عرض مشاركة واحدة
قديم 14-01-09, 01:50 AM   #7

تلميذة الحب
 
الصورة الرمزية تلميذة الحب

? العضوٌ??? » 63143
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » تلميذة الحب is on a distinguished road
Chirolp Krackr

لم تحاول تانيا ابدا تشجيع المراسلة بين الاب و ابنه ،لانها لم تكن راغبة بمشاطرة جون الصغير حبه للرجل الذي تحتقره . و كانت تحفز ابنها الى ارسال كلمة شكر في المناسبات و الاعياد ،و ذالك عندما يستلم منه بريديا الهدايا و الالعاب ،هب الصبي واقفا و قال لها بسرور واضح:
-هيا بنا! لنذهب الى البيت .
فيما كانت السيارة منطلقة على الطريق الساحلية التفتت الام الى ابنها و قالت بهدوء:
- اريدك ان تعلم يا بني ان مجرد الكتابة الى ابيك لا يعني بالضرورة انه ستمكن من العودة الى الولايات المتحدة .
ابتسم الصبي و قال بثقة :
- اعرف و لكته سيأتي . انا متاكد من ذلك !
ذكرها تصميمه القوي بالروابط بين الابن و ابيه .
و مع انها تريد كثيرا تجاهل وجود زوجها ،الا انها لا تقدر على ذلك من اجل جون. و سمعت الصبي يقول بصدد الموضوع ذاته :
- كنت افكر انه ربما يتصور انني لا اهتم به ،اذا علم بمدى تشوقي لرؤيته ،فمن المؤكد انه سيأتي .
- و ان لم يتمكن من المجيء هذا الصيف ، فربما سيقعل ذالك بالخريف او حتى في عيد الميلاد .لا تعلق يا حبيبي امالا كثيرة على امكانية رجوعه ،فلربما عجز عن ذلك .
-اتمنى ان ياتي لكي يراه دان جبرليت و يعرف ان لي والدا و انه موجود في افريقيا .
ثم نظر اليها بحماس و سالها بلهفة :
- هل يمكننا كتابة الرسالة فور انتهاء العشاء ؟
شعرت بالالم يعتصر قلبها و وعدته قائله :
-نعم،بعد العشاء مباشرة .
- سوف نرسلها بالبريد الجوي كي يستلمها باسرع وقت ممكن ؟
-نعم سوف نرسلها بالبريد الجوي .
ظهر الارتياح جليا في وجه الصبي عندما شاعد سيارة فضية تتوقف امام البيت الكبير المبني على احدث طراز و قال:
- انه العم باتريك .لم نره هنا منذ زمن بعيد.
برقت عيناها لدى رؤية اليارة المالوفة و قالت له مصححة:
- كان هنا منذ اقل من اسبوع .
لم يكن باتريم راينز عم الصبي ،مع ان جون يدعوه بعذا الاسم منذ اصبح قادرا على الكلام . و لاحظت تانيا ان والد زوجها جي دي لاسيتر أحال نفسه الى تقاعد جزئي و لم يعد يذهب الى مقر شركته الا مرتين او ثلاث في الاسبوع .
و منذ ذلك الحين اصبح باتريم راينز يدير شركة الهندسة بصورة فعليه مع انه لم يكن رئيسا لها . و كانت تانيا تشعر بان جاي دي لم يتقاعد كلية لانه ينتظر ابنه الوحيد و تسليمه الشركة و ادارتها .و تذكرت ان جاي دي هو اول من بذل تلك المحاولة الفاشلة لجعل ابنه يرجع الى وطنه . و قد حضر فعلا قبل اربع سنوات لتمضيه شهر كامل الا انه لم يبق سوى اسبوع واحد . و تألمت عندما تذكرت الجو المرعب العدائي الذي خيم عليهما اثناء هذة الايام القليله ، و كيف انها لم تتمكن تبادل اي حديث هادئ معه ...او حتى تشعر بالارتياح لوجودها معه في غرفة واحدة .
دخل الصبي و امه المنزل الرائع دون ابطاء و فيما كان قلبها كاد يتوقف عن الخفقان بسبب سماعها صوت باتريك القوي في قاعة الجلوس ، هرع الصبي الى القاعة و هو يلقي التحية بصوت عالي على جديه و صديقة الاسمر الوسيم . ابتسمت تانيا مرحبةبباتريك الذي حياها بمودة و حرارة . مدت يدها نحوه بصورة عفوية قائلة:
- اني مسرورة جدا بلقائك مرة اخرى يا باتريك قال لي جون لدى مشاهدته سيارتك في الخارج انه لم يرك منذ اجيال.
ظل قابضا على يدها بقوة حينما قال بارتياح و زهو بالغ :
- اذن احسست بغيابي عن البلدة و كنت تتشوقين الى عودتي .
ارادت تانيا الانطلاق من هذة الجملة الى حديث هام معه، الا ان ام زوحها تدخلت قائلة :
- كنا بدأنا نظن انكما اختفيتما ،اين كنتما انت و جوني ؟
كانت جوليا لاسيتر الوحيدة التي تطلق على جون اسم جوني ، و تانيا كانت تحس انها تفعل ذلك لمجرد اغاظتها . نظرت السيدة الارستقراطية التي تمسك بيد حفيدها بشدة .
فقالت لها تانيا:
- ذهينا الى نزهة قصيرة استغرقت اكثر مما نتوقع ،هل اصبح العشاء جاهزا؟
وقف جاي دي ذو المنكبين العريضين ، و الذي يشبه ابنه لحد كبير و قال لها:
-كنا على وشك التوجه الى قاعة الطعام.
- اسمحو لنا ببعض دقائق لنبدل ثيابنا و ننضم اليكم .
اخذت يد جون بيدها ووجهت ابتسامة ناعمة نحو الثلاثة الاخرين، و بخاصة الوسيم الاسمر باتريك راينز . ارتدت فستانها و سرحت شعرها خلال فترة قياسية ،ثم توجهت فورا الى المطبخ و هي تعلم ان جوليا تتوقع حضورها باي لحظة . كانت تدرك ان بامكان العائلة استخدام طاهي او بستاني ، و لكن منزل جوليا لاسيتر قصرها الخاص .فهي التي تقوم بكافة الاعمال و تراقب تنفيذها بدقة و اهتمام. و قالت تانيا لتفسها ان السيدة لاسيتر تحب الكمال و تعمل جاهدة لتحقيقة.ليس هناك من عمل الا و تقوم به على اكمل وجه .ماكولاتها شهية حتى انها اشهة من المأكولات التي تقدم في المطاعم الفاخرة.
منزلها نظيف دائما لا يعرف الاوساخ او حتى الغبار ،ولو في تلك الامكنة المستعصية او التي لا يراها احد.
حديقتها جميلة غناء ،ولا تسمح لزوجها بالقيام باي عمل و حتى الاعمال الثانوية .
اما هي فكانت عنوان الاناقة و الجمال و الاعتناء بالذات.
و كذلك ثمة دلائل متاعددة على ان جوليا ليست مدبرة منزل فحسب بل كانت ايضا اما حكيمة تتصرف بهدوء و حكمة مع ابنها .لم تسألة يوما عن تلك الشابة التي احضرها ذات يوم الى المنزل قائلا انها زوجته ،لم تعلق او تستفسر عن علاقتهما ، كما انها نفذت له و بدون تردد طلبه بان يكون له و لزوجته غرفتين منفصلتين .لم تقل شيئا مزعجا لتانيا عندما ذهب ابنها بعد بضع ايان من احضار زوجته ، او طوال السنوات التي تلت رحيله ، و مع ذلك كانت تانيا تحس ان جوليا لا تتحمل وجودها الا من اجل جون الذي اصبح محود حبها و اهتمامها و رعايتها .
اما والد جايك ،فهو مختلف تماما .قالت تانيا مرة بسخرية لاذعة ان بامكان جايك ان يسحر الافعى و لما قابلت جاي دي عرفت انه ورث الشخصية الساحرة من والده ،الا ان الوالد كان اكثر انفتاحا عن مشاعره و احاسيسه . عندما اتت الى البيت للمرة الاولى و معها جون الصغير ، اعرب جاي دي صراحة اعتراضة و تشككه الشدشد عن زواج ابنه منها ،لم يكن لدى تانيا اي شك بان كلامه يعتبر اوامر عسكرية ، كما انه رجل اعمال خارق الذكاء و خبير محترف في حقله ، و هو صاحب قدرة فائقة على تحليل الشخصيات و الصفات . فقد لاحظ تحولها من فتاه خرجت لتوها من المدرسة لا تعرف الكثير عما يدور حولها الى شابه راقية ذات شخصية قوية و ذكية .و بدات معارضته تتحول تدريجيا الى اعجاب و احترام مد لها قبل خمس سنوات يد صداقة هادئة ، و مع انه لم يسالها عن علاقتها بابنه ، كانت تشعر انه يعرف الظروف التي احاطت زواجهما ،انه لا يعرف بالطبع الحقيقة الكاملة فذلك السر لها و حدها و هي تحافظ عليه حفاظها على ابنها ، و مع ذلك فان لطافة جاي دي جعلت اقامتها في ذالك البيت امرا يمكن تحمله .الا انها كانت مستعدة للعيش في الجحيم من اجل ان يمنح ابنها اسما و عائلة و مستقبل .



يتبع......



مع تحياتي:
تلميذة الحب.


تلميذة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس