عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-09, 08:06 PM   #16

واثقة الخطى

نجم روايتي وكاتبة ومحرر لغوي في قلوب أحلام وقاصة في قلوب أحلام القصيرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية واثقة الخطى

? العضوٌ??? » 1327
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 10,003
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » واثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond reputeواثقة الخطى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
افتراضي

لفصل الثامن




استلقت جوليا على فراشها، أو بالأصح فراش أليسا، بعد أن أسدلت شعرها، فأخذت تفكر:" يا له من متقلب المزاج!، فحين كنا في مدينة الألعاب، لم أر شخصاً قط بمثل لطفه، وما أن أتينا إلى هنا حتى تغير مزاجه وأخذ يعاملني ببرود شديد، انتهى بعودته إلى استعمال الرسمية فيما بيننا!، آليك أكرهــــــك!"، رفعت شعرها مرة واحدة، ثم تركته ليسقط على وجهها....



" تكرهني!" هذا ما فكر به آليك فور دخوله غرفته، ألقى بنفسه على سريره، وأخذ يفكر:" لابد أنها تكرهني الآن، (أكمل ساخراً بصوت مرتفع) وما الذي يدعوها للوقوع في حبي؟، فأنا مجرم، مجرم! وهذا بسبب جون السخيف!، أوه تذكرت شيئاً، اليوم التقينا بجوليان لذلك فإن أي أملٍ لي قد تلاشى!، لا أدري لماذا تحبه، ألوسامته أم لأخلاقه؟ أو ربما لِغِناه؟؟؟، أنا بالتأكيد أوسم منه بمراحل، أجل و والديّ ربياني على الأخلاق الحميدة إلا أنني كما يبدو نسيت تلك الأخلاق عندما فكرت بإختطافها!، كذلك فأنا أغنى منه بكثير بشهادة جون!، مهلاً ربما أحبته لأجل لقبه!!!!، أما أنا فمجرد غني دون لقب، وما الفرق؟؟ هل يهم اللقب هذه الأيام، أم أن الفتيات يهتممن بهذه الأمور التافهة؟!!، لطالما حسدت على الثقة الكبيرة بنفسي، لكني الآن وفجأة فقدتها!، فأصبحت كعاشق محطم يحاول إختلاق الأعذار لـ.......، مهلاً أصبحت كـ ماذا؟؟؟!!!!!!، عاشق؟؟!!!!،( قفز من سريره فجأة و أخذ يقطع الغرفة ذهاباً وإياباً بتوتر شديد وأصابعه كالعادة تتخلل شعره البني الكثيف، ثم صرخ فجأة) جولي ما العمل؟؟"

خرج من الغرفة صافقاً الباب خلفه بشدة اهتزت لها جنبات المكان، ركب سيارته الفارهة وانطلق بها بسرعة خيالية...



قفزت جوليا مجفلة من الصوت الذي سمعته، فذهبت مسرعة إلى النافذة.

فتحتها فرأت سيارة آليك مبتعدة بأقصى سرعتها، حتى خالته مشتركاً في سباق للسيارات!

" يبدو أن عقله في إجازة هذه الليلة!، ( تنهدت ثم أكملت) لكم أحب ذلك الخاطف الغريب الأطوار!"

أغلقت الستار وعادت لسريرها تنشد النوم الذي فارقها هذه الأيام!




* * *



مع توسط الشمس لكبد السماء، أفاقت جوليا من نومها، اتجهت مباشرة نحو الحمام استحمت وتأنقت أكثر من العادة، نظرت إلى الحديقة عبر النافذة المفتوحة فلم تر سيارة آليك تحييها كالعادة..

هزت كتفيها ونزلت إلى الطابق السفلي..

" صباح الخير ليدي، الغداء جاهز!"

ابتسمت وقالت:" شكراً لك فأنا جائعة جداً اليوم، ألن ينضم إليّ آليك؟"

" السيد فورد خرج البارحة ولم يعد!"

" لا بأس!"

جلست على المائدة لتتناول الطعام، وما أن شرعت بالأكل حتى سمعت صوت الباب الرئيسي يفتح وصوت الخادمة تسأل آليك عما إذا كان يرغب بتناول الطعام، وصوت آليك وهو يرد عليها بالنفي باقتضاب، ثم وقع أقدامه على الدرج...

أحست بالشبع فجأة فخرجت إلى الحديقة وجلست على أحد المقاعد...



" جون أيها الأحمق!"

كادت هذه الصرخة الصادرة من آليك أن تفجر هاتفه الخليوي..

رد جون بضحكة مستترة:" ما الذي حدث؟"

" لا شيء، لم يحدث شيء سوى أن.."

" أكمل!"

" لا فائدة لن تفهمني!"

" لماذا؟ هيا أنا صديقك الوفي، أخبرني فقد تجد عندي الدواء الشافي لمشاكلك!"

قال بسخرية مريرة:" أنت صديقي؟!!، الصديق لا يفعل ما فعلته بصديقه!"

" إنسى الماضي أليكس و أخبرني بسرعة بالمشكلة!"

" ألا تظن أنني أود أن أنسى من كل قلبي؟؟، إلا أنني ببساطة لا أستطيع!، وهذه هي المشكلة!"

" لا بأس، ستنسى مع الوقت!"

" اسمع، لقد سمعت أختك تخبرك بأنني أقسو عليها!"

" أنت تقسو عليها؟؟؟؟؟ لا أصدق!"

" لست أمزح، فقد سمعتها بأذنيّ"

" لابد أنك تتخيل الأمر برمته!"

" لا لست أتخيل، و إن لم ترغب بإخباري، فهذا شأنك، على أية حال، سأنتظرك غداً حوالي الثانية صباحاً في بيتي لتستلم أختك!"

اتسعت عيناه دهشة وقال:" هل استسلمت بهذه السهولة آليك؟؟، لم أكن أعتقد بأنك ستستسلم بسرعة هكذا، فلم أعهدك هكذا من قبل"

" لقد غيرتني هذه العطلة كثيراً"

" لكنني لم أعد أسهم آلي بعد!"

استشاط آليك غيظاً وقال:" والآن نحن الإثنان نعلم بأنك لن تعيد لها شيئاً، والسبب معروف!"

ضحك وقال:" لن آخذ جوليا منك!"

" كما تشاء سأعيدها إلى بيتها بنفسي تماماً كما أخذتها منه!"

"آليك هل أنت مريض؟؟ إفرض أن الخدم رأوك، كيف سيكون موقفك حينها؟!"

" تستطيع أن تدبر لي سبباً، فلم أعهد هذه الأشياء تصعب عليك!"

" أرجوك لا تعدها الآن، فإذا التقت مع..."

" مع خطيبتك؟؟؟"

" أجل، سأقع في ورطة لا قرار لها!"

" حسناً سأبقيها لفترة في بيتي وبعدها سأعيدها ولن أستمع لنصائحك القيمة بعد الآن!"

" كما تشاء إنما لا تورطني بمشكلة أنا في غنى عنها!"

" إلى اللقاء وبلغ حبيبتك كرهي!"

ضحك وقال:" ستحزن بالتأكيد!"

" وهذا ما أريده!"

" مسكينة!، لكن دعنا منها الآن وعدني بشيء!"

" ماهو؟؟"

" أنك ستعيد جوليا قبل عودة والديّ من عطلتهما!"

" ألم تأمرني قبل قليل بألا أعيدها إليك!؟"

" بلى، إنما يجب أن تكون موجودة قبل مجيء والدي وإلا قد يدعو هذا البعض إلى الشك في الأمر!"

" كما تريد، فما أنا هذه الأيام سوى خادمك المطيع!"

" لا تقل مثل هذا الكلام، فأنا لا أعتبرك خادماً!"

" هذا لأنك تعتبرني عبداً!"

" جاء دوري لأقول بأننا نحن الاثنان نعلم أن هذا غير صحيح، و أني ما فعلت هذا إلا لأنني أثق بك، وإلا فما الذي يدعوني لترك خاطف أختي يفلت من العقاب؟!"

قال ساخراً:" أتصدق جون؟!، لقد أقنعتني، هذا يكفي سوف أخرج الآن، إلى اللقاء ولا تنسى إبلاغها كرهي!"

" لن أنسى، مع أني أعتقد بأنها ستصاب بصدمة حين تسمع بذلك!"

لم يحر جواباً فقط قطع الإتصال، ونزل إلى الطابق السفلي، لم يجدها، أفلتت منه تنهيدة ارتياح وخرج...

صوت من بين الأشجار ارتفع منادياً:" آليك!"

أجفل والتفت نحو الصوت مستفهماً..

ابتسمت جوليا وقالت:" إلى أين أنت ذاهب؟"

أشاح بوجهه وقال باقتضاب:" إلى عمل غير منته!"

" ألن نخرج اليوم؟ هل ستطيل الغياب؟ فلست معتادة على الجلوس بمفردي ولمدة طويلة في المنزل"

" يمكنك أن تخرجي ساعة تشائين الخروج، لأنني سأطيل الغياب"، وخرج لا يلوي على شيء..

" أخرج؟!!!!!، ساعة أشاء؟! وبمفردي؟!!!، أتراه يعطيني الفرصة للهرب؟، أم أنه ببساطة مشغول لدرجة لا يهتم معها بي؟، ومنذ متى كان يهتم بي؟، جلّ اهتمامه منصب على أخته، حتى أنه لم يفكر بتأثير كل هذا عليّ حين هم باختطافي، جون أيضاً لم يهتم بي، ولم يسأل عني يوماً، والديّ ليسا بأفضل منه، مذ سافرا لم يتصلا بي، صحيح أن هذه الحال ليست بالغريبة عليّ، فهاهي حالهما كل سنة، لكني لم أشعر بعدم إهتمامهما بي سوى هذه السنة....

كيف مرت حياتي بسهولة، ولم أكتشف أنني مجرد مراهقة وحيدة لا يهتم بها أحد؟! كيف؟!"

اغرورقت عيناها بالدموع الغزيرة، فمسحت عينيها بعصبية بظاهر كفها، وصعدت إلى غرفتها..

فتحت الدولاب لتأخذ أغراضها، فلم يعد لها مكان في هذا المنزل بعد الآن، تذكرت شيئاً جعلها تضحك بأعلى صوتها... فلم تكن تلك الأغراض بأغراضها بل أغراض آليسا فورد أخت خاطفها..

خاطف؟!!! حينها فقط تذكرت أن لديها عمل غير منته في هذا المنزل عليها أن تنهيه قبل توديع المنزل إلى الأبد.... فالقصة التي أخبرها بها آليك و أكدّها جون يلفها الغموض ولم تتغلغل بعد في عقلها، الذي ما زال يرفض تصديقها!، عليها أن تفهمها أولاً ثم بعد ذلك ستحاول أن تعيد الأمور إلى نصابها، حتى لو دعاها ذلك إلى بذل الوقت والجهد الكبير في سبيل تحقيق هدفها، فسمعة جون تأتي في المرتبة الأولى فوق جميع الاعتبارات الأخرى...

عزمت أمرها على هذا، وأخذت تجول بعدها في أنحاء المنزل، لم تعد تشعر بالغربة فيه كما كانت في بداية قدومها إلى قصر عائلة فورد، فقد أصبحت تشعر وكأنها في منزلها حتى أنها أخذت تختار من ملابس آليسا ما يعجبها دون أن يخطر ببالها حتى أن هذه الملابس لأخرى غيرها، وهذا ما لم تعتد عليه......

مع حلول المساء، ورفضها تناول طعام العشاء، حاولت أن تخلد إلى النوم إلا أن فكرها فاجئها بتصورات لا قرار لها تدور كلها عن آليك وخطيبته!!!!

قضى اليوم التالي بنفس الطريقة، فقد عاد آليك في الصباح الباكر، استبدل ملابسه، وخرج دون أن يلقي بالتحية عليها حتى...

ومرت الأيام على نفس المنوال وانقضت ستة أيام وآليك يتجنب التواجد مع جوليا في نفس المكان .... أما جوليا فلا زالت مصرة على البقاء واكتشاف حقيقة الأمر...































الفصل التاسع



استيقظت صباحاً كعادتها، و أخذت تفكر .......
فاجئها صوت طرقات على بابها، فردت قائلة:" تفضل!"
كادت أن تصاب بصدمة حين رأت وجه آليك القائل بابتسامة:" صباح الخير جوليا"
ردت بعبوس:" صباح الخير!، لماذا أتيت اليوم؟"
رد بابتسامة مشرقة:" لابد أنك غاضبة مني لأنني تركتك بمفردك ولمدة أسبوع كامل!"
قالت بكبرياء:" ولماذا أغضب؟!! أمورك لا تهمني بشيء"
عرف أنها تكابر فقط، فقال:" آسف جولي، وكتكفير عن ذنبي سآخذك اليوم إلى أشهر مصمم أزياء في أليريا قاطبة!"
" وما المناسبة؟!"
" ألم تسمعي بحفلة فندق كريستال روز؟؟!!! لا يعقل، فالمدينة برمتها تحكي عنها وتستعد لها، حتى أن جون سمع عنها من أراليا، لكنه لن يحضرها خوفاً مني!"
" وما أدراني أنا؟، فقد بقيت حبيسة هذا السجن الذهبي طوال هذه الفترة!"
" أجل هذا صحيح، لقد نسيت، على أية حال اسمعي، بما أن نهاية هذا الأسبوع ستصادف يوم الفالنتاين، ستقام الحفلة في ذلك الفندق، وستحضرها الطبقة الراقية على مستوى عالمي!"
" وما المطلوب مني؟"
" جوليا لا تكوني هكذا، فأنا أحاول التخفيف عنك!، سآخذك إلى غابرييل الذي لابد أن تكوني قد سمعتي به، ليصمم لك فستاناً يليق بهذه المناسبة!"
" ولم لا ألبس ثوباً من ثياب آليسا الجديدة؟! فكما يبدو، لم تلبس أياً منها، وهذا يبدو غريباً!"
خبت ابتسامته وقال بصوت خال من المشاعر:" هذا لأنها جددت ملابسها كلها استعداداً لزواجها من جون، إلا أنها تطلقت فتركت كل شيء على حاله!"
قالت شاعرة بالذنب:" آسفة لأنني ذكرتك بهذا!"
عادت إليه الابتسامة وقال:" لا بأس، فقد اعتدت على هذا، هيا لنذهب!"
" حسناً"

" إن تصاميمه رائعة حقاً!"
" ألم أقل لك بأنه سيعجبك!؟"
" إنه حقاً رائع، على أية حال يجب أن نتكلم عن الأسهم!"
" أية أسهم؟!"
" أسهم أختك!!!!!"
" وما الذي ذكرك بها الآن؟!"
" لا شيء، فهي لم تغب عن بالي لحظة!، كما أخبرتك من قبل، أخبرني بالمبلغ وسأدفعه نيابة عن أخي!"
" لا!"
" ماذا؟"
" لقد سمعتني، لا تعني بأنني لن أسمح لك بالدفع!"
" ولم لا؟"
" لأنك لست المسؤولة عن ذلك، ولأن آلي لن تقبل بهذا الأمر"
" لا تخبرها إذن!، أخبرها بأن جون هو من أعاده!"
" أتظنين أختي بهذا الغباء؟!،( أكمل متمتماً بل إنها أغبى من الغباء نفسه)، على أية حال، أنسي هذا الموضوع تماماً، ( وغير الموضوع فجأة)، ما رأيك بعشاء على سطح المركب؟!"
ابتسمت وقالت:" في عرض البحر؟؟"
" بالتأكيد!"
" بالطبع موافقة!"

" جون ألا تظن بأن جوليا أطالت المكوث عند آليك؟!"
" وما الذي يهمنا من الأمر كله؟"
" لاشيء، إنما كنت أتساءل عما إذا كان آليك يحب أختك"
قال متفاجئاً:" أهذا صحيح؟، منذ متى؟ وكيف؟ ولماذا؟ و ...... كيف علمت بالأمر؟ هل أخبرك بهذا بنفسه؟"
" انتظر لحظة، لقد كنت أتساءل فقط، فهو يرفض التحدث إليّ كما تعلم، لا أدري لماذا، فأنا لم أفعل شيئاً، لكأنه يعتبرني السبب في كل ما يحدث، لكن وبما أنني أعرفه جيداً، فهذا يدعوني للشك، وكما سبق أن أخبرتني، فهو يحاول تجنبها هذه الأيام، وهذا يدفع العديد من الأسئلة إلى طرح نفسها!، على أية حال، إنه مجرد تخمين"
غاص في مقعده وقال:" ربما كان ما تقولينه صحيحاً، هل تظنين أن جوليا هي الأخرى تحبه؟"
" وما أدراني؟، فأنت لا تحدثني بشأنها مطلقاً، كذلك فلم أكلمها قط مذ ذهبت إلى أليريا!، فأنت أعلم بها مني!، لكن إن كانت تحب اللورد ابن خالتك، فلا أمل لآليك..."
"ولماذا؟، فاللورد ابن خالتي كما تسمينه، ليس بأفضل من صديقي، وإن كان أليرياً...."
قاطعته قائلة:" وما عيب الأليريين أيها الأرالي!"
قال مبتسماً:" عيبهم هو قدرتهم على الاستيلاء على القلوب ببساطة، فكما استطعت أن تسرقي قلبي من قبل، فلن تصعب جوليا على آليك!"
ضحكت وقالت:" أنت حقاً مخادع بارع!"

" الجو رائع هذا المساء!"
" أجل!"
واستمر الصمت مسيطراً على الأجواء....
إلى أين تراك ذهبت طوال هذا الأسبوع؟، لن تخدعني بعملك الغير منته يا آليك....
لكم تعذبت خلال الأسبوع الماضي، لكن يبدو أنني أعاني وحدي جوليا، فها أنتي تبتسمين، وكان شيئاً لم يكن، إن كنت لا تحبينني فهذا شأنك، إنما تظاهري بالحزن تماشياً مع الجو المخيم علينا...
" اسمع، أنا أحترم رغبتك بترك الموضوع جانباً في الوقت الحالي، وأعلم بأنك تكرهني لأنني أخت جون، لكنني أطالب وأصر أيضاً على أن تخبرني بقصتهما كاملة!"
" أنا لا أكرهك جوليا، أما عن جون وآلي، فأنا لا أعرف بالضبط ما الذي حصل بينهما، كل ما أعرفه أنهما كانا يتقابلان سراً ووقعا في حب بعضهما ثم أخبرانا بالأمر فتزوجا!، وبعد شهر واحد تطلقا وعاد كل منهما إلى أهله! وانتهت الحكاية!"
" أهذا كل شيء؟!"
" أجل، صدقيني فهذا ما أخبرني..... أقصد أخبرتني به أليسا!"
" إذن لماذا فكرت باختطافي؟!"
" اختطافك؟!، اسمعي، أنا آسف، أعلم بأنه كان تصرفاً أخرقاً طائشاً يائس، لكن جوليا ألا تظنين أن الوجبة ألذ من أن نعكرها بالحديث عن هذه الأشياء؟؟!!!!"
" كما تشاء!"
لماذا عدت إذن؟!! إن كنت لا ترغب حتى بالتحدث معي!
لو كان جوليان...، وما الذي ذكرني بذلك الأحمق الآن؟!، لابد لي من الإعتراف من أنه لو كان معي الآن، لحملني على كفوف الراحة، ولم يفعل بي ما تفعله أنت الآن...
أتراني أقارن بينكما؟، لا، فلا أرى وجهاً للمقارنة، جوليان كان خطيبي الخائن...أي أنه كان لي يوماً ما فأضعته....
أما آليك فهو حبيبي الذي على وشك الزواج، والذي أنا واثقة تمام الثقة من أنه لن يفعل بخطيبته ما فعله جوليان بي....
" آليك، اعترف بسرعة!"
" اعترف بماذا؟"
" بأنك كنت مع خطيبتك طوال هذه الفترة!"
" خطيبتي؟!!!، آه خطيبتي، أنت مخطئة فلم أكن معها طوال هذه الفترة"
" إذن كنت معها لفترة بسيطة!"
" يمكنك قول هذا!"
" هل ستحضر حفلة الفالنتاين؟"
" بالتأكيد!"
" وبرفقتك؟"
" لماذا تسألين هذا السؤال؟، لا تخشي شيئاً، سأرافقك أنت إلى الحفلة!"
" و ماذا عن حبيبتك التي لا أعرف اسمها؟!"
" اسمها ليس من شأنك جولي، لكن رداً على سؤالك، ستذهب برفقة صديقها"
" ألا تغار؟، أو ربما تشاجرتما!"
" أوه، ما هذه الأفكار الطفولية جولي، لم نتشاجر، لكننا نثق ببعضنا البعض، كذلك فقد اتفقنا منذ البداية على أن يترك كل منا الحرية المطلقة للآخر!"
" تكلم عنها!"
" إنها غبية، متهورة، تزج نفسها في المتاعب، تحب المغامرة، جريئة، لا تخشى شيئاً، لا تشتكي لأحد أبداً، اجتماعية، مرحة، طفلة فهي تصغرني بكثير، رائعة الجمال، شعرها طويل جداً، لا أعرف كيف أصفها بالكلمات........"
قالت بضيق:" هذا يكفي آليك، أنا متعبة وأريد أن أنام، فلنعد إلى البيت!"
" لكن الليل ما زال في أوله!"
" لا يهمني فلنعد إلى البيت الآن!"
" اهدئي، فسنعود الآن!"
رفع يده فجاءه الخادم..
" مر القبطان بالعودة!"
" حاضر سيدي"
وقفت جوليا فجأة..
قال مستغرباً:" إلى أين أنت ذاهبة؟"
" سأنظر إلى البحر عن قرب!، أود البقاء بمفردي، فلا تلحق بي رجاءً!"
وذهبت إلى حيث أشارت، استندت على السور وشخصت بعينيها نحو البعيد...
ما بها يا ترى، لقد كانت تبتسم قبل قليل، وفجأة تغير مزاجها....
آه لو تدرين بما في قلبي يا جوليا، لكنت تركتي جوليان من أجلي!
على أية حال، أنا أعلم بأننا لن نتوافق مع بعضنا، فبيننا عقبة كبيرة، لا أقوى على إزالتها!

ألا تعي أنك بكلامك هذا تحطمني ألف مرة؟!، ألهذه الدرجة تحبها؟، هذا أفضل، علّ قلبي يصدق حقيقة أنك ملك لغيري، فيصرف نظره عنك.......
وضعت يديها على رأسها... ما العمل؟، أنا يائسة، إنها التجربة الأولى لي في الحب، ولا أحد معي يخرجني من المأزق الذي أوقعني فيه قلبي.....

عادا إلى المنزل صامتين، لا يجرؤ أحدهما على التحدث إلى الآخر، صعدا إلى الطابق الأعلى، فافترقا على رأس الدرج، بعد أن تمتمت بالتحية بصوت لا يكاد يسمع ورد عليها هو بدهشة...

" جون ساعدني!"
قال متأففاً:" ما الأمر هذه المرة؟!"
" لا أدري فهي ترفض التحدث إليّ"
" آليك، متى تراك ستكبر وتحل مشاكلك بنفسك؟؟، لقد تعبت منكما أنتما الاثنان!"
" إنها غلطتك منذ البداية وعليك أن تتحمل نتيجة أفعالك!"
" حسناً، وما الذي عليّ أن أفعله؟"
" لا أدري! ولهذا اتصلت بك!"
" لا بأس، اسمع، ألم تقل لي مرة بأنها عرضت أن تعيد أسهم آلي لي، أقصد لآلي!؟"
" بلى"
" حسناً، اذهب إليها، وتظاهر بالموافقة على هذا الأمر، وبالتأكيد ستطلب هي أن تتناقشا في الأمر!، بعدها ستعود الأمور بينكما إلى نصابها!"
" وأشوه صورتي أمامها؟، لا انسى الأمر جون، فالفكرة غبية من أساسها!"
سأل بخبث:" وهل يهمك رأيها بك إلى هذا الحد؟"
أجاب آليك بارتباك:" بالطبع، فأنا أهتم بسمعتي أمام جميع الناس على حد سواء!"
" أها، فهمت، على أي حال، عليّ أن أقول لك هذا، ربما كنت غبياً في الماضي، وربما أخطأت أيضاً، بل أعترف بأنني أخطأت، إنما الذنب لم يعد ذنبي، فمنذ أن أخذت جوليا معك و الكرة في ملعبك أنت، لم تعد لي أية علاقة بالقضية بأكملها!، عليك أنت أن تجد الحلول المناسبة لكل مشاكلك مع أختي!"
" ءأنت واثق مما تقول؟"
رد بحذر:" ماذا تعني؟"
" أنني حر بتصرفاتي؟"
" ولم لا؟، فأنا أثق بك ثقة عمياء!"
قال بانتصار:" إذن، منذ اللحظة لن تتلقى مني أية مكالمة هاتفية، ولا تتصل أنت الآخر بدورك، وانتظر المفاجأة المذهلة التي ستصلك إلى عقر دارك!"
" هل جننت آليك؟، ما الذي ستفعله؟، قلبي يحدثني بأن ما ستفعله، سيقلب الأمور فوق رأسي!"
قال ضاحكاً وعيناه الذهبيتان تلمعان بخبث:" لن تتأخر مفاجأتك، لذلك لا تفكر بها كثيراً! وداعاً"
" انتظر، مهلاً آليك........."
ولم يكمل لأن آليك كان قد قطع الإتصال...
" لأول مرة منذ أن ....... تعلمين ما الذي أعنيه، لست واثقاً مما قد يفعله آليك!"
جلست بجانبه وأخذت تلعب بخصلات شعرها البني الكث:" و لأول مرة منذ أن ....... تعلم ما الذي أعنيه، لم تضحك بعد أن أنهى آليك الاتصال!"
" أنا أتكلم بجدية!"
" حسناً، حسناً، لا تغضب!، من خبرتي الشخصية أستطيع أن أؤكد لك بأنه لن يفعل شيئاً يزعجك، حتى لو كان غاضباً، فهو طيب القلب بالرغم من كل شيء!"
قال دون اقتناع:" سننتظر ونرى!"
" أتعلم جون؟، لأول مرة افلتت الأمور من سيطرتك، وهذا يجعلني أشعر بالسعادة لأجل آليك المسكين!"
" لكنني هذه المرة خائف جداً يا.."

آسف جوليا، سأخبرك بالحقيقة الكاملة هذه المرة، لن أتردد ولن أتخاذل بعد اليوم، أعلم بأنها ستكون قاسية جداً، لكنه خطأ جون وعليه أن يتحمل النتائج... وغط في نوم عميق مريح لأول مرة مذ وصلت جوليا إلى منزله....

أما جوليا فقد أمضت ليلتها في بكاء مرير، وبقيت على هذه الحال حتى الفجر، ثم نامت نوماً متقطعاً انتهى بطلوع شمس الصباح...


واثقة الخطى غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس