عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-12, 06:08 PM   #110

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

مرَّت الأيام ، وصلنـأ إلى :
اليومُ الأخير لرمضان ، الوداع المُرتجفْ للثلاثين اليومْ ، أُتِّم رمضان تمامًا كـالرمشة ، رُبما أحدُنا تمسك بأهدابِها طاعةً و رُبما أحدُنا سقط دُون أن يفعل شيئًا إلا أنَّ الندم سيحفُر بقلبِ كُل من أعرض عن ذِكر الله و الله الغنيُّ عنَّـا.
الساعَـة الثامِنة ليلاً ،
عبدالمحسن : الحمدلله ، طيب وينها ؟ أبي أكلمها
سلطان سار بخطواتِه للغُرفة التي أمامها ، دخل و رآها على سجادتِها ، بصوتٍ خافت : تصلي ، بس تخلص أخليها تكلمك
عبدالمحسن : طيب .. بحفظ الرحمن .. وأغلقه.
سلطان ادخل هاتفه في جيبه و جلسْ بجانبها ، ألتفتت عليه و بخوفٍ تراجعت قليلاً ،
بهدُوء ينظر لباطِن كفيْها المُحترقة ، سحَب كفوفها ليحُاصرهم بكفوفِه ، سقطت دمُوع الجوهرة المهزومة.
سلطان : أتصل أبوك ، تبين تكلمينه ؟
الجُوهرة هزت رأسها بالإيجاب دون أن تنطِق حرفًا و يديْها مازالت مُقيدة بكفوفِ سلطان.
سلطان بهدُوء : قلت له بتجلسين عندي فترة ... وبرضاك طبعًا
الجُوهرة بهدُوء عيناها تلتقِي بعينيْه ، و أحاديثٌ من نوعٍ آخر تُجرى بينهُما ، بلعت ريقها لتهمس : طيب
أخرج هاتفه ليتصل عليه ويمدُّه إليها ، مسكت الجُوهرة وسرعان ماسقط منها عندما شعرت وكأنَّ ملحًا يُمرر على حرقِها ،
سلطان عقد حاجبيْه و رفعه إليها
الجوهرة مسكته بين أصبعيْها و دمُوعها تغرق في محاجرها ، من ينقذُ الدمُوع من الغرق ؟
ببحة : ألو
عبدالمحسن بصمتٍ طال يحزنُ به على إبنته ، أردف : شلونك يا روحي ؟ عساك بخير ؟
الجُوهرة بهدُوء وهي تنظرُ لسلطان : الحمدلله أنت شلونك ؟
عبدالمحسن : الحمدلله بخير ، مرتاحة ؟ .. أصدقيني القول
الجوهرة بلعت ريقها : الحمدلله ، بس مثل ما قالك فترة ... تعمَّدت قولها حتى تسدُّ كل محاولات سلطان التي رُبما ستأتي قريبًا.
عبدالمحسن : بيجي عرس ريان بعد كم يوم و بتحضرينه وممكن ترجعين معنا
الجوهرة بصوتٍ تحاول أن تتزن به : إن شاء الله
عبدالمحسن : تآمرين على شي
الجوهرة بصوتٍ خانها باكيًا : سلامتك
عبدالمحسن بهمسةٍ دافئة : الله يسلمك ، أنتبهي لنفسك
الجوهرة : بحفظ الرحمن .. مدت الهاتف لسلطان.
سلطان و يخشى جدًا من نفسه عليها ، لا بُد من أحدٍ يحميها ولا أحدٌ سيفعل هذه المهمة دُون أن يشعر إلا عمته : بنرجع البيت اليوم
الجوهرة و صمتُها يستنطِق حُزنًا ، حطَّم كل شيء و أحرقه و كيف تعُود الحياة بعد أن أحرقتها ؟ لا شيء يشفِي أوجاعي منك يا سلطان و لا شيء يُلملم حُزني منك يا تُركي ، لا أحَد من الأوطان التي أردتُ أن أنتمي إليها رحَّبت بيْ ؟
سلطان : جهزي نفسك نص ساعة بالكثير وبنرجع .. خرَج تارِكها
و عُتمة الظروف جعلتها تُخفض رأسها لتبكِي بإنهيار و تُفرغ كل طاقاتِها السلبية الباكيـة ، حُزنها المتراكم و الغيمُ الذي لا ينجلي بسوادِه كل هذه الأشياء تجعلها تختنق في بُكائِها ، أتجهت للحمام لتغسل دمُوعها ببرودة المياه ، تجاهلت حرقِ كفوفها الذِي يزداد ألمًا كُل يومْ ،
لم يكتفِي تُركي بـ 7 سنوات أتى سلطان يتوِّجُ العذاب بحرقِه ، يالله يا أبناءِ آدم كيف تغتالون الأنثى دُون أن يتحشرج بكم حُزنًا أو ضيقًا.
ملامِحها باهِتة شاحِبة ولا الحياةُ تسكن في مُحيَّاها ، رفعت شعرها الطويل بترتِيب و أرتدت عباءِتها.
دخَل سلطان ليجلس قريبًا من السرير : تعالي
الجوهرة بخطواتٍ موسيقية خائفة وقفت أمامه ، أخذ الكفْ اليُمنى و وضع عليه مرهم ليلَّفها بـ شاشْ وفعل بالأخرى مثل الأولى.
سلطان وقف أمامها و لا شيءٌ يفصلهما سوَى مرور هواءٍ هزيلٍ مُختنق في حضرةِ حُزنِ الجوهرة.
سلطان بهمس : أنتظرك برا .. خرج ليتحدَّث مع الرجُل ذو سمَارٍ شرقي : خل عيونك عليه
: تآمر آمر
سمع صُراخه المُنادي " الجوووووووووووووووووووووو وووهـــــــــــــــــــــ ــرة "
سلطان تنهَّد بغضب كبير لو أتى إليه سيدفنه فعليًا ، تقدَّمت له الجوهرة وسمعت صرخاته لترتجف ، ألتفت عليها سلطان وبسُخرية غاضب : تبين تودعينه ؟
الجُوهرة بقهر أتى صوتُها حادًا : لا ، لأنه محد فيكم يهمني
سلطان عقد حاجبيْه : محد فيكم ؟ أنا تقارنيني فيه ؟
الجوهرة بلعت ريقها بخوف لتعُود عدة خطوات بسيطة ،
سلطان بصوتٍ مُهدد : طيب يابنت عبدالمحسن ..

،

على فراشِه منذُ ساعتيْن ، لآ يُريد أن يُفكِر بشيء ولا يتحدَّث مع أحد ، دفن وجهه في الوسادة و تفكيره مُشتت بين أشياءٍ كثيرة ، غدًا العيد كيف يشهدُ حضُوره دُونهم ؟ يالكآبة العيد و يالحُزنِ الأرضِ التي لا تحويهم و ياجفافِ زهرُ الحياةِ دُون ماءِ عينهم ، يا سوادِ السماء الزرقاء المزحومَة بغيمِ حزني ! لا أنا أنا ولا الحياة هي الحياة ! من يستنطِقُ بي فرحًا يا أُمي إن غبتِ ؟ من يُقوِّسُ بي ضحكةِ إن رحلت يا أبِي ؟ أُقسمُ بربِ خلقنِي أنني حاولت أن أصبر ولم أستطع ، أصعبُ شيء أواجهه ولا أجِد به مخرجًا هو الفُقد و كيف أصبرُ عنه يالله ؟ و أنا الذِي لم أجِد طريقة أُصبِّر بها قلبي عن جوعه و شغفه بعينِ الهديلْ و بضحكةِ الغادة !
يالله مرر على قلبِي كِسرةُ صبرٍ تُسدِد هذا الثُقب المنزوي في قلبِي والهائِجُ بحُبهم ،
تمتم : اللهم أرحمهم وأغفر لهم برحمتك التي وسعت كل شيء ، يارب أعفُ عنهم وأغفر لهم بأضعافِ وأضعاف إشتياقِي لهُم وحاجتِي لرؤيتهم ، يالله أرزقني رؤيتهم في الجنان يا كريم يا رزَّاق.
تنهَّد واقِفًا ، سمع أصواتٌ مُتداخلة كثيرة في القُرب من نافِذته ، يعلمُ أنَّ بوسعود خرج ليجيءُ بـ زوجته ، يا شماتتي ببناتِه ! أيضًا لا يهُم بالنهاية والدتهُم متوفية منذُ زمن بعيد.
وقف مُبعِدًا الفراش عن جسدِه ، أدخل كفوفه في جيبِ بنطال بيجامتِه الكاروهات ، خرج لينظُر للقصرِ الهادىء تمامًا في مثل هذا الوقت أو رُبما كل الأوقات.
أقترب من حمام السباحة و لا أثر لأحد ، سقطت أنظاره على غُرفة التخزين ، تنهَّد من ذاك الفجر البائِس ، عاد ليصطدِم بها وواضِح أنها غير مُنتبهة لها ، مُنحنية تمسح شيئًا على بيجامتها المُتسخة الآن ، تنهَّدت بضيق من وقوعها قبل قليل على الطين المُبلل ، رفعت عينها وتجمَّدت في مكانها وشتمت في داخلها " ساندي " التي أخبرتها أنَّ عبدالعزيز نائِم وأضواء بيته مُطفئة.
الباب خلف عبدالعزيز إذن لابُد أن تمر من جانبه ،
عبدالعزيز و انظاره صامِتة هادِئة تتأملُها حتى شعرها غرق في تفاصيله وهو ملموم للأعلى ومموَّجُ بشكل يُغري العين.
رتيل بلعت ريقها وهي تسيرُ بجانب الجدار ، و هدُوئه يُثير في داخلها الشك لم تعتادهُ هادِئًا في الفترة الأخيرة.
عبدالعزيز وكأنه شعَر بأفكارِها و وقف أمامها ، رتيل أبتعدت للخلف بخطواتٍ قليلة لترفع عينها : وش تبي ؟
لاينطقُ شيئًا وعيناه في عينيْها ، غارقة. ستعرفين يا رتيل يومًا أنَّ عيناك كانت قصيدة مُؤجلة لم تجد بيْ أيٌّ من قوافيها.
رتيل بغضب : أبعد عن طريقي
عبدالعزيز بضحكة مُستفزة : ماهو لايق عليك تعصبين
رتيل عقدت حاجبيْها : والله ؟؟ وأنت ماهو لايق عليك تكون رجَّال
عبدالعزيز ببرود ينظر إليْها ولإستفزازها ، لو كان الأمرُ بيدِه لفجَّرها بوجهها حتى تعلم كيف تكون الرجولة.
رتيل وأراد أن تدفعه لولا أنَّ عبدالعزيز لوَى الذراع الممتدة له خلف ظهرها وهمس في أُذنها بحرارةِ أنفاسه : لا تحاولين تمثلين القوَّة !! .. وترك ذراعها مُتجِهًا لبيته.
رتيل مسكت ذراعها بألم وبصرخة وصلت له : الله يحرقـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـك أنت وياها
عبدالعزيز أبتسم وهو يسير وضحكة تقوِّس شفتاه.

،

أغلقْ أنوارِ شقتِه التي باتت لا تزهُر في غيابِ قلبه الذِي أندفن مع غادة ، تنهَّد بضيق وهو يسحبُ حقيبتِه وبجيبه جوازِه الأخضَر ، غدًا العيد و من علَّق على حياتِها أعيادٍ لا تنتهِي رحلت ، من كانت ضِحكتُها عيدْ و عيناها عيدٌ آخر ، من كُنت أُشارِكها الأعياد غابتْ و الآن أعجزُ ان أفرح بعيدٍ واحِد و انا الذِي أعتدتُ العيد منذُ عرفتِك.
في ليلةٍ صاخبة - دُوفيل - على الشاطىء ، هذه ليلةِ ثانِي أيامُ العيد.
عبدالعزيز خرَج من المياه الدافئِة عاريْ الصدِر و الضحكة ترتسمُ على مبسمه : خربت جوِّكم
ناصِر الجالِس بجانِب غادة : ماهو شي جديد عليك
عبدالعزيز بعبط : بابا قالي لا تتركهم بروحهم
ناصر: ياغثِّك ، طيب المويا باردة ؟
عبدالعزيز أستلقى على التُراب المخملي : لأ برودتها حلوة
غادة ترمي عليه المنشفة : غط نفسك لايدخلك برد
عبدالعزيز وزحف حتى وضع رأسه في حُضنِ غادة وبخبث : ألعبي بشعري
ناصر : ههههههههههههههههههههههه بزر
غادة بإبتسامة : تدري قبل شوي هديل تكلمني وتسب فيك تقول كل عيد لازم أنثبر وأنتم تفرفرون
عبدالعزيز : وش أسوي في هالحمار اللي جمبك !!
ناصر : أنا ساكت من اليوم إحتراما لإختك بس بقوم عليك بعد شوي أخليك تعض التراب
عبدالعزيز : أقول أنبسطوا بس هذا آخر عيد لكم يتحكم فيه أبويْ .. العيد الجاي إن شاء الله بتآخذ مُرتك وتنحاش
غادة بخجل شتت أنظارها ، والإبتسامة تُزيِّن ثغرها الخجُول ، هذا اليومُ المُنتظر منذُ سنين.
ناصِر بضحكة واسِعة : شعور حلو أنه أحد يستأذن مني تجيني وتقولي بروح بيت أهلي وأقولها لأ .. أخلي أبوك يجرب الـ لأ مني
عبدالعزيز : أكسر راسك والله إن حاولت

فُتِح المصعد مُتجِهًا لسيارة الأُجرة المُنتظِرة تحت ، صُدِم بأمرأةٍ رفع لها حقيبة اليد التي سقطت : آسف
أمل و عيناها تتأمل ناصِر بنظراتٍ طويلة ، ناصِر بقيَ واقِفًا بريبة من نظراتِها
أمل بعربيـة : عفوًا
ناصِر أكتفى بإبتسامة ودخل السيارة متوجِهًا للمطار.
أمل وذراعِها الملتوي يؤلمها إثر جلُوسها على المقعد مربوطة عدةِ أيام تحت التحقيق الأسود من قبل سعد ، لم يخرج سعد بحقٍ ولا باطِل ، أعرفُ جيدًا كيف أحفظُ الأسرار كما أعرفُ كيف أعيشُ في مُنتصف المعركة.
ألتفتت على سيارة الأجرة البيضاء ، هذا " ناصر " أنا مُتأكِدة من ذلك ، سبق و رأيت صورتِه ، يبدُو لي أنه مازال يأتي إلى باريس ولم ينتقل بشكِل كُلي للرياض ، لا يهُم واضِح أنه مُغادر من حقيبته .. من الجيد أنَّ غادة ليست في باريس.
في عُتمة السيارة فتح أزارير قميصه ، يشعُر بضيقٍ بلا سبب أو رُبما باريس هي السبب ، غثيان يُداهمه و نظراتِ تلك المرأة العربية مُستفزة لمعدتِه الفارغة ، أثارت الشك في قلبه و رحلت. من الممكن أنها سبق ورأتني أو رُبما تعرفني لذلك توقفت ، " أستغفرك ياربي من كل ذنب " ، تنهَّد و قلبه يضيقُ به أكثر.

،

دفنتْ ملامِحها الباهِتة في الوسادة ، تبكِي بإنهيار قلبٍ بات لا يتحمَّلُ الإنتظار ، غدًا العيد و لا أهلٌ تتسع فرحتهُم ليْ ، تشعُر بضيقٍ تام من أنَّ لا أحدًا بجانبها سوى ولِيد الذِي لن يكُن زوجًا تُقبِّله ولا أخًا تُعانقه ، ماذا يفعلون الآن ؟ رُبما يُجهزون ملابِسهم الجديدة للغد و رُبما لأ.
ضربت رأسها كثيرًا على الفِراش تُريد أن تتذكَّر ولكن بيأس تضربُ غير مُصدِقة ، أنينها يرتفع " لِمَ كُل هذا يحصُل بيْ "
بحُزن عميق : آآآآآآآآه .. ساعدني يالله
فقط يالله أُريد أعرفُ كيف كان عيدي السابق ؟ كيف كانت فرحته ؟ أنا لا أنسى ضحكاتِهم ولكن أنسى ملامِحهم ! أنساهُم يالله ولا أُريد ! والله لا أُريد أن أنسى من أُحب.

،

سَار بغضب لا يعرفُ ماذا يفعل الآن ، أرسَل رسالة لمقرن " أمل ماتعرف مكان غادة و وليد ، بحاول أدوِّر في المناطق القريبة "
مرَّت سيارةُ الأجرة بالقُرب من الرصيف و تناثَر ماءُ الطريق عليه ، سعد بحنق : الله يآخذك
ناصِر ألتفت للنافِذة الخلفية من سيارةِ الأجرة مُتفاجِئًا : هذا سعد !! ...
ماذا يفعل في باريس ؟ أذكُره جيدًا في بدايةِ حضُوري لباريس كان لا يُفارق والِد عبدالعزيز و من ثُم ألتزم بعمله في الرياض ، مالذِي جاء بِه إلى هُنا ؟

،

تسيرُ حول البيت و رائِحة البخُور والعُود تنبعثُ من كفِّها الحاملة للمبخرة ،
العنود بإمتعاض : يمه خنقتينا !! كل هذا لوشو ؟
حصة بإبتسامة : سلطان يقول بتجي الجوهرة اليوم
العنود بسخرية : ماشاء الله وكل هذا بس عشانها بتشرِّف بيتها مفروض هي اللي تقوم فينا الحين
حصة : أقول أبلعي لسانك اللي وش طوله
العنُود تنهَّدت و أخذت مُجلة تتصفحها ،
حصة : أسمعيني زين بس تجي ماعاد أشوفك طالعة بهالمصخرة قدام سلطان ، تلبسين طرحتك ولبس زي العالم والخلق
العنود بدلع : هذا لبسي وهذا أنا ماراح أتغيَّر عشان خاطر أحد
حصة عضت شفتِها السُفليا : يا شين هالدلع بس !!
فُتِح الباب مُتقدِمًا سلطان على الجوهرة ، حصة ببهجة كبيرة : يا هلا والله تو مانوَّر البيت ،
الجوهرة بهدُوء سلَّمت على حصَة و التي عرفتها من صوتِها أنها العمة التي تحدثت معها سابِقًا ، تقدمت العنود لها وكان سلامًا بارِدًا جدًا.
سلطان همس في أذنِ حصة : شوفي لك حل مع بنتك
تنهَّد جالِسًا وهو يملىء فنجانه بالقهوة مُتجاهلاً تماما مايحدثُ خلفه بين الجوهرة و عمتِه.
العنود توجهت لغُرفتها بعد أن رمقت الجوهرة بنظراتٍ لم تعرفُ تفسيرًا لها.
حصة : وش فيك واقفة ؟ تعالي أجلسي خلني أعرف أخبارك
الجوهرة حمدَت ربها كثيرًا أنَّ ملامِحها لا تحوِي أيّ أثرًا للجروح وهي تدسُ كفَّاها بطرفِ أكمامها ، بإبتسامة شاحبة جاهدت أن تخرُج لها ولا تعرفُ بأيْ كلمةٍ تُردف
سلطان ألتفت : خليها تصعد ترتاح شوي
حصة : إيه أكيد أخذي راحتك حبيبتي
الجوهرة وبخطواتٍ سريعة صعدَت للأعلى ،
حصة جلست بجانب سلطان : وش فيها ؟ وجهها أصفر مررة
سلطان بغير إهتمام : تلقينها مانامت
حصة : مالت عليك إيه والله مالت
سلطان رفع عينه غاضبًا ،
حصة : يخي تحرَّك مافيك قلب يحس !! .. روح ألحقها شف وش فيها وش منَّه تعبانه ؟
سلطان بحدة : تنام وترتاح
حصة تنهَّدت : الحكي معك ضايع ، بكرا العيد حاول تكون لطيف شوي
سلطان رُغما عنه ضحك ليُردف : طيب بصير " قلد صوتها " لطيف
حصة أبتسمت : لا عاد جد سلطان ، خلك وش زينك وأهتم فيها ، ماشاء الله هالزين مفروض مايضيق
سلطان تنهَّد : طيب
حصة بضحكة : بس والله عرفت تختار !! هذا وهي تعبانة كذا كيف عاد وهي كاشخة .. الله لايضرها
سلطان : ههههههههههههههههههههههههه ه يارب دخيلك ، بتجلسين تمدحينها لين بكرا عارف أسلوبك
حصة : إلا والله أني صادقة ، ماشاء الله تبارك الرحمن ربي يحرسها من عيون خلقه .. أحلفك بالله ماهي أزين من شفت بحياتك ؟
سلطان بتضييع : أنتِ أزين من شفت والله
حصة : يا شينك لا قمت تضيع السالفة ، المهم سلطان أنا حجزت لك في مطعم ***** طاولة بكرا لك أنت والجوهرة ، المكان مررة راقي وهادي وبيعجبك أنا واثقة
سلطان : لأ مقدر بكرا مشغول
حصة : حتى في العيد مشغول !! عليّ هالحركات !!
سلطان بضحكة وقف : روحي أنتِ وبنتك

،

رفعت شعرها الأسوَد على شكلِ " ذيل حصان " ، أخذت نفسًا عميقًا ونزلت للأسفَل ،
وقفت في مُنتصف الدرج وهي تسمعُ الصوتُ الأنثوي الغازِي لبيتِهم ، تجمَّدت في مكانها وهي تنظرُ إليها بريبة و كُره.
عبدالرحمن : عبيير
عبير نزلت بهدُوء وهي تعلم من هي ولكن بحقد أردفت : مين هذي ؟
عبدالرحمن عقد حاجبيه وبحدة : إسمها ضي
عبير ، أنظارها تتفحصها من أسفَل للأعلى و بكُرهٍ يكاد يُنطق بينهم.
رتيل بحرج من أنظار عبير : بقول للشغالة تسوي لنا قهوة ... وأتجهت للمطبخ.
عبير سلَّمت عليها ببرود إستجابة لعينِ والِدها الغاضبة ،
عبدالرحمن جلس وبجانبه ضي : شلونك ؟
عبير بصوت خرج حادٌ : بخير
ضي أكتفت بإبتسامة وهي تشعُر بأنَّ عبير ممتلئة بحقدٍ عليها عكس رتيل التي رحبَّت بها.
عبدالرحمن : بروح أشوف عز ... وخرج.
توتَّرت الأنظار بين عبير و ضي لتتقدَّم إليهم رتيل ، : ماقلتي لنا وش أخبارك ؟
ضي : بخير الحمدلله ، أنتِ بشريني عنك ؟ قالي عبدالرحمن أنك كنتِ تعبانة اليومين اللي فاتت
رتيل بإبتسامة : لآ الحين أحسن الحمدلله ، خلصتي دراسة ولا ؟
ضي : لآ مخلصة من زمان بس كنت آخذ دورات خبرة وكذا
رتيل : وش تخصصك ؟
ضي : إدارة أعمال
رتيل : حلو زي تخصص عبير
عبير وتنهيدتها كانت تصرُفًا غير لائِق أبدًا لضي و لو كان حاضِرًا عبدالرحمن لرمقَها بنظراتٍ كرهت بها حياتها ، أردفت : عن إذنكم .. وصعدتْ.
رتيل : معليش بس عبير متضايقة هاليومين
ضي أبتسمت : لآ عادِي ،
رتيل : أبوي وين راح ؟
ضي : قال بيشوف عبدالعزيز
رتيل وتغيرت ملامِحها لحدةٍ و غضب.
ضي ضحكت : وش فيك كذا تغير وجهك
رتيل بإبتسامة : ماأطيقه أبدًا
ضي وألتزمت الصمت و أتاها شعُور الرحمة لرتيل التي لاتعرف بأمرِ زواجها هذا ، " ماتطيقه " كيف لو تعرف بأنها زوجته ؟
دخلت عبير غُرفتها وأغلقت الباب بغضب ، إذن أتى بها ؟ يُريد أن يفرضها علينا بحياتِنا !!
من المُستحيل أن أحترم انثى لم تحترم عُمر أبِي وتزوجته والأكيد أنَّ زواجها طمعًا به ، ماذا تُريد من رجُل في مقامِ والدها ؟
لا تُريد سوى " المادَّة " ، فئة حقيرة تُجبرني على شتمِها.
أستلقت على السرير وأخذت هاتِفها ، لا توَّد أن تضعف ولكن تشتهي ان تقرأ له رسالةً ، كل رسائِله حذفتها حتى لا تشتاق إليه ولكن رُغم ذلك هي تشتاق ، يالله أغنني بحلالك عن حرامك.

،






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس