عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-12, 10:59 AM   #1121

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


الفصل الرابع
موعود.. أغنية لعبد الحليم

الدهشة علت وجه منى وهي تردد " وافقتِ؟! " لم تجرؤ مرام على النطق لانها توشك على البكاء! فاكتفت بهز راسها ايجابا فعادت منى لتقول بعينين عاتبتين " متى تقدم لك ومتى وافقت ِ؟! انت لم تخبريني عنه ابدا !" تماسكت مرام لتحاول الرد قائلة " لقد .. تقدم لي .. منذ اشهر ولكني .." هتفت منى " منذ اشهر ؟! ولم تخبريني يا مرام ؟" ابتلعت مرام ريقها والضغط الذي تمارسه على نفسها يوشك ان يتحطم .. قالت بصبر " لم اخبرك لاني لم اوافق بوقتها فلم اعر الامر اهمية .." لكن في قلبها قالت ( لم اخبرك لاني لم اكن املك ردا مقنعا لرفضي له غير اني واقعة في غرام خالك كمراهقة لا تتعد الثامنة عشرة!) عادت منى لتقول بلهجة متهمة " هذا ليس عذرا ... انا اخبرك بكل شيء عني ولكنك اخفيت عني موضوعا مهما كهذا! هل لهذا السبب كنت بحالة غير طبيعية في الاونة الاخيرة ؟" للحظة ارتعشت من المعرفة .... معرفة منى انها لم تكن طبيعية ... ردت بتلعثم " نعم .. انا .. اقصد.. فراس لم يتقبل رفضي كرد نهائي وقال لي انه.. سيمنحني الوقت لاعيد التفكير ولن يضغط عليّ ... انا .... فكرت جيدا .. و ... اقتنعت به ... اليوم صباحا ابلغته امي بذلك... اقصد بموافقتي ..." ما زالت منى تنظر اليها بعبوس فترجتها مرام قائلة " لا تحنقي علي ... كنت مشوشة جدا وكان يجب ان اتخذ القرار .." اشتد عبوس منى وهي تقول " ولكني اشركك في كل قرارتي فلماذا لا تفعلين المثل ؟ الا تثقين بي ؟" التمعت عينا مرام بالدموع لتقول بارهاق " ليس هذا السبب .. افهميني منى .. انا فعلا كنت مشوشة .. وكنت على وشك الرفض لكني اعدت حساباتي وحكّمت عقلي لا عاطفتي ووجدته شابا رائعا وسأكون مغفلة حقا برفضه ..." لكن منى استمرت بحدجها بنظرات غاضبة فتوسلت اليها مرام قائلة " ارجوك منى ... احتاج دعمك ... حقا احتاجه لاشعر اني اقدمت على خطوة صحيحة.." تغيرت نظرات منى ليشوبها التساؤل فقالت " ما الذي يقلقك؟! أ لأنك لا تشعرين بعاطفة خاصة نحوه؟" هزّت مرام كتفيها وهي تسبل اهدابها لتقول بضعف " ربما ... لكن امي تقول انها احبت ابي بعد الزواج فزواجهما كان تقليديا بحتا لكنه نجح وبشكل رائع.." اشفقت منى على حال صديقتها خصوصا وهي تلاحظ شحوبها لاول مرة وتلك الهالات السوداء تحت عينيها فقالت برقة " حسنا مرام بامكانك ان تفعلي مثلي.. اقصد ان تخطبا فقط وتؤجلي الزواج حتى تتأكدي .." رفعت مرام يدا مرتعشة لتمررها في شعرها باضطراب وهي تقول " فراس يريد عقد قران .." ابتسمت منى مشجعة لتقول بلطف " انه مستعجل! يبدو انه يحبك فعلا " ازداد اضطراب مرام وبدى ذلك واضحا في ارتجافها ... في نظرة عينيها الزائغتين ... في حركة يديها وهي تنقلهما هنا وهناك ! قالت منى وقد استبد بها القلق " مابك مرام ؟!" للحظات عقد الصمت لسانها فلم تستطع النطق بينما شحوبها يتضاعف لتقول في النهاية بضعف شديد " لا شيء .." لكن منى كانت ابعد من الاقتناع بكلمة باهتة كهذه فقالت في اصرار " لماذا اشعر انك تخفين امرا عني .." بارادة لا تعرف من اين اتتها قالت مرام بابتسامة انتزعتها انتزاعا " انت تتوهمين ... انا فقط مرتبكة من فكرة الارتباط .." ردت منى وهي تحدق فيها " اليس غريبا انك كدتِ تضربيني على راسي لارتبط بمصطفى بينما تبدين بهذه الحالة الغريبة لقبولك الارتباط بفراس ؟! " هدوء غريب اجتاح مرام .. لا تعرف هل هي منحة من المولى ليساعدها في هذه اللحظة ؟! شعرت كانها لم تعد هي نفسها ... كأنها انفصلت تماما عن مرام التي تتمرغ في تراب العذاب ... قالت بلهجة هادئة تعكس حالتها " الوضع مختلف .. انت تكنين المشاعر لمصطفى وتوافقين عليه وكل موانعك ليست منطقية رغم انك تعتقدين انها منطقية ! " هتفت منى بتمرد " مرام ! هل تسخرين مني ؟!" ابتسمت مرام براحة كبيرة عندما تحول الحديث بعيدا عنها لتقول " انا لا اسخر ... لكنك تبالغين احيانا .. " وبحركة فاجأت منى اقتربت مرام لتحتضنها وهي تقول " كوني سعيدة يا منى .. دعينا نكون سعيدتين .. الا نستحق ذلك ؟!" ضمتها منى هي الاخرى لصدرها وقالت بفرح حقيقي " مؤكد نستحق .." ...
***
عينان متجمدتان من الصدمة وشحوب غزا وجه نجاة كما غزا الهلع قلبها ... تنظر لصغيرها الذي ربته وهو يلهث من فرط غضب طال كبته وعيناه الجميلتان تقدحان شررا و ... ألما ... عجزا و.. حاجة ... همست بتحشرج وهي تحاول التماسك " لماذا احمد ؟! " ضرب على الحائط بقبضته ثم قال بصوت ينضح بما يعانيه من الكبت " لانها .. لا تريد ... لا تريد الا.. بثمن ! " شهقت نجاة وهي تضع يدها على فمها تحاول استيعاب ما يقول ... فاجأها بضحكات عنيفة وهو يضيف " اجل يا اختي حتى الزوجة يمكنها ان تلعب دور المو..." سارعت نجاة لتضع يدها على فمه تمنعه من نطقها بينما عيناها ترشحان بالدموع وهي تقول بصوت مخنوق من الالم " لا تقلها .. اتوسل اليك ... انها ام ابنك .." ابعد راسه بحدة وهو يلتفت ليوليها ظهره ... لحظات طويلة مرت وهي تنظر لجسده المتشنج بينما ينكس راسه بانفعال واضح .. لم تعرف ما يجب ان تقوله .. عقلها لا يسعفها ليستوعب ما قاله للتو ... جاء صوته مثخنا بالالم .. مثخنا بالشعور بالاشمئزاز الذاتي ! قال " في اول الزواج ظننت برودها خجل وعدم تعود على العلاقة الزوجية ... ظننت تباعدها عني نوعاً من الخجل الفطري ... لكنها صدمتني منذ البداية بعدم رغبتها في الانجاب حاليا ! صبرت رغم اشتياقي للاطفال واقنعت نفسي انها ربما ما زالت صغيرة وتريد الحياة بحرية وقلت انها فرصة لنتقارب .. لنبني مشاعر متبادلة .. اقسم اني حاولت جهدي ان اتقرب منها .. حاولت ان اجد فيها عزاء لخسارتي لشهد .. لكنها كانت تبتعد .. انسانة سطحية سخيفة لا تهتم الا بملابسها ومجوهراتها واماكن جديدة تمرح فيها لتبذر المال.. " لم تجرؤ نجاة على مقاطعته وظلت تنصت لكلماته التي كانت كجروح تتفتق ليسيل منها دم فاسد متقيح ! اكمل قائلا بصوت ميت " عندما وافقت اخيرا على الحمل تنفست الصعداء وقلت ستغيرها الامومة .." صمت قليلا ليلتفت اليها وعيناه ميتتان كصوته وهو يكمل " طوال اشهر الحمل كانت متذمرة نزقة كارهة لحالها وكارهة لي شخصيا ! حتى انها منعتني من الاقتراب منها وادّعت كذبا ان الطبيبة النسائية من طلبت هذا وانا صدقتها لاكتشف كذبتها صدفة بعد الولادة ومن فم طبيبتها نفسها .." لم تبالِ نجاة بمسح دموعها بينما تنتظره يقول المزيد .. كانت تنظر اليه وتتمنى لو تواسيه بأي طريقة ولكنها عاجزة ... عاجزة عن فعل شيء ! ابتسامة حانية شقّت فمه المتوتر وهو يقول " لكني سامحتها .. سامحتها طواعية وبشكل عفوي ما ان وقعت عيناي على ايمن ... نسيت كل شيء ما ان امسكت بيده الصغيرة.. مسح كل ضغينة من صدري ما ان ضممته بين ذراعي .. وقلت فلنبدأ صفحة جديدة ... " غلفته الكآبة بسوادها كما غلفت كلماته " لاشهر طويلة كانت بمنتهى البرود وانا تصورت ربما هذه الاثار طبيعية لما بعد الولادة .. الامر ليس في العلاقة الزوجية وحدها يانجاة بل انها كانت تعاملني باسلوب غريب ... تتعمد القسوة .. تتعمد ان تسمعني كلمات منفرة ! وانا لم اكن افهم السبب حتى ادركت انها تفعل ذلك حتى لا اقربها! لقد جعلتني اشك بنفسي.. برجولتي.. بشخصي! " بيد مرتعشة لامست نجاة جانب وجهه لتقول بقلب موجوع " وهل يوجد رجل بمثل شخصك وجاذبيتك ؟!" تغاضى احمد عن كلماتها ليطرق برأسه ويقول " ما حزّ في نفسي أكثر تصرفاتها مع ايمن ... رفضت ارضاعه من صدرها وطالبتني باحضار مربية له لتساعدها رغم ان امكانياتنا المادية لم تكن تسمح في ذلك الوقت وايمن كان طفلا هادئا ووديعا.." تنهد بحرقة ليضيف " بعد ان طال الامر ومع مرور اشهر عجاف من الانفصال الروحي بيننا قبل ان يكون انفصالا جسدياً قمت بسؤال طبيب اعرفه .. كان الامر محرجا للغاية بل مذلا ومهينا لكني اردت انقاذ زواجنا .. الطبيب نصحني باخذها لاستشارة طبيبة نسائية وطمأنني انها قد تكون مشكلة تافهة وحلها بسيط جدا.." ضحك احمد بسخرية مريرة وهو يتطلع لوجه اخته الباكي ثم قال " قامت الدنيا ولم تقعد عندما فاتحتها بالموضوع ... جعلتني اشعر اني رجل خسيس لا يبحث الا عن ملذاته واتهمتني بالسخافة وقلة العقل! " اطبق فمه بقسوة ليقول بعدها " اعترف اني انفجرت بوقتها .. كنت في حالة احتقان شديد ولم احتمل أكثر ... جعلتني افقد السيطرة تماما لاضربها بقسوة على وجهها أكثر من مرة... " غامت عيناه مكملا " كان ايمن بعمر السنة .. لم اتنبه لوقوفه في سريره وهو يتطلع الينا عبر باب الغرفة .. اخذ يصرخ ويبكي بهستيرية لم ارها منه سابقا وعندما ركضت نحوه لاهدئه رفضني !" اغرورقت عيناه بالدموع وهو يقول بألم لا يحتمل " رفضني يا نجاة ورأيت في عينيه خوف .. خوف وبغض ! ايمن الذي كنت احتمل كل هذا من اجله جعلني اشعر بالقذارة من نفسي .." هتفت نجاة بلوعة " لا تقل هذا حبيبي .. لقد كان طفلا صغيرا وراعه رؤية ما يحدث .." مرر احمد يده في شعره وهو يقول بيأس " المهم اني كنت السبب في رعبه هذا ... في نفوره ... كرهت نفسي واقسمت من يومها اني ساتماسك أكثر من اجله وهكذا بدأت رحلة تعذيب اخرى !" عقدت نجاة حاجبيها وقالت بوجوم " اي تعذيب جديد ؟!" ابيضت شفتاه وهو يرد قائلا " عدت لسؤال صديقي الطبيب واخبرته صراحة برفض زوجتي لزيارة طبيبة واستشارتها بالامر .. لذلك حاول مساعدتي بنفسه ... اخبرني ربما السبب انها بحاجة لتدليل أكثر وعواطف أكثر .." اغمض عينيه ليقول " كنا نحن الاثنان غبيان في نظرتنا للموضوع .." همست نجاة بتحشرج " ماذا تقصد ؟!" ابتسم باسى ثم قال " لاشهر خدعتني .. اغدقت عليها بالهدايا .. منحتها جل وقتي واهتمامي .. طبعا الوقت والاهتمام كان مخصصا لاخراجها الى عدة اماكن لغرض استمتاعها وبهجتها .. لفترة تغاضيت عن شعوري بأنها تستغلني وقلت في نفسي لا بأس .. كله لاجل ايمن ... لكن الامر اصبح لا يطاق!" التفت احمد وكأنه يشعر بالخجل مما سيقوله " لقد وصل بها الحال لتطلب قطعة مجوهرات لترضى عني .. لتعطيني حقوقي كزوج .. لتكون بمزاج جيد معي .. عندها اصابني الاشمئزاز منها ومن نفسي فانزويت مبتعدا عنها ... فقدت رغبتي لاي تواصل معها.. عشت حياة غريبة ادور في فلك اغرب .. اوشكت ان اطلقها عدة مرات بعد ان عجزت عن تقويمها فتتوسل الي لاسامحها او تهددني بأخذ ايمن مني ! كانت تبتدع الضغوط وانا كنت اتراجع من اجله ... من اجله هو .. رغم كل جفائها معه الا انها تبقى امه يختبئ في احضانها ليغفو .. يدس جسده الصغير بين ساقيها وهو يمسك بطرف ثوبها .."
كانت نجاة تحترق.. شعور بالغضب والالم سيطر على حواسها وهي تتخيل اي حياة عاشها احمد مع هذه المريضة سهام ؟! اخيرا سمعته يقول بسخرية باردة قاسية " وانتهى كل شيء بيننا تماما عندما عدت باكرا في احد الايام لاجدها تكلم امها على الهاتف .. كانت تخبرها بحبوب الحمل التي تأخذها دون ان اعرف فقد ادّعت امامي انها توقفت عنها في بادرة مزيفة لتحسين العلاقة بيننا .."
همست نجاة رغما عنها " يا الهي ! " نظر احمد لاخته وهو يقول باستخفاف " هل صدمك هذا ؟! فما رأيك اذا قلت لك اني سمعتها تضيف قائلة لامها انها تعمل بنصيحتها ولا تعطيني حقي كزوج الا اذا منحتها هدية قيّمة !" هتفت نجاة بعدم تصديق " انها مجنونة ! هي وامها مجنونتان .." رد احمد بشرود " اوشكت ان اشبعها ضربا وبدلا من ذلك خرجت من البيت .. تركتها لاسبوع كامل حتى اهدأ ولا اتصرف بعنف معها ... توصلت اخيرا لحل يرضي جميع الاطراف " ظل على شروده وكانه يعود لذلك اليوم .. قال " اخبرتها اني باقٍ معها من اجل ايمن فقط وستظل زوجتي امام الناس ولن اقصر معها في شيء لانها ام ابني ومسؤولة مني .. قلت لها صراحة ان علاقتنا انتهت كازواج واذا شاءت في يوم الطلاق عليها ان تتنازل عن ايمن اولا .." اتسعت حدقتا نجاة وقالت " وهي رضيت ؟!" ضحك بخفة وهو يقول " بل كانت سعيدة مبتهجة ! اخبرتني صراحة ان هذا الاتفاق يناسبها تماما.." عقدت نجاة حاجبيها لتسال بصراحة " هل هي مريضة حقا ؟!" هزّ رأسه وقال " لا يهمني نجاة ... انها لا تهمني ابدا ... فما قالته لامها في ذلك اليوم لم يكن يمت للمرض بشيء .. مجرد انسانة وصولية كاذبة تعشق المال .."
عبست نجاة لتقول بانفعال " وماذا بعد ؟! هل ستكمل معها بهذه الطريقة ؟!" رفع راسه قليلا ليقول بحزم " انا مستعد لفعل اي شيء من اجل ايمن .." ارتفع صوت نجاة رغما عنها وهي تقول " وماذا عنك انت ؟! انت في اوج الشباب وقمة الرجولة .. قلبك هذا يطفح بالعاطفة .." كانت تشير بسبابتها على مكان قلبه .. امسك احمد بسبابتها ليشير به لمكان قلبه مرة اخرى وهو يقول بيأس " هذا القلب جرّب الحب مرة واحدة يا نجاة ... حب كان عميقا وقويا لدرجة اني اقتات عليه حتى الان ... كان ملجأي وانا اعاني الامرين مع سهام .." ثم ترك اصبعها لينزلق من يده وهو يضيف " هذا نصيبي يا اختي وانا راض بما قسمه الله لي..." همست نجاة بتحشرج " ولكن احمد ... هذا لا يعقل .. لا يمكن ان تمضي بحياتك دون وجود امرأة .. من حقك ان تبحث عن امرأة تسعدك .." رد احمد بصوت ميت " هل ساعود لخوض نفس التجربة يا نجاة ؟! لهذا لم اخبرك عن الامر ... كنت اعرف انك سترهقيني وانا في حاجة لاستعيد هدوء نفسي بعد تجربة مريرة فاشلة ..." لكن نجاة اصرت قائلة " لماذا اليأس ؟! حياتنا فيها الكثير من التجارب الفاشلة ... وتجربة ناجحة تنسيك التجربة الفاشلة ..."
رد احمد بسخرية ذاتية " تزوجت سهام لانسى شهد ثم تريدين مني الان ان اتزوج اخرى لانسى الاثنتين !" نظر لاخته بعينين شفافتين وهو يضيف " لقد تعرضت للاغراء كثيرا .. هل تعرفين كم امرأة تتحرش بي وتعرض نفسها عليّ ؟! لكني لست فاسقا كما اني امقت الخيانة " قالت نجاة لتحاول اقناعه " لاافهم لماذا لا تتزوج عليها ؟ هذه ليست خيانة .. فالشرع يحلل لك ذلك ولديك العذر " استدار احمد ليتحرك مبتعدا وهو يقول " اغلقي الموضوع يا نجاة ... لا تضغطي عليّ ... انا عدت للوطن لالتجئ الى دفئكم .. ساعديني ولا تحمليني فوق طاقتي ..." وهكذا تركها تقف مشدوهة وهي تستعيد حوارهما بنوع من عدم التصديق .. لكنها همست اخيرا " بل انت من تحمل نفسك ما لا تطيق ! ولن اكون نجاة التي ربتك صغيرا ان لم اخرجك مما انت فيه .."
***


يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 11:40 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس