عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-12, 03:14 AM   #2

اسراء عبد الوهاب

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسراء عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 121004
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » اسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond repute
افتراضي

بداية ..

"يستحيل أن أهمش شخصاً دخل إلى قلبي حيناً ،، فكيف بك وقد احتللت فيه محل الشمس في درب التبانة ،، شهور مضت ، خف شعوري بالفقدان، لكني مازلت أشتاقك بين ساعات أيامي ،، حتى أني أكاد أجزم أنني لن أنساك يوماً"
كانت هذه آخر كلمات خطتها أنامل سمر في دفترها المخملي قبل أن تلقي به بين أحضان نهر النيل بعد أن اتخذت أشجع قراراتها للتخلص من ذكريات عاشتها لعام واحد ،، وعانت معها ما يزيد عن الخمسة أشهر ،، ذكريات لم تتمكن حتى الآن أن تقرر ما إن كانت من أكثر أيام حياتها بؤساً، أم من أكثرها سعادة وحظاً.
أغمضت عينيها لعشر ثوان تتلمس أنفاساً هربت منها لحاقاً بمذكرتها ذات الغلاف الأزرق، ثم فتحتها وتراجعت نحو سلم يعود بها إلى أرض الواقع...
***
على أحد المقاعد العامة في إحدى الحدائق المطلة على أجمل أنهار العالم ،، جلس ذلك الشاب ذو الملامح العربية يتأمل -كما دلته أفكاره- ملاكاً بثوب زيتوني متقلب يحاول محاكاة النسيم الرطب القادم من النيل ،، تابعت عيناه ذلك الملاك وهو يرمي بما يشبه صندوق أزرق مخملي المنظر ثم يسحب يده ليلتقط تلك الماسات التي ذرفتها عيناه ،، ماسات استفزت مشاعره وأجبرته على مغادرة مكانه متجهاً نحوها ،، لكنها كانت أسرع منه في التحليق بعيداً عن مجرى المياه ،، لم يشعر ذلك الشخص بأصابعه وهي تلتقط الصندوق معرضة إياه للسقوط في الماء ،، تأمل ما التقطه ليجد دفتراً متوسط الحجم بلل الماء أطرافه،، قلب الدفتر ونفضه بحركة تلقائية ثم فر أوراقه سريعاً ،، احتلت وجهه ابتسامه ظهرت معها صفوف أسنانه اللؤلؤية عندما علم أنه أنقذ أوراق الدفتر قبل أن تلتهمها مياه النهر العظيم ،، أعاد نظره إلى الدرب الذي سلكه ذلك الملاك الحزين ،، ثم اتخذت قدماه نفس الاتجاه ليتبعها إلى أرض الواقع بدون تفكير..

الفصل الأول ..

لم يكن الجو لطيفاً بسبب الشمس التي كادت تحتل منتصف السماء مع أن الساعة لم تتجاوز التاسعة والنصف من صباح يوم الجمعة ،، الإجازة الأسبوعية لعدي، (ذلك الشاب العربي الطلة ذو ملامح دقيقة حفتها رمال عربية أصيلة لتظهر عيون بنية كحيلة متناسبة مع بشرة سمراء لوحتها شمس الجزيرة العربية) ،، لكن ذلك لم يثنِ عدي عن المضي خلف تلك الفتاة الحزينة التي ألقت بدفترها منذ أمد ليس بالبعيد في مياه النيل ،، ذلك الدفتر الذي سرق النوم من قارئه كأنه مصحوب بلعنة تمنع المرء من النوم قبل تمسيد صفحاته وتنشق رائحته حتى السكر ..
أسبوعان ،، تذكر عدي ما حدث من أسبوعين عندما كان جالساً بإحدى الحدائق المطلة على النيل ،، تذكر أول مرة يلمح فيها تلك الفتاة ،، ملاكه الحزين ،، تذكر كيف جذبته كالمغناطيس خلفها فأسرع يتابع خطواتها ،، وتذكر أيضاً أنه لم يتمكن من اللحاق بها في ذلك اليوم، لم يعلم ما الذي أصابه تحديداً، لم يستوعب تلك التيهة التي سيطرت على عقله بسبب فتاة أول مرة يراها، وحتى الآن لم يعلم عنها غير أن شخصاً أطلق عليها "سوو" في يوم ما، تعجب كيف احتلت عقله وتحكمت فيه بهذه السهولة.
***
في نفس المنطقة ونفس التوقيت وقفت غادة بعينيها المترقبتين تحت نظارة شمس تسمح لها بمراقبة المارة دون خجل بينما تنتظر لؤي، التقطت بعينيها ذلك الشاب الذي كان مصدر سعادتها يوماً ما يتبع سمر، جارتها التي لم تربطهما سوى مجاملات مبتذلة وتحيات متعارفة في المواسم ،، ابتسمت بحسرة وقالت في سريرتها -قصة جديدة- لكنها سرعان ما ندمت على تفكيرها، فلا يبدو على تلك السمر سوى أجمل الأخلاق وأرق التصرفات، أو كما سمعت عنها...
غادة طالبة الصيدلة ذات الـ٢٢ عاماً، مخطوبة لابن خالتها لؤي، متخرج من كلية الحقوق من عامين ويكبرها بخمس سنين، يعمل مع والده ذو المجال المماثل ،، لم تكن خطبتها له عن حب، لكن هكذا قررت أن تكمل حياتها، بتوجيه عائلتها، بعد أن باءت بفشل ذريع مع شخص اختارته بنفسها قبلاً.
وصل لؤي ليقطع أفكارها فما كان منها إلا أن ابتسمت وركبت السيارة تصبح عليه، فبادلها بأرق ابتسامة كفيلة بإثارة حقد كل فتاة قد تمر بجوارها الآن ،، ضحكت وقالت "كيف الحال؟" سرح في عينيها بعشق ظنت أنها لن تستحقه يوماً "بخير ،، يكفي أنني أراكِ أمامي" لمس خدها بطرف أصابعه ليثير لونه الوردي ثم ما لبث أن ضحك وانطلق بأقصى سرعة ،، فعلى عكسها كان لؤي متيماً بها منذ الأمد البعيد ،، أحبها بجنون أعمى عينيه عن سواها..
***
وصلت سمر إلى بوابة كبيرة كتب عليها (طب الفم والأسنان) والتي تتبع القصر العيني لتلتقي صديقتها أبرار، تبادلتا سلاماً سريعاً ثم أكملتا مسيرتهما دخولاً.
سمر ،، فتاة ربيعية في مقتبل العمر لها تسعة عشر عام، ذات شعر بني قصير مبعثر بتلقائية في كافة الاتجاهات ،، وعيون بلون العسل تلمع دائماً مع ابتسامتها التي تصاحبها في كل وقت، لتخفي كل ما قد يدور في جوف قلبها ،، بخلاف أبرار، تلك الفتاة خمرية البشرة ذات الشعر الأسود المنسدل وصولاً إلى خصرها، والعينين الفاضحتين اللتين يعكسان مزاج صاحبتهما من أول نظرة ،،
لم يطل انتظار عدي الذي كان واقفاً على الناحية الأخرى للطريق المقابلة للبوابة الضخمة حيث ظهرت سمر مع صديقتها سريعاً بعد ما لا يتجاوز العشر دقائق ،، أحس بعينيها تلتقطان عينيه لبضع ثوان حتى هزتها صديقتها، ثار شك في نفسه عن إمكانية كشفها له، لكن ذلك لم يثنه، فما كان منه إلا أن عبر الشارع واستمر بمتابعتها دون علم بوجهتهما ،، كل ما تمناه لو أتيحت له فرصة الحديث معها، بعد ساعة من المشي هنا وهناك حتى ظن عدي أنهما يسيران بدون وجهة محددة ،، قررتا أخيراً دخول محل للحلويات ،، تبعها بدون تفكير، جابت عيناه الحضور حتى وجدها، وللأسف ،، التقطته عيناها من جديد. لم يعلم كيف يتصرف ،، هل يبقى أم يغادر، بعد دقيقتين من التفكير تصنع فيهما بتقييم المكان قرر الجلوس قريباً منها قدر الإمكان لكنه لم يجعلها في مرمى عينيه حتى لا تشك به، كما اتصل بأحد أصدقائه ليحضر إليه بعد أن قرر ألا يتبعها في هذا اليوم.
***
استمرت سمر بالتحديق في ذلك الشخص الذي دخل تواً من الباب ،، لم تبعد نظرها حتى هزتها أبرار ثانية "هل سمعت كلمة مما قلت؟" أعادت سمر نظرها إلى صديقتها باعتذار ،، لكنها بررت موقفها "ذلك الشاب الذي أراه في كل مكان ،، إنه هنا"، رفعت أبرار حاجبيها تعجباً ثم مسحت المكان بعينيها "أين؟" نظرت سمر إلى لائحة الطعام وهي تقول "ثاني طاولة إلى اليسار، يساري أنا" نظرت أبرار في اللائحة ثم تصنعت بحثها عن النادل والتفتت لترى ذلك الشاب الغريب ،، عادت بنظرها إلى الطاولة "ليس من هنا!!" طالعتها سمر باستغراب "ماذا تقصدين؟؟" ،، ابتسمت أبرار بخبث "ملامحه عربية" لم تلتقط سمر ما ترمي إليه صديقتها فهزت رأسها بعدم فهم ،، ضحكت أبرار وقالت "لا عليك"
***
دخلت إلى المنزل بعد نهار طويل قضته مع لؤي في اختيار المفروشات اللازمة لمنزلهما، أتاح لها اختيار ما تحب كما تتمنى أي فتاة، كان ذلك كفيلاً بزيادة إحساسها بالذنب تجاهه، قابلتها نسمة بضحكتها المشجعة بعد أن قررت أن تقضي الأسبوع مع والديها حتى يعود زوجها من السفر ،، نسمة -مالكة خزنة أسرار أختها الصغرى وصديقتها المفضلة- كانت تستطيع قراءة ملامحها دون مساعدة
-ما المشكلة؟
-أتمنى لو أعرف كيف أحبه ولو بنصف مقدار حبه لي
-ستحبينه مع الأيام ،، أعلم أن قلبك ليس طواعية لك، لكن مع ذلك أنا متأكدة أنك ستغرمين به في يوم ما ،،
لكن غادة كما بدا لم تتأثر بكلام أختها ،، زفرت وهي تدمدم: كم أكره ذلك الإحساس
-أي إحساس؟!
-ذلك الإحساس الشنيع الذي يتملكني كلما نظرت في عينيه ،، أحس بانني أخون مشاعره بمجرد تفكيري بعدي... تعلمين!! رأيته اليوم.
شهقت نسمة وأسرعت ترد باب الغرفة ثم عادت هامسة:
-ماذا تقصدين؟ هل قابلته عمداً؟؟
أسرعت غادة تصحح أفكار أختها
-بالطبع لا ،، لقد رأيته صدفة يتبع ابنة العم كامل.
ظهرت جميع علامات الاستفهام على وجه نسمة وهي تقول -هل تقصدين سمر؟ يا إلهي ،، كيف يجرؤ ،، إنها صغيرة جداً عليه، ثم تابعت وهي تدمدم "نقية جداً!"
التقطت نظرات أختها العاتبة "ماذا تقصدين؟ أنني لست بذلك النقاء!" قاطعتها نسمة فوراً "أيتها الغبية ،، أيخطر في بالك أنني قد أظن بك سوءاً؟؟" اتجهت نحوها تحيطها بدفء وهي تقول "أقصد أنه قد يخدعها كما خدعك أنت ،، لا بد أن نحذرها" ،، تنهدت غادة وهي تفتح دولاب الملابس "كان يتبعها على ما أظن ،، قد أكون مخطئة، ربما صادف مرورهما من نفس المكان ليس إلا"
-لكن ما زال ،، لا بد أن نحذرها
-ماذا ستقولين لها ،، احذري من ذلك الشاب الذي لم ترية مسبقاً على الأرجح لأنه خدع أختي وأوهمها بأنه يحبها؟؟
هكذا تحدثت غادة كعادتها مخفية مشاعرها بغطاء من السخرية مجبرة أختها على الصمت ثم دمدمت "دعك من هذا الأمر،، الأهم الآن، علي أن أزيله من قلبي وأفرغ المساحة كلياً للؤي ،، فهو أحق به من غيره" قالت هذه الكلمات بحزن شديد ..
بينما هو كان أسعد ما يمكن بعد أن قبلت محبوبته عرضه للزواج، تلك الموافقة التي كان يشك في إمكانية حصوله عليها يوماً، كان يفرط في دلالها محاولاً أن يظهر حبه لها وتمسكه بها قدر الإمكان ..
فمن زمن بعيد اعتاد لؤي أن يزور خالته كثيراً، خاصة بعد أن توفت والدته بسبب قلبها الضعيف وهو في ثاني سنة من دراسته الجامعية، اعتاد زيارتها ليخفف عن نفسه ذلك الإحساس بالفراغ خاصة لأنه لم يكن له أي أخوة، كان يعوض فراغه بقضاء وقته مع بنات خالته، نسمة وغادة.
ازدادت معزة غادة في قلبه أكثر من غيرها، كان يساعدها في دراستها بقدر استطاعته ،، حتى هي بادلته تلك المعزة كمحبة أخوية ليس إلا، لم يخطر على بال أحدهما أن يحبها هو بهذا القدر، كتم محبته داخله خوفاً من أن ينفرها منه، حتى بدايه الصيف الماضي قرر أن يطمر مشاعره في أعمق بقاع قلبه ويدفنها بالحياة هناك، عندما علم بتعلق قلبها بشخص آخر، لم يتحمل تلك السعادة التي غمرت صوتها عندما كانت تتحدث عن ذلك العدي الذي سحرها، وما زاد ألمه وقتها أنها هي من أخبره بذلك، اعتاد أن يقدمها على نفسه ،، فكان متوقعاً منه أن يقدم سعادتها على سعادته، وكان معها بكامل محبة يمنحها مساندته ،، وبكامل قسوته على نفسه بوأده لقلبه الذي يحيى بحبها .. حتى جاء ذلك اليوم الذي أعاد النبض إلى قلبه..
***
في ليلة ممطرة اهتز هاتف لؤي موقظاً إياه من نومه، أراد أن يتجاهل ذلك الجهاز المزعج إلا أن قلبه كان يحاكيه بالإجابه، كانت تلك الأرقام المعروفة تتراقص أمامه على الشاشة سارقة النوم من عينيه ،، اعتدل في جلسته سريعاً وتناول هاتفه بتوتر ،، نظر إلى ساعته التي أشارت إلى الثانية صباحاً وتساءل "لماذا قد تتصل بمثل هذا الوقت؟" أجابها عله يسمع ما يطمئن قلبه "ألو.." ،،، انتظر قليلاً دون أن يتلقى إجابة، "غادة ،، أهذا أنتِ؟" سمع صوت أنفاسها المرتجفة وهي تحاول كبت بكائها ،، ازداد قلقه وقام من السرير "غادة أرجوك أجيبيني،، ماذا بك؟ هل أنت بخير؟" أجابته بصوت متقطع سرق انفاسه "لا ،، لست بخير يا لؤي ،، أنا لست بخير" ثم أصابتها هستيرية بكاء استمرت أكثر من نصف ساعة وهو على الجهة الأخرى من الخط يحاول تهدئتها ،، انتهى به الأمر واقفاً تحت المطر أمام المبنى الذي تسكن به يحاول أن يختلق عذراً يسمح له بالصعود إلى منزل خالته في زيارة غير متوقعة عند الثالثة والنصف فجراً ،، لكنه كف عن أفكاره المجنونة بعد أن هدأت غادة وأقنعته بالعودة إلى منزله قبل بزوغ الفجر ،، عاد إلى منزله يتذكر كلماتها التي أصابته بمزيج من الأسى والسعادة في آن واحد ،، أسى على حالها المتدهورة بعد أن تركت عدي ،، وسعادة لتجدد أمل انقطع عن قلبه من شهور مضت...
***
فكرت سمر أنه لو كان يتبعها لحاول النظر إليها في أي لحظة، لكنه على ما يبدو لا ينتبه لوجودها، يتحاور مع صديقه بعفوية زائدة، يمزح ويضحك حتى أنها كادت تشك في سلامة عقلها، قالت لصديقتها "ربما لا يتبعني، ربما شاءت الأقدار أن يتصادف وجودنا في ذات المكان" ضحكت أبرار وقالت "ربما، وربما يكون معجباً سرياً ،، أشم رائحة قصة حب..." انقطع الكلام تحت تأثير تلك النظرة الحادة التي لمحتها في عيني سمر التي ردت بجمود "لا أحب المزاح حول هذا الأمر" ،، قالت أبرار فوراً "أنا لا أمزح، لمَ لا تكفين عن التعلق بالماضي ،، يجب أن تتابعي حياتك، لا يمكن أن تغلقي قلبك هكذا بسبب شخص أدار ظهره وذهب..." هذه كانت آخر الكلمات التي التقطتها سمر قبل أن تعود إلى تلك الذكريات التي قررت التخلص منها، وكرهت نفسها لأنها بذلك كانت قد استغنت عن آخر شيء كان يربطها به، يثبت لها أنها عاشت لحظات يصعب على أناس كثيرين الحصول عليها، قطع أفكارها صوت أبرار "هل تبكين؟" لم تكن سمر قد انتبهت لتلك الدمعات الخائنة التي انسابت من عينيها وفضحت حنينها، دمدمة أخرى زادت ألمها "أمن أجله تلك الدموع؟!! إنه حتى لا يستحق" خرج صوت سمر مكتوماً "أنت لا تفهمين" ...
على بعد مترين و٧٥ سنتيمتر، لم يستطع عدي أن يستمر في تثبيت عينيه بعيداً عن تلك الـ "سوو" التي استعبدت قلبه بكلماتها، وبتلك المشاعر التي نجحت بطريقة سحرية في تحويلها إلى نصوص تُقرأ ،، تحركت يده بتلقائية لتمسد ذلك الدفتر في جيب جاكته البني، ثم زين وجهه بابتسامه لم يعلم سببها ،، "لماذا تبتسم هكذا" قالها فراس الذي كان يشاركه الحديث منذ قليل وهو يتتبع نظراته، ثم أكمل "إلام تنظر؟" لكنه لم يتلق جواباً "هيه، يا رجل ،، هل سأتحدث مع نفسي طويلاً" تغيرت ملامح عدي فوراً لقليل من الحزن، الذي تحول إلى أسى عميق عندما لمح تلك الماسات تفر من عينيها ثانية لم يشعر باستقامة رجليه وحركة قدمية التي قادته نحوها بدون تفكير..
نظرت أبرار باستغراب لذلك الرجل الواقف أمامها ،، ثم تنحنحت بعد أن طال تحديقه بصديقتها "ما الأمر؟" شعر عدي بإحراج بالغ ،، ما الذي سيقوله الآن، ما الذي جاء به إلى هنا أصلاً ،، نظرت له سمر "ماذا تريد؟" ضاعت منه الكلمات "أنا ،، حسناً لقد.." لم يفلح في خلق أي عذر، لكن بدون تفكير أخرج لها منديلاً من جيبه ومده إليها، لم تفهم ماذا يحاول أن يفعل، ظهر عليها النفور "من أنت؟ لماذا تتبعني؟" لم يتفوه بكلمة مما أثار خوفها ،، وقفت أبرار بطريقة لافتة ونادت "هلا يساعدنا أحد هنا" كثير من العيون تسلطت عليهم بينما تجمدت سمر في مكانها تنظر لذلك الغريب الذي يحدق بها بجنون ،، فما كان منه إلا أنه أخرج مذكرتها من جيبة، وضعها مع منديله على الطاوله ثم غادر المكان...



التعديل الأخير تم بواسطة small baby ; 07-03-13 الساعة 01:29 PM
اسراء عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس