عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-12, 10:36 PM   #105

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

في هدُوءٍ يتأملها وهي واقفة أمام البحَر والموجُ يرتبط بقدمِها ، لا تخشى الموت و لا الغرق ، جاِلس على بُعدٍ منها بعدةِ أمتار ، لو أنَّ هذا الموجُ يبتلعنِي ، لو أنني أرجُو الله للحظةِ فرحٍ أُصبِّر بها قلبي لسنواتْ ، كيف أخترقُ اليأس بأمل ؟ علمتُ المئاتْ من مرضى و طُلاب عن التفاؤل و الأمل و الأحلام وعجزتْ أن أتمسكْ بأملٍ واحد ، يُحزنني أن أكُون في هذه الحالة الوضيعة ومن ثُم أأمرها كيف تحلمُ بـ غد وأنا عاجزٌ عن إنتظارِ الغد.
يالله يا رُؤى ، تسرقين التفاصِيل لتنحازُ لأجلِك و فقط ، يجب أن أعترف في هذه اللحظة أنني أحببتُك في وقتٍ كانت الحياة لا تحتاجُ لحُبِ طبيبٍ ضائع لا يعرفُ كيف يُلملم شتاته مع أحدٍ إلا قلبه ، في وقتٍ كُنتِ تحتاجين به إلى الصدق و الفرح.
لم يفِي قلبي بوعُودِه بالرحيل ، بقيتُ بجانِبك ومازلت لأجلِ " الإنسانيـة " وأنا أُدرك تمامًا أن الأرض لن تتنازل عن قطعةٍ من خمارِها يُغطينا و يجمعُنا.
ألتفتت عليه و أبتسمت وبصوتٍ شبه عالٍ ليصِل إليْه : تدري وش أحس فيه ؟
وليد بادلها الإبتسامة : وشو ؟
رؤى : تفكر كيف هالحياة قاسية عليك
وليد ضحك بوجعٍ حقيقي ، أردف : تقرأين أفكاري .. وقف ليقترب مِنها ،
رؤى : الجو اليوم حلو بس غريبة مافيه أحد هنا
وليد : عندهم داوامات ، .. زهقتي ؟
رُؤى هزت رأسها بالرفض : لأ ... وليد
وليد : سمِّي
رؤى : ينفع نروح السعودية ؟
وليد رفع حاجبه إستنكارًا : ماتقدرين !! كثير أشياء راح تمنعك أبسطها الجواز
رُؤى بضيق : كنت أقول يمكن فيه حل
وليد وصدرِه يشتعل حُرقة من كلامٍ لا يُريد أن يقوله ، أحيانًا نخيطُ لأحدهُم راحةً و نحنُ جرحَى نُعرِي أنفُسنـا : أرجعي رؤى اللي تبينها وبعدها تقدرين تكلمين السفارة و تطلبين منهم وهم راح يبحثون عن أهلك
رُؤى : مو قلت أنه ماقمت أسولف لك عن أهلي ؟
وليد : الأدوية جايبة مفعولها قبل لايتطوَّر عندك موضوع إنفصام بالشخصية لكن بعد إلى الآن ، بين كل يومين ترجعين لسارا مدري مين .. وتكلميني على أساس أني أخوك
رُؤى تنظرُ للبحر و عيناها ترجف : تحمَّلني
وليد أدخل كفيْه بجيُوبِه ، ألتزم الصمتْ لا يُريد التعقيب و يجرح نفسِه أكثر ، " تحمَّلني " هذا يعني أن وقتًا مُعينًا و سأختارُ طريقةً أنيقة للوداع.
أتاهُ طيف والِدته الشقراء ، مُتأكد لو أنني شكوتُ لها لأغرقتني نُصحًا وفائِدة ، مشى بجانِب المياه و قدماه العاريـة تُغرقها المياه تارةً وتارةً الرملُ يتخلخل به ، عينـاه أحمَّرت و مثل ما قال الشاعرُ محمَّد " من يوصف الدمعه اللي مابعد طاحت؟ "
ألتفت على رؤى بإبتسامة ضيِّقــة : يالله أمشي

،

أخذتْ لها حمامًا دافِئًا ، أرتدت ملابِسها على عجَل وهي تُلملم شعرها المُبلل على هيئةِ " حلوى الدُونات " بصوتٍ مازال مُتعب : يُوسف .. يــوسف .... أووف .. يوووووووووووووسف
وكأنهُ جثـة لا يتحرَك ، أتجهت للحمام لتُغرق كفوفها بالمياه و بدأتْ بتبليل وجهه : يالله أصحى تأخرنا
يُوسف بإمتعاض : فيه وسيلة ألطف تصحين فيها الأوادم ؟
مُهرة بإبتسامة : للأسف لأ
يُوسف تأفأف مُتعب يحتاج أن ينام أسبُوعًا ، فتح هاتفه لينظرُ للساعة ولفت نظرِه مُحادثةً من هيفاء ، فتحها و أعراسُ من الأيقونات لم يفهمها عدا الكلمةُ الأخيرة " أرجع لا يطوفك الدراما اللي في البيت ... بتصير عم يا شيخ "
يُوسف أتسعت إبتسامته و الفرحة تُعانق عيناه ، أتصل بسُرعة على هيفاء لترد هي الأخرى بثواني قليلة : لازم هدية بالطريق على هالبشارة
يُوسف : ولدت ولا للحين ؟
هيفاء : على كلام أخوك الصبح إلى الآن ماولدت
يُوسف بفرحة ضحك : ههههههههههههه الله
هيفاء وتُشاركه " الهبال " : ههههههههههههههههههههههه وأول حفيد بالعايلة
يُوسف يحك جبينه : راح أرجع بعد المغرب بس أكيد بوصل الفجر هذا إذا ماوصلت الصبح
هيفاء : أجل بيطوفك
يُوسف بخبث : تكفين أوصفي لي شكل منصور
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههه طلع خوَّاف
يُوسف : ههههههههههههههههههههههههه هه قههر كان مفروض أشهد هالخوف عشان أذل عمره فيه
هيفاء : أرجججع بسرعة اللي هنا كآبة كأننا بعزا
يُوسف : بوصِّل مُهرة و برجع على طول
هيفاء : طيب بإنتظارك
يوسف : يالله أقلبي وجهك .. وأغلقه ضاحِكًا ،
مُهرة وفهمت أنَّ نجلاء أنجبت لهُم حفيدًا ، لم تهتم كثيرًا فمازالت تكرهها وتكره كل فردٍ في عائلةِ يُوسف ، أردفت بهدُوء : أستعجل عشان ماأتأخر ولا أنت تتأخر

،

في ضحكةٍ فاتـنة غاب بها من غاب يبقى القمرُ حاضِرًا و لن يضرُه نومُ النجُوم ، داعبت أنفه بأصبعِها : يا زعلان حنّ شوي علينا
ناصِر غارقُ في الكتابة وبنبرةٍ هادئة : أبعدي عني خليني أكتب
غادة : ماأبغى لين تقولي أنا راضي وعادي عندي
ناصِر ألتفت عليها : ماني راضي ولا هُو عادي
غادة تسحب القلم بين أصبعيه وبإبتسامة شقيَّـة : وش تبي أكثر من أني أعتذرت لسموِّك ؟
ناصِر سحب القلم منها مرةً أُخرى : شفتي الباب .. لو سمحتِ خليني أكمل شغلي
غادة وتُمثل الضيق : تطردني ؟
ناصر : للأسف
غادة ضحكت لتُردف : أنا أقرأ قلبك و قلبك يبيني
ناصِر رُغمًا عنه إبتسم ، دائِمًا ما تُفسد غضبه بكلماتِها الدافئة : بس إلى الآن متضايق من الموضوع ! على أيّ أساس تركبين معاه
غادة : والله أنه الكعب أنكسر ومقدرت أمشي وبعدين الطريق طويل وهو عرض عليّ مساعدته وكانت موجودة أخته يعني ماأختليت فيه ولا شيء .. يعني مُجرد زميل مابيني وبينه الا السلام
ناصر : منظرك مقرف وأنتِ تنزلين من سيارته
غادة بغضب : أنتقي ألفاظك
ناصِر تنهَّد و أكمل كتابـة : غادة لك حُريتك وخصوصيتك بس في خطوط حمراء وعادات ماتتجاوزينها لو أيش !!
غادة : يعني تبيني أمشي لين البيت وكعبي مكسور ممكن أطيح في أي لحظة وساعتها بتمصخَّر قدام العالم والناس
ناصِر : أكسري الكعب الثاني وتنحَّل
غادة : تستهزأ ؟
ناصِر : بالله أتركيني ماني ناقص وجع راس
غادة وقفت : طيب .. زي ماتحب طال عُمرك !! بس عشان بكرا لو قابلت إساءاتِك بإساءة نفسها ماتقولي ليه كل هالحقد وتشيلين بخاطرك ؟
ناصر ببرود : سكري الباب وراك
غادة تنهَّدت بغضب ودفعت كُوب الماء من على الطاولة بهدُوء ليتناثر الماء على أوراقه التي تعب عليها : مع السلامة ..
ناصر بعصبية : غــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــادة
غادة أخذت حجابها لترتديه ولكن يدٌ من حديد شدَّت ذراعِها بقوةٍ آلمتها : وش هالحركة إن شاء الله ؟
غادة رفعت حاجبها : أترك إيدي .. توجعني
ناصِر لوَى ذراعها خلف ظهرِها وهو يهمسُ في إذنها : هالحركة ماتنعاد معي .. ويالله أكتبي كل اللي كتبته والله ماتطلعين الا لما تعيدين كل هالأرواق
غادة سحبت ذراعها وهي تحِكه بألم : يالله يا ناصر توجعني
ناصر بإبتسامة خبث : عشان ثاني مرة تحسبين حساب هالحركات
غادة جلست و هي تُمسك أوراقًا جديدًا وتتأفأف كثيرًا ، ندمت على فعلتِها ولكن لم تتوقع منه أن يُجبرها أن تكتب كل هذه الأوراق ، جلس بجانِبها يتأملُ خطِها و يُحلله كيفما يُريد ، أخَذ مع عبدالعزيز دورة في علم تحليل الخطُوط ولكن خرجُوا " بالفشل " عندما أُختِبرُوا آخر أسبوع بالخطوط ، تذكَّر كيف الإحراج أغرق ملامحهم و هُم يقدمون الإختبار بفشلٍ فادح جعل المُحاضر يقول لهم " أبحثُوا عن شيء آخر بعيدًا عن التحليل "
ناصر : اكتبي بخط حلو وش هالخط المعوَّق
غادة بعصبية : هذا خطي بعد
ناصر : أنا أعرف خطك لا تضحكين عليّ .. أخلصي أكتبي
غادة همست : أشتغل عندك
ناصر : نعععم !!
غادة : يخيي أكلم نفسي
ناصر أبتسم : عدلي *قلد صوتها* يخيي
غادة بعناد : كيفي
ناصر يُقبل رأسها وشعرُها يُداعب أنفه : كملي بس
غادة أبتسمت : لا تقولي كل هالأوراق لأن مافيني حيل
ناصر : بس هالورقة
غادة ضحكت لتُردف : دارية أنك ماراح تخليني أكتبهم كلهم ... حنيِّن يا ألبي
ناصر : هههههههههههههههههههه هذي المشكلة مقدر أتعبك
غادة بإبتسامة واسِـعة و الخجلُ يطويها : بعد عُمري والله
ناصِر سحب القلم منها : خلاص .. الحين أبوك يبدأ تحقيقاته معي لو تأخرتِي
غادة : طيب تصبح على خير و فرح و .. حُب
ناصر : و أنتِ من أهل الخير و الفرح و الحُب و كل الأشياء الحلوة
غادة أبتسمت وهي تقِف عند المرآة وتلفّ حجابها جيدًا ، جلست على الطاولة لترتدِي حذائِها ، أخذت جاكيتها المُعلق خلف الباب .. أقترب منه وأخذت القلم لتكتبْ له على الورقة المُبللة التي فسدَت " أشهدُ أنني أُحبك بكُل إنتصاراتِ هذه الحياةُ معِي و بكلِ المكاتِيب المنزويـة في صدرِي و بِكلُ الحُب و أناشيدُ العُشاق ، أُحبك يا ناصِر لأنني لم ألقى جنةٌ في الدُنيـا بعد أمي إلاك ، 16/10/2009 "
بين كفيْه ورقةٌ جافـة مُبللة منذُ 3 سنين كانت هُنـا ننُهِي خلافاتِنـا بضحكةٍ ضيِّقـة و قُبلة ، كُنـا أجمل كثيرًا ، ثانِي سنـة بعد ملكتنا ، مرتُ السنين و أتى الحلمُ مُعانقًا في سنتِك الأخيرة دراسيًا ، و في ليلة زفافنا : لم يُتوَّج حُبنـا.
ليتك كتبتِي أسطرٌ كثيرة ، لِمَ لمْ تكتبتِي للذِكرى .. للبُعد .. للموتْ ، أثقلتي ذاكرتِي كان يجب أن تكتبِي أشياءً كثيرة حتى أقرأُها وأشعرُ أنكِ معي ، كتبتُ لكِ مرةً في الفُصحى و من بعدِها بدأتِ تتحدثين بالرسائِل بها ، كُنتِ تُحبين كل شيء يرتبط بي وكل طريقةٍ أُحبها ، كُنتِ جميلةٌ جدًا عِندما تحاولين تقليدي و كُنت أبدُو وسيمًا عندما أحاول أن أُقلدك ، كُنــا أحياء و العالمُ يحيـا من أجلنا.
كيف أعيشُ بنصفِ قلب ؟ بنصفِ جسد ؟ بعينٍ واحِد ؟ بذاكِرة كاملة ثقيلة تحتفظُ بك ؟
يا نصفِي الآخر ، يا أنـا في مكانٍ بعيد : أشتاقُك.
أدخل الورقة وهو يواصِل البحث في شقتِه ، صورُهم تتساقط على كفيْه في كل لحظةٍ و اللهفة تقتُل عيناه.
ينظرُ لورقةٍ أُخرى مُتسِخة ببقع القهوة ، قرأ " أحببتك رجلا لكل النساء ، للدورة الدموية لأجيال من العشاق وسعدت بك فاشتعلت حبا – حتى سميتي تتغزل فيك :$ ، ترى ماقريت الكتاب كله تعرفني أمِّل من القراءة بس هذا إقتباس منه عشان تعرف أني أحاول أقرأ أيْ شي منك *وجه مُبتسم* "
سقطت دمعتِه على سطرِها اللاذع لقلبه الآن ، كان أولُ كتابٍ أهداها إياه لـ غادة السمَّان أراد أن يقرأ الحُب في أصابعها التي تكتُب ، كل شيء بك يا غادة أُحبه ، تفاصيلك الرقيقة ، حتى أنامِلُك المُستديرة التي تُغطينها بطلاءِ الأظافِر الأسوَد و حركاتِك البسيطة أنتبهُ لها كـ حاجبِك اليمين إذا أرتفع غضبًا و عقدة حاجبيْك البسيطة بالخجل و شفتيْك التي تُختزل مساحتِها إذا أبتسمتي بضيق ، بُكائِك إن أختنق في عينِك وأنزلتِ بعضُ خصلاتِك على وجهك حتى لا أراها ، شعرُكِ الذي لا ترفعينه على هيئة كعكة بائِسة إلا وأنتِ حزينة و عِندما تربطِين نِصفه إن تأخرتِ ، و شعرُك المُنسدِل على كتفيْك حين تفرحين و ذيلُ الحصان حين تُخططين لشيءٍ ما أو تدرسين .. أترينْ كيف أحفظُ تفاصيلك ؟ 4 سنوات يا غادة ، 4 سنواتِ فاتنة مُبهجة مُدهشة ملوَّنة جميلة رقيقة عميقة أنيقة .. و كنا على وشك الخامسة ولكن رحلتِ.

،

خرجَت من المصعد و هي تبتسمْ بهدُوء بعد أن أستلمت تهزيئًا غير مُباشر من مُشرف الدورة الأمريكي بأنَّ الإبتسامة يجب أن لا تختفِي من ملامِح أحدكُم ، جلست على مكتبِها بنشاطٍ وحيويــة ، أنتبهت لصندُوقٍ نحيل مُمتلىء بالحلوى المُغرية لصائِمةٌ مثلي يعتليه ورقةُ بيضاء كُتب فيها " Sorry Fna , oliever "
أبتسمت بحميمية الهديـة الجميلة ، يالله على هذا الإحترام * داعب تفكيرها وقالت : ولو انَّ الشيطان سيغويني في الوقوع بحُب شابٌ مثل أوليفر "
أتجهت وبيدها الصندُوق المكوَّن من الكرتُون المقوَّى لمكتبِه المنزوي : أسعد الربُ صباحك
أوليفر أبتسم : وصباحك أيضًا . . أخذتُ درسًا في كيفية التعامل مع المُسلمات
بادلتُه الإبتسامة : أخجلتني ولكن شُكرًا كثيرًا .. كثيرًا
أوليفر ضحك بخفُوت ليُردف : وعفوًا كثيرًا
أفنان ألتفتت للظِل الذِي أنعكس بعينِ أوليفر ،
أوليفر : أعتذرتُ من إبنة بلادِك الجميلة
نواف رفع حاجبه : دُون مغازلة
أوليفر : مُجرد إطراءٌ بسيط
نواف أبتسم : صباح الخير أفنان
أفنان بحرج : صباح النور .. صح كنت بقولك عن شيء
نواف : تفضلي
أفنان : بٌكرا بيكون آخر يوم في كان صح ؟ لأني حجزت على باريس بكرا المغرب بس سُمية قالت أنه فيه أسبوع ثاني
نواف : لآ عادِي ماهي مُشكلة ، الأسبوع الجاي بيكون تطبيق وإضافات ماهو مهم مررة
أفنان : طيب شُكرًا
نواف : العفُو .. ماراح تعزمينا ؟
أفنان أبتسمت : صايميين نتركها لين تغرب الدنيا
نواف : الله يتقبَّل منا ومنك صالح الأعمال .. وذهب.
أوليفر : ألن تذوقيه ؟
أفنان : حتى يحل المغيب لأني صائمة
أوليفر : أووه عُذرا ،
أفنان : مرةً أخرى شُكرًا

،

حذَف سلاحه على الطاولِة الخشبـية ، شدَّها من ذراعه ليُدخلها الغُرفـة المُظلمة ، وقفت أمام قاتِلها ، مُنتهِك عرضها ، من سرق الضِحكة من شفاها وخبأها في جيبه ، من أختطف من عينيها الفرحة ، من أقتبس من الظُلمِ آهآته ، من تركنِي مُغلفة بالحُزن ، من جعلنِي أعيشُ سنوات عُمرِي ضائِعة ضعيفة ، من أوقفنِي في مُنتصف الحياة ليُتفنن في طُرقِ موتي ، من أجهض أحلامِي و كسَر الحلمُ في قلبي ، يالله يا تُركي .. يا عمِي .. يا من كُنت في حياتِي فرحةً .. يالله ما أقبحَ اللحظة التي تجمعُني بك في العشرِ الأواخر ، أكرهُك بكامل وعي و إتزان.
تُركِي الذي بات مشوهًا من أفعالِ سلطان له في ليلة الأمس ، رفع عينه الضعيفة للجوهرة ، ألتقت عيناهِم و أحاديثٍ غير مفهومة تُدار حسب ما يُخيِّل له سلطان ، وقف في المنتصف بينهم : عيد كلامك اللي أمس .. وبدون لف ولا دوران
الجُوهرة و يديْها ترتجِفان ، أبتعدت قليلا وهي تهزُ رأسها بالرفض ، تبكِي بشدَّة و الليلةُ التي قتلت بها روحها تُعاد ، تجاهل سلطان بكل قسوَة بُكائها و أنينها وهو يدفع كُرسي تُركي ليسقط على الأرض وبغضب : تكلللللللللللللم
تُركي بهمس مُتعب : الجوهرة !!
وضعت كفيْها على إذنها وهي تسقط على ركبتِها : لأ .. لأ ... لأ خلاااص ... تكفىىى خلااااص
سلطان : تكلللم
تُركي تجاهل سلطان وبعينٍ تبكِي دماء جفَّت على جفنِه : الجوهرة طالعيني ... طالعييني
الجُوهرة تُغمض عينيْها بشدَّة و شلالًا من البُكاء يرتفع على خدِها وبصرخةٍ حادَّة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
سلطان لم يلتفت إليْها ، لا يُريد أن يراها ، عقد حاجبيْه من صرختِها التي أخترقت قلبه قبل مسامِعه ، لا يُريد أن يرى شيئًا و لا أن يشفقُ عليها حتى.
تُركي ببكاءٍ عميق : طالعييني .. أحبببك ... أحببببك قولي له أنك تحبيني ... قولي له ... قولي له .. *بصراخ طفلٍ يتألم* قولي له حرام عليك
الجُوهرة والأرضُ الباردة تخدشُها ، مازالت مُغمضة عينيْها وكفيْها على أُذنها وتهزُ رأسها بالرفض : يارب .. يارب ...
بإنهيار تام : ياللـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــه رحمتك
ألمٌ يخترق صدرِها ، لم أعد صبيـةٍ تتغنجُ من كلمة زواج ، لم أعُد بأنثى كاملة لرجُلٍ يُريد الحياة ، لم أعُد شيئًا يستحقُ الذكر بسببك ، دمَّرت مُراهقتِي و شبابِي ، دمَّرت الأنثى التي بداخلي ، دمَّرت الحكايـا الملوَّنة في قلبي ، دمَّرت كُل شيء ، أيعيد أسفك الحياة التي أنتهت ؟ أيُعيد إحترامُك ما نثرتهُ من كرامتي ؟ أيُعيد ندمُك شيئًا يا تُركي ، والله لا أحتمل كُل هذا ، والله لا أستحق أن تُلطخني بسوادِك ، لِمَ ؟ فقط قُل لي لِمَ تصِّر على أنَّ ما بيننا شيءٌ شاهق لا يُمكن لأحد أن يعتليه ؟ لِمَ تُصِّر على ذلك وانت تعلم أنك فاسدٌ أفسدتنِي بتصرفٍ حقير ؟ أنت تعلم جيدًا أن ما تفعلهُ يُغضب الله و يقهرني .. ومازلت تفعله.
لا أرجُو أحدًا بدُنيــاه ، أرجُو من خلقني ، من أحكم تدبيري ، من رزقني حفظُ كتابه ، أرجُو الله أن يرحمني.
تُركي وشهقاتِه تعتلي و الخوفُ هذه المرَّة من الجوهرة : تكفين طالعيني .. تكفييين .. قولي لهم .. قولييي لهم الله يخليك ... قولي لهم أنك تحبيني .. أنتِ تحبيني أنت تبيني .. قوليها
الجُوهرة و ألمٌ آخر يتجدد في نفسِها ، صرخاتُها تُفجِر قلبها ، صرخاتها التي ماتت في تلك الليلة مازالتْ تسمعُ صداها ، بحُرقة وهي مازالت على هيئتها السابقة : لا تظلمنــــــــــــــــــــ ي
سلطان شدّ تُركي المُقيد من كل ناحيـة ، أجلسهُ على الكُرسي وبغضبٍ حاد : حكايات الحُب والغزل أنت وهالحقيرة بعيد عنِّي .. تكلم وش صار في ذيك الليلة !!
الجُوهرة تخفضُ رأسها بإنكسارٍ حقيقي ، قلبُها لا يتحمَّل هذا البُكاء وهذه الغصاتْ المُتراكمة : لآ .. الله يخليك لأ ...
تُركي بضُعف : جلستي عشان مين ؟ كلهم راحوا الرياض إلا أنتِ ! كنتِ تبيني ولأنك تحبيني
الجُوهرة و البُكاءِ يتساقط على الأرضِ الجافـة : لأ .. لأ .. حرام عليك .. يا تركي حررااام .. ماني كذا ماني كذا .. والله ماني كذا
رددت حلفها بجنون : والله ماني كذا ... والله العظيم ماني كذا ..... أقسم برب البيت ماني كذا ... ياربي حرام والله حرام اللي تسوونه فيني ... والله حرااااام
تُركي ويبكِي لبُكائِها مُتعذبًا : أحببك .. أنتِ ماتقدرين تعيشين مع أحد غيري .. أنتِ لي .. صدقيني ليْ .. قولي أنك ليْ .. قوووووووووووووووووووووووو وولي ... قووووووولي * أنهار ببكائِه هو الآخر وقلبهُ يتقطَّع حُزنـا على الجوهرة *
سلطان مسك ذقن تُركي بكفيْه وأعتصره بقوة : تعيش معاك ؟ تبيها تعيش معاك ... بجهنم إن شاء الله يا كريم
تُركي لا يأبه في آلامِ سلطان الجسدية ، وجعهُ النفسي أقوَى بعينٍ مُتلهفة : قولي له يالجوهرة
الجُوهرة بإختناق و يداها تسقطُ من أُذنيها بإنكسار و أنفُها يبدأُ ببكاءٍ الدماء ، لم تلقى صديقًا وفيـًا كدِماء أنفِها التي تُشاركها الوحدة و البُكاء و الخوف : مرة وحدة .. بس مررة وحدة ... قول الصدق ... قوووله حراام .. اللي تسويه في نفسك وفيني حراااام
تُركي بصراخ جنُوني : انتِ تكذبين .. ليه تكذبييييييييييييييييين !!
الجُوهرة رفعت عينها للمرةٍ الثانية بعد دخُولها لتنظرُ له وبصوتٍ خافتْ يمرضُ ويموت : ماأكذب ، أنت اللي جيتني أنت اللي قهرتني .. أنت اللي قرَّبت مني في صالتنا القديمة .. أنت اللي خليتني أصرخ و أنا أقولك حراام اللي تسويه .. أنت ماهو أنا
تُركي بضُعفٍ من نوعٍ آخر و بُكائِه ينزفُ من عينه : أنتِ زوجتي وحبيبتي وأختي وأمي وكل شيء .. أنا أبيك تكونين ليْ ..
سلطان بغضب صفعه ليسقط على الأرض ، ضغط على زرٍ يُحرِر قطعةُ مُسطحة طويلة من المعدَن شبيهة بآلة الشواء ، الجوهرة صرخت : لأ ... لأ
سلطان توقف قليلاً وهو يلتفت عليها وبصوتٍ جنُوني : خايفة عليه ؟
الجوهرة بخوفِ تراجعت للخلفْ ليرتطم رأسها بحافةِ شيءٌ صلب ، عيناها تبكِي و أنفُها يبكِي و قلبُها أيضًا لا يكفُ عن أنينه ، هزت رأسها بالرفض و الربكة.
سلطان دفع تُركي على الجدار ليصطدم رأسه هو الآخر ، أقترب من الجوهرة المُنكسِرة ، شدَّها من شعرها ليُغرق كفيْها المُتلاصِقة بالنار الذائِبــة ،
الجُوهرة صرخت من جوفِ قلبها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآه
تركها لتسقط على الأرض وهي تضمُ كفيْها المُحترقــة بين فُخذيها و الألمُ ينتشرُ بأنحاءِ جسدها ، كررت الوجعُ كثيرًا على صوتِها المُختنق و بُكائِها لا يصمُت : آآآآه ... يُـــــــــــــــــــــــ ــــمــــــــــــه ...
سلطان ولم يشفِي غليله بعد ، مسك تُركِي من ياقةِ ثوبه ودفعه على الجدار مرارًا ليلفُظ الجحيم : والله بسماه لا أخليك تبكِي على موتك
رجَع للجوهرة وشدَّها من ذراعِها ، خرج معها لتدخل معه المبنى المتوسِط حجمًا في مزرعتِه ، أدخلها إحدى الغُرف في الطابق الثاني و دفعها على الأرض : ماأنتهى حسابك للحين ، لأخليك تحترقين بحُبه صح !!

،

ثبَّت الهاتِف على كتفِه و هو يلبس الكبك الفُضِي : وإذا يعني ؟
ناصِر : لأنك تكذب على نفسك بهالحكي ، أنا سامعك بإذني وعارف وش تفكر فيه !! قلت أنه حياة الفري ماتعجبك والبنت بنظرك ماتتغيَّر
عبدالعزيز : أنا أغيِّرها
ناصر بعصبية : طيب ليه أثير ؟!! عز لا تستهبل على مخي .. البنت ماتصلح لك ولا تناسبك
عبدالعزيز تنهَّد : عاد هذا اللي بيصير
ناصر : وأنت متزوج بنت عبدالرحمن ؟
عبدالعزيز أبتسم : الشرع محلل 4
ناصر بغضب : محلل 4 بأحكام وشروط ماهو كل ماطق في راسك زواج قلت بتزوج
عبدالعزيز بهدُوء : أنا بعرف ليه دايم تدافع عن الناس اللي ضدي ؟
ناصر : لأنك غلط .. أفهم أنه اللي تسويه أكبر غلط
عبدالعزيز : وش دخلني في بنته ؟ كيفه هو وياها يتفاهمون ! أما أنا بعيش حياتي مثل ماأبي
ناصر : ومثل ماتبي ؟ مع أثير !
عبدالعزيز : إيه
ناصر : أقطع إيدي إن أرتحت لحظة وياها ، أنا أعرفك مستحيل تتحمَّل تصرفات أثير !!!
عبدالعزيز تنهَّد وهو يُمسك الهاتف : مشكلتي داري أني ماراح ألقى منك شي يطيِّب الخاطر ومع ذلك أقولك
ناصر ضحك ليُردف : لأنك أنهبلت .... الحين بفترة قصيرة بتتزوج ثنتين وطبعًا محد يعرف .. يالله على حقد بعض البشر .. ماأعرف كيف لك قلب تتسلى بمشاعر الثنتين .. أثير نعرف أنها تحبك والله أعلم عن بنت عبدالرحمن
عبدالعزيز بهدُوء : الغاية تبرر الوسيلة
ناصر : ووش غايتك إن شاء الله ، اللي مخلية وسيلتك دنيئة ؟
عبدالعزيز : أعيش .. يخي من حقي أعيش ، كيفي أتزوج وحدة ثنتين ، إن شاء الله 4 .. بدلِّع نفسي
ناصر : هههههههههههههههههههه تدلع نفسك !! يارب ارحمنا
عبدالعزيز بإبتسامة : قلت لك أني قررت أرجع للشغل وببدأ صفحة جديدة وياهم
ناصر : إيه الله يثبتك
عبدالعزيز : بس مقهور !! ليتني علَّمت بوسعود عن أثير قبل لا تصير هالمصالحة عشان ساعتها بيضطر يقول لرتيل ...
ناصر تجاهل إسمها وبهدُوء : يا خبثك
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههه تخيَّل منظرهم وهو يقولها والله زوَّجتك بدون لا تدرين .. يخي شعور ماش بين بنت وأبوها
ناصر : عزوز أصحى وش هالحقارة اللي نازلة عليك فجأة
عبدالعزيز : وش دخلني أنا ضربته على إيده وقلت له لا تعلِّمها ... كل شيء برضاهم أنا طالع منها
ناصر : أستغفر الله بس هذا وإحنا بالعشر وتسوي كذا
عبدالعزيز بحدة : وش سويت ؟ مسوي شي يغضب الله ؟ ما تعديت حدودي ولا شيء ..
ناصر : الحكي معك ضايع .. مع السلامة .. وأغلقه ،
عبدالعزيز تنهَّد لو كان محلِ ناصر كان بالتأكيد سيهزأه على أفعاله مثل ما يحصل الآن من ناصر و لكن كل الأشياء تتغيَّر لن نبقى على حالنا.
أخذ سلاحه وخرج ، توجه لسيارته وقبلها رأى " رتيل " تتوجه لسيارة السائِق الفُورد السوداء ، تراجعت رتيل للخلف قليلاً ولكن تجاهلته وأستمرت
عبدالعزيز وقف أمامها : على وين ؟
رتيل بهدُوء : ماهو شغلك
عبدالعزيز ولا يرى سوَى عينيْها الداكِنة : وأنا سألتك ومضطرة تجاوبين ؟
رتيل : لأ ماني مضطرة و لو سمحت أبعد عن طريقي !!
عبدالعزيز رفع حاجبه : السالفة عناد ؟
رتيل : عفوًا ؟ أعاندك ؟ ليه مين أنت ؟
بصوتٍ عالٍ غاضب وحاد أخترق مسامعهم : عــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــز




.

أنتهى





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس