عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-12, 10:40 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" أراك منشرح الصدر يا روداري".
" نعم ، في هذه اللحظة ، لا تلازم السعادة الإنسان كما يلازمه انفه ، ولكنني أشعر حاليا بانني أستطيع أن أحملك على كتفي واصعد بك التل ، هل تريدينني ان أفعل ذلك؟".
" لا ، شكرا".
وسبقته صاعدة المرتفع المعشوشب الذي يؤدي الى المقهى القديم الظريف ذي المصاريع المهترئة والطاولات المخلعة المنتشرة في حديقة غنية باشجار الفاكهة ، كان لهذا المكان مجده الغابر ولكن صاحبه سيزار لم يفقد براعته في توضيب المأكولات البحرية ، ويرتاد هذا المقهى الكائن على تل معظم زوار الجزيرة.
لسيزار حفيدة اصبحت محور كلام الجزيرة ، فقد هربت الى روما حيث تورطت مع رجل محتال وانجبت منه ، لكن سيزار لم يغلق باب بيته في وجهها ، فهي في الجزيرة مع طفلها منذ بضعة اسابيع وتقلق الفي كلما رات هذه الفتاة المسكينة منطوية على نفسها وهي تهز مهد طفلها ، لم تترك نكوليتا المقهى أبدا كما لم تكلم إنسانا ، وكلما دخلت الفي حديقة المقهى برفقة روداري حدقت نكوليتا فيها بعينيها السوداوين ، وإذا صدف ونظر روداري اليها اخفضت رأسها وبدت مثل إمرأة تعبر عن توبتها بصمت.
وإستولى القلق على جدها سيزاز إذ بدا الهزال يصيب حفيدته تشوقا الى اللعين الذي لطّخ سمعتها الطيبة ، هل في إمكان السيد ان يساعد بصورة أو بأخرى؟ هل يكلم هذه الحمقاء ويعيدها الى صوابها؟ فلطالما هي في بيتها وفي امان سينسى سكان الجزيرة فعلتها وسيتقبلونها كواحدة منهم ، هذه امور تحدث والسيّد من رجالات المجتمع ويتفهم ذلك.
قطب روداري حاجبيه وإلتفت الى ألفي فجاة وقال لها :
" انت من عمرها ويمكنك ان تقنعيها بأن نهاية العالم لم تأت بسبب غلطة ، أكّدي لها أنها ستتعرف على شخص ما ".
ولما نظرت الفي اليه والشك في عينيها ، قال لها:
" إذهبي مع سيزار ، وأنت يجب أن تتعلمي كيف تعالجين الأمور في الحالات المربكة".
نهضت الفي وتبعت سيزار الى غرفة حفيدته ، وجداها جالسة على سريرها تبكي والطفل يصرخ فحملته ألفي ورات أنه يجب تغيير ملابسه ، كان بني اللون وشعره جلده زيتوني اللون وشعره مجعدا أسود وعيناه كستنائيتين برموش مبللة بالدموع ، وبعدما رشّته بالمسحوق وأراحته اخذ يحك رأسه بجسم ألفي التي أخذت تلاعبه ريثما تتوقف أمه عن البكاء على نفسها.
وفي النهاية إنتصبت الفتاة جالسة ومسحت دموعها بيدها ، ثم نظرت الى ألفي بغيظ وتفوهت بشيء معتقدة بأن هذه الفتاة الإنكليزية لا تفهمه ، لكن الفي كانت قد درست الإيطالية قبل ان تتوظف في جبال الألب والمحادثات المتبادلة مع روداري ساعدت كثيرا في تحسنين معرفتها بهذه اللغة وروداري يرغب في ان تتكلم لغته بطلاقة ، وبالفعل برهنت على أنها تلميذة نجيبة.
" لا تقولي بأنني معتدة بنفسي".
قالت ألفي لنيكوليتا مؤنبة :
" اعرف ما هي عاطفة الحب الجنوني وكيف ياتي بمفاجآت غير منتظرة واعرف أيضا العذاب الذي يسببه ".
" إنك تحملين خاتما من الزمرد يا سنيورا وتوفقت بزواجك الرائع من سيد الجزيرة ولكنك لا تعرفين طباع الرجال الإيطاليين ، إنهم ماهرون في إجتذاب الفتاة وأكثر مهارة في التخلي عنها عندما تتورط في مشكلة ما".
نهضت نيكوليتا واقفة ورات ألفي أن لها ساقين كساقي الحورية ، ربما كانت كثيرة الجمال ، عيناها منتفضتان الان وفمها كئيب وتبدل فرحها بالحياة الى مرارة ، اخذت طفلها من ذراعي الفي وتطلعت اليها وقالت:
" أظن ان سيد الجزيرة الوسيم يهب الكثير كي يحصل على ولد مثل ولدي وأتساءل إذا كانت تستطيع فتاة شاحبة وناعمة مثلك ان تعطيه إبنا ، هل تعرفين أنه كان يحب واحدة اخرى؟ أتى بها الى هذه الجزيرة في مثل هذا الشهر من السنة الماضية ... كنت في روما إذ ذاك وقيل لي أنها كانت تشبه كونتيسة كزهرة الكاميليا ولكنها تزوجت من شخص آخر لأنها كانت مخطوبة له منذ صغرها ولا يمكن فك الخطوبات... ويقولون هنا في الجزيرة ان قلب السيد الأكبر تحطم".
تبع هذا الكلام جو من التوتر وشعرت الفي بما يشبه ضربة دفعتها الى السير ، وبالرغم من أنها كانت تتوقع شيئا من هذا النوع إلا ان ما كشفت عنه الفتاة أصابها كصدمة ، هذه الأقاويل تسمعها نكوليتا من أفواه الناس الذين يتوافدون على مقهى والدها ، فإذا كان مرادها ان تهز ألفي فقد نجحت او أن تؤلمها فقد فازت حين رأت شحوب وجه ألفي التي قالت:
" ولدك جميل جدا ، إعتني به ولا تكوني تعيسة ، أنت كثيرة الجمال وسيأتي الحب الى قلبك ثانية".
ثم خرجت وإنضمت الى روداري في حديقة المقهى حيث كانوا يشرحون له فن شواء سمك البلم على نار الفحم ، إنه لفن رائع حقا وله طقوسه الخاصة به ، وتظاهرت ألفي بأنها مهتمة جدا الإهتمام وأكثر من اللازم بينما افكارها بعيدة عن الطعام وعن الشهية لم تكن تفكر إلا في كونتيسة الكاميليا الجميلة التي أحبها روداري وأعجب بها ، ويعرف الجميع أن الفي لم تكن سوى بديلة عنها .... إختارها على الهامش ، لهذا الكل يتكلم معها كأنها إمرأة عادية وغير لبقة ، فقد رأوا المراة الأخرى في حياة سيدهم ، راوها جميلة واكيدة من نفسها ورأوها تذهب مجبرة عل الزواج من رجل إختاروه لها قبل أن تلتقي بروداري.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس