عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-12, 11:16 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- الغامض والسكين

لم تقابل ساشا أحدا في طريقها الى الحمام ولا في عودتها ، ولكنها زيادة في الإطمئنان اغلقت الباب خلفها بالمفتاح وشعرت بإنتعاش غريب بعد الحمام البارد الذي اخذته وكانها وهي تغسل عنها آثار تعب الطريق أزاحت عن نفسها بعض الخوف.
وجلست ساشا على السرير امام المرآة التي تعلو الخزانة الكبيرة ، تمشط شعرها الأسود الناعم ، ثم عقصته الى الخلف بشريط أحمر ، ونظرت الى نفسها ووجدت نفسها رغما عنها تفكر في الشاب الاسمر مارك وتساءلت ماذا يا ترى قرأ في عينيها ، وتذكرت مجاملته لها التي إنفلتت منه عفوا وهو يخرج من الغرفة وكانه تعمد أن يعنيها بالفعل.... ولكن ساشا حدّثت نفسها بان عليها الا تلقي بالا الى مثل هذه المجاملات ، فإنها في امس الحاجة في الوقت الحاضر الى تركيز أفكارها لتدبر أمر هروبها من هذا المكان ولن يمكنها ذلك إذا سمحت لنفسها بالتأثر بنظرات مثل هذا الشاب الجذاب.
كانت ساشا جميلة ذات عينين زرقاوين جميلتين يزيدهما جمالا رموشها السوداء وكانت تتمتع بفم أنثوي جميل ، وكانت تدرك تماما مدى جاذبيتها فطالما سمعت كلمات الإعجاب والإطراء من الشبان.
وتذكرت ساشا في هذه اللحظة نيجل الذي أحبته وتعلّقت به وعاشا حلما جميلا على مدى ثلاثة أشهر ، حتى كان ذلك اليوم منذ بضعة اسابيع مكالمة تطوّع مجهول أن يخبرها بأن نيجل متزوج ، لقد كانت صدمة عنيفة.
وتجهّم وجه ساشا وهي تستعيد موقفها مع نيجيل بعدما عرفت بامر زواجه وكيف حاول تبرير موقفه ، حاول بشتى الوسائل ان يقنعها بانه كان يريد ان يقول لها الحقيقة وأنه على وشك ان يحصل على الطلاق من زوجته ولكنها لم تغفر له أبدا خداعه ، وإرتسمت على فم ساشا إبتسامة حزينة وهي تتذكر أنه كان من المفروض ان يحضر نيجل معها خلال هذه العطلة لولا المكالمة.
وإنتزعت ساشا نفسها من أفكارها الحزينة وتنهدت بعمق وهي تتجه الى حيث وضعت حقائبها في الغرفة وقد عادت الى واقع الموضوع الذي وجدت فيه نفسها الآن.
وأغلقت ساشا الحقائب بالمفتاح لأنها كانت تكره ان يحاول أي شخص العبث بحاجياتها الشخصية ، التي يمكن ان تتركها وراءها إذا إستطاعت مغادرة هذا المنزل.
وبعد فترة قصيرة غادرت ساشا الغرفة ، كان المنزل يلفه السكون وبدا الظلام ينتشر في أنحاء المكان وهي تهبط السلم متجهة الى المطبخ.
كان مارك يقف أمام الموقد وقد وضع منشفة حول خصره ، واعدّت المائدة لأربعة أشخاص بعدما رفع عنها الطعام الذي احضرته معها من نيس.
وقال مارك وقد شعر بحضورها:
" هل أنت على إستعداد .... إنني أقوم بإعداد الحساء.... هل تريدين بعضا منه؟".
كانت رائحة الطعام لذيذة ولكن ساشا سألته:
" ولكن أين الطعام الذي أحضرته معي؟".
" وضعته في مكان آخر لأن الذباب يملأ المكان هنا.... ولكن ألا تتناولين الحساء أولا؟".
ثم نظر اليها وهو يقول:
" لا تخافي سأتناول الحساء لتتأكدي أنني لم أضع فيه مخدرا".
وجلست ساشا على مقعد امام المائدة وهي تسال عن الرجلين الآخرين بطريقة حاولت ان تبدو طبيعية وكأن الأمر لا يعنيها في شيء ، لكنها كانت تريد أن تتأكد من وجودهما خارج المنزل ، فربما أتيحت لها الفرصة الآن للهرب من مارك ، لكنها في هذه اللحظة كانت تشعر بجوع شديد ولا بد ان تمل معدتها باي طعام قبل أن تفكر في الهروب.
ورد مارك:
" ذهبا للتريّض سيرا على الأقدام قليلا... فالظلام بدأ يحل كما ترين".
ولم تفهم ساشا ماذا يعني مارك لكنها قالت:
" ارى ذلك.... ولكن ألا تعتقد ان السماء ستمطر !".
" ممكن".
وإتجه مارك الى النافذة لينظر منها ثم قال موجها كلامه اليها وهو يبتعد عن النافذة:
" هل يمكنك أن تعدي لي بعض الخبز بالزبدة؟".
فأجابت بالإيجاب وهي تساله عن مكان الزبدة وعندما إتجهت لإحضارها لاحظت إختفاء القضيب الخشبي ، وإبتسمت وهي تحدث نفسها بأن مارك ليس بهذا القدر من الغباء حتى يترك القضيب الخشبي في مكانه ليتيح لها فرصة أخرى.
ونظرت الى مارك وكان من الواضح أن ذراعه اليسرى ما زالت تؤلمه وهو يحمل قدر الحساء ليفرغ منه في الأطباق ، ووجدت ساشا نفسها تسأله:
" هل تؤلمك كتفك كثيرا؟".
توقف قليلا وهو يسكب الحساء قبل أن يقول:
" نعم.... ولكن لماذا تسالين؟".
فإضطربت ساشا لأنها لم تكن تدري لماذا تهتم بالسؤال عن كتفه وتلعثمت وهي ترد قائلة:
" لم اقصد.... لم أكن لأفعل... وإنني سفة لأنها تؤلمك ".
وتوقفت ساشا عن الكلام فجاة وقد راعها انها تحاول الإعتذار لمارك الذي إنتهى من سكب الحساء في الأطباق ، ووضع القدر على الموقد قبل أن يتجه الى المائدة ليجلس اليها ، ثم نظر الى ساشا طويلا وهو يلتقط ملعقته وقال:
" لو ان رجلا فعل ذلك معي كان من المحتمل ان أقتله".
ولم ترد ساشا فكانت على يقين انه يعني حقا ما يقول وشعرت بالبرودة تسري في جسمها ، وهي تسائل نفسها من يكون هذا الشاب الذي يجلس امامها؟
وإنحنت ساشا على حسائها ترتشف منه ، وإلتقطت قطعة خبز وقضمتها وهي تختلس النظر الى مارك الذي كان يجلس في مواجهتها بإسترخاء ، يتناول طعامه بشهية واضحة ، ورفع مارك راسه وإلتقت نظراتهما فسالها:
" هل أخفتك بكلامي؟".
فهزت ساشا راسها نافية وإن كانت تعرف تماما انها تكذب ، فأضاف قائلا:
" حسنا.... لم أكن أعني ما أقوله تماما... يجب ألا تخشي شيئا ، انا وزملائي لن نلحق بك أي اذى".
ردت ساشا بطريقة حاولت معها أن تبدو لطيفة:
" وكيف لي أن أعرف؟".
" لأنني الرئيس هنا ، وانا لا اصارع النساء".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس