عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-12, 09:17 PM   #13

فاير فلاي
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 91292
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 8,378
?  نُقآطِيْ » فاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond reputeفاير فلاي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع: حركة التحرير الإسلامية
بدأها المجاهد الأول حاكم الموصل وحده مودود التركي، 505هـ/1112م فزحف على الرها واستردها من الصليبيين، وسار باتجاه القدس بجيشه الصغير الذي لم يستطع حسم المعركة مع الجيوش الجرارة للصليبيين، فرجع إلى دمشق ليعيد تنظيم صفوفه، فاغتاله أحد رجال فرقة الحشاشين الباطنية في المسجد الأموي بدمشق في صلاة الجمعة، وتحرك حاكم ناردين مرة أخرى فاسترد الرها من الصليبيين في معركة قسطوان 513هـ/1119م فارتد الأمل بالنصر للمسلمين من جديد.
كل هذه الأمور حدثت وخليفة المسلمين "الراشد بالله" سادر بغيه وشرب الخمر، فقرر العلماء عزله على منابر المساجد فعُزِل، وولي عمه خليفة وبدأ حركة إصلاح فعيَّن 539هـ/1145م حاكماً صالحاً على الموصل من تلاميذ العلماء "عماد الدين زنكي"، الذي أخذ بأسباب الإصلاح لتقوية نفوس الناس على الجهاد، فجاءه المتطوعون وسار بهم فاسترد مدينتي حلب والرها، مما أشعر البابا والأوروبيين بخطره فتحالفوا مع حاكم دمشق عن طريق حاكم القدس النصراني ضده، واغتيل عماد الدين من قبل فرقة الفاطميين الباطنية عام 541هـ/1146م.
استلم البطل"نور الدين زنكي" مقاليد الحكم بعد أبيه، فأكمل مسيرة الإصلاح التي بدأها والده، بنشر العدل وتعيين قضاة صالحين، وإنعاش الاقتصاد والتجارة، وعين قواداً باسلين على الجيش، منهم أسد الدين شيركوه الأيوبي، وأخوه نجم الدين أيوب (والد صلاح الدين الأيوبي).
وغدر الصليبيون بحليفهم حاكم دمشق طمعاً فيها، فاستنجد بنور الدين زنكي فما كان منه إلا نجدته ودحر الصليبيين، وغادر دمشق واكتفى منه بالتعهد أن يكون حليفاً لـه ضد النصارى، ثم انطلق نور الدين باتجاه بعلبك وطرابلس فحررهما، وانتشرت الفرحة في أنحاء العالم الإسلامي.
تحركت حملة صليبية جديدة في عام 543هـ/1148م باتجاه دمشق، فاستبسل أهلها بمؤازرة نور الدين زنكي فصعب الأمر على الأمراء الصليبيين فتراجعوا وعادوا إلى أوربا من حيث أتوا وفشلت حملتهم، وعاد حاكم دمشق إلى سابق عهده بالخيانة وتحالف مع الصليبيين من جديد، ولما تحقق لنور الدين زنكي النصر على الصليبيين في طريقه إلى عسقلان، عاد حاكم دمشق فأعلن ولاءه لنور الدين زنكي 546هت/1152م فدخل دمشق بأهازيج الناس وفرحهم.
وهُزِم نور الدين زنكي في معركته مع الصليبيين عام 558هـ/1162م في عسقلان، إلا أنه أقسم على الثأر لدينه من جديد، فتجهز لهم سنتين كاملتين وخاض معهم معركة حارم الكبرى التي شارك فيها عدد كبير من أمراء الصليبيين عام 560هـ/1164م بدعاء مشهود، فنصره الله وقُتِل من النصارى عشرة آلاف وأسر مثلهم، وأُسِر أمير أنطاكية وأمير طرابلس وتصدع الصليبييون تصدعاً شديداً.
في هذه الأثناء كانت مصر لا تزال تحت حكم الفاطميين، الذين شعروا بالخطر عليهم من كل الجهات، فأرادوا تقوية جيوشهم بشراء العبيد وتدريبهم على القتال، بديلاً عن الشعب المصري المستمسك سراً بسنيته، فتكون من هؤلاء ما يعرف بالمماليك، وتنافس وزراء الحاكم الفاطمي (العابد) الثلاثة فيما بينهم على منصب الوزير الأول، فاستعان أحدهم "شاور" بنور الدين زنكي على أقرانه، على أن يكون نصيراً له ضد الصليبيين، فأرسل جيشاً بقيادة "أسد الدين شيركوه" الذي أعاده إلى منصبه (وزير أول للدولة)، إلا أنه فعل مع ولي نعمته بحسب معتقدات الدولة الفاطمية التي وزرته من قبل، فاستعان بالصليبيين ضد شيركوه فعاد إلى دمشق، ورجع إلى مصر ثانية بصحبة ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي وخرجا منها، طمع الصليبيون في الاستيلاء على مصر لتقوية احتلالهم لفلسطين فسيروا إليه جيوشهم بمساندة الوزير الأول شاور، فأحس الخليفة الفاطمي "العاضد" بالخطر على حكمه فاستعان بنور الدين لنجدته، فساوم شاور الصليبيين بالمال للتصدي لنور الدين في طريقه إلى مصر، مما دفع الخليفة العاضد إلى استعجال المدد الشامي من نور الدين زنكي، الذي قطع الطريق على إمدادات الصليبيين من فلسطين إلى مصر فانسحبوا منها خوفاً من زحف نور الدين إليهم، فوصلها مع شيركوه وصلاح الدين إلى القاهرة وعوقب الخائن شاور وتوفي شيركوه بعد شهرين، وأصبح صلاح الدين الأيوبي وزيراً أول للعاضد في مصر، وفرح المصريون بأهل الشام أيما فرح للسيرة الحسنة التي ساروا بها فيهم والعدل.
في عام 567هـ/1171م تحركت قوات أوربية بحرية وحملتين من فلسطين بحرية وبرية صليبية باتجاه مصر خوفاً على قواتهم في فلسطين، خشي صلاح الدين على قواته من الصليبيين من ناحية ومن الفاطميين جنوب مصر من ناحية أخرى فاستنجد بالشام فأرسل إليه نور الدين زنكي مليون دينار ذهبي وعتاد وسلاح، وبدأ نور الدين يناوش الصليبيين في كل مكان من فلسطين ليخفف الضغط عن مصر، وقطع الإمدادات بين فلسطين ومصر، فخاف الصليبيون خوفاً شديداً فانسحبوا من مصر، ومات الخليفة الفاطمي العاضد فاستقر الحكم لصلاح الدين الأيوبي.
أعلن صلاح الدين زوال الحكم الفاطمي، وخطب باسم الخليفة العباسي لأول مرة بعد مائتي سنة، وعزل القضاة الفاطميين وعين بدلاً عنهم قضاة شافعية، وأصبح الصليبيون بين فكي كماشة نور الدين زنكي في الشام وصلاح الدين الأيوبي في مصر، وبدأ كلاهما يستعدان لمواجهة الصليبيين مواجهة شاملة، بدأها صلاح الدين باستعادة غزة وعسقلان ثم تركهما لإرهاق الصليبيين، وأرسل صلاح الدين أخاه فضم الحجاز إلى مملكة نور الدين وتبعتها اليمن كذلك، وتآمر الفاطميون على قتل صلاح الدين وانكشف الأمر فأحبطت المؤامرة.
في عام 569هـ/ 1174م توفي البطل المجاهد العالم الفقيه نور الدين زنكي، الذي ألف كتاباً عن الجهاد على الورق، وطبقه على الأرض فحرر خمسين مدينة وقلعة من الصليبيين، إلا أنه بوفاته بايع آل زنكي ولده إسماعيل الصغير(11سنة) ملكاً عليهم، مما مزق البلاد تحت سلطة أمرائها إلى أن ضاق صلاح الدين الأيوبي ذرعاً بهذا التمزق، فسار إلى هؤلاء المستقلين فأزال حكمهم وضم البلاد إلى سلطانه من جديد، وكان يقاتل على جبهتي الصليبيين من جهة وآل زنكي المستقلين من جهة أخرى، فتوحدت البلاد تحت سلطته خلال اثني عشر عاماً.
حقد الفاطميون على صلاح الدين فتحالفوا مع الصليبيين ضده، فقدمت حملات أوربية من صقلية فاحتلت الإسكندرية، فتصدى لها سريعاً قبل أن يلتقوا بحلفائهم الفاطميين، وأراد الفاطميون مباغتة القاهرة وكانوا خمسين ألفاً، فأرسل صلاح الدين إلى أميرها العادل لمواجهتهم دون انتظاره، فخرج إليهم وقضى عليهم قضاءً مبرماً.
الفصل الخامس: صلاح الدين الأيوبي
ولد 530هـ/1137م بقلعة تكريت في العراق، وتخرج من المدرسة الإصلاحية التي خرجت عماد الدين ونور الدين آل زنكي، وكان مضرب المثل في الصلاح والزهد والتقوى والرحمة حتى مع أعدائه، وكان يعيش لقضية وهبها عمره، ألا وهي توحيد الأمة واسترداد فلسطين وطرد الصليبيين منها، وفي عام 578هـ/1182م استطاع أن يوحد الشام ومصر والحجاز واليمن في دولة واحدة.
وضع صلاح الدين عينه على حصن الكرك الحصين، الذي كان يحكمه أرناط الصليبي، الذي كان عقبة على طريق جيوش الشام ومصر فحاصره ثم انسحب، ولإبعاد أرناط صلاح الدين عن الكرك حاول احتلال مكة والمدينة والتعرض لقوافل حجاج بيت الله الحرام ووصل رابغ، فتصدى له أخوه العادل بجيش من مصر فلحقهم وردهم، وحاول صلاح الدين مراراً محاصرة حصن الكرك، وفي كل مرة يساند أرناط جيوش تنطلق من الممالك الصليبية في فلسطين فينسحب صلاح الدين إلى دمشق لعدم استكمال استعداداته، ورأى أن يضم حلب التي أبى حاكمها الوقوف معه ضد الصليبيين، وحث علماء الموصل على الضغط على حاكمها للوقوف إلى جانبه ففعل.



فاير فلاي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس