عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-12, 08:25 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وإبتعدت عنه قليلا وأخذت تنظر الى البحر وهي تتساءل متى تحين فرصتها للتخلص من هذا الرجل الذي يقف بجوارها.
كانت ساشا تعرف أنها قوية ولكنها كانت على يقين أيضا من أن مارك يفوقها قوة بكثير فقد كان ذلك واضحا في بنيته القوية ورجولته التي لا تخطئها العين وفي وقفته وهو يرفع وجهه كانه يتحداها أن تحاول الهرب.
وفكرت ساشا أنها لو حاولت الهرب سيتأتى لها فقط عن طريق إستخدام الحيلة ، بدا لها أيضا بعيد الإحتمال لأنه كان واضحا أن مارك ليس رجلا غبيا كما كان يراقبها طوال الوقت.
وتنهدت ساشا في يأس وهي تقنع نفسها بان عليها الإنتظار حتى تنفرد بنفسها في غرفتها لتفكر في الأمر جيدا وربما امكنها الهرب من النافذة فإنها لا تبتعد كثيرا عن الأرض وتطل على الحديقة حيث تنمو الحشائش الغزيرة.
وأفاقت ساشا من أفكارها على صوت مارك يسألها:
" ماذا حدث؟".
" لا شيء... كنت أفكر كم كان الوضع يختلف لو....".
وتوقفت عن الكلام فقد تذكرت انها لا تريده أن يعرف حقيقة مشاعرها أو الطريقة التي تفكر بها لأن ذلك لن يخدم خطتها في إقناعه بانها قبلت الأمر الواقع.
" نعم ، اعرف ذلك وأشعر باسف شديد ، ولكن هذا الوضع لن يستمر طويلا وقريبا جدا خلال ايام سينتهي كل شيء وسيكون المنزل تحت تصرفك وحدك".
ولم ترد ساشا على حديثه بل كانت تشعر أنه لم تعد هناك فائدة من الحديث ، كما أنه لم يعد بمقدورها أن تصدقه ، إختلط عليها كل شيء ، التجربة التي تمر بها تصلح موضوعا للصحافة او نادرة يتحدث عنها الناس في المقاهي ولكنها نادرا ما تتحدث لناس تعرفهم ، ولم تكن تفكر في أي يوم من الأيام ان تتعرض لمثلها ، حتى في الصحيفة حيث تعمل سيتهمونها بالجنون لو قدمت لهم مثل هذه القصة.
وحاولت ساشا إستجماع شتات ذهنها وخطرت لها فكرة بدت لها جريئة ولكنها عمدت الى تنفيذها فورا.
نظرت الى مارك وهو يقول:
" ربما يكون هذا حقيقيا ولكنني يجب أن اتحدث الى والدي هاتفيا ، الليلة وإلا فإنه سيقلق بشأني وقد يطلب من رجال الشرطة البحث عني هنا".
كانت ساشا تحاول ان تبدو مقنعة تماما وهي تقول ذلك، لكنها شعرت بمدى سذاجتها عندما امسك مارك بذراعيها وجذبها لتصبح في مواجهته وقال في رنة متناهية:
" قلت ان والدك سيلحق بك هنا .... اليس كذلك؟".
ونظرت اليه بعينين ملهما الخوف ، ولم تدر ماذا تقول وأخيرا ردت عليه قائلة:
" نعم هذا صحيح ، ولكنه لم يفعل ذلك قبل اليوم ، ويجب أن احدثه في الهاتف ، فهو موجود في باريس الليلة ، وسيطير الى نيس غدا ويجب ان اتصل به لعرف موعد وصوله".
" آه! حسنا في أي حال يمكنني ان أتصل به نيابة عنك ، إذا عرفت رقم الهاتف ".
فقاطعته ساشا قائلة:
" لا .... لا يمكنك ان تفعل ذلك.... ماذا يظن والدي إذا تحدثت أنت اليه !".
كان مارك ما زال ممسكا بذراعيها وكانت تشعر بحرارة ملمس يده كالنار وأرادت ان تبتعد عنه ولكن لدهشتها الشديدة شعرت في قرارة نفسها بانها لا تود ذلك.
وتنبهت ساشا الى مارك يرد عليها قائلا:
" ساقول لوالدك انني إبن أخ السيدة كاسيل ، وأنك طلبت مني الإتصال به لأنك متعبة جدا".
" لا.... لن ينفع ذلك فهو يتوقع سماع صوتي".
نظر اليها مارك طويلا وهزّها برفق وهو يقول:
" إنك لا تقولين الصدق يا ساشا .... إنك تحاولين أن تبدي صادقة ولكنني أعرف أنك تكذبين ، إنني الومك الان....".
ولكن ساشا لم تمهله ليكمل حديثه فقد صاحت قائلة وقد فاض بها الكيل ولم تعد تحتمل ملمس يديه على ذراعيها .
" لا تلمسني".
وتردد مارك قليلا قبل ان يرفع يديه عنها وهو يتساءل قائلا:
" هل اذيتك؟ هل تعتقدين انني سالحق بك أي اذى؟".
وحاولت ساشا أن تتمالك اعصابها إذ كان عليها أن تبدو هادئة فردت قائلة:
" لا.... كل ما في الأمر أنني..... لا احب ان يلمسني احد".
ونظرت اليه فرأته يبتسم وقد لمعت اسنانه البيضاء في الظلام وقال:
" آه... انتم الإنكليز لا تحبون ان يلمسكم احد، نعم ، نعم ، ولكن نحن في روسيا لسنا كذلك؟".
" ربما ، فإنني لا أعرف ذلك ، اليس من الافضل ان نعود الى المنزل؟".
" كما تريدين ، هل ترتدين معطفك؟".
وفجأة بدات السماء تمطر ، لم يكن المطر غزيرا بل خفيفا وشعرت ساشا بقطرات الماء على وجهها فصاحت قائلة:
" إنه شيء رائع".
ثم بدا وكانها تذكرت شيئا فصاحت:
" شعري".
فامسك مارك بيدها وهو يجذبها ضاحكا الى الكوخ وجذبها تحت إحدى الخمائل وهو يقول:
" ماذا حدث لشعرك؟".
فهزت ساشا رأسها وهي تضحك وتقول:
" صففته أمس ولا اريد ان يفقد رونقه سريعا".
ونظر مارك الى شعرها ومدّ يده فربت عليه وهو يقول:
" شعرك جميل... مثلك يا ساشا".
فرفعت ساشا وجهها اليه وأخذت تهز راسها كأنها كانت تحتج على قوله وقالت:
" لا....لا ... إنك...".
ولم تستطع ساشا ان تكمل كلامها ، إذ احست بمارك يقترب منها ولكنها تنبّهت فجأة وحاولت التملص منه فلم تستطع بل كان يمسك كتفيها بقوة، وكانت تشعر بالدفء.
وأخذ مارك يمسح وجنتيها وشعرها وهي تحاول ان تبتعد عنه حتى نجحت في ذلك اخيرا وإبتعدت وهي تقول:
" لا !".
ضحك مارك وهو ينظر اليها قائلا:
" ولم لا ؟ هل أنتم معشر الإنكليز لا تحبون العناق؟ إذا كان الأمر كذلك فإنني لا أتوق الى زيارة بلدكم".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس