عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-09, 07:30 PM   #3

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

2- الماضي يحيا من جديد

لقد استمرت تلك القضيه في المحكمه اشهرا , واشهرا, اصبحت خلالها ماري وامها هدف الاضواء فقد لاحقها المصورون اينما حلتا وفي أي وقت حتى يوم دفن والدها.....
وتابع دون كلامه وهو يهز رأسه:
- بالطبع كان من العار الا تصل القضيه الى خاتمتها, مع انني كنت واثقا من قدرة جورج على ادانته.. لكن لماذا ازعجك بشيء اصبح من الماضي ياعزيزتي, خاصه في يوم كهذا, فأخبار العجائز مثلي ومثل جورج لن تصير اهتمامك, هيا اذهبي ومتعي نفسك... فالوقت مازال مبكرا.
ما من احد ينظر اليها قد يتطهن مدى الصدمه التي تلقتها ومدى الالم الذي اكتنفها.....
بقيت تعابير وجهها هادئه... وتحركاتها بطيئه اثناء دخولها غرفه السيدات مع ان الذكريات كانت تتزاحم في عقلها.
12 سنه... 12 سنه بائسه... تغير اسمها واسم والدتها خلالها الى دالمونت لكن تغير الاسم لم يمح العار الذي احست به امها حين اتهم زوجها بانه مجرم, او حين ادين اكثر عندما انتحر قبل محاكمته.
بعد موت والدها رأت ماري امها خلال سنوات 5 وهي تذوي شيئا فشيئا. تتلاشى فيها الحياة رويدا رويدا, رقبت وجهها الخالي من الهموم وقد انقلب هناؤه الى اسى وجماله الى ارهاق وكبر, اما الفخر الذي كانت تحس به في شبابها فقد زال حتى اصبحت في ايامها الاخيره لا تحفل حتى بتغير ثيابها... نوبه قلبيه هذا ماقاله الطبيب عن سبب موتها وهي في 38. لكن ماري كانت تعرف سبب موتها الحقيقي.
عندما كانت في الـ17 من عمرها اقسمت على الانتقام من جورج ستيل.
كل ما اكتسبته من مهارة السكرتاريه, كانت تقصد منه الحصول على وطبعه في المكتبه, لتستطيع بها خداعه وتدميره. لكنها لا تعرف كيف السبيل الى الانتقام منه, فقد احست فقط انه اذا كان مخطئا في حق والدها, ولقد كان مخطئا فلابد ان يكون هناك قضايا اخرى اخطأ فيها ايضا.... قضايا ادان اصحابها بسبب مركزه العملي كمحام.
لكن الذي حدث انها علمت وذلك قبل ان تكتسب الؤهلات اللازمه للانتقام, انه تقاعد وتداعت بذلك احلامها بالانتقام.
لكن لهذا الرجل ابن. ابن لم تعلم بوجوده حتى وهو شاب, طلب منها الزواج منذ لحظات, شاب لم تحبه منذ رأته عيناها ...ريك ستيل, لا يمكن ان تصدق ليس بعد مرور هذا الوقت كله .
كانت قد رمت فكرة الانتقام وراء ظهرها ذائقه المرارة التي اعتلت في نفسها مره بعد ان علمت ان لا طائل من الانتقام وان مساعده امها وابيها قد فات اوانها وكذلك الامر بشأن جيدون.
خلت ايزابيلا ديكسون غرفة السيدات لتنضم اليها امام المرآه.
- ماري عزيزتي ظننتك غادرتي دون ان تودعينا.
استجمعت ماري نفسها بجهد:
- لن افعل هذا سيده ديكسون.
- نرجو انا ودون منك المجئ لتناول الغدائ معنا غدا.. هل تستطيعين؟ لن يكون هناك سوانا نحن الـ4.
- الـ4.؟
- انا وانت ودون... وريك طبعا.
لو قصدت ان يكون الاسم الاخير حافزا لها فقد وهمت لأن وجود ذلك الرجل جعلها ترفض باصرار.
- انا آسفه يجب ان ازور عمتي .
مرت سحابه من التورت على وجه السيده ديكسون:
- زوريها في وقت اخر.
- لا.... اخشى انني لا استطيع ...
عمتها الكبيره اديث لن تسامحها ان امتنعت عن زيارتها ولو لمره واحده. فالسيده العجوز نفسها في مأوى العجز اختيارا لكنها تتعامل مع المحيلين بها في ذاك المكان وكأنها في فندق, وفي الواقع غالبا ماكنت ماري تعتقد ان عمتها هي التي تدير المأوى بدل المشرف!
قطبت ايزابيلا:
- تبا... ريك لن يمكث عندنا اكثر من اسبوع لأنه سينتقل الى شقته, الن تتمكني من المجيء ولو لتناول الشاي ؟
هزت ماري رأسها مره اخرى مسرورة لأن لديها عذرا حقيقيا للرفض, اضافه الى انها لا تريد ابدا ان ترى ريك ثانية, فهي تكرهه وتكره الذكريات المريره التي يثيرها فيها.
- انا عادة اقضي اليوم كله مع عمتي .
- اوه حسنا لا اعتقد ان في اليد حيله, مع انني اريدك ان تلتقي بريك.
- لقد التقيت به .
- اعني بعيدا عن الحشد وهرج ومرج الزفاف , لقد امضى في انجلترا سنوات عده فقد خلالها الاتصال بالاصدقاء ونحن كنا اصدقاء لعائلته منذ ان كان طفلا.. وظننت انك ربما... حسنا ان لم تقدري على زيارتنا, فهذا امر مؤسف اخرجي وانضمي الى الحفله ياماري .
وقفت لتخرج فأجابتها ماري :
- بعد لحظات اريد اصلاح ماكياجي .
فابتسمت المرأه لها:
- لا داعي الى ذلك فانت جميله دائما لكنك عندما ستصبحين في مثل عمري لن تحتاجي الاصلاح فحسب بل اعاده الصنع.
شاركتها ماري الضحك لكن مرحها تلاشى ما ان اقفلت المرأه الباب , انها تشك بل تظن , ان ريك هو من طلب منها انه تدعوها... فهي كانت ودوده معها وكانت تتبادل اطراف الحديث عندما تزور زوجها, لكنها لم تدعها قط لزيارتها.
لقد كان ريك في انجلترا سنوات عديده ينغم بسمعه والده العظيم.
المراره احساس طالما حاولت تناسيه خاصه بعدما وقعت في حب جيدون وبعد ان اخرج نفسه من حياتها في ذاك الوقت لملمت شتات نفسها فانتقلت من شقتها الى شقه اخرى لتحصل على وظيفة جديده.عازمه على ان لاتدع للمرارة فرصه التحكم بحياتها للمره الثانيه.
والان هاقد ظهر ريك ستيل في حياتها... يعيد اليها كل الذكريات المريره القادره على تدمير الثقه بالنفس التي اكتسبتها عبر سنين طوال.
عليها الان ايجاد عذرا لتنسل من الحفله بعد ذلك لن تراه ولن تدعه يدمرها انها الان ماري دالمونت لا ماريام وايلز.
- ظننتك ستختبئين في الداخل ياقطتي الصغيره؟
استدارت بقوه لتواجه ريك فاذا به متكئ الى الحائط على مسافه قريبه منها , فقد بدا واضحا انه كان في انتظارها. تطلعت اليه ماري بنظره جديده وهو يتقدم بثقه نحوها.
هو يسبه اباد بعض الشبه, لكن شعره اسود بينما ابيه فضي وهو اطول من ابيه وجسده لا يميل الى السمنه والقساوة لا تظهر على وجه هذا الشاب كما تظهر على وجه ابيه. تلك القساوة التي ظهرت بوضوح ضد والدها يوم فاجأه جورج على حين غرة محورا كلماته مستغلها حتى عجز ابوها عن قول شيء ما. كان وضعه يشبه وضع صقر يسريد الانقضاض على ارنب . وكان ان دفع الكرب والدها الى الانتحار فقد وجد الاخير ان لا مفر من الادانه والشكر على ذلك يعود الى جورج.
اقترب ريك حتى اصبح امامها:
- ايتها القطه الصغيرهّ
رفعت نظرها اليه ساحبه نفسها من الماضي لترى وجهه فأجابته ببرود:
- لم اختبئ سيد ستيل, والان هل تسمح.
- لا.
- لا ؟
- لا !
كانت يداه ثابتان على ذراعيها ولكنها انتزعت نفسها من بينهما بشراسه فقطب حاجبيه وعقد ذراعيه على صدره.... متسائلا:
- كنت تتهربين مني طوال اليوم... وقد ترطتك تفعلين ما تريدين, لمنني وجدتك اخيرا, ولن اتركك ثانيه. لماذا رفضت دعوه ايزابيلا غدا ؟
اشتدت خطوط فمها. ونظرت حولها تفتش عن هامش لتستفيد من عرضه بان يوصلها الى المنزل. وقالت دون تكبر:
- لدي موعد غدا .
- الغيه !
نظرت اليه بازدراء:
- لن يحدث ذلك, فكلمتي عهد لا يفك وثاقه, وموعدي يرتبط بواجب عائلي.
- هذا امر جدير بالصناء, لكني اريد رؤية عروسي غدا .
نظرت اليه مشفقه:
- انت لست في كامل وعيك على ما اظن, سيد ستيل.
رد بتعومه مشجعا:
- اسمي ريك عندما قررت ان اتزوجككنت في كامل وعيي.
- عندما قررت سيد ستيل؟ كنت اظن الزواج قرارا مشتركا ؟
- صحيح , لكنك ممن يتأخر في اتخاذ القرارات .
- نحن لم نلتقي سوى اليوم!
- هذا وقت كاف .
تنهدت ماري .. عليها ان تخرج من هنا في اقرب فرصه.. عادت للتفتيش عن هامش فلو فقدت اعصابها مع هذا الرجل لما استطاع احد معرفه ماقد تقولها له !
لاحظ ريك انشغالها , فاتسع فمه بابتسامه :
- ياقطتي ... انا....
صاحت وقد كرهت اضفاء اسم حيوان اليف عليها من قبل رجل :
- لا تناديني هكذا !فانا لا احبه ! اوه ... هامش !
شاهدت هامش فجأه فالتفتت الى الرجل :
- وداعا سيد ستيل .
ضاقت عيناه وهو ينظر الى الرجل المقبل نحوها, قال بامتعاض ظاهر :
- انه صديقك الشاب مره اخرى.. هل هو صديق ؟
- اوه ..اجل .
لابد ان هامش سيغفر لها قولها خاصه وانه ينتظر اليوم الذي ستقبل فيه صداقته.
سألها ريك:
- هل موعدك معه غدا ؟
حاولت ان تقول نعم لكنها خشيت ان تخبره ايزابيلا بانها ستزور عمتها .
- لا .
- هذا ما اعتقدته.. وانا لن اتراجع عنك ايتها القطه واعلمي ان كل من يدعى هامش في هذا الدنيا لا يعني شيئا بالنسبه لي , واشك في ان يعني شيئا لك ايضا .
اصبح هامش على مقربة منها مسرورا:
- ماري !
حيا ماري ثم التفت الى الرجل :
مرحلا سيد ستيل .
لا شك في انه يحيه بهذا الاحترام كله بعد ان عرف ابن من هو .
قالت له :
- انا على استعداد للذهاب حالا ياهامش ,
فضحك:
- اوه...آه....اجل ... تسرني رؤيتك سيدي .
احست بالرضى عندما رأت الانزعاج يعلو وجه ريك فكلمة سيدي كانت تعني الاحترام ومن الواضح انه احس بالسنوات العشر التي تفرقه عن هامش الاصغر سنا .
التفت ريك الى هامش ثم قال بلهجه غلبت عليها اللكنه والبروده الانكليزيه :
- وانا كذلك .
التفت الى ماري :
- سنلتقي قريبا .
هذا ما قاله لكنها احست بانه يعني ما يقول . فردت بجفاء:
- اشك في هذا.
كانت على وشك فقدان السيطره على الذات فتطلعت الى عودة هامش لها وقالت له متجنبه النظر الى ريك :
- هل انت جاهز ؟
مشت معها برشاقه وخفه وهي لا تدرك انها بدت اشد جمالا وابهى وهي تختال في ثوبها الاخضر بينما تطاير شعرها من جهه الى اخرى وهي تسير.
لم يلحظ هامش توترها وهو يصعد الى جانبها فقد قال لها باثاره :
- هل تعرفين من هو هذا الرجل ؟
اخرج السياره من موقفها ثم انطلق بها الى الشارع. تنهدت وهي تسند ذراعها الى النافذه ثم تضع يدها على رأسها :
- اجل ... اعرف .
هز رأسه وكأنه لم يصدق :
- انه ريك ستيل , تصوري ان يكون جورج ستيل هو مثاله الاعلى في الحياة !
- انا واثقه من ان السيد ستيل ... ريك ستيل قد ارضى امال والده فيه .
- انه محام كأبيه . اتعلمين ؟
لم تكن تعلم لكن هذا لم يدهشها فالابناء يحذون احيانا حذو ابائهم.
رمقها هامش :
- لم اكن على علم بان له ابنا ... وانت ؟
- لم افكر في ذاك الرجل قط .
- السيد ديكسون معجب به كثيرا .
- اجل .
تعجبت كيف لرجل قانون ان يكون مخادعا .
- اتساءل عما اذا كان .....
قاطعته بحده:
- هامش! هل لنا ان نتحدث عن شيء اخر يكون بعيدا عن ريك ستيل .
- آسف كنت فقط... انت على حق فلماذا نتكلم عنه وانت الى جانبي ؟
فردت ساخره :
- لست ادري .
فضحك :
- ولا انا ... هل ستدعيني الى شرب القهوة ؟
- لكن ساندرا ....
- لقد خرجت مع صديقها منذ ساعه, واظن ان جو الغرام قد استبد بهما الان .
فضحكت بنعومه وعادت للاسترخاء :
- في هذه الحاله سأدعوك للقهوه فقط .
اجابها وقد بدا وكأنه جرح :
- وماذا سواها ؟
قالت ضاحكة :
- لكن العرس لم يجعلني اتأثر بالجو الغرامي .
- آآآآه , انه حظي !
نظر هامش في الشقه باعجاب.
- انها شقه جميله.. لكنني اعرف ان ذوقك رفيع .
نظرت اليه وهو يريح نفسه على احد المقاعد قائله :
- وهل تعرف هذا حقا ؟
فهز كتفيه وكأنه يقرر امرآ واقعا .
- كل مافيك كامل .
ابتسمت وقالت مداعبه :
- هل وقفت في الشمس كثيرا اليوم ؟
- ليس كثيرا, لن اختاج الى ضوء شمس لأعرف انك خلابه, وريك يوافقني الراي ايضا, علي ان اراقبه ياماري, فهو من الذين يلعبون حسب قوانينهم الخاصه .
فردت عليه بقساوة:
- وانا احتفظ لنفسي ببعض القوانين .
- اوه ؟
- اجل ... فانا لا اخرج مع رجل امقته .لمعت عيناها بالكراهية , فقال محرجا:
- هاي...... تمالكي نفسك .....!
قاطعت كلماته قائله :
- اظن ان عليك الذهاب الان ... لقد كان يوما متعبا .
- صحيح, لكن ... حسنا لا اعتقد انه من المناسب ان اطلب منك الخروج معي ؟
- جرب خظك يوم الاثنين .
انها بحاجه الى الوحده الان ... وبما ان ساندرا تغيب طويلا عن البيت فقد تستطيع الانفراد بنفسها قليلا .
ضحك هامش :
سمعت مثل هذا الوعد من قبل , لقد صددتني منذ 6 اشهر حتى ظننتني اليوم قد اثرت فيك .
فتأثرت بكلامه فعلا.... وابتسمت له بحراره :
- مارأيك بالعشاء يوم الاثنين؟
صار فجأة من فرط السعاده اصغر من سنه الذي لا يتجاوز الـ30:
- هل تعنين هذا حقا ؟
- اعنيه .
- حقا ؟ ...اعني ... حسنا .... سوف ....
- اذا كنت لا تريد .....
- لن تجرئي على تغير رأيك! لن تجرئي !
قبلها على خدها بقوة مسرورا ثم اردف:
- الاثنين, الساعه الـ8 سآتي لأصحبك من منزلك .
صفر بسعاده او ربما من التوتر وه يغادر اغلقت ماري عنها أي تفكير , فهي ترفض ايسؤال عن قبولها المفاجئ لصحبه هامش, وترفض التفكير بريك...
سنوات التدريب والاضطرار لدفن المها الخاص مكناها من النجاح, وافضل ما فكرت فيه كان ساندرا وعدد الليالي التي تقضيها مع روبرت .


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس