عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-12, 12:25 AM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- الشك القاتل

قد لا تعرف نارا أكثر تأججا من هذه....هكذا كانت أفكارها طيلة الأيام التي تلت تلك الليلة ، أيام أمضتها تحت السماء الإيطالية وهي تستكشف جزيرة الحمضيات وزوارق الصيد ذات الاشرعة البراقة والبيوت الصغيرة المبيّضة بالكلس إتقاء لحرارة الشمس التي تلمع منذ بزوغها حتى تغزو باحات الفيلا عند الغسق ، ترافقها أصوات الصرصار والسحالي .
كانت تحافظ على شعرها من التطاير في الهواء برباط زهري ، طرفاء فراشة تتماوج وهي تهبط السلم الحجري لتلاقي زوجها الذي إجتمع بأهل الجزيرة ، وهو يحب ان يختلط بهم ويستمع الى حكاياتهم ومشاكلهم حيث يجد مادة لعمله كمؤلف.
رأته واقفا عند شجيرة نخيل يدخن سيكارا وعند قدميه سلة فيها عدد من القريدوس والسرطانات ذات الحجم الكبير ، كان لابسا قميصا مفتوحا وبنطلون صيد ، ومع ذلك كان يحتفظ بهيبته ، وروداري ليس من النوع الذي ياوي الى فراشه في ساعة متأخرة من الليل بل تدفعه حيويته الجامحة الى القيام بنشاطات جمة ، وتعرف الفي انه يحوم في أنحاء حدائق الفيلا اثناء الليل كأنه يبحث عن شيء ما ... ربما المراة الأخرى؟
كان يتامل في الماء عندما إقتربت منه ولكنه لم يلتفت اليها بالرغم من أنه لا شك سمع صوت خطواتها على الحصى ، ودلّها مزاجه على انه هذا الصباح متجه بافكاره الى عالم آخر ، عالم ما وراء هذه الجزيرة التي تشاركه حياته فيها والتي درجت على محبتها .
لاحظت مسحة من الحزن وهي تنظر الى ملامحه الجانبية وهو مستفرد غارقا في أفكاره في وهج الشمس ، كم تحب وترهب هذا الرجل الذي هو بالنسبة اليها محب وغريب في آن معا ، ولم تتفوه بكلمة واحدة عندما وقفت الى جانبه بهدوء ، لأنها لا تحب التطفل ولا ترغب فيه ، وصل الى انفها اريج الأعشاب وتبعت بنظرها فراشة سوداء تطارد اخرى زرقاء ثم إختفتا وراء دوالي العنب التي تتسلق الجدار.
كانت تحدّق كأنها مسمّرة في مكانها وبدا لها أن الطبيعة تفضل القوي على الضعيف ، وجفلت وتالمت عندما رأت سحلية تطبق فكيها على شيء لامع ومتحرك.
" أنت كثيرة الحساسية يا عزيزتي الصغيرة ، الحياة غابة والحب جوع ولا يجب ان يصدمك ايهما او أن يسبب لك الما ".
" هل ظهر عليّ أنني صدمت؟"
حاولت بهذا السؤال ان تظهر في مظهر الشجاعة وخفة الروح ، لكنه رمق وجهها بنظرة خاطفة ثم قرّبها منه وقال وهو يبتسم ساخرا:
" لا تحاولي مطلقا ان تكوني إمرأة مجتمع ، هذا لا يليق بك وأنت تلائمينني كما أنت".
" وجلة وخرقاء؟ أي تريدني إمرأة يعتبرها اهل الجزيرة بنتا تبنيتها بدلا من إمراة تزوجتها ، هل يعتقدون باننا متزوجان؟".
نظر اليها نظرة جعلتها تحمّر وقال:
" ارجو ذلك ، عيناك كلهما براءة وظهر ابدو معهما كأنني رجل دنيء إنتزعتك من ملعب في مدرسة ولكن اهل الجزيرة يعرفونني جيدا وبعد العيش شهرا كاملا معك يا ألفي بدأت أعرفك ، هل أستطيع أن أعانقك؟".
" كلا... أرجوك".
" عندما تترجينني تزيد رغبتي".
" لم اتناول فطوري بعد ، لقد إنتظرتك آملة في الذهاب الى ذلك المكان الصغير حيث يطبخون سمك البلم على فحم الحطب ويقدمونه مع الخبز الاسمر اللذيذ والقهوة".
" يا لك من خبيرة صغيرة ! إنك تتعلمين كيف تنتقين أحسن طعام وتتحولين الى طالبة في درس الحياة الرغيدة منذ ان أصبحت لي".
قال ضاحكة:
" تتكلم كأنك إشتريتني كحيوان مدلل مطلوب منه ان يتعلم الكياسة ليعجب أصدقاءك الأنيقين في روما".
جذب بيده خصلة من شعرها ولوّح بها كمن يلوّح بشرابه وقال:
" هرء ، أريدك ان تقدّري رقة العيش ، هذا كل شيء ، ولا اريدك ان تفقدي شيئا من حرارتك الجوهرية ، وإذا تحولت الى مجرد لعبة فساضطر الى ترويضك".
تسارعت دقات قلبها وأحست بشيء يسري في جسمها عندما إنزلقت يده وشدّ بذراعه على خصرها.
" ستبقى عيناك عيني عذراء وسيبقى فمك جميلا ، هذان شيئان احب أن يدوما ، حاولي ان ترفضينن يوسترين كيف سأنقلب الى وحش".
" لن تعطيني المجال لأرفضك".
" هل تعنين ليلة زفافنا؟".
" نعم".
" هل تكرهينني بقدر ما تصورين؟".
" كلا".
" كنت وعدتك بانك ستجدين السبحة حول عنقك عند نهوضك من النوم وها هي كما ترين مع اللآلىء الملتصقة بجلدك الناعم ، وفي ظني أنني ساتذكرك دائما بهذا الشكل".
لمس عنقها عند اللآلىء واحست كان الزمردة إحرقت جلدها ، وجعلتها لمسته تنتفض ،ونسيت تلك الممرضة الوجلة المنفردة بنفسها وهي تقوم بواجبها خير قيام وبكل هدوء ، هنا روداري فقط بذراعيه القويتين تطوقانها حتى تغفو وتستيقظ مع الشمس في الغرفة الممتزجة برائحة البحيرة ، وكثيرا ما تجد نفسها وحيدة عندما تفتح عينيها وتبقى هكذا الى أن يعود من جولاته المبكرة في حدائق الفيلا ، وتسير الأمور معها كأنها توقف كل ذكرى ماضية م أجله هو كلما أخذها بين ذراعيه ، إنه لا يعاملها بقسوة لكنه لم يقل لها أبدا انه يحبها ، وفي الظلام تشعر بحسرة في قلبها وتود لو تبكي ، عندئذ يضع رأسها على صدره الى أن يغمض عينيه وينام ، كان يثير إحساسات شبابها غير المتوقدة وفي كل يوم تمضيه معه وكل ليلة تلفهما تطلب المزيد من حبه ، وتريد ان تكون الفتاة الوحيدة التي يكنّ لها الحب ، قال هامسا في اذنها:
" نحن متجانسان ، فماذا نريد أكثر من ذلك؟".
" نريد فطورا...".
أجابته بمرح ، فضحك ودلّى سلة المحار عن كتفه وقال :
" سنقدم هذا لسيزار وبالمقابل سيقدم لنا شيئا نأكله مع سمك البلم".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس