من أجل غريب الدار الذى صدم بتوأم روحة ...كما مررت أنا بنفس التجربة من قبل ...ساد الصمت برهة وقال " سلمى ...لقد حول أموالة على شركة بإسمها ..." سهم مسنون إخترق ذاتى وقلت بتهكم " يبدو أنة كان يثق بها كثيراً "...إقترب منى وحدق بملامحى ثم قال " ليل أريدك أن تساعدينى لإعادة أموال أطفالك ...ولا أريد أحداً أن يعلم بما فعلة بلال بالماضى ...واثق أننى أستطيع الإعتماد عليكِ.." قلت بغيظ " ربما أفضح أمر زوجى العزيز لأبرىء نفسى قليلاً وأوقف هجوم أقاربك .." لثانى مرة أطلق علية تهديدى رغم أننى لا أجرؤ على فعلة سمعتة يقول بثقة " هناك من يرد مهاجمينك بقوة ليل تعلمين ذلك وأنا لن أترك صفك مهما حدث ..."تأملت عيناة الرماديتين الممتلئتين بالصدق ولم أجد شىء لأجيبة بة ...دار على عقبية وتوجة نحو باب المنزل ليفتحة فقلت " هناك أمر مهم أريدك أن تعرفة ...فإلتفت نحوى بفضول ...تابعت " صلاح الدين متورط بشىء خاص بالأثار مع أحد قيادات النظام ...لا أعلم يريدون منة شىء من المقبرة الجديدة التى إكتشفوها وهو يرفض ولكنهم يضغطون علية ولا أعلم الى أين وصلت بهم التهديدات معة "...تغضنت ملامحة وقال "من أخبرك بذلك ؟"...أجبت " سمعتة يتحدث منذ قليل على الهاتف مع أحد رفاقة بالعمل كنت بغرفة المكتبة وهو بالحديقة وسمعتة لأن نافذتى كانت مفتوحة ...وربطت الأمور ببعضها ..يجب أن تتحرى الأمر من جانبك وأنا سأحاول معرفة المزيد منة "...ضغط بيدة على رأسة وتنهد بعمق ثم همس " إنها كارثة ....حسناً ليل ...سأتحرى الأمر وأرى ما يجب فعلة ..."إقتربت من الباب لأغلقة خلفة تأملنى قليلاً وهمس " تصبحين على خير وأحلام سعيدة صغيرتى "...صعقت كلماتة البسيطة كيانى بلا داعٍ كمراهقة حمقاء ...أغلقت الباب خلفة وذهبت بألية نحو غرفتى , قلبى يخفق خفقات متداخلة مؤلمة حتى أننى شعرت لأول مرة منذ زمن بعيد أن لى قلب يدق دقات حياتية مثل باقى البشر ....إنتزعنى من تفكيرى صوتها الرقيق وهى تقف على باب غرفة أم طلال وتقول ببؤس يشوبة ألم طفيف " ماذا تفعلين بالرجال حتى يقعوا عند أقدامك ليلى , أم ليل كما يدعوكى أركان ؟؟"...إستفزنى سؤالها الغريب الأطوار, رفعت أنفى بتعال وزجرتها بنظرة قاسية وقلت " ماذا تقصدين ؟؟" تنهدت بعمق ثم دلفت للداخل وهى تجيب" لا شىء ...لا تهتمى لحديث أخرق مثل حديثى .....الأفضل أن نخلد للنوم "...أغلقت الباب بهدوء حسدتها علية وسؤالها يطرق ذهنى كطرقات مطرقة رعناء ...

ماذا حدث ياصغيرى ؟...ماذا فعلت بك الأقدار ؟...كلمات ليل أثارت هواجس الشك بأعماقى , دلفت من باب المنزل فوجدت والدى يجلس بالصالة الواسعة يرتدى ملابس نومة البيضاء وطاقيتة الصغيرة ...يشاهد الأخبار فقلت" مساء الخير "رد بهدوء دون أن يزيح ناظرية عن شاشة التلفاز " مساء الخير ...تأخرت " فأجبت وأنا أخلع معطفى " كنت أظنك فى المنزل وذهبت هناك وتحدثت قليلاً مع ليل "...نظر لى بغتة وضيق عينية وقال يستجوبنى " أين ذهبتما بعد حديث والدتك وفيما تحدثتما ؟؟"....جلست بمقابلتة وقلت " ماهذا أبو طلال ؟ أتخشى على ليل منى أم ماذا ؟"...رفع حاجبة وقال بتصميم عنيد " لن أسمح بما عرضتة والدتك كن واثقاً من ذلك ..." أسندت مرفقى على ركبتى وإقتربت بوجهى منة وقلت بتحد " لماذا ؟؟"...أحاب بهدوء " لن أسمح أن تخططوا لحياتها وأن تضحى من جديد يكفيها ما رأتة ...لن أسمح لك بالإقتراب منها رغماً عنها ...إنها بمثابة طفلتى ربما لم أستطع حمايتها من قبل ولكن الأن الوضع إختلف "...قلت أسحبة للحديث " ماذا تعنى ..أتعنى زواج بلال من سلمى ...معنى هذا أنك كنت تعرف ...كيف وافقتة على فعل ذلك ؟.." روعتنى تلك المعلومة الجديدة أعرف كيف هى شخصية والدى مستحيل أن يرضى بظلم أحد وخاصة ليل ...قال بتأفف واضح " لم أعلم إلا بعد زواجة منها ...وبرر موقفة الذى وافقت علية ...لقد هدم حياة والدها من قبل ولم يكن لتلك الفتاة سواة لينقذها من براثن الفقر والوحدة ...هببت واقفاً وقلت " وضح لىّ أبو طلال ...لم أفهم "...إرتفع صوتة وقال " لا ضرورة لأن تفهم كل ما أريدك أن تعرفة أن ليلى ليست لك "...إقتربت من مجلسة وقلت بتهور "أنت من إستدعانى الى هنا بعد كل تلك السنوات و..." قاطعنى قائلاً " أعدتك من أجل والدتك المريضة فقط " إقتربت منة أكثر وهمست بحنين منتزع من أعماق وجدانى " ألم تشتاق الىّ ولو للحظة ...أضيعت بصيرتك تلك التهم الجائرة التى ألصقنى بها ذلك المخادع رشاد المحمدى ...لا أفهمك لم تطلب تبريرى للموقف على عكس عادتك ..نفيتنى بلا وجة حق لم تعطنى يوماً درباً أسلكة للإقتراب منك , غربتنى ...وهجرتنى " سادت لحظات الصمت كلاً منا يحدق بملامح الأخر وقال أخيراً " كانت عودتك مستحيلة وأنت هائم فى عشق زوجة توأمك ياغريب الدار "....



التعديل الأخير تم بواسطة ~sẳrẳh ; 25-02-12 الساعة 12:39 PM
malksaif غير متواجد حالياً  
التوقيع









رد مع اقتباس