عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-12, 12:19 AM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ثم نظر اليها مارك قائلا:
" إستريحي انت ، وسأتولى انا إعداد كل شيء ، فانت ضيفتي ، لا تنسي ذلك".
ردت عليه ساشا وقد شابت لهجتها سخرية خفيفة:
"وهل اتيحت لي الفرصة لأنسى ذلك؟".
وكانت ساشا تشعر بنوع من الراحة لأنه لم تعد هناك ضرورة للتظاهر بالهدوء والرقة مع مارك وخاصة بعد ما حدث في الكوخ ... حقا كان مهذبا ولكنه شخص مغرور للغاية.
وجلست ساشا الى المائدة وأخذت تراقب مارك وهو يعمل وقد لاحظت كيف غسل يديه جيدا قبل ان يلمس أي شيء.
ثم احضر الطعام الذي طلبته ساشا وهو يقول:
" ساقوم بإعداد الشاي ، أم تفضّلين بعض الشراب مع الطعام؟".
وفكرت ساشا بسرعة أنها في حاجة الى الإحتفاظ بجميع حواسها في حالة تيقظ ولكنها إذار رفضت فربما إمتنع مارك أيضا وإكتفى بشرب الشاي ، وربما كان من الأفضل ان تدفعه الى الشراب مما قد يساعدها إذا حاولت الهرب منه .
فردت قائلة:
" سآخذ قليلا من الشراب".
واخرج مارك قنينة رخيصة من خزانة المطبخ ثم ملأ كأسين وضع احدهما امام ساشا ورفع كأسه ليشرب نخبا في صحتها إجترعه حتى الحثالة جرعة واحدة ، أما ساشا فأخذت رشفة صغيرة وهي تفكر في وسيلة تدفع مارك بها الى المزيد من الشراب وأخذت ساشا تضع الزبد على الخبز بينما كان مارك يقوم بإعداد البيض وكان ظهره اليها ، فقالت في لهجة حاولت أن تبدو طبيعية وهادئة:
" هل تريد المزيد من الشراب؟".
فرد مارك بالإيجاب بدون ان ينظر اليها.
إنتهزت ساشا هذه الفرصة لتفرغ معظم ما في كأسها في كأس مارك ثم اضافت اليه المزيد من الزجاجة.
وشعرت ساشا في هذه اللحظة بإضطراب شديد وأخذ قلبها يخفق بعنف وقد جفّ حلقها ولكنها في أي حال نفّذت ما تريد.
وبعد قليل إنتهى مارك من إعداد البيض وجلس امامها الى امائدة وكانت رائحة البيض تفوح شهية وتمنت ساشا لو أنها وافقت عندما سألها إذا كانت تريد أن يعد لها بعضا منه.
وبعد أن فرغ مارك من شرب كاسه الثانية رفع الزجاجة وهو يسال ساشا إذا كانت تريد المزيد ولكن ساشا ردت قائلة:
" لا شكرا.... ( ثم أضافت وهي تتظاهر بالنعاس) ":
" الشراب يجعلني أشعر برغبة في النوم".
فنظر مارك الى الكاس الفارغة امام ساشا وهو يقول:
" حسنا... أعتقد انك ستنامين جيدا".
ثم فوجئت به يقول :
" أخشى أنني سأضطر الى البقاء معك".
ونظرت اليه وقد علت وجهها الحيرة والدهشة وهي تسال:
" تبقى معي.... أين؟".
فرد وهو يهز كتفيه كمن يحاول الإعتذار لها :
" الليلة .... في غرفتك".
فقفزت ساشا عن مقعدها الذي سقط وقد فوجئت بهذا الرد وشعرت بالدماء تتجمد في عروقها وأخذت تنظر اليه وقد فقدت القدرة على النطق ، وظنت لوهلة أنها ربما تكون قد افرطت في الشراب ولكنها تذكرت انها لم تشرب منه إلا القليل وانها في كامل وعيها.
وجاهدت ساشا طويلا لتتمالك نفسها واخيرا قالت وهي تحاول التظاهر بالهدوء:
" لا أفهم تماما ما تعني بكلامك هذا".
" أعتقد انك تفهمين قصدي تماما...".
ثم اردف قائلا:
" كان لطيفا منك ان تفرغي محتويات كاسك في كأسي.... ولكن لماذا فعلت ذلك وقد كان يمكن أن ترفضي الشراب عندما عرضته عليك".
ولم ترد ساشا فلم تكن قد أفاقت بعد من تأثير هذه المفاجأة وشعرت بيأس شديد ولم تدر ماذا تفعل أو كيف عرف مارك بهذا الأمر مع انه لم يكن ينظر اليها ، هزّت رأسها في ياس وهي تنظر الى مارك الذي جلس في مواجهتها الى المائدة وساد بينهما في هذه اللحظة جو من التوتر ينذر بالإنفجار في أي لحظة ، ثم اخذت ساشا تنقل بصرها في انحاء المطبخ قبل ان تتمالك نفسها وتسأله بصوت خافت:
" هل تتوقع مني بالفعل ان اقضي الليل معك.... في الغرفة نفسها وخاصة بعد ما حدث في....".
واشارت بيدها في اتجاه كوخ السيدة كاسيل – ثم اضافت وهي تهز راسها :
" لا بد انك تهذي او تمزح ".
" إنني اقدّر شعورك .... ولكنني ىسف".
ونظرت ساشا اليه وشعرت أنه لا يبدوعليه الأسف كما يقول ، فإبتعدت عن المائدة في غضب إذ لم يكن بمقدورها البقاء لفترة أطول في مواجهة مارك ، وإختطفت حقيبتها وإتجهت مسرعة الى غرفة الجلوس ثم فتحت الباب الأمامي للمنزل ونظرت الى الخارج ، لكنها توقفت فجأة... حقا ان الحرية أمامها تبدو في متناول يدها لكنها في الواقع بعيدة المنال ، فإن مارك لن يدعها تفلت منه وسيلحق بها حتما.
وبينما هي في وقفتها سمعت صوت مارك من خلفها وهو يقول:
" أنت تعرفين جيدا أنه لن يمكنك مغادرة المنزل".
كان مارك يقف قريبا منها جدا حتى كادت تشعر بملمس يده على ذراعها مع انه لم يحاول لمسها على الإطلاق وشعرت ساشا بالإضطراب لكنها ردت في لهجة حاولت أن تبدو هادئة تماما:
" إنني ارفض أن.... ان أبقى معك....".
فردّ في لهجة باردة:
" يبدو أنه ليس أمامك مجال للإختيار".
وإلتفتت اليه ساشا ونظرت في عينيه فرات فيهما هذه القوة التي طالما شعرت بها في كل تصرفاته ، وفي هذه اللحظة رأته على حقيقته بعد أن نزع عنه الرقة والمرح وأخذت تنظر اليه في صمت ، كانت تتمنى في هذه اللحظة ان تنظر الى أي شيء في العالم إلا وجه مارك ، ولكنها رغما عنها ظلت تحدق فيه وكان هناك جاذبية لا تدري مصدرها تدفعها الى ذلك ، وشعرت في تلك الهنيهات والضوء من خلفه لا يكاد يظهر ملامح وجهه بانه رجل غير عادي.... أدركت أنه رجل قوي وأنه يعني حقا كل ما يقول وليس أمامها بالفعل أي مجال للإختيار.
وشعرت ساشا ببرودة مفاجئة فأخذت ترتعش ثم رات مارك يبحث عن شيء في جيبه وفوجئت به وقد اخرج سكينا ، فتملّكها الرعب ، وحاولت ان تركض لكنها لم تستطع بل تسمّرت اقدامها ولم تقدر أن تفعل شيئا سوى أن تراقب ما يفعله فوجدته يخرج السكين من جرابها ببطء ثم يرفعها الى اعلى في الضوء لتراها وهو يقول في صوت هادىء:
" هذه لك يا ساشا....".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس