عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-12, 12:29 AM   #1395

malksaif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية malksaif

? العضوٌ??? » 120710
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,545
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » malksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي عاشق ليل لا ينتهى

الفصل الثانى والعشرين

أتعبني حبك ِ ياسيدتي ...

أتعبني ..

ذاك الشوق الجامح ُ

في أجزائي ..

في أشلائي ..

في أحلام الليل الممطر ِ

حينا شعراً ..

حينا نثراً ..

أو سكرات ٍ تقتل ليلي

تزرع أجمل شوك ٍ ينمو

في أوراقك ِ والأحزان ْ
رائد محمد الحموز

**************

يوماً جديد
حرية ذات عذرية غضة
قلوب واجفة مترقبة للقادم بأمل لا ينضب
مشاعر متفجرة
وعيون يسكنها الحزن والفرح سوياً
أرواح قلقة إعتراها التية كثيراً ولأول مرة تجد الحب
وتستشعر ضخامة وجودة وتوترة المفزع

كان خوف شذى مما يحدث بالبلد يثير جنونى , أتسلل لأتمكن من الخروج وإلقاء نظرة محايدة على ما يحدث بالميدان ..وأفكر هل ما يحدث ها هنا بمصر حقيقى أم أننى أتخيل ؟..هل هذة ثورة أم عبث شبابى سرعان ما سيقمع تحت أليات النظام ؟...كنت أعود للمنزل مباشرة وخاصة عندما تم فتح السجون والمعتقلات خوفاً من البلطجية والسارقين ...بعد تعرض جيراننا للسرقة بالإكراة فى عقر دارهم قررنا مع رجال الحى القيام بلجان شعبية تحتوى كل حى وتحافظ علية من قبل ساكنية ...أصبح كلاً منا بالأصح يحمى عائلتة ...حاولت شذى اقتراح العودة لبريطانيا حتى تستقر الأمور ولكننى رفضت بشدة ...كنا ننظم اللجان الشعبية بنظام مجموعات متتابعة , رغم أننى كنت واحداً منهم إلا أننى كنت مبهوراً بما يحدث , التضامن الغريب ومكنونات القلوب الخائفة وفى نفس الوقت تطفح بالشجاعة على الرغم من كبر سنهم ومراكزهم الإجتماعية إلا أن تلاحمهم وقت الصعوبات أعجزنى عن الكلام ...يغتالنى شعور سعيد بالوحدة فمعظم هؤلاء الجيران كعادة أهل المدن , لم نكن نعرف عنهم سوى أسماؤهم وببعض الأحيان نعرف وجوههم فقط أما الأن فمن إجتماعاتنا المتكررة على مداخل الحى ومخارجة أصبحت تربطنا علاقة صداقة ..فى ساعات الفجر القليلة التى كان ينوب عنى فى الحراسة جارى الدكتور حسين , ذلك الرجل السبعينى العمر والذى يعيش وحدة بعد سفر أبناؤة للإمارات العربية وإستقرارهم بها ونسيان ما لهم فى الوطن ....حتى تنال المجموعة الأولى قسطاً من الراحة ثم تناوب عملها فى الساعة العاشرة صباحاً..عندما كنت أصعد لشقتى كانت شذى هى من تقوم بالمراقبة هذة المرة ليس خوفاً من البلطجية ولكن خوفاً من يدى مفقودة الإرادة التى تشتاق اليها وتحاول الوصول إليها فى كل الحالات ...وسط نظراتها المتحدية العصبية مما يحدث ومنى مما كان يثير ضحكى ...حاولت مراراً التقرب منها حتى بالحديث ولكنى كنت أقابل حائط ممتزج الأصول يقف بوجهى أشد وطأة من حصن فولاذى ...صعدت فوجدتها جالسة وبحضنها عمار وقناة الجزيرة التى لا تتوقف من إذاعة ما يحدث مع بعض بهاراتها الخاصة والتى لانعرف غاية تلك النكهات الغريبة السمع ولكنها كانت المجال الوحيد الموثوق فى توصيلة حتى نصف الصورة الواقعية مما يحدث بالبلاد ...جلست بجوارها وأنا أخلع حذائى وكنزتى الصوفية فقالت " هل ستتناول الطعام ؟.." فقلت بثبات " لا تناولتة مع الرجال بالأسفل منذ قليل ؟..هل تناولتى طعامك ؟.." أجابت " نعم تعرف أن عادات طعامى مقدسة من أجل عمار ونظامة الغذائى ..وهو لا يتناول طعامة بدونى .." فأجبت " أعرف حبيبتى ...سأذهب للنوم قليلاً.." ما لبثت أن قمت من مكانى حتى سمعتها تقول " عمار إجلس معى قليلاً من فضلك .." كان جسدى منهكاً ولكنى نبرة الخوف بصوتها أخضعتنى فعدت الى جوارها وقلت " ما الأمر شذى ؟..."تنهدت ولاح الخوف بصوتها " أخشى من المستقبل وما يحملة لعمار الصغير ...أصبحت البلد هنا غير آمنة يجب أن نرحل لبريطانيا فمستقبلة هناك أفضل فى كل شىء .." قلت بلا تفكير " شذى تزوجتينى وأنتٍ تعلمين أن مصر هى وطنى وكان مبدأى الأساسى أن نستقر هنا وما يحدث الأن سرعان ما سينتهى وستكون الأمور بخير .." نظرت لى بغضب وقالت " أنت لاتهتم سوى بنفسك عمار لقد أصبح الخروج من المنزل كارثة بحد ذاتة كيف سأؤمن خروج طفلى لمدرستة وحياتة ..؟.." تنهدت بإرهاق وقلت " لن نرحل شذى وهذا قرارى الأخير .."التفتت تستدير لى وتواجهنى قائلة " لاتصدر قراراً يخص حياتنا سوياً بمفردك عمار يجب أن تناقشنى ..تقنعنى أو أقنعك لا تقول لى هذا قرارى الأخير وتغلق باب المناقشة بتسلط شرقى " إشتعل الغضب بعروقى وقلت من بين أسنانى " هذا أنا ...شرقى مستبد تعلمين عندما أحببتينى أننى شرقى لما تتذمرين الأن ؟.." ضاقت حدقتيها بحنق وإحمرت وجنتيها جراء الزاوية التى حشرتها بها فقالت "كنت حمقاء ولازلت للأسف .." رفعت حاجبى بسخرية وأنا أشعر بحروفها توخزنى ..وقلت بجمود "ولا زلتى شذى.. أهذا إعتراف أم ندم ؟.." صمتت قليلاً وهى تراقبنى ثم وضعت وجهها بين يديها وهى تستند بمرفقيها على ركبتها " أنك تكتنفنى دوماً بتساؤلات وتصرفات تؤلمنى لاأقول شيئا لا تجد لة ردًا والأفظع أنك تدير دفة الحديث برمتة كى تجعلنى أنا المخطئة بالنهاية ..." تنهدت بعمق وتجاهلت حديثها وأنا أحدق بشاشة التلفازوقلت " لم تجيبينى شذى ندم أم إعتراف ؟؟.." لم تجيب ونهضت بإتجاة سريرها بحضنها عمار تاركة قلبى ينزف وجعاً وشوقاً وحزناً بدون حتى أن تضمدة بكلمة مواساة...بقيت مكانى حوالى النصف ساعة ثم توجهت لدورة المياة وفتحت الدش لتغسل قطرات المياة أعماقى محاولاً تناسى ما يحدث بينى وبين شذى روحى , أصبحت لا أعرف كيف أتصرف معها ..أعاندها وأتحداها وأهزمها بالكلام ولكن بدواخلى هى دوماً المنتصرة ...وأنا دائماً المنهزم..خرجت وصليت الفجر والسنة ثم تسللت لغرفة عمار لأجدها تحتضنة بقوة وتغطى جسدة الصغير بيديها فدرت على عقبى عائداً لفراشى الذى أصبح كالشوك من بعدها , فوصل لسمعى شهقة بكاء خافتة فشلت فى إخفاؤها فذعرت وإتجهت نحوها بثبات وإتكأت على ركبتى بجوار سريرها وهمست " شذى هل تبكين ؟.." لم تجيبنى فإمتدت يدى تتلمس ذراعها وقلت بتصميم " شذى إنظرى الىّ..." هزنى بكاؤها ..ذبح أوردتى ...وإخترق روحى صمتها , فقمت من مكانى وإضجعت خلفها على تلك المساحة الصغيرة لأتمكن من أن أضمها الى أحضانى وأجبرها على التحدث الىّ, تغلغلت رائحة عطرها بشرايينى وأحطت جسدها وجسد عمارالصغير بيدى وقلت " تعرفين أننى لاأحتمل بكاؤك .." همست بإنجليزية صافية " أنت جلف وعنيد كالثور عمار وأنا أكرهك .." مسدت كتفها برفق وقلت " فقط توقفى عن البكاء وسيكون كل شىء بخير ..ولا تستطيعين كرهى " تلمست عرق الحياة برقبتها الناعمة وقلت " أنا أسير هنا مجرى الدم كما تسيرين بأوردتى حبيبتى .."نفضت يدى من على عنقها وصرخت " لا تلمسنى عمار " رفعت يدى وزفرت بغيظ محتقن وقلت بعصبية " ألن ينتهى هذا العذاب شذى ؟..." هبت من نومها جالسة مما جعل المساحة الصغيرة تضيق وأوشكت على الوقوع أرضاً لولا تمسكى بالكوميدينو الصغير وصرخت " أيتها الخرقاء .." فقالت بإنفعال وعينيها محمرتين من أثر البكاء ووجهها الطفولى يشتعل غضباً" أنت لا تطاق ..لا تطاق ...لا أعلم بماذا ضربت رأسى عندما أحببتك ؟..." هببت واقفاً وأنا أضغط قبضتى بغضب وصل لذروتة وصرخت " ماذا أفعل كى أرضيكى ؟.." صوتنا المرتفع أيقظ الطفل وبدأ بالبكاء فزفرت بحنق وإتجهت لغرفتى الموبوئة بوجدانها ودفعت الباب مغلقة خلفى بعنف ليدوى صوتة بأرجاء المنزل ...


هل تعرفون ما هو شعور من يصاب بغيبوبة مميتة ؟.. .....فى الغيبوبة تتحرك كما تتحرك بالحياة وتجد حياة أخرى تتشكل بداخل العقل الباطنى كالأحلام ولكنها تكون واقعية أكثر فمهما تعرضت للأذى لاتستطيع إفاقة نفسك كما تكون بعالم الأحلام تجزع فتهب صارخاً وتستيقظ لتغمر وجهك بمياة باردة تعيدك لصوابك ..... فى الغيبوبة وضع شتان بينة وبين الأحلام , لاتستطيع الهرب ..أطرافك متجمدة من صقيع الألم ....كل الأبواب توصد بوجهك لو حاولت الفرار, تتألم ولا تستطيع الصراخ ...تسحب قوتك وتصبح واهناً مع مرور الأيام ولكنك تتجلد محاولاً التشبث ولو بأمل ضعيف بأنك ستعود لتفتح عينيك مرة أخرى , ولكن يذوى الأمل رويداً رويداً مع تكاتف الألام بأطرافك وتضطر بالنهاية أن تخضع وتعيش حياتك الغيبوبية حتى إشعار أخر بنجاتك أو موتك ...هكذا كنت أنا حتى الأمس ...مصابة بغيبوبة مميتة حتى أعماق كيانى ...وهو ....جاء ليشد يدى ويسحبنى بقوتة كى يخرجنى من غياهب دوامتها اللانهائية ...كيف أخرجت مكنونات قلبى ومتى وكيف أحببتة لا أدرى, كل ما أعرفة أن ملامحة وشمت بروحى وشماً أبدى , جعلنى أرى الحياة بعين غير عيناى ...علمنى أن غيبوبتى كانت حالة مؤقتة ويجب أن أنجو منها مهما زادت براثنها فى التمسك بى وبعقلى وبوجودى ...من أجلة عدت ...ومن أجلة شعرت بطعم أخر للحياة ...لغى تحفزى المسمر بإتجاهة وتسلل لكيانى ممسكاً بيدى ليرينى مكنونات كانت مختبئة بداخلى ولا أعلم بوجودها حتى من رافقنى أربعة عشرة عاماً لم يراها هو الأخر وظن أنها لا تتكون بداخلى ....نفضت الغطاء من على جسدى وجلست على طرف السرير أتأمل غرفتى لماذا تبدو كأنها غير ؟...رغم أن كل شىء فيها كما هو ..يا إلهى ستصابين بالجنون ياليل !....دق هاتفى فتناولتة من على الوسادة فى المكان الذى وضعتة بة بالأمس بعد سهرة طويلة مع ذلك الرجل الذى قلب عالمى رأساً على عقب ...وجدت رسالة قصيرة منة " صباح الخير يا من إشتاقت اليها جوارحى ولم أعد أحتمل ..كنت أتمنى أن أستيقظ اليوم ليكون وجهك أول ما أراة بيومى ..إشتقت اليكِ" شعرت بموجة من الحرارة تغمرنى والإبتسامة لاتفارقنى ودقات قلبى غلبت دقات قلب مراهقة فى الرابعة عشر, غطيت وجهى بالوسادة وأبعدت الهاتف عنى خوفاً من أن يرانى , ولم أرد رعباً من نفسى المنفلتة..ياالله ما هذا ؟....من المستحيل أن يكون هناك سعادة تفوق ما نحن فية ...منذ الأمس وقد شعرت بة يغرقنى بقلقة وحبة وحمايتة أكثر من الأول وكأننى بإعتراف الحب لة قد أعطيتة مفتاح نجاتة ونجاتى ...بالأمس بعد خروج مكنونات قلوبنا عدنا الى الجمع الذى كان يراقب حماسة الفرحة التى تغلغلت بالأوردة والشرايين قبل القلوب ...صلاح كان رغم كل شىء متجهماً , عيناة بهما ألق غريب حزين ...ميساء وريان لم يكفوا عن الحديث لحظة حتى أعلن أركان وقت العودة وإتجهنا جميعاً للمنزل ...بقلوب متغايرة وأشياء لم تعد دفينة , إستقبلتنا أم طلال وأغدقت على أولادها الأحضان والأيات القرآنية وجلسنا جميعاً لأول مرة منذ زمن بعيد على منضدة طعام واحدة ...بعد أن إغتسل أركان وصلاح وغيرا ملابسهم بمنزل عبد الرحمن عادا ..أركان حلق ذقنة وصلاح لم يفعل فأخذت الفتيات يتمازحن علية طوال السهرة ..أما بعد السهرة التى كسر فيها غريب الدار كل الأعراف بنظراتة المتأملة ومراقبتة المكشوفة لكل تحركاتى , كنت أشعر بركبتاى كالهلام وروحى ترفرف بعيداً عن ليل الجامدة ...تواصلنا بعد عودتة لمنزلة بالهاتف وأخذ يحدثنى عن مشاعرة وأنا الوذ بصمت عذرى لم أعرف كيف أواجة كل تلك العاطفة الجياشة بداخلة أوجعنى قدم شعورة وهروبة عندما تزوجنى بلال ..سألنى سؤال يحيرنى حتى الأن قال " ماذا كان سيكون موقفك إذا أخبرتك بمشاعرى وقتذاك ليل ؟" صمت قليلاً وقلت " لاأعلم ربما كنت سأعاندك بالرفض كنت تثير بداخلى أشياء غامضة وكرهتك لأنك تضعفنى ولا أكون قوية أمامك فظننت أنك متسلط وتكرهنى .." وصلنى صوت تنهيدتة الدافئة وقال " حسناً كنت أحمقاً فيما مضى ولو عاد الزمن بى لإختطفتك وهربت بكِ لأبعد مكان عن كل هذا "...لذت بصمتى المحصن مرة أخرى وقلت " قص علىّ تجربة زواجك الأول " ...فقال " إيشا كانت صديقتى وعائلتى بالغربة ليل ...إحترمتها وكان خير معين لى هناك بعد أن خذلنى كل شىء , موضوع الجماعة الإسلامية كان لازال يشغل بالى ويدفع بى لحافة الهاوية وهى كانت القشة الوحيدة لإنقاذى من الغرق " لاأعلم لما شعرت بإنقباضة بقلبى وهو يحدثنى عنها وعن ماضيهما سوياً وكيف كانت تهتم بة ..شعرت ببراكين خامدة تنفجر والغيرة من تلك المرأة تنهش وجدانى فى نهاية حديثة عنها سألتة " كيف ماتت ؟.." فأجاب بألم " هل تتذكرين رشاد المحمدى ؟.." فقلت " نعم " تابع " أرسل رجال كى يسحقونى بسيارة ولسوء الحظ كانت إيشا معى وعائدين من المطعم ..كانت أول من لاحظت السيارة فدفعتنى لجانب الطريق وتلقت الصدمة وحدها ...نقلتها للمشفى وظلت بالعناية المركزة لمدة أسبوع فى غيبوبة متقطعة حتى وافتها المنية يوم رأس السنة , حزنت لدرجة القهر عندما تركتنى بهذة الطريقة وحاولت البحث عن مرتكبى الحادث فلم أجد شىء وأرسل لى رشاد بطاقة تهنئة بموتها وسط فواتير المشفى ....صرفت أموال طائلة وجهد حثيث للبحث عنة ولم أجدة لازال يؤرقنى وجودة على قيد الحياة حتى الأن .." ساد الصمت قليلاً وقلت " هل تظن أنة سيعود ؟.." فقال " لاأعلم ليل ولكن إن عاد يوماً ستكون نهايتة لا محالة .." قلت بتردد " هل كنت تحبها كثيراً أركان ؟.." ساد صمت مكهرب قليلاً حتى قال " الحب كان يخصك وحدك ليل ...أما إيشا فقد كانت صديقتى الوفية التى دافعت عن حياتى بحياتها وضحت بكل غالى لديها لإنقاذى ....." فقلت " حسنا ولكن .." ذبح كلماتى وقال " ليل لم أعد أريد الحديث بالماضى لأنة إنتهى وقد إكتفيت من حزنة وألمة وفراقة أريد بدأ حياة جديدة معك ..الحياة التى كانت لى ولم أحصل عليها إلا متأخراً "...كانت مشاعرة جياشة وأشعر بها تتلمسنى , كان كالفيضان الذى إندفع فجأة ليغمر أراضى الجرداء ...أأة يا أركان كيف يحمل قلب بشرى كل تلك العاطفة التى أشعر بها تغرقنى ...وتؤرق حياتى بنفس الوقت ...منذ عودتة وقد غير كل ما حولى وكأن رجوع غريب الدار لملم حياتنا الممزقة داخلياً والمتماسكة ظاهرياً أعاد رباطنا بطريقة ما ...

أخبرنى عن قطعة أرض ينوى شرائها ليشيد منزلاً من أجلى وأخذنا نفكر كيف سنخبر الأولاد عن خبر إرتباطنا وإنتابنا القلق لموقف العائلة برمتة مما أفسد الليلة بداخل كلاً منا على الرغم من محاولاتة المستمرة لإخفاء توترة ولكننى كنت أستشعر ما يجول بأعماقة ...هببت من السرير وتوجهت نحو الشرفة وكأن الجو يؤازرنى بشمسة الجلية ونسماتة العابرة الخفيفة لباردة ...لوعة ألم إغتالت خلجاتى عندما سمعت صوت ريان خلفى تقول " أمى دققت الباب ولم تسمعينى هل أنتِ بخير ؟.." نظرت لملامحها قليلاً ثم أشحت بوجهى نحو الشارع وقلت " أنا بخير حبيبتى ؟...هل تريدين شيئاً؟" فأجابت " جدتى تريدك بغرفتها ومعها خالتى شمس وهيئتهم غير مطمئنة .." إبتسمت وأنا أنظر لها وأقول " يالهذا النهار البديع ...لنذهب ونرى ما الأمر "أحطتها بذراعى فى حركة أربكتها ووترتنى , توجهنا نحو غرفة عمتى أم طلال دققت الباب مرتين ثم دخلت فوجدتها جالسة على سريرها وشمس على طرف السرير علامات الإنفعال بادية على وجهها فقلت بثبات " خيراً عمتى .." أشارت لريان قائلة " أخرجى ريان نريد التحدث معاً قليلاً" تذمرت ريان وإنسحبت بهدوء ..نظرت لعمتى وقلت "ماذا يحدث هنا ؟.."بدأت عمتى بالحديث " إنظرى ياليلى أنتى إبنتى وقد عشنا معاً لفترة طويلة وكنت قد وكلت شمس أن تخبرك بشىء ولكنها جاءت الأن لتحل نفسها من الوعد وتخبرنى أنها لاتستطيع مناقشتك بأمر كهذا ...رأيتى بأم عينك ما يحدث بالبلد ولن أحتمل بقاء حفيدى فى تلك الأحداث المريعة , الفترة التى إنقطع بها الهاتف كنت أرسل أحد أقاربنا لسيناء ليطمئن علية ويعود ليخبرنى أخبارة وأخبار والدتة التى ذهبت لتعيش مع أحد أقاربها البعيدين خوفاً مما يحدث ...ولم توافق على العودة الى كنفنا إلا بموافقتك حتى منزل بلال لم توافق أن تقبع بة وحدها ..ياليلى لقد أصبحت إمرأة كبيرة فى السن وأريد رؤية أحفادى مع بعضهم تكفينى غربة أركان الكبير ووفاة إبنائى..." كنت لاأزال واقفة مكانى كالتمثال الجليدى أراقب حديثها تارة وأراقب وجه أختى المنفعل تارة أخرى , أخجلنى معرفتها بشأن الزوجة الثانية لبلال , شعرت بالخجل يعترى دواخلى فقد كنت دوماً شيئاً كبيراً أمامها ..ماذا ستظن بى الأن ؟...وما زاد الطين بلة كلمات أم طلال التى أوصلت غضبى لأقصى مداة ...ساد الصمت برهة حتى أكملت " ما رأيك ليلى ؟.."جلست على الكرسى المجاور لسريرها وقلت بجمود" ما رأيى بالنسبة لماذا على ما يبدو أنكِ ياعمتى قد فكرتِ وأصدرتى قرارك أيضاً ..هل من الممكن أن تخبرينى كيف ستعيش زوجة ولدك الثانية معى بمنزل واحد ؟..ألم تفكرى سوى بحفيدك الصغير ولم تفكرى بما سيكون علية موقف أولادى إن سمعوا شيئاً كهذا عن والدهم ؟.." قالت بعصبية "إن مر الأمر بإرادتك ليلى ستكيفين كل الأمور وستتمكنين من إقناع أطفالك بضرورة تقبلهم لأخيهم من والدهم .." شعرت بنظراتها المصممة تزيد غيظى وقلت بهدوء " لما دخلتى شمس بهذا الأمر كى تزيدى من الجبهات على أم ماذا ؟.." ردت شمس بتسرع " ياليلى أنا لم أخذ أى إتجاة , يغضبنى ما فعلة بلال ولا أريد التدخل بهذا الأمر أكثر من ذلك ...عن إذنكم .." إنسحبت بهدوء تاركة غاضبين عنيدين يدوران بدائرة مفرغة ....وما كادت تفتح الباب حتى فوجئت بوجة ريان الشاحب شحوب الموتى , الدموع متجمعة بعينيها وهى تفرق النظرات المتهمة علينا ..ثم هرعت متجهة لغرفتها فى الوقت التى وقفت فية عمتى على ساقيها بوهن وأخذت تنادى عليها ..


malksaif غير متواجد حالياً  
التوقيع









رد مع اقتباس