عرض مشاركة واحدة
قديم 26-01-09, 04:59 PM   #14

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي الفصل الرابع

قالت ماغارا عندما جاءت لرفع الأطباق عن المائدة التي كانت ثيولا قد تناولت عشاءها عليها : " انكِ لم تأكلي شيئاً يا سيدتي . "
وكان التفكير في أنه قد يكون فازيلاس غارقاً في حب ابنة عمه الأميرة أثينا ، والتي كانت ماغارا قد حدثتها عنها مرة ، كان هذا التفكير بمثابة طعنة خنجر تصيب قلبها .
ما شكلها تلك الأميرة؟ أهي جميلة؟ هل من الممكن أن تكون مثله الأعلى في النساء حيث أن ثيولا لن تكون كذلك أبداً؟ وهي تتصور أن الأميرة ذات ملامح إغريقية مثل اليكسيوس فازيلاس نفسه .
بإمكانها أن تفهم كم كان سهلاً عليه أن يستبدلها في أذهان الناس بكاترين التي كان رئيس الوزراء قد أعلن عنها . ولكن ثيولا لم تكن ترى أمامها سوى وجه اليكسيوس فازيلاس . ما الذي كان يفكر فيه؟ ماذا كان شعوره؟ انه سيبقى دوماً ، بالنسبة إليها لغزاً غامضاً ... رجلاً لن تفهمه أبداً .
وسمعت قرعاً قوياًَ على الباب . تكلمت باللغة الكافونية ، ففتح الباب ودخل الجنرال قال : " لقد جئت لأخبركِ بأنني علمت بان سفينة إنكليزية راسية في ميناء كيفيا وستكون ثمة عربة بانتظارك في خلال ساعة لكي تأخذك اليها ."
وشعرت ثيولا للحظة بأن الشلل قد تملكها وبأنها لن تستطيع الحركة مرة أخرى .


فردت قائلة : " سفينة؟ "
قال : " سفينة إنكليزية ، ربما كانت ذاهبة إلى أثينا ، حيث يمكنك الالتحاق بخالك وابنته ، أما إذا كانت ذاهبة إلى انكلترا مباشرة ، فستوصلك إلى منزلك بسلام . "
وشعرت ثيولا بأن من الصعب عليها أن تفهم هذا الذي تسمع . ولكنها لم تستطع أن تصدق انه سيعمل على التخلص منها .
وقفت تحدق فيه وكما تمر جميع أحداث حياة الشخص المشرف على الغرق أمام عينيه ، هكذا رأت ثيولا المستقبل الذي ينتظرها في انكلترا .
كآبة خالها ، حياة الخدمة الدائمة وكل ذلك محاط على الدوام بجو من الكراهية والعداء . كان احتمالها لذلك من قبل ، في غاية الصعوبة .
وسمعته يقول بصوت كأنه قادم من مسافة بعيدة : " يجب أن أشكرك . ولكنني واثق من أنني على صواب في أعادتك ألي بلادك واهلك . "
أجاب : " يمكنني التصرف بالنسبة إلى زواجنا بالطلاق فأنا واثق من أننا سنستطيع فسخه وان كان سيتطلب بعض الوقت ، الأفضل لكِ أن تعودي إلى الحياة التي اعتدتها . ذلك انه ليس لديك فكرة عن المصاعب والأخطار التي قد يحملها المستقبل لهذه البلاد . لا فائدة من هذا الحديث . هذا إلى أن الوقت يمر . أن عليكِ أن تحزمي متاعك كما أن الطريق إلى كيفيا يستغرق ساعتين . "


خرجا متجاوزين الجنديين . كانا الآن يسيران بسرعة لم تكد معها تحتفظ بمجاراته في خطواته في ذلك الممر نحو السلم الرئيسي . وصلا إلى الباب الأمامي وعندما مر خلاله وقف الجنود وقفة الانتباه .
هبط بها الدرجات إلى حيث كان ثمة عربة مفتوحة . ساعدها على الصعود ، ثم أمر السائق بالمسير ، فانطلقت العربة . كانت تعلم أنه برفضه طلبها هذا قد أوصد باب الأمل في وجهها ، وفكرت في أنه ليس ثمة ما يمكنها عمله اكثر من ذلك .
فقد توسلت إليه أن يسمح لها بالبقاء ، ففشلت . هاهو ذا يطردها الآن ولم يعد لديها ما تقوله أو تطلبه منه . وقفت بهما العربة فجأة ، فرأت ثيولا انهما يقفان خارج فيلا بيضاء . كان يحيط بالفيلا أشجار السرو ، وكانت تبدو في غاية الجمال . ركض خادم يفتح باب العربة لهما فخرج الجنرال منها ، ثم أمسك بيد ثيولا يساعدها على النزول .

فقال يطمئنها : " انكِ زوجتي يا ثيولا ، ولن يفرق بيننا سوى الموت . إن الكلمات لتعجز عن وصف مقدار حبي لكِ . فأنتِ كل ما كنت تمنيته في حياتي دون أن أجده انكِ المثل الأعلى الذي كان يحتل قلبي على الدوام ، والذي كنت قد ابتدأت اعتقد بأنه ليس سوى تخيلات . "
وتذكرت وهي تتكلم إنها لم تخبره بعد عن أبيها وفي الواقع ، كان هناك الكثير مما عليهما أن يقوله الواحد للآخر ، والكثير من الإيضاحات .

قال لها في اليوم التالي : " لشد ما تبدين جميلة في الصباح . علي أن أذهب الى العمل ، هذا ما يقوله الرجال في مثل هذه اللحظة ، وذلك في جميع انحاء العالم . لو كان الأمر لي ، لبقيت هنا طوال اليوم . ولكن يجب علي أن أختار حكومة جديده واعين كثيراً من الرجال في مواقع المسؤولية . "
ثم عاد واقترب منها قائلاً : " ويا ليتكِ تعلمين ما أشعر به من أسف لتركي لكِ ولكن حالما أوجد نوعاً من النظام في البلاد ، فسنذهب في رحلة طويلة . أريد أن آخذك إلى مقر سكني حيث كنت أعيش طوال السنوات الماضية . انه مكان بدائي تماماً . "

فهتفت : " أريد أن أكون معك . هل يمكننا حقاً أن نذهب إلى هناك . "
قال : " حالما يمكنني ذلك يا زوجتي . "
واتجه نحو الباب فسألته : " متى سأراك ؟ "
أجاب : " عند الغداء . حتى أكثر الرجال انشغالاً لا بد له من فترة يرتاح فيها في وسط النهار . " .
وابتسم ثم غادر البيت .
كانت هذه الفيلا ملكاً لأسرة نيشياس بيتلوس . وعندما نفي اليكسيوس وأمه من البلاد جمعت هذه الأسرة كل نفائس أسرة فازيلاس واختزنته في منزلها هذا .
وكان والد نيشياس بيتلوس قد أنقذ حياة الحاكم فرديناند عند بداية قدومه إلى كافونيا وذلك عندما ألقى أحد المتمردين قنبلة على عربته ، فتلقفها الكولونيل بيتلوس وألقى بها في الطريق قبل أن تنفجر .
وكان الحاكم فرديناند شاكراً له هذا إلى درجة كبيرة وعندما طرد من القصر كل الضباط والموظفين الكبار من الكافونيين ، بقي الكولونيل بيتلوس وابنه متمتعين بامتيازات كانت ممنوعة عن غيرهم من الكافونيين .
وعلى كل حال ، فقد دب الذعر في أسرة بيتلوس من تصرفات الحاكم عندما استلم الحكم ، وبعد عدة سنوات استقال الكولونيل بيتلوس معتذراً بكبر السن ، ولكن ابنه بقي في مكتب القصر بناء على إصرار من اليكسيوس فازيلاس ، الذي كان قد عاد إلى البلاد سراً ، والذي كان يرى أن بقاه في القصر هو افضل طريقة لمساعدة كافونيا .


mero_959 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس