عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-12, 07:50 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- الدراجة النارية

شعرت ساشا برعب شديد وهي تنظر الى السكين في يد مارك وخيّل اليها ان ساقيها لا تقويان على حملها ، فتشبثت بحقيبتها وأستعدت لقذفها في وجهه إذا حاول طعنها ، ولكن مارك وضع السكين في جرابها الجلدي في هدوء ،ثم مدّ يده اليها قائلا ببساطة:
" خذي.... إحتفظي بها معك".
وتلعثمت ساشا ولم تقو ى على الرد ، ونظر مارك الى وجهها وقد إكتسى برعب كبير ، فقال لها وقد ضاقت عيناه وإمتلأ وجهه بتعبير غريب:
" ما بالك...هل كنت تعتقدين انني سأطعنك بهذه السكين؟".
هزّت ساشا رأسها بالإيجاب ، فلم تكن تقوى بعد على الكلام ، ومدّ مارك يده فأمسك بيدها وفتح راحتها ووضع السكين فيها ثم اغلقها وهو يقول وقد إرتسم على وجهه شبح إبتسامة:
" هذه السكين لك... لتدافعي بها عن نفسك.... لو انني حاولت مثلا الإعتداء عليك".
وأخيرا بدأت ساشا تستعيد هدوءها فتنهدت بعمق وهي تقول:
" أنت تعني .... انه يمكنني ان.... ان أحتفظ بها".
ونظرت ساشا الى السكين بخوف ثم سحبتها من جرابها فلمع نصلها الحاد في الضوء وشعرت بالرعب وسارعت بوضعها في الجراب من جديد بيد مرتعشة ، ثم نظرت الى مارك متسائلة:
" ولكن كيف تضمن أنني لن أستخدم هذه السكين لأطعنك بها حتى اتمكن من الهرب".
" اعرف أنك لن تفعلي هذا".
وإلتقت نظراتهما لفترة ثم اضاف قائلا:
" انت لا يمكنك إستخدام هذه السكين ضدي وانت في حالتك الطبيعية ، لكنني أعتقد أنه يمكنك ذلك في حالة الدفاع عن نفسك".
وبعد فترة صمت اضاف مارك وهو يهز كتفيه بالطريقة الجذابة التي اعجبتها منذ إلتقته.
" ولكن .... هل تعتقدين انني قد احاول ان أفعل أي شيء.... لا تخافي ، ستكونين في امان معي وستشعرين بالمزيد من الأمان وانت تحتفظين بهذه السكين معك ، أليس كذلك؟".
ونظرت ساشا اليه وهي تحس أنها امام شخص غير عادي ، يمكنه ان يفهم تماما كل ما تفكر فيه ولم تدر كيف أمكنه ذلك وبهذه الدقة وبدأ الياس يزحف الى نفسها إذ اصبح واضحا لها الان أنه لن يمكنها الهرب من مارك ، فهو لن يتيح لها ابدا الفرصة لتحقيق ذلك .... رفعت يدها ووضعتها على عينيها حتى لا يرى مارك دموع الياس والإرهاق التي بدات تتجمع فيهما .... واخذت تفكر فيما كان يمكن أن يحدث لو ان نيجل حضر معها الى المنزل وماذا كان يفعل في مواجهة مثل هذا الموقف ، ثم فكرت في والدها .... لا بد أنه سيشعر بالقلق عليها إذ إعتادت الإتصال به هاتفيا او كتابيا بعد وصولهما ، لكنها تذكرت أنه منهمك في رسومه ولن يشعر بمضي الوقت قبل يومين أوثلاثة ... لكن ما الفائدة ، فإن مارك سيكون قد افرج عنها.. هل حقا سيفرج عنها؟
وأفاقت ساشا من أفكارها على صوت مارك يقول لها في صوت هادىء.
" والان ... إصعدي الى الطابق العلوي.... وسأتبعك بعد قليل".
ووقف مارك ينظر اليها وهي تعبر غرفة الجلوس ببطء لتصعد درجات السلم في طريقها الى الطابق العلوي ، ولم تحاول ساشا أن تنظر الى الخلف ولذلك فاتها ان ترى التعبير الذي غرتسم على وجه مارك في هذه اللحظة وإختلاج عضلات فكه.
وتوجهت ساشا الى الحمام لتغتسل وتوقفت وهي في طريقها اليه بباب إحدى الغرف، كان الضوء ينبعث من تحته وكانت اصوات الموسيقى الخفيفة تنبعث منها كما امكنها ان تسمع صوتا يشبه صوت قطع الشطرنج تتحرك فوق طاولة وفكرت انهم ربما كانوا يمضون الوقت في لعب الشطرنج بإنتظار شيء ما.... ولكن ماذا ينتظرون ؟ ولما لم تجد ساشا جوابا لهذا التساؤل ، مضت بحذر الى الغرفة حيث ستنام ، وهي على يقين من عدم جدوى النزول الى البهو ومحاولة الهرب إذ سمعت مارك يغلق الباب بالمزلاج وهي تعرف تماما أنه لن يمكنها فتح المزلاج لأنه قديم وسيحدث صوتا عاليا يوقط كل من في المنزل.
ودخلت ساشا الى الغرفة وإرتمت تحت الوسادة ثم سحبت ملاءة خفيفة وضعتها فوقها.
كان المطر ما زال يتساقط في الخارج ، ورقدت ساشا في سكون وهي لا تدري ما تفعل ، وبعد فترة سمعت صوت باب الغرفة يفتح فإمتدت يدها لا شعوريا تحت الوسادة لتطمئن على وجود السكين ، ثم حاولت التظاهر بالنوم ، وشعرت بمارك يقف في جوار السرير ساكنا.... كانت تعرف أنه ينظر اليها فجاهدت لتبدو مستغرقة في النوم ويبدو ان المظهر اقنعه بذلك فعلا ، إذ شعرت بدون ان يحاول أن يلمسها ثم سمعته بعد ذلك يتجه الى السرير الآخر المجاور لسريرها ليستلقي عليه.
وحاولت ساشا أن تستعيد هدوءها وهي تستمع الى صوت المطر يتساقط في الخارج ، لكنها كانت تشعر بالإضطراب الشديد وهي تعلم أنها تنام في غرفة واحدة مع هذا الشخص الغريب الذي لم تتعرف اليه إلا منذ ساعات قليلة.... الشخص الغريب العنيف السريع الغضب يرقد على بضة أقدام منها.
وأذهلت ساشا هذه الحقيقة وحاولت أن تفكر في مخرج من هذا الموقف ، لكن عقلها قد توقف تماما عن التفكير بعدما أرهقته احداث الساعات الماضية.
وحاولت ساشا ان تظل مستيقظة لكنها كانت تشعر بإرهاق شديد كما ان القدر الضئيل الذي تناولته من الشراب جعلها تشعر برغبة في النوم ، فأغمضت عينيها ووضعت يدها على السكين إستعدادا لأي حركة قد تبدو من مارك.
وعندما فتحت ساشا عينيها من جديد ، كان صوت المطر قد توقف وتسلّل ضوء القمر الى الغرفة ونظرت ساشا حولها فرأت مارك يرقد في سريره ، فتذكرت فجأة الوضع الغريب الذي وجدت نفسها فيه ، جلست في السرير وقد تصبب وجهها عرقا ، ورفعت يدها تتحسسه ، فقد رات في منامها شخصا يضربها بسكين فيصيبها في وجهها.... وتذكرت السكين التي أعطاها لها مارك ، فمدت يدها تحت الوسادة تطمئن الى وجودها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس