عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-12, 10:58 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- حوار في الفردوس

لم يغمض لبني جفن تلك اليلة بعد الشجار بينهما ، وكانت ما تزال مستيقظة عندما سمعت الجرس المعلق على شجرة المانغا ، وهو يقرع إيذانا ببدء العمل في مزارع الليمون التي ضمها ماكس مؤخرا الى أملاكه ، ويقرع أحيانا تحذيرا بغقتراب إعصار.
نهضت بني من فراشها وأخذت تراقب العمال المحليين وهم ذاهبون الى العمل ، وعلى رؤوسهم قبعات القش الواسعة ، وكان منظرهم يجلب السرور الى القلب وهم ينشدون بلهجة البلد التي لا تفهمها.
ما عساها ان تعمل الان ! أولا ، إنها تريد أن تنزل الى بركة السباحة علما منها بأن ماكس لم يمانع من قبل ، وبدا ترطب قليلا من غليانها ، وثانيا عليها أن تلين من موقف ماكس بالرغم من أنه هدّد بإحباط كل محاولة للزواج ، لا توافق بني على إدعائه بأن كل طالبي الزواج كانوا يطمعون في مال والدته ، ولكنها تفهم موقفه من ذلك وتقدّره ، علّها تقنعه بأن اباها مهتم بنورا لا بمالها.
كان المسبح في وسط حديقة إستوائية يتصوّر المرء فيها أنه في وسط الأدغال ، وتحيط بالمسبح نباتات تفوح بأريج الأزهار العطرة ، وعن بعد قليل يحيط بها ستار من أشجار النخيل الشامخة ، والطريق المؤدي الى المسبح غني بالأشجار المزهرة على كلا جانبيه ، كل شجرة منها تتباهى بجمالها ورونقها ، والرائي يبقى مذهولا بعناقيد البراعم والأوراق والأزهار المتموجة في الشمس كأنها جمر يزيد الغروب من وهجه الساطع.
خرجت من المسبح وجلست على حافته ، ولم يطل بها الوقت حتى لحظت ماكس بين الأشجار قادما نحو المسبح ، وغطس في الماء دون ان يراها إذ كانت بين شجيرات كثيفة ، وتبعته شيرلي وكانت جميلة جدا في لباس السباحة.
" اتيت لأتدرب يا ماكس".
ولمست الماء بطرف اصابع قدمها الصغيرة:
" اتسمح لي بالنزول الآن؟".
" لقد اتيت مبكرة ".
قال ماكس.
لم تعرف بني أن شيرلي تتلقّى درسا يوميا في السباحة ، وارادت ان تنسحب من هناك لولا أنها سمعت شيرلي تقول لماكس:
" رايتك آتيا فقلت في نفسي لا باس من رفيقة لك ، هل أنزل الان ؟".
سبح ماكس نحو شيرلي وامسك بيدها وساعدها في النزول ، ثم أخذ يدرّبها ويعطيها التعليمات ، ورأت بني أن إهتمام ماكس بشيرلي إهتمام رجل مسؤول عن طفلة، وتصورت انهما لن يكونا زوجين متآلفين ، ففكرة الزواج من خيال شيرلي قط.
كانا الان في الطرف الآخر من المسبح عندما حاولت بني أن تنهض فلحظتها شيرلي وصرخت من بعيد:
" ماذا تقولين عن سباحتي يا بني؟".
"تسمّين هذه سباحة؟".
أجابها ماكس.
" ولكنني أسبح ، أحرك رجلي كما دربتني...".
" هذا ليس كافيا ، حاولي تركيز افكارك".
" كيف استطيع ان اركز وأنت عديم الصبر يا ماكس؟ إنني أحاول جهد طاقتي".
ورات كيف تزم شيرلي شفتيها تماما كالأولاد المدللين .
" حاولي جاهدة وإلا سأتوقف عن إعطائك دروسا بعد اليوم".
كان صوته قاسيا وحادا:
" هذا يكفي ليوم " قال هذا متجاهلا إحتجاجات شيرلي، وسمعت بني صوت ماكس يناديها:
" ألا تسبحين يا آنسة دافدسون؟".
دهشت لهذه المفاجأة وإحمر وجهها عندما رأته يسبح في إتجاهها ، كان وجهه سمحا لا اثر للوجوم او الإزدراء فيه.
" اتيت مبكرة ، حوالي السادسة وسبحت".
خرج ماكس من الماء وجلس بجانبها.
" لماذا؟ ألم تنامي؟".
كانت لهجته عادية ويبدو أنه نسي معاملته المخجلة مساء أمس.
" أزعجك إعتراضي على الزواج ، فستنسين ذلك ، وهناك نساء غيرها لولدك".
قالت بحدّة:
" أفهمتك البارحة أن والدي يحب والدتك ، مضت إثنتا عشرة سنة على وفاة والدتي ، لم ينظر خلالها والدي الى أي إمرأة ، إنه ليس كغيره أيا كان رايك فيه".
" لك مزاج حاد يا آنسة دافدسون".
" لم يكن لي هذا المزاج قبل ان القاك".
"تلوميني أنا؟".
أدهشته عبارتها ولكنه كان هادئا على غير عادة منه ، ورأت بني انها لن تكون على قدم المساواة معه حتى في هدوه هذا الذي يجعله ايضا في موقع اعلى من موقعها ، وهوموقع أمرأة شرسة حسب ظنها ، فحاولت ان تهدىء من غليانها وتكلمت بصوت عادي لم يخل بعد من رجفة خفيفة:
" منذ البداية لم تكن معاملتك لي سلسة يا سيد ردفيرن ، وفي عدة مناسبات كنت تستفزني عن عمد".
إتسعت حدقتا عينيه إستغرابا ونظر فيها مدققا:
" يظهر ا نلك خيالا واسعا يا آنسة دافدسون".
" على العكس أنت نفسك غير عالم بمواقفك المزعجة".
هنا عزمت بني ان تفرغ جرابها:
" لم تتحبب الي منذ البداية ولا أدري لماذا ، ولم تحاول ابدا إخفاء جفائك لي ، ومن الصعب علي ان اصدق ان للسيدة ردفيرن إبنا مثلك".
شعرت بني أن عبارتها الأخيرة تعدّت حد اللياقة وتوقعت أن يرد عليها باحد منها ولكن حصل العكس من ذلك:
" أعتبرك فظة جدا يا آنسة دافدسون ، ولو واتتني فكرة الأخذ بالثأر لوجدت نفسك في وضع لا تحسدين عليه ، في كل الأحوال ، بما انني أشعر بخيبة آمالك في فسخ خطوبة والدك فإنني أتغاضى عن فظاظتك هذه ...".
" انت حقا كريه!".
وأضافت وهي تقف حانقة:
" كيف يكون رد الفعل لديك إذا فسخ احد ما خطوبتك ووقف حائلا بينك وبين من تحب؟".
رفع حاجبيه ترفعا وفتح فمه عن إبتسامة كلها إزدراء :
" حيث أنه لن يكون أي إحتمال ان اقع في حب احد ، فإن سؤالك ليس ذا قيمة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس