عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-12, 03:14 PM   #8

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

المقدمة

بعد الألم.. الخدر!



خرجت مرام الى الشرفة الدائرية.. أجمل جزء في غرفة صديقتها منى هو هذه الشرفة.. تطل مباشرة على حديقة البيت التي تعتني بها والدة منى بنفسها.. ارتكزت مرام على حافة السور الابيض وهي تفكر كم ودت لو تملك شرفة كهذه ملتحقة بغرفة نومها.. تبسمت وهي تأخذ نفساً عميقاً.. مزاجها الشاعري كان في اقصاه اللحظة وهطر ازهار الياسمين يتسلل اليها محمولا فوق النسمات الناعمة التي تداعب وجنتيها.. اخرجها من لحظتها هذه اصوات علت فجأة قادمة من أسفل الشرفة.. ثم تقاربت الاصوات لتتبين مرام صوت والدة منى وهي تحاول تهدئة أحدهم وفي الغالب رجل... كان صوته غاضبا وهو يحاول كتم نبراته... للحظة تصورت مرام أنّ والديّ منى يتشاحنان في الحديقة فشعرت بالحرج واوشكت ان تتراجع بهدوء كي تغادر الشرفة عندما علا صوت الرجل مجدداً بكلمات أكثر وضوحاً لتتبين مرام انه ليس والد منى.. قال الرجل بحرقة " لا أستطيع ان أنسى... لا أستطيع.. انها تسكنني.. تسكن قلبي.. انها توأم الروح يا نجاة.. كلما اقنعت نفسي أني تجاوزت الامر اعود فأتعثر برؤيتها في طريق ما لتتجدد الآمي وكأنها أدمت قلبي بالامس فقط وليس منذ عام كامل وأكثر.. لم أعد احتمل.. لم أعد أستطيع الاحتمال.."

خطوات نزقة قدّرت مرام انها للرجل بينما الاصوات تزداد وضوحا لاذنيها المرهفتي السمع وقد شعرت بتحرك الاثنين من تحت الشرفة عند مقدمة الحديقة... تراجعت مرام قليلا لتلصق ظهرها بالحائط المجاور حتى لا يريانها وقد تغلب فضول المراهقات على حرجها لتعرف من هذا الرجل الذي يشكو غرامه المفقود هكذا.. رفعت رأسها قليلا في محاولة فاشلة لتنظر اليه دون ان يتنبه اليها أحدهما لكن لم تستطع ولم تجازف أكثر لتكشف نفسها.. سمعت صوت والدة منى وهي تقول بتعاطف " احمد لا تفعل هذا بنفسك.. ارضَ بالنصيب يا اخي.. شهد الان على ذمة رجل آخر.." كانت مرام تجمع الخيوط في رأسها عندما ضاعت افكارها مع صوته المتهدج وهو يقول بصوت ينضح بالالم " انها.. حامل يا نجاة ... حامل منه.. هذا الطفل كان يجب ان يكون طفلي انا.. يا إلهي ما هذا العذاب!"

شهقت مرام وهي تشعر بيد تربت على كتفها لكنها تصرفت سريعا لتكتم باقي شهقتها بيدها وهي تنظر لصديقتها منى بحنق ثم همست " لقد افزعتني!" ابتسمت منى بمشاكسة وقالت همسا ايضا " تستحقين لانك استغليت غيابي في الحمام وتتنصتين على حديث امي وخالي.." احمرت مرام قليلا فضحكت منى بخفة ثم مدت يدها لتسحب صديقتها الى الداخل ...

بعد خمس دقائق قالت منى وهو ترفع يدها لتوقف سيل الكلمات من فم صديقتها الفضولية " سأخبرك بالقصة.. فقط توقفي عن إطلاق الكلمات بلا توقف وكأنها زخات مطر غاضبة.."

جلست الفتاتان على السرير وابتدأت منى الكلام " قبل خمس سنوات وقع خالي احمد في غرام فتاة اسمها شهد تقاربه في السن وهي بدورها احبته بجنون.. كان في الثالثة والعشرين وقتها.. حاول خطبتها أكثر من مرة لكن اخاها رفض بشدة مصرا ان شهد لن تتزوج الا بابن خالتها.. "

تساءلت مرام على عجالى " وماذا عن والديها؟!" تنهدت منى وهي تسرح بنظراتها وتقول " والدها متوفٍ لذلك اخوها هو المسيطر في البيت اما والدتها فهي كانت تؤيد ابنها او شيء من هذا القبيل.. ولا اعرف أكثر من هذا عن عائلتها وظروفها.." ثم تهز كتفيها مضيفة بلا مبالاة " كان والداي يطردانني الى غرفتي كلما حصل نقاش حول الموضوع.. وكأني اهتم لمعرفة المزيد! " صمتت مرام ببؤس وهي تشعر بالحنق متأثرة بالقصة لتضيف منى وهي تعقد حاجبيها كأنها تجمع ما تحتفظ به ذاكرتها " كنت مراهقة صغيرة واقصى اهتمامتي فريق كرة القدم في الحي الذي اجبرت على تركه بحجة أني كبرت فأحقد على اخي حسين لانه ما زال يستطيع اللعب على عكسي انا! ومع معاناتي هذه لم يفتني ما يجري.. مشاكل ومحاولات مستميتة من خالي بدعم من امي وابي لكن للاسف انتهى كل شيء باستسلام شهد لرغبة اخيها وزواجها من ابن خالتها العام الماضي.." ابتأست مرام أكثر وهي تتذكر الكلمات الحارقة التي صدرت من خال منى قبل قليل فقالت بتعاطف " المسكين.. مؤكد تألم بشدة.." ردت منى وهي تهز رأسها ايجاباً " نعم ... لقد جن جنونه! اذكر جيدا ما حدث.. أوشك ان يذهب للعرس بتهور لولا تدخل ابي ومنعه اياه بالقوة.. كانت امي تبكي بلا توقف وهي تشهد انهيار اخيها " ثم أضافت منى بتوضيح أكبر لمكانة خالها عند امها " امي تحبه كأنه ابنها وليس اخاها فحسب.. لقد ربته طفلا بعمر بضعة أشهر بعد وفاة والديهما في حادث.. " رددت مرام بتاثر عاطفي بالغ " يا له من مسكين ... يبدو انه رآها اليوم ولاحظ حملها.."

ردت منى باحباط " هذه ليست اول مرة يراها بعد زواجها وفي كل مرة ينتكس ويأتي لامي بهذه الحالة! ثم يظل هنا لبضعة ايام حتى يستعيد توازنه ليعود بعدها الى بيته.." سألت مرام ببعض الدهشة " كنت سأسالك الان لماذا لم اره سابقا هنا في بيتكم تصورت انه يعيش معكم بما ان والدتك هي من ربّته.." قالت منى " منذ ان قرر الزواج من شهد بدأ يقيم في بيت جديّ رحمهما الله آملا انه سيجمعه يوما بالفتاة التي يحب.." تنهدت مرام وهي تقول بكلمات رومانسية مما تقرؤها في الروايات وتتأثر بها " حقا الحب فيه شقاؤنا وسعادتنا.."

كشرت منى وهي تسخر من صديقتها " ما هذه الفلسفة العاطفية السخيفة! انت حقاً اسوأ من خالي! الامر ابسط من ذلك.. شاب أحب فتاة ولم تكن من نصيبه وعليه ان يتجاوز الامر ويجد فتاة اخرى يرتبط بها.." قالت مرام بلوم واحساس رومانسي عالٍ " انت حقا بلا مشاعر! انه يحبها بصدق ولذلك لا يستطيع نسيانها بسهولة.. " ردت منى بهدوء " لست بلا مشاعر.. انا احاول ان اكون عملية، لا أحب ان ارى نفسي ضعيفة.. وبصراحة.. رؤية خالي ضعيفا هكذا يعاني وهو لا يستطيع النسيان وتجاوز الامر يجعلني أكره الحب واهاب الوقوع فيه.." اصرّت مرام قائلة بانفعال وتأثر أكبر " ولكن هذا ليس ضعفا! انها مشاعر رائعة.. ان خالك يتألم يا منى.. من حقه ان يشعر بالألم هكذا بعد ان خذلته حبيبته.. انه يحتاج لمزيد من الوقت كي ينساها.. ليته يجد فتاة اخرى تنسيه حبه لشهد ويعيش معها قصة جديدة.." تنهدت منى ورددت " بعيدا عن خيالاتك الحالمة حول قصة حب جديدة تنسيه القديمة لكني سأؤيدك في أمر واحد فقط.. انه يتألم بالفعل.. ومن يدري ان كنا سنعاني مثله في الحب.." ردت مرام وهي تستلقي على سرير صديقتها " اجل من يعلم.. ما زلنا في الثامنة عشرة ولم نجرب الامر يوما.. كم أود أن أجربه.. ترى هل سيكون مؤلما هكذا؟!" استلقت منى بجانبها وسرحت هي الاخرى بخيالها الذي لا يتعدى ابن الجيران الخجول!

اما مرام فكانت غارقة في خيالات حب رومانسية تداعب صباها منذ طرقت ابواب المراهقة الاولى.. كانت تواقة لتشعر بهذه العاطفة وتتذوق حلاوتها..

***


يتبع..



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 02:36 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس