عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-12, 11:57 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وشعرت ساشا بكيانها يهتز وقد تسارعت ضربات قلبها وإعتراها غضب مفاجىء من نفسها ومن هذا الرجل الوقح الذي يقف أمامها.
وجاهدت ساشا لإستعادة هدوئها ، وكان الظلام شديدا وإستندت بظهرها الى حائط الكوخ الحجري واخذت تنظر الى المطر وقد بدا ينهمر بغزارة.
وقال مارك وهو ينظر اليها:
" شفتاك جميلتان ، لماذا تقاومينني هكذا؟".
وردت ساشا بغضب قائلة:
" لا تكن غبيا ، ولماذا اسمح لك وأنت غريب عني تماما ، هل اسمح لك لمجرد انك تريد ذلك؟".
قالت ساشا وقد ادهشتها وقاحته وأدهشها أكثر من ذلك إضطرابها أمامه وهو كما تعرف ليس سوى أحد المجرمين.
فرد مارك قائلا:
" لا ، إنك على حق ، لم يكن لطيفا مني ان افعل ذلك ، وإنني أعتذر بشدة يا آنسة ساشا دونيللي".
قال مارك الجملة الأخيرة وهو ينحني أمام ساشا بقدر ما يسمح له ب هالكان الضيق الذي يقفان به.
وحاولت ساشا التغلب على مشاعر الغضب التي أثارتها كلمات مارك وهي تقنع نفسها بأنه عليها إلتزام الهدوء إذا كانت تريد أن تهرب من هذا المكان بأسرع ما يمكن ، فقد كان مارك ذكيا ولمّاحا بدرجة كبيرة.
وأشاحت ساشا بوجهها بعيدا وهي تحاول التغلب على رغبتها لقوية في رفع يدها وصفعه على وجهه لتمحو هذه الإبتسامة الساخرة التي ترتسم عليه .
كانت ساشا تقف مكانها وقد اسندت ظهرها الى الجدار وباب الكوخ على يسارها ، فمدت يدها خلسة في الظلام تحاول أن تتحسس مقبض الباب محاولة فتحه ولو أنها لم تكن تعرف ما يمكنها أن تفعل بعد ذلك ، وفجاة شعرت بيد مارك تنقض على يدها لتمسك بها وهو يتنهد بعمق ويقول لها:
" حسنا .... ارجوك أخبريني ماذا تقصدين؟".
ونزعت ساشا يدها من يده وهي تقول:
" لا شيء ... لم اكن أتذكر كيف يفتح الباب".
بدا عذرها سخيفا بالنسبة اليها ، فضحك مارك كثيرا وهو يقول:
" لا.... لا أعتقد ذلك.... إنك لا تثقين في كلامي .... والان اعرف لماذا تعمدت الحضور الى الكوخ .... إنك تعتقدين أن السيدة العجوز في الداخل".
ولما لم تجب ساشا رفع مارك يده ولمس خدّها برفق وهو يقول:
" أليس هذا صحيحا؟".
وشعرت ساشا بثورة تجتاحها فابعدت يده عنها بعنف وإلتفتت اليه وهي تقول في غضب:
" أبعد يدك القذرة عني... لا تحاول لمسي بين كل آونة واخرى لقد قلت لك أنني لا أحب ذلك ... من تظن نفسك بحق الجحيم؟".
وإنطلق من فم مارك صفير خفيف وهو يقول:
" آه.... هذا أحسن كثيرا ، هذه أنت على طبيعتك من جديد ، نعم كنت هادئة بدرجة إعتقدت معها أنك تدبرين أمرا".
وصعقت ساشا وهي تسمع مارك يقول ذلك وقد ادركت أنه أذكى بكثير مما كانت تظن ، وسكتت وهي لا تدري ماذا تقول أو حتى ماذا تفعل بعد ذلك.
وبعد فترة مد مارك يده الى جيبه وأخرج سلسلة من المفاتيح ولدهشتها وجدته يدفع بأحدها الى الباب ليفتحه وهو يقول لها:
"أدخلي ، لتري بنفسك أنني لا أحتفظ بالسيدة كاسيل مقيّدة مكمومة في المنزل".
ووقفت ساشا عل الباب مترددة فقال مارك وقد نفذ صبره:
" ألا تريدين الدخول؟".
" ولكن ....لماذا... لماذا اعطتك السيدة كاسيل مفتاح الكوخ؟".
فإبتسم مارك في سخرية وهو يرد قائلا:
" حتى يمكنني إحضار الطعام للدجاج ، وأيضا لإطعام الأسماك الموجودة داخل الكوخ ،والان ، ارجوك هل تريدين الدخول أم لا؟".
وأخذت ساشا نفسا عميقا وهي ترد بالإيجاب ، وإتجهت الى لداخل ولم يستغرق الأمر دقائق لتتاكد أنه لا يوجد أحد في الكوخ ، ووقف تور على الباب ينتظرها وكان حريصا للغاية ألا يلمسها وهي تمر به في طريقها الى الخروج.
وبعدما خرجت من الكوخ أطفأ النور واغلق الباب وبدا الظلام في الخارج وقد إزداد عن ذي قبل كما ان المطر ما زال مستمرا ، ولكن ساشا لم تكن ترغب في البقاء أكثر من ذلك في هذا المكان مع مارك فوضعت معطفها فوق راسها وهي تقول:
" ساعود الى المنزل".
ثم ترددت قليلا وهي تنظر اليه وتقول:
" هل تريد أن تستعمل المعطف معي لتحتمي من المطر؟".
ولكن مارك أجاب بلهجة ساخرة:
" هل تعتقدين أنه يمكنني أن أن أفعل ذلك ؟لا ، أخشى ما قد يحدث لي لو انني لمستك بطريق الصدفة".
ولم ترد ساشا وأخذت تمشي بسرعة متجهة الى المنزل وعندما وصلا كان الرجلان قد ذهبا ورأت ساشا النور مضاء في غرفة النوم الكبيرة ، كان كل شيء هادئا تماما في المنزل ، وبدا المطبخ نظيفا ومنظما ، ووقفت ساشا في غرفة الجلوس تنتظر ودخل مارك الى المطبخ وهو يسألها:
" هل تريدين بعض الشراب أو الطعام؟".
وردت ساشا بالإيجاب وهي تفكر في انها قد تحتاج الى كل قوتها إذا قدّر لها الخروج من هذا المنزل فإنه سيكون عليها ان تسير مسافة طويلة قبل الوصول الى الطريق الرئيسي.
وقالت ساشا :
" سآخذ شريحة من الخبز وبعض اللحم الذي أحضرته معي من المطار – هل تريد شيئا منه؟".
" لا.... شكرا.... أفضّل البيض".
ونزع مارك صدريته البيضاء وألقى بها على احد المقاعد وكانت قطرات المطر تلمع فوق وجهه وشعره وأخذ يمسح ذقنه بيده.
ونظرت اليه ساشا واخذت تراقبه وهي تحدث نفسها بأنه كان حتى الآن مهذبا معها ولم يبدر منه ما يدل على غير ذلك.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس