عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-12, 09:17 PM   #12

فاير فلاي
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 91292
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 8,378
?  نُقآطِيْ » فاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond repute
افتراضي

لفصل الثاني: فلسطين في العهد الأموي والعباسي
وفي عهد بني أمية ازدهرت القدس وبدأ عبد الملك بن مروان 65هـ/685م ببناء المسجد الأقصى ورصد له خراج مصر سبع سنين، وأتمه ابنه الوليد من بعده، وبنى أخوه سليمان بن عبد الملك مدينة جديدة سميت الرملة عام 67هـ/687م، وترك فيه الأمويون آثار شاهدة على نهضتهم بها إلى يومنا هذا، بينما لم يخلف اليهود فيها أثراً يذكر سوى أخبار الدمار والتآمر والكيد
والفرار.
واستلم الحكم فيها في عام 132هـ/750م العباسيون فنهض بها المنصور وابنه المهدي ووسعوا بناء المسجد ورمموه، وأذن هارون الرشيد أعظم خلفاء بني العباس للإمبراطور الروماني شارلمان بإرسال أموال وبنائين لترميم كنائس النصارى، ونتيجة لاعتماد العباسيين على الجنود الأتراك والعجم سيطر هؤلاء على أمور الدولة، واستقل أحد قادتهم في مصر أحمد بن طولون بها ثم استولى على ممتلكاتها في بلاد الشام كلها بما فيها فلسطين بما عرف بالدولة الطولونية، وكان هذا أول تمزق لدولة الخلافة، تبعه مصالحة ومصاهرة بزواج الخليفة من قطر الندى ابنة خمارويه.
ولضعف الدولة العباسية قامت ثورات عليها تنتزع أجزاء منها، فيما عرف بثورة القرامطة في البحرين والأحساء، وثورة الفاطميين في مصر والعبيديين في المغرب العربي، ولما انتصر قائد الخليفة العباسي محمد بن أخشيد على هؤلاء في مصر أعطي أمارتها (الدولة الإخشيدية) التي استقل فيها فيما بعد عام 935م وضم إليها بلاد الشام وفلسطين، وكان حكامهم يعظمون القدس، وبوفاة الإخشيدي حكم وصيه كافور باسم ولده (اوتوجور) القاصر.
وفي عام 359هـ/969م عاد جوهر الصقلي الفاطمي من المغرب، فاستولى على مصر ومن ثم ضم إليها الشام وفلسطين، وامتدت سيطرتهم بمعونة القرامطة إلى الحجاز ومكة والمدينة، واقتلع القرامطة الحجر الأسود اثنتين وعشرين سنة، ووضعوه في كعبتهم التي أقاموها في الأحساء، وسيطر الصُلَيحيون على اليمن فأعلنوا الوفاء للفاطميين كذلك، وفي عام 386هـ/996م حكم المجنون "الحاكم بأمر الله" فهدم كنيسة القيامة فأشعل أول فتيل للحروب الصليبية، التي بدأت بالأندلس على يد فرناندو الأول في ولاية قشتالة وليون في الأندلس.
وحكم المستنصر بالله صورياً لمدة ستين سنة 427-472هـ، وبوفاته سقطت الدولة الأموية وانقسمت إلى 22دولة.
ولمع قائد السلاجقة المسلمين الأتراك ألب أرسلان في آسيا الوسطى(تركيا) في هذه الفترة، وفي عام 459هـ/1067م انضمت حامية فلسطين من الجند الترك إلى السلاجقة الأتراك فأصبحت القدس تحت نفوذهم، وانتصر ألب أرسلان عام 463هـ/1071م في معركته المشهورة ملاذكرد على الإمبراطور البيزنطي رومانس الرابع وامتد نفوذهم بعدها في تأسيس تركيا المسلمة.
وفي زحمة هذه الأحداث والاضطرابات والتقاعس قام وزير مخلص يدعى نظام الملك رغَّب بالعلم وشجع العلماء وافتتح المدارس ومنها المدرسة النظامية، وقاد حركة التجديد الفكري والإصلاح حجة الإسلام الغزالي ومثله الطرطوشي، وحرضوا الناس على العلم والالتزام، وقامت نهضة علمية تجديدة استمرت مئة سنة، انتجت قادة عظماء أمثال عماد الدين زنكي، ونور الدين زنكي، وصلاح الدين الأيوبي.
الفصل الثالث: الحروب الصليبية
في عام 477هـ/1085م استلم البابا غريغوري السابع الألماني السلطة البابوية الكاثولكية، وبدأ بنشر الكاثولكية في فرنسا، وأعان الأمبراطور البيزنطي على الصمود أمام السلاجقة الأتراك، محرضاً ضد المسلمين، وخلفه البابا أوربان الثاني الذي أعلن الحرب الصليبية على المسلمين 480هـ/1088م لاستنقاذ ممتلكات النصارى من أيديهم على زعمه، فاستجاب أولفونسو السادس بانتزاع طليطلة من أيدي المسلمين في الأندلس، وانتزاع النورمان لجزيرة صقلية، وعقد أوربان مؤتمر"كليرمونت" الصليبي، لتكوين جيوش الحرب الصليبية.
تعاون الفاطميون مع الأوربيين والصليبيين تخوفاً من السلاجقة الأتراك، مما مهد لاحتلال فلسطين وضياع القدس، وكان فعلهم هذا خيانة عظمى للأمة والإسلام.
تحرك الجيش الأول الشعبي للراهب بطرس الناسك (80) ألفاً باتجاه بيزنطة فعاثوا في الأرض فساداً، ولما وصلوا تركيا سحقهم الأتراك السلاجقة ففشلت حملتهم، وتبعها الجيش الثاني بقيادة الأمراء الصليبيين (150)ألفاً من المقاتلين، الذين دعمتهم بيزنطة فاسقطوا قونية التركية ومزقوا دولتهم، وحاصروا أنطاكية، مما حرَّك المتطوعين في حلب وبغداد للمبادرة بالجهاد، وسارعت قوات إضافية للنصارى 491هـ/1098م بقيادة" جوديفري ديفيون" فاحتلت الرها وحمص وحماة وبعلبك، واستغل الفاطميون الوضع فانتزعوا فلسطين من السلاجقة، وأرسلوا وفداً لتهنئة النصارى على انتصاراتهم، ومحاولة الاتفاق على اقتسام بلاد الشام معهم.
وبعد سقوط أنطاكية بيد الصليبيين، وصل جيش عباسي بعد ثلاثة أيام بقيادة "كربوغا" فحاصرهم إلى أن بوغت بحيلة نصرانية فانهزم جيشه، وتقدم الصليبيون نحو طرابلس وبيروت وصيدا ووصل القدس فحاصرها أكثر من أربعين يوماً، ولم يرسل الفاطميون مدداً لحاميتهم فيها فسقطت في 24شعبان 492هـ/1099م وتجمع في المسجد الأقصى مئة ألف من النساء والكهول والأطفال فذبحوا ذبحاً شنيعاً، ذكر ذلك كتبهم الغربية عن شهود عيان من الصليبيين، وهرب من هرب من القدس إلى بغداد يثير الهمم مستنجداً، فلم يلقى آذاناً صاغية.

وافتتن الصليبيون بما رأوه من الحضارة العربية الإسلامية، فتوافدت أعداداً كثيرة منهم للعيش في الشرق، ونقلوا إلى الغرب العلوم والأزياء والنظافة (والصابون) الذي لم يكونوا يعرفوه، وبهذا بذروا بذور النهضة العربية في بلادهم


فاير فلاي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس