عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-12, 09:41 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" ا....... انا مسرورة لنك أحببت الثوب وابدو رائعة فيه ، إلا انني اشبه إمرأة مرتدية لباسا فيحفلة تنكرية".
" هل أتنكر انا الآخر؟ ( سالها مبتسما بهزء) بأي شيء أتنكر؟".
" إنك لا لا تحتاج للتنكر إذ تبدو كأنك جبت البحار طولا وعرضا بحثا عن قطع اسبانية ذهبية".
" أي أنني قرصان ، اليس كذلك؟".
" بلا ريب".
" هل تريديني ان أرى إن كان بين كنوزي ما يلائم ثوبك الخلاب ؟".
تكلم روداري الإنكليزية بلا عيوب ولكن بلكنة تعطي معنى خاصا لبعض الكلمات ، فقد إحمر وجهها عندما إستعمل كلمة ( خلاب) مثلا ، وعلقت قائلة:
" انا.... انا لا أريد ان أظل ان تعطيني اشياء بلا إنقطاع ، ارجوك يا روداري".
" ارجوك يا الفي ( اجاب ساخرا) انت المرأة الوحيدة التي تستطيع ان تجعل الكلام يعني طلبا بل توسلا ، لا تطلبي أبدا من رجل الا يقدم لك هدايا بخاصة إذا كان يحق لهذا الرجل ان يقدم وان يأخذ".
" إنني أقدّر علبة الأزرار الجلدية كثيرا ، وأنت تنسين ان في الحياة الزوجية المراة تقدم نفسها".
ثبت نظره في نظرها وشعرت بتأثير قوته والإعتداد بنفسه وكما برزت لعينيها معالم عضلات صدره وكتفيه تحت القميص الملتصق بجسمه المبلل ورات فيه ايضا خطر الحيوية الكامنة في جسم هذا الغريب وتساءلت عن مدى وحشيته في علاقته معها ، وتملّكها الخوف عندما ضحك وهو يسير نحو الباب قائلا:
" قدمي الطعام ، لن اتركك تنتظرين طويلا".
ذهبت الى الطاولة وأخذت ترفع أغطية الصحون التي كانت على نار خفيفة مستعملة قطعة قماش لتحمي يديها من الحرارة ، كان هناك الهليون بصلصة الزبدة ، فطر وسلوى بالصلصة الحمراء ، شرائح عجل مع خضار ، وسلطة شهية بالفواكه ، رائحة الطعام كانت ذكية وأخذت سيدة البيت الجديدة تهييء كل شيء بعناية وسرور فائقين ، أما القداح فكانت من البلور الصافي من صنع البندقية ولما ضربت على احدها بطرف اصبعها رنّ رنينا موسيقيا ناعما ، ولمست بيدها أزهار الورد الأحمر المرتبة في أناء جميل والقت نظرة على اللوز والملبس بالسكر الذي قلما تخلو منه مائدة عريسين في توسكانا.
فتح الباب وتوترت اعصابها ، إذ ليس من السهل عليها أن تكن الحب لروداري ، فإنه غاز كالحب ذاته.
" نحن محظوظان يا الفي ، لدينا الطعام والشراب ولا احد سوانا يقلقنا" إقترب منها وألقى بنظرة على المائدة وعلى النار في المدفأة والستائر المسحوبة وإبتسم تعبيرا عن تمتعه بوجود الفي له بكلييتها ، هذا اول حب لها في حياتها ولا تستطيع ان تعرف أي الشعورين يسبق الاخر.... الشعور بالخوف او الشعور بالفتنة.
" من المحتمل ان يكون احد اجدادي قد سطا على دير وسلب منه هذه السبحة".
مد يده ولمس السبحة المعقودة حول عنق الفي وهي مصنوعة من الصدف المعروف بعرق اللؤلؤ وتحليها قطعة زمرد برّاقة ، السبحة جميلة جدا وزادها حجر الزمرد تألقا ، ألفي موجودة بين يديه وتربطها السبحة به ، واحست في لحظة توتر بأن الظلام إكتنفها وبأن قوته سطت عليها وادخلت الى قلبها سحرا مقلقا لا تستطيع أن تسميه حبا.... حسب الحب الذي تحلم به.
أوليست الآلىء والزمرد رمز الطهر والإنفعالات القوية ؟ إنها تنفعل كلما لمسها وتحس بالحاجة الى هذا الرجل الغريب المديد القامة الذي تزوجته ، ورغم كل ذلك فقد جفلت قليلا وتراجعت الى الوراء ، ضحك وإتجه الى المائدة وسحب كرسيا لها، لا يتوقع تجاوبا منها الآن.
جلس قبالتها وسكب لها شرابا من ابريق عليه مسحة من الخطوط الفضية، فهو يحب ان يحاط باشياء جميلة ، وودت الفي لو تعرف افكاره وهو يشاركها في أكل السماني والعنب واللوز الملبس ، هل يفكر في وجه آخر وصوت آخر ، في إمرأة برشاقة الورد اخاذة الجمال؟
ربما قرأ افكارها فأخذ يحدثها عن إيطاليا وعن الأماكن التي سيزورانها ، ومنها روما ، إنه إيطالي حتى العظم ويجري في عروقه دم في منتهى الرقة ، أنيس ولطيف ولكن شيطان الشر نائم في عينيه السمراوين.
قال لدى اول إلتقاء لهما ان فيها صفة اللطف وان قلبها كبير ، ولكنه بدأ يسلبه والبقية الباقية من قلبها تستعملها للدفاع عن النفس إذ لا يجب أن تنسى ان شخصا غيرها سلبه قلبه.
" نحن متكاملان هنا ولا ينقصنا شيء ، نحن وحدنا وبعيدان عن العالم ، لا يمكنك ان تقدري يا الفي هدوء الباب في بعدنا عن الناس ".
كانت تستمع اليه يتكلم بلكنته الإيطالية وصوته الثابت مما جعل إنكليزيته شيئا مستحبا لها ومثيرا ، ولاحظت كيف تناسق القدح العتيق مع جمال يده النحيفة التي كانت بلا خاتم ، وجوهرته الوحيدة ساعة وجهها مذهّب برباط من جلد وازرار أكمامه مرصعة بحجر فريد اسود ، إنه رجل لا يستعمل ثروته لتزيين جسمه ولكنه يلبس بزات مخاطة بمنتهى الكمال.
تكلم عن بساتين الحمضيات المحيطة بالجزيرة كحدائق بابل المعلقة التي تتحول الى لون الذهب في نور الشمس بينما يتحوّل لون مزارع الزيتون الى اللون الفضي ، قال لها:
" ساجعلك تتذكرين شهر عسلك الى البد"
نهض من مكانه وأدار الفونوغراف فإرتفعت انغام الموسيقة وصوت يغني اغنية تعرفها ، كلماتها بدا غامضة كعطر من زمن غابر ، ثم غحتواها بين ذراعيه وراقصها على أنغام لحن منسيّ ، وسالها:
" هل تعرفين كلمات الأغنية؟".
" كلا، لكنني أتذكر انها حزينة".
" الحزن جزء من الجمال".
أزاح الستائر وخرجا في ظلال الظلام الفضي ، واريا اوراق نبتة المانغوليا بلونها الأصفرالشاحب ، القمر يظهر ويختفي في الغيوم ، تاملت الا يكون مظهر القمر بهذه الصورة مجلبة لسوء الطالع.
" إنظري هنا وسيسحرك القمر".
رفع ذقنها بيده فاصبح وجهها امام وجهه ، ثم اضاف:
" هناك شيء رومنطيقي ومتالم في العينين الرماديتين برموشهما المتدلية ، إنهما عينا عذراء شابة تنظران اليّ بطهر ولكن مع مقدار ضئيل من الفزع ، إن عينيك تطرحان مئة سؤال عني ولا استطيع الإجابة على أي منها في الوقت الحاضر ، ولكنني استطيع ان أقول لك أنني لا اريد احدا غيرك هذه الليلة ، وإذا صدف واتى شخص ما ليأخذك مني أعتقد انني سأتحول الى مجرم".
" يا روداري".
قالت بصوت مرتجف ثم توقفت.
يجب ان تطلعه على ما جال في خاطرها طيلة المساء فقالت:
" ماذا لو طلبت منك يا سنيو ،ان تعطيني الوقت الكافي لأتعرف عليك كما يجب؟".
" ارجوك أن توضحي".
تكلم بصوت هادىء إلا أن ألفي اجفلت قليلا من لهجته الحازمة فضغطت بيديها على الدرابزين ، وسمعت حفيف أوراق الشجر وصرير صرار الليل المستمر ورأت الحباحب تتلألأ بين أشجار الكرمة ، كان وجه البحيرة يعكس ضوءا فضيا مما يضفي حزنا على القلب الحزين ،ولكن روداري يلتجىء الى العاطفة التي تجلب النسيان".
" أنت تعرف ما اعني بقولي هذا ، وتفهمني".
" ما أعرفه فقط هو انني تزوجتك اليوم وساجعل منك زوجة لي هذه الليلة ".
" ارجوك.... هل ما أطلبه كثير عليك ؟ مهلني بعض الوقت لأعتاد عليك ".
" افضل وسيلة لتتعرفي عليّ هي عندما تكونين في احضاني".
كان وهو يتكلم يلعب بحبات السبحة وبحجرها الزمردي...حجر العشاق ، ثم اجاب قائلا:
" انك لست خجولة بل وجلة فحسب".
" كلا....".
وإنتزعت نفسها منه وأفلت مشبك السبحة فطارت في الهواء وبدت كخيط من الحليب وهي تهوي على الصخور ، وتبع ذلك سكوت رهيب وسمعت شتيمة إيطالية تخرج من فمه وأحست بذراعيه القويتين تديرانها نحوه وهو يقول:
" سنبحث عن السبحة غدا صباحا".
" لكن سيجرفها المد الى الماء".
" وسيؤسفني ذلك ، لكني لست مستعدا لأن انزل الان لأبحث عنها في ضوء مصباح كهربائي".
رفع عينيها الى عينيه وقال:
" هل إعتقدت بانني سابحث عنها الان؟".
" إنها جزء من ارث عزيز ويمكننا البحث عنها معا".
" سأجدها قبل مد الفجر ، وستفيقين وهي حول عنقك".
كانت حركات عينيه واضحة ومفهومة ولا مهرب لها من الرغبة فيهما ومن قبضة ذراعيه، إنها الآن تحت رحمته في الفيلا فورتوناتو.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس