في ليلة مؤرقة
(قصة قصيرة)
داعب السهاد عيني اليقظة وسامرها لساعات طوال , كنت أخشى على نفسي من الهواجس المقلقة خاصة وأنا أتقلب في سريري الضيق باحثة عن ملاذ يؤويني من رهبة الرقاد المستمر , تمنيت لو أستطيع مغادرة هذا السرير الذي التصقت به مرغمة وأن لا أشعر كذلك بقساوة بطانته وهي تكوي جسدي شيء فشيء , خرجت من فمي تأوهات كتمتها بعد أن أدركت أن لافائدة منها , وأزداد شعوري بالضيق لأن الليل سيطول حتى انقضاء مدته .
كان الحر يذيق جسدي المنهك ويملئه بكدمات من العرق اللاهب , وكاد قلبي يذوب تحت وطأة الحر الشديدة حتى استطعت أن أشعر بدقاته تخفق عاليا وتتلوى بعجز هي الأخرى .حاولت أن أنسى جو الكآبة المحيط في الغرفة فتقلبت مجددا وأنا أتخذ وضعية جديدة علها تساعدني على النوم, وإذا بالأحلام تناديني خلف أبواب النوم البعيدة , كانت تحوم حولي تريد أختراق عقلي اليقظ , ولكني لن أستطيع فتح دربي للحلم ما لم أنام تلك الساعات وأن أتخلص من هذا الحر القاتل , أدركت أن لاسبيل لي إلا أن أعلن أستسلامي وأن أنام في جحيم من الدفئ الممل .
كنت أشعر بجفوني تحترق بلهيب من الأنتظار المر , مرت ساعات حتى بان الفجر من نافذتي الصغيرة , وتلهفت لصباح جديد ينسيني ليلتي المؤرقة والحرارة اللاهبة التي رافقتني طوال الليل , أشرقت الشمس ودبت الحياة في أنحاء الخليقة , ولكن ..بقلب مثقل بالهموم راقبت من النافذة أشعة الشمس وهي تنير الارض الواسعة وتضيف بضيائها موجة جديدة منعشة من الحرارة الحارقة الاصيلة .
(كان مطلبي واضح ..أردت أن أنام لأحلُم ..ولكني حرمت من النوم بسبب الحرارة اللاسعة نتيجة انطفاء الكهرباء المتواصل .نشرت هذه القصة في صحيفة سياسية ثقافية شهيرة منذ السنة الماضية ..أردت أن أوصل كلمتي بعد أن حرمتُ من حلمي ..
ولا أعتقد إن شيء تغير ..فالحر لايزال قائما ..والكهرباء ...لاتزال منقطعة ..! ) .
إيناس جاسم الشمري