عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-12, 09:41 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأخذ مارك لنفسه قطعة جبن ثم نظر اليها مبتسما وقال:
" إنني أدعى نيكولاي تور لينكوف والجميع يدعونني مارك... وأنت الانسة ساشا دونيللي ، وسأدعوك ساشا إذا سمحت لي بذلك ، بالطبع".
وشعرت ساشا بإسمها يبدوغريبا عليها ومارك ينطقه بلهجة روسية فأجابت:
" وهل أمامي مجال للإختيار".
" لن تضطري الى البقاء معنا أكثر من بضعة أيام ولكني لن أناديك بإسمك مجردا إذا كنت لا ترغبين في ذلك".
" حسنا ، يمكنك أن تدعوني ساشا ، ولكن ما إسم الرجلين الآخرين؟".
" الرجل الاصغر الذي أخافك مظهره يدعى جانوس أما الآخر ذو الشعر الرمادي فيدعى سيرج".
ولاحظت ساشا أنه تردد قليلا قبل ان ينطق بإسم الرجل الآخر ولكنها إستطردت تسال:
" ولكن ألا يعودان من الخارج الان ؟".
ورد مارك بالإيجاب وهو ينظر الى ساعة يده التي إستطاعت ساشا أن تراها بوضوح وقد قاربت الثامنة.
واخذت ساشا تفكر في وسيلة يمكنها بها التخلص من هذا الموقف الذي ساقتها اليه الأقدار وقد فشلت محاولتها السابقة للهرب.
فتثاءبت ونظرت الى مارك وهي تبتسم في خجل قائلة:
" معذرة ، فإنني تعبة للعاية".
فسالها وهو يرفع الطبق من أمامها:
" هل جئت اليوم من انكلترا ؟".
فردت بالإيجاب وهي تحاول التظاهر بالتعب والإرهاق حتى يطمئن اليها مارك ويكفّ عن مراقبتها بهذه الدقة ثم أضافت:
" السفر يشعرني دائما برغبة في النوم ، كانت الرحلة من المطار الى هنا متعبة للغاية وكنت أرجو ان انام في وقت مبكر".
وإنحنت ساشا وهي تتظاهر باخذ قطعة من الجبن حتى لا يرى مارك تعبيرات وجهها.
" يمكنك ذلك بالطبع...".
ووجدت ساشا نفسها تعجب بمارك رغما عنها ، كان يتمتع بجاذبية خاصة حتى طريقته في الحديث كانت جذابة وعجبت ساشا من نفسها كيف تعجب به وهي تعرف تماما ان سبب وجوده هو وزملائه في المنزل الان لا بد وأن ينطوي على الشر ، ربما كانوا من المجرمين ، او المهربين ، أو ما هو أسوأ من ذلك...".
وشعرت ساشا بالخوف الشديد وإتجهت افكارها الى السيدة كاسيل ، ترى ماذا حدث لها ؟ لقد اكّد لك مارك انها بخير ، ولكن كيف لها أن تصدق ، وتذكرت فجأة أن السيدة كاسيل إعتادت المبيت أحيانا في كوخها الصغير الذي يبعد عن المنزل بضع مئات من الياردات ، ووردت الى ذهنها فكرة مفاجئة وهي أن تتجه الى الكوخ لتتاكد من أن مارك وزملاءه لا يحتفظون بالسيدة العجوز مقيّدة في كوخها الصغير.... أو ربما....
في هذه اللحظة عاد الرجلان الى المنزل ودخلا المطبخ وإستطاعت ساشا ان تدقق النظر فيهما عن قرب.
كان الرجل المدعو جانوس أصلع تماما قوي البنية يبلغ من العمر حوالي الخمسين عاما ، وكان وجهه يبدو خاليا تماما من أي تعبير وقد إرتسمت في عينيه الزرقاوين نظرة باردة ، إنحنى امام ساشا عند دخوله بطريقة سريعة جافة وقدّمه مارك اليها قائلا:
" جانوس لا يتكلم الإنكليزية يا ساشا.
أما الرجل الاخر المدعو سيرج فقد كان مختلفا عن جانوس تمام الإختلاف بوجهها الذي يبدو متعبا وقد إرتسمت عليه إبتسامة لم تستطع ساشا أن تمنع نفسها من التجاوب معها.
كان يبدو وقد ناهز الستين من عمره نحيلا للغاية ذا عينين سوداوين ، لوّحت الشمس وجهه الذي أحاط به شعر رمادي ، وعندما دخل سيرج المطبخ تقدّم منها ومد لها يده وهو ينطق ببضع كلمات فهمت بعد ذلك من مارك أنه يعبّر لها عن أسفه لهذه الطريقة التي بدأت بها عطلتها.
ونظرت ساشا الى سيرج مبتسمة تشكره ، وبينما جلس الرجلان الى المائدة يتناولان الطعام أخذت ساشا تنظر من طرف خفي الى مارك وهي لا تدري تماما ماذا تفعل؟
وتزاحمت في ذهنها بعض الخطط غير المحددة للهرب من هذا المكان لكنها لم تكن تدري كيف تنفّذها فآثرت الإلتزام بالهدوء والإنتظار حتى تتاح لها الفرصة المناسبة لتنفيذ أي منها.
وكان واضحا لساشا ان مارك لا يريدها أن تبقى الان في المطبخ وقد دخل الرجلان اليه ، وفعلا أشار اليها بالخروج الى غرفة الجلوس ، وامسك بذراعها وهو يوجه بعض الكلمات الى الرجلين وقال:
" تعالي الآن....لنتركهما يتناولان طعامهما".
ثم نظر اليها وأضاف:
" إنك تبدين متعبة اليس كذلك؟".
فردّت ساشا بالإيجاب وقد خطرت لها فكرة مفاجئة ، واضافت:
" ولكنني اود ان اذهب للسير قليلا في الخارج ..... فقد تعوّدت ان أفعل ذلك قبل الذهاب الى النوم".
وكتمت ساشا انفاسها في إنتظار رد مارك الذي هزّ كتفيه قائلا:
" إذا كنت ترغبين في ذلك.... ولكن الجو بارد الان في الخارج ، هل لديك معطف؟".
وقفز قلبها فرحا بين ضلوعها لكنها حاولت أن تخفي إنفعالاتها وهي تقول:
" سأصعد الى حجرتي لأحضره".
وإندفعت ساشا الى حنجرتها حيث احضرت معطفا أحمر اللون ، وتمنت لو انه كان لديها معطف داكن حتى لا يمكن رؤيتها بوضوح في الظلام إذا ما أتيحت لها فرصة الهرب من مارك.
وعندما عادت الى غرفة الجلوس نظرت الى مارك وقد رسمت إبتسامة على وجهها وهي تقول:
" أعتقد أنك ستصحبني في هذه النزهة".
فإبتسم إبتسامة عريضة وهو يقول لها:
" هل تعتقدين أنني سأتركك تخرجين بمفردك في مثل هذا الظلام؟".
وأضاف في لهجة إتسمت بروح الفكاهة:
" من مصلحتك ان اصحبك فلا يمكن أن تعرفي من قد تصادفين في الخارج؟".
وإتجه مارك الى الباب الأمامي وخرجا معا ، وكان مارك يرتدي صدرية بيضاء ، وفكرت ساشا وهي تتجه نحو كوخ السيدة كاسي لان هذا سيساعدها كثيرا عندما تتمكن من الهرب إذ أنه سيمكنها رؤيته بسهولة في الظلام.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس