عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-12, 07:48 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

عادات تقليدية قاسية من عصر فكتوريا تقوم على تنظيم زواج بين إثنين بدون إستشارتهما ، وهذا ما يجري بعد في الطبقة الإيطالية العليا وهو دمج الدم الأزرق أو الأرستقراطي بالمال وكثيرا بالمال وكثيرا ما ينتج عنه تزويج فتاة يانعة الى رجل اكبر منها سنا ، مما جعل روداري يكره هذه التقاليد ، عندما رأى ان الفتاة التي احبها خضعت للزواج من رجل يكبرها بكثير وشعر بمرارة كبيرة فدفع به الأمر الى ان ينتقم لنفسه ويتزوج من فتاة تصغره بكثير وفقيرة....
إلتفت اليها بينما كان سيزار يقدم لهما الطعام:
" هل نجح حديثك مع الفتاة؟".
" تكلمنا ، ولكن لا أدري إذا حقا إستفادت مني ام لا ، ومن الصعب التخفيف من آلام إنسان يتعذب بسبب حب كبير لشخص آخر.
سالها ساخرا:
" هل يمكن ان يصل الحب الى هذه الدرجة؟".
نظرت الى صحنها وتظاهرت بانها لم تسمعه ، وبالرغم من منظر السمك الشهي كانت تبتلعه بغصة ، يجب أن تخفي عن روداري ما أطلعتها الفتاة عليه ، أيوجد شيء اجمل من تشبيه المرأة بالكاميليا؟
" في المرة الأخيرة أكلت كالذئب الجائع ، هل جعلك حديثك مع تلك الفتاة الحمقاء تعيسة؟".
أجابت وهو ممسك بذقنها بين أصابعه:
" إنهم الرجال الذين يدفعون بالفتيات الى إرتكاب الحماقة ، وبعد ذلك يتجاهلون كل شيء ويديرون ظهورهم من غير أن يتعرضوا لأي مسؤولية ".
" يعني هذا اننا نرتكب الخطأ ولا ندفع ثمنه؟".
" نعم ، إرتكاب الخطيئة اسهل على الرجل من المرأة ".
" هل تتمنين ان تكون الأمور أسهل بالنسبة الى المرأة؟".
" كلا بالطبع ، ولكن لماذا يقسو الناس على فتاة وقعت في الخطا ؟ لا ترتكب أي فتاة خطأ كهذا بدون مشاركة الرجل لها وهو ينجو ولا يرذله إنسان آخذا سبيله بدون ان يلتفت الى الوراء بل ويتجه نحو فريسة أخرى تاركا وراءه فتاة مسكينة لتربي طفله ويتملكها الياس وهي تستجدي الناس تفهما ، إنني اتحسر لوضع نكوليتا ، ولو كانت أقل جمالا لتركها ذلك الوحش وشأنها".
" قد لا تتركه هي وشانه ، هل فكرت في ذلك؟".
" الرجل هو الذي يطارد الفتاة في معظم الأحيان".
" ما زلت بعيدة عن واقع الحياة، ولأنك لا تلاحقين أي رجل انت بنفسك ترين ان اية فتاة اخرى لا تفعل الشيء نفسه ، ولكن هناك فتيات كثيرات يطاردن الرجال ويسببن مشاكل لهم ، ومن يلوم رجلا يقع في مازق كهذا؟".
نظرت الفي في عينيه مباشرة وقالت:
" إنك تتظاهر بالشك في الدوافع الإنسانية لأنك لا تعتقد باطنا بما تقوله ظاهرا ، وأنا أعرف هذا يا روداري وإلا لما كنت أجالس رجلا أنانيا ، انت مترفّع ومتّقد ولا تلين في بعض الأمور ولكنك لست رجلا يعيش لنفسه فقط".
" شكرا ".
قال ذلك وهو يبتسم إبتسامة جذابة ، ثم أضاف قالا:
" لم اعرف انك تزوجتني لفضائل ، هل أكيدة أنت من وجودها فيّ ام أنك تركضين وراء احلام رومانطيقية؟".
" الممرضات لسن رومانطقيات ، إنهن يتالمن كثيرا".
" إذن ما الذي جعلك تتزوجينني؟".
" لأنني.... تعلقت بك".
" تعلّقت فقط ؟".
مرّ بنظره على جلدها الأشقر فإحمرت تاثرا ولما تحوّل لون وجنتيها الى الزهريّ زادت عيناه تالقا وبدا فيهما بريق الإمتلاك ، فهي له ويستطيع ان يضايقها بممازحاته او يسعدها او يتعسها، وقد وجد متعة فائقة في قدرته على إثارة حبها له ، إنها له وحده وها هو يشعرها بذلك.
ولتغطي عجزها عن النظر الى عينيه المتسلطتين تابعت حركة عصفور في طيرانه بين النباتات والأشجار ، وفي تلك اللحظة لمحت حركة فستان فوق الصخور فداخلها هاجس بما سيحدث.
كانت نكوليتا مرتدية ثوبا أزرق... إذن هي الواقفة هناك تحملق في ماء البحيرة يائسة من الحياة.
" روداري ، هذه الفتاة تنوي ان تقذف بنفسها في الماء!".
إنتصبت ألفي واقفة وإندفعت كالسهم بين الأشجار في طريقها الى قمة الصخور ، ولكن زوجها سبقها الى هناك وراته يتعارك مع الفتاة على طرف الصخر ، وفجاة إنهارت الأرض من تحت أقدامهما ورأت زوجها والفتاة نكوليتا والرعب يملأ عينيها يغوصان متدحرجين على منحدر الصخر ويختفيان عن النظر ، صرخت ألفي صرخة مدوية وتجمدت في مكانها ثم إنطلقت بعنف الى حيث كانا يتعاركان غير مبالية بأي إنهيار ارضي آخر تحت قدميها.
لكن معجزة ما حدثت ، فقد رأته يسبح في الماء ممسكا الفتاة بكتفها وهو يسحبها الى الشاطىء وكان شعرها الطويل متدليا ووجهها باديا عليه الإغماء.
" شكرا للهّ !".
تنفست الفي الصعداء وتحسّست الأعشاب وجذورها التي إقتلعت بسبب إنهيار الأرض ، ولو ارتطم راس روداري بالصخر لغرق هو والفتاة معا.
بقيت نيكوليتا فاقدة الوعي بضع ساعات وكانت في اطرافها بعض الجروح ، إعتنت بها الفي وإهتمت بطفلها نيكولا.
مضت أربعة ايام وهي تقوم على عنايتها وفيما كانت الفي ترتب غرفتها في غياب نكوليتا في الحديقة وجدت رسالة وجيزة تحت الوسادة مطبوعة على الآلة الكاتبة ومثنية عدة ثنيات مما يدل على تكرار قراءتها وفي آخرها حرف (ر) كبير.
لم تشأ ان تقرأ الرسالة في أول الأمر ولكن بعض الكلمات التي رأها صدفة إستوقفت إنتباهها ، قالت الرسالة:
( لا نستطيع ان نتقابل بعد الان ، وكل ما حصل بيننا إنتهى وامن تلك في المصرف مبلغا من المال يكفيك مدة طويلة ، وجدت تسلية وتعزية بقربك عندما إحتجت لشخص ما في أتعس أيام حياتي ، وهذا الوداع حتمي ، صدقيني ، وقلت لك عند أول مرة انه من المستحيل ان نتزوج ، واكدت لي انك فهمت وضعي).
هذه رسالة من رجل يحاول ان يكون لطيفا ، رجل تمتع بعلاقته وهاهو يتملّص منها ، تصوّرت الفي الصدمة التي سبّبها الرجل لهذه الفتاة التي كانت تامل بطبيعة الحال أن حبيبها سيتحول الى علاقة شرعية في النهاية ، ولكنه بدلا من ذلك وضع لها مبلغا من المال في المصرف وحرر رسالة وداع مطبوعة على الالة الكاتبة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس