عرض مشاركة واحدة
قديم 14-01-09, 12:46 AM   #5

تلميذة الحب
 
الصورة الرمزية تلميذة الحب

? العضوٌ??? » 63143
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » تلميذة الحب is on a distinguished road
Chirolp Krackr

وهذا الجزء الاول لعيونكم :

1-الزوج الغائب



كانت الطريق الى ديوبي بولد معبدة و عريضة تتلوى بدلال كالافعى المتخمة .و كانت الفسحات القليلة بين الاشجار التي تغطي الجانب الايمن من الطريق تتيح لسائقة السيارة و ابنها مشاهدة المناظر الرائعة لجبال اوزارك في ولاية ميسوري .
-هل يمكننا التوقف قليلا في مركز المراقبة الطبيعي ؟
نظرت اليه تانيا لاسيتر باسمة بعد ان كانت غارقة في احلامها تركز اهتمامها على الطريق الممتد امامها و المناظر الطبيعية الخلابة .
لا يمكن لأحد ان يكون له ابن ذكي و جميل مثل جون .انه صبي في السابعة من عمره ،بهي الطلة ،ذو عينين زرقاوين و شعر كستنائي ناعم يغطي جبينه،سعيد،نشيط و يحب الاستفسار عن كل شيء.
و قالت تانيا لنفسها بسرور بالغ ان ابنها يتحلى بجميع الصفات التي تتمناها كافة الامهات لأبنائهن. و مما يلفت النظر دائما عينيه التي تشبههما بزرقة السماء الدافئة لا تشبهان ابدا عيني والد جايك الفولاذيتين الباردتين .
-هل يمكننا ذلك يا امي .
-بالطبع يا حبيبي ، و لكن لفترة قصيرة ،فجدتك تنتظرنا على العشاء لا يجوز ان نتاخر عليها كثيرا.
فرح جون بموافقة امه و لم يتمكن من اخفاء سعادته و حماسته الشديدين. و لكنها لاحظت امرا يزعجه ،و قالت لنفسها انه سرعان ما سيخبرها بكل التفاصيل.اقفلت تانيا ابواب السيارة ،فيما كان ابنها ينتظرها بفارغ الصبر على بضع خطوات . سرحت شعرها سريعا باصابع يديها ثم انضمت للصبي المتحرك شوقا للوصول لذلك المكان المسمى سامي.
سار الاثنان معا بخطى و ئبدة نحو تلك الصخرة الرمادية الضخمة التي تشرف على منطقة شاسعة .
مانا شخصين ملفتين للنظر .الام طويلة القامة ،جميلة القوام،و جذابة تضج انوثة . و الصبي و سيم مشبع بالنشاط و العافية ،و يمثل الرجولة الحقيقية على نطاق ضيق.
و فيما جلس جون على تلك الصخرة يراقب الوادي و السيارات القليلة تمر بسرعة ،صعدت والدته بضعة امتار و اسندت نفسها على شجرة باسقة.
تأماته طويلا و هو يقف بزهو و عنفوان ،و كانه خطيب مفوه يلقي كلمة حماسية امام حشد غفير . انه يشبهها في امور معينه ، ففي الظاهر يبدو جون منفتح الشخصية و مرحا و يحب الحياه ... و اللهو . و لكنه مثلها يحب احيانا الابتعاد عن الاخرين و الاختلاء بنفسه ليفكر و يحلل .
في اوقات معينه كانت تشعر انه جدي اكثر مما هو متوقع من طفل في السابعة من عمره، انه يحلل كثيرا و يمضي فترات اكثر مما يلزم مع الراشدين . و لكنه لا يتحفظ مع رفاقه بالمدرسة او يجد صعوبة في كسب الاصدقاء و التعامل معهم ، اذن فلا داعي للقلق او الخوف.
شاهدت عصفورين يتغنيان بفرح و سرور . و شعرت بالم حاد في جميع انحاء جسمها ،و رغبت في وضع يديها حول جسمها لتشد بقوة و تزيل الالم . كل عصفورة مع شريكها الا هي !
انها عصفورة في السادسة و العشرين بحاجة الى شريك تحبه و تناغيه .
هذه هي ابسط جقائق الحياه و اقدمها !
تذكرت وصولها الى التلال قبل سبع سنوات و هي تحمل طفلا رضيها في يدها.ازالت والدة زوجها جوليا لاسيتر بنفوذها و خبرتها صورة الطالبة المراهقة و حولتها الى شابة واعية ذات شخصية جذابة و قوية . و قالت لنفسها بمرارة انه لم يبقى من ذلك شيء ...سوى احتقارها لجايك لاسيتر الرجل الذي تحمل اسمه .
لم يفرز ذالد الزواج سوى نتيجة اجابية واحدة .....و هي جون انه لها ولا يمكن لاحد ان ياخذه منها ...طالما انها لا تزال متزوجة من جايك.
- امي.
جلست على الارض و جلس جون قربها ،رفعت ركبتها و ضمتها بذراعيها و سالته بهدوء:
- نعم يا حبيبي؟
- هل حقا لدي والد؟
لم يعكس وجهها اثر الصدمة الناجمة عن مثل هذا السؤال الا لحظة واحدة .تسارعت ضربات قلبها ،لكنها حافظت على رباطة جأشها و قالت:
- طبعا لديك والد.
حدق بها و كانه يريد اختراق عينيهاللوصول الى عقلها وافكارها، و سالها :
- اعني ........ هل هو حي يرزق؟
حاولت تانيا ان تضحك ولكنها لم تستطع الا الابتسام عندها اجابته قائلة:
- نعم انه حي . انت بنفسك تحضر رسالته كلما اتى ساعي البريد،ماذا حملك على التفكير بانه ليس حيا ؟
- قال لي دداني جبرليت ابي ميت او موجود في السجن ،والا كان عاد الى البيت .هل هو في السجن يا امي ؟
طوقت كتفيه بيديها لتخفف من حدة اعصابه و قالت :
- لا يا حبيبي انه ليس بالسجن ،انه في مكان ما في افريقيا .انه يعمل مع جدك ،الا تتذكر ذلك ؟
ثمة سد كبير او جسر او ما شابه يتم تشييده هناك ، و شركة جدك تتولى الاشراف على المشروع . و يعمل والدك جاهدا كي يتأكد بنفسه من ان العمل يسير بدقة و نظام .
ابعد راسه عن كتف امه و تأمل بانزعاج وجهها الحزين ثم سألها بتاثر :
-لكن لماذا لا ياتي ابدا الى البيت ؟ولماذا لا نذهب نحن لزيارته ؟الا يريد رؤيتنا ؟
حاولت طمأنته و لكنها فشلت في اعطائه الجواب الشافي ،قالت له بلهجة مبهمة و غير مقنعة :
-سيعود يوما يا حبيبي ... لديه اعمال و اشغال كثيرة .
- جميع المسؤولين و المموظفين لديهم اجازات سنوية ،لماذا لا ياخذ اجازة و يحضر لزيارتنا؟
-لقد اتى مرة ؟
لم تتمكن من ابلاغه بان جايك بصورة مفاجئة اتى لتمضية شهر بكامله ولكنه عاد بعد اسبوع واحد.لم يعجبه ردها.فقال :
-كنت صغيرا جدا .اخبرتني جدتي بان عمري انذاك كان ثلاث سنوات انا لا اتذكره اطلاقا.
سالته بتردد عما اذا كان بحث هذا الموضوع مع جدته ،و كانت خائفة من ان يكون رده بالايجاب فمن شأن ذلك ان يضيف نقطة سوداء اخرى الى سجلها لدى ام زوجها هز جون كتفيه و قال :
- لا لم ابحث هذا معها...و لكني سالتها عن عمري عندما حصلت على ذلك الفيل العاجي .انت قلتي انه هديه من ابي .
تنهدت بارتياح و اكدت هذه المعلومات بهدوء عاد الصبي الى السؤال :
-هل يمكننا زيارته هذا الصيف ،بعد انتهاء العام الدراسي؟
ارتبكت .... تلعثمت ....تألمت لانها تريد ايجاد رد مناسب لرفض طلبه .دون شيء اخر يزيد قناعته بان والده لايريد رؤيته اومقابلته .هزت رأسها و قالت بجدية مصطنعة :
-لا يمكننا ذالك ،لان الوضع السياسي هناك لا يسمح لنا بمثل هذه الزيارات .
نظر اليها الصبي بخيبة امل مريرة و قال بلهجة الراشدين :
-كنت اعلم بانك ستقولين شيئا مماثلا .
بلعت تانيا ريقها بصعوبة و قدمت اقتراحا لا يعجبها :
-يمكننا الليلة ان نكتب له رسالة نستفسر منه بواسطتها عما اذا كان قادرا على زيارتنا لمدة اسبوع او اثنين في الصيف المقبل.
ازاح جون شعره البني الفاتح على جبينه الصغير و تأمل امه بعينين مليئتان بخيبة الامل ثم سألها :
- و هل تعتقدين انه سياتي؟
كانت تامل في قرارة نفسها الا يةجه اليها هذا السؤال . و لكن تمنياتها الصامتة ان يرفض جايك طلبها ،زال بمجرد ان نظرت الى وجه ابنها .
-اذا كان الامر ممكنا بأي شكل من الاشكال ،فانا متأكدة انه سيأتي .... و بخاصة اذا كتبت له و طلبت ذلك منه .




يتبع .........



مع تحياتي:
تلميذة الحب .


تلميذة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس