عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-12, 10:22 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لا مهرب من تاثير لمسة يده وسطوة إبتسامته .....الإبتسامة الحزينة التي اوقعتها في حبه قبل ان تتحقق من انه كان من الحكمة مغادرتها ايطاليا ، اما الآن فلا الجبال ولا البحر تحميها من نظراته النفّاذة حتى لو وقفت حائلا بينها وبينه.
خرجا من الصالون الى الردهة حيث رات تمثالا رائعا لرجل واقف على أرضية من المرمر يغطي معطف فضفاض كتفه وذراعه الأيسرين ، ربما هذا تمثال ابولو ، رمز الشمس الذي طارد الحورية.
" ها هي الغرفة".
قادها الى غرفة صغيرة وذهلت لما رأت من فارق بينها وبين الصالون الكبير ، كان سقفها مقنطرا تعلوه قبة تزخرفها طيور من الجص ، وفيها مصباح مستدير بلون الكهرمان يتدلى من سلسلة وفي زاويتها مقعد بشكل هلال تتوسطه مائدة منخفضة لتناول الطعام ، وكان نور المدفاة ينعكس على الصحون الممدودة والفاكهة ذات اللوان الزاهية ومن بين الصحون صحن من الصيني مليء باللوز الملبس بالسكر وهو الحلوى التقليدية في الأعراس الإيطالية.
" هل سنبدأ بالأكل الان ؟ ام تفضلين أن تصعدي لتغيّري ملابسك ؟".
" ماذا تريدني ان افعل؟".
إبتسمت له بوجل ، فقد هدأت الغرفة المقنطرة من شعورها بالإنقباض لأنها إعتبرت غرفة كهذه مكانا مثاليا للتواعد الهادىء ومكانا يلتجىء اليه الإنسان بعيدا عن وجوه الاسلاف التي تطل من الجدران ، اجابها روداري:
" احب أن اراك مرتدية الثوب المخملي الذي إشتريناه في روما والذي سيدخل البهجة الى قلبنا في هذه المناسبة".
" أي الثوب الفلورنتيني الذي أصررت على شرائه لي ، لكن فستانا كهذا مقصود لجمال مغر ".
قرّبها اليه وبعد أن قبّل عينيها وقال:
" لك عينان ساحرتان فيهما هدوء لون المخمل والبنفسج ، افلا تستحقين لبس هذا الفستان مساء زواجنا؟".
وتأكد لها من كلامه ان هذه الليلة لن تكون ليلة عادية من ليالي حياتها ، وأنها ربطت عمرها بعمره في السراء والضراء وأمامها إما السعادة واما التعاسة .
صعدا الى الطابق العلوي ورات على الجدران رسوما لرجال ونساء من آل فورتوناتو ، الرجال وسيمو الطلعة قساة النظر ، أما النساء فأزياؤهن من الطراز القديم وفي نظرات بعضهن علائم البهجة والبعض الآخر علائم الدم ، ربما لأنهن تزوجن من آل فورتوناتو....
وتوقف روداري في رواق بدرابزين يطل على البهو حيث دلّها على رسمين وقال بصوت قاس:
" هذا جدي وهذه كما تعرفين ، الكونتيسة التي ما زالت على قيد الحياة ، وكما حكمت بقبضة من حديد حياة أفراد العائلة تحاول أن تتحكم بحياتي ، اتلهف لتلك اللحظة التي سأواجهها فيها بزوجتي الإنكليزية بعد ان تأملت – لا بل أمرت – ان أتزوج إيطالية من طبقة رفيعة ، ولا تعلم الكونتيسة بالصدمة التي يخبئها لها القدر.
اخافتها كلماته هذه لأنها تريد أن تقبلها اسرته وتحبها ، ولكن دل كلامه على انه يريد أرباك اقربائه بإختياره الزوجة التي ارادها هو لا هم ، سألته ألفي:
" هل تزوجتني يا روداري لتنتقم؟".
إتقدت عيناه شررا ولكنهما لانتا قليلا وقال:
" أي رجل يتخذ هذا الموقف المتطرف حبا بالثأر الجميل ؟ اراك ناعمة وحلوة يا عزيزتي عندما تنظرين الي وعندما أرى التحدي في عينيك والحنو في نظرتهما ، هل أثير حنوك كروداري الرجل ام كرودري الطفل؟".
" لا أدري ، انت ما زلت غامضا في نظري".
نعم ، ما زال ذلك الرجل الذي رأته في الليلة الأولى في فندق الألب واقفا وحده بينما كان باقي نزلاء الفندق يغنون وينشدون امام المدفاة على انغام الأكورديون وطقطقة الكستناء وهي تشوى في النار ، كانت حينذاك تقوم بإسعاف احد المرضى عندما نزلت لتأخذ كأسا من الحليب لمريضها ومرّت بجانب روداري بدون ان يراها ، وجدته رجلا نحيلا مستوحدا ورشيقا كأحد مصارعي الثيران وهو يتامل الليل وشعره يلمع في نور النجوم المتلألئة في قبة السماء.
وفيما هي تنظر الى رسمي جديه أمسك بيدها وقال معلقا على كلامها:
" ليس من الممكن أن يعرف شخصان بعضهما بعضا معرفة تامة وهما على عتبة حياة جديدة".
ضغط على خاتم الزمرد في أصبعها وقادها الى غرفة النوم ، وحين اشعل النور أدارت عينيها فرات سريرا عريضا مغطى بالحرير يتوّج راسه ما يشبه العرش وبهرها ذلك .
" هذا الباب يؤدي الى غرفة الملابس خاصتي".
" واين غرفة الحمام؟".
دلها على باب آخر ، يؤدي الى مغطس الحمام المبني في أرضية الغرفة من حجر الفيسفساء وعلى الجدران مرايا طويلة وفي الحمام أباريق عدة ، والفيلا على وجه العموم خليط جميل من القديم ولجديد قدّرت الفي هذا المزيج حق قدره بفضل خيالها وواقعيتها.
" هذه رفاهية حقيقية".
" هذا لا يجعلك تندمين من وجهة زواجنا العملية ، وشقتي في روما موجودة في قصر مرمم على نهر التيير".
" من ظن ان الممرضة لويد ستغرق في محيط أنيق كهذا؟".
إبتسمت بمرارة لأنها تفضل حبه لها على هذه الرفاهية ، وفجأة أدارها بحركة سريعة وقال:
" انت الآن زوجتي ، السيدة الفي ، بل الفينا فورتوناتو ، من ذا الذي فكر في تسميتك ألفينا؟ إنه يطابق إسمي تماما".
" لماذا لا تدعى الكونت فورتوناتو؟".
" هل تحبين أن تكوني كونتيسة؟ ". سالها ساخرا وأضاف مبتسما:
" انا لا استحب الألقاب ، وهذا يسبب سخط جدتي ، فقد أسقطت هذا اللقلب من إسمي عندما أصبحت كاتبا ، اردت ان أنجح كفرد لا كقطعة من سلالة".
" أنت عنيد يا روداري".
" طبعا ، نحن عائلة إنفعالات وعواطف افرادها دائما اقوياء ، رغباتنا بقوة ضغائننا ولا نتسامح بسهولة ، لم تعامل الكونتيسة والدتي بلطف مع انها تعشق شقيقتي هلين التي تكبرني بسنة ربما لأنها إنتزعتها من أحضان امي بلا مقاومة ، وعندما انجبت سابنيتا ولدا أرادته أن يكون ولدا قويّ الشكيمة.... وغاية المرأة الإيطالية في الحياة هي أن تنجب صبيا ".
وبعد هنيهة أضاف وهو يمرر أصبعه على عنقها بحنان:
" ألفي.... إنني لأتساءل إذا كنت ستنجبين لي صبيا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس