عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-12, 09:39 AM   #4087

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

عندما دخل احمد هادرا للبيت فاجأته رؤية ايمن يجلس بمفرده تحت السلم.. سيطر على انفعاله قليلا وهو يقترب منه مبتسما.. لكن ما حدث بعدها كان مهولا!
صرخ احمد وهو يدخل غرفة الجلوس فاقدا السيطرة على نفسه " من فعل هذا بأيمن ؟! "
تطلعت كل من سهام وامها اليه وهو يحمل ايمن المنكمش على صدر ابيه ممسكا بيده اليمنى الصغيرة ... فقالت سهام تستفزه او ربما تحاول المناورة قليلا " ما بك ؟! هل العروس الجديدة تجعل مزاجك سيئا هكذا ؟!"
لم تكن تدرك ان الامور تفلت تماما منها .. ذهلت وهي ترى احمد يبتلع غضبه الجامح ليستدير مغادرا غرفة الجلوس ثم سمعت صوت الباب الخارجي يفتح ليعود بعد لحظات بمفرده فاقترب منها و دون سابق انذار او توقع نزلت صفعة مدوية على خدها الايسر " آآآآآآه.." وقبل ان تنطق بشيء هي او امها قال بغضب ناري " ساقطع لسانك ان همست بأي حرف يمس مرام .. " ثم نقّل نظراته بين الام وابنتها واضاف بشراسة " الان هل ستخبرني احداكما من احرق يد ولدي؟! واياكما والكذب فهناك من احرق يده عمدا.."
قالت الام باشمئزاز " انه طفل غبي لا يستوعب الامور سريعا.. فلا تكبر الموضوع وتعطيه اكبر من حجمه.. الامر لا يعدو ان كان مجرد محاولة لمعاقبته لانه كسر الصحن ودون قصد حصل حرق بسيط وعالجناه.." صرخ احمد في حماته باهتياج " انتما مجنونتان.. حقا مجنونتان!" ثم التفت نحو سهام ليقول بكره شديد " اقسم بالله العظيم هذه المرة لن اغفر ما فعلته.. لا لايمن ولا لمرام.."
قالت سهام بكره مماثل " هل اصبحت تحبها حقا ام يجب ان اقول وجدت حبك لشهد فيها.." رفع قبضته امام وجهها بتحفز وقال من بين اسنانه " حسابنا طويل يا سهام.. طويل جدا.. ولكني ساجيبك فقط لاحرق قلبك هذا ان كنت تملكين قلبا حقا.. مع ذلك احب ان ارى تعابير وجهك وانا اقولها.."
انزل قبضته وقال بعيون تلمع " أنا.. اعشق مرام.. اعشق تفاصيلها.. حنانها.. ابتسامتها .. قلبها الدافئ الذي يمنح دون انتظار لاي مقابل.. حتى لا تنتظر ان ابادلها الحب.. انها فقط تعطي وتعطي وتعطي.. روحها تتسلل الى روح كل من يقترب منها لتسكنه وتنشر الفرح فيه دون عناء.. " ارتجفت شفتا سهام ليضيف احمد باشمئزاز " كم انت مسكينة لانك لا تشعرين بقدرة على العطاء حتى لابنك! "
استدار ليتركها دون كلمة اخرى فنادته قائلة " اين ستأخذ ايمن ؟!" توقف ليستدير نحوها ويقول ببرود " منذ الان سيعيش مع اختي نجاة.. انت ام غير صالحة اطلاقا ولا تستحقين طفلا مثله.. طفل يزداد انطواء وذبولا يوما بعد يوم وهو قربك .. لذلك سأرحمه من حبه لك الذي يضنيه لانه لا يملك الا ان يحبك كما لا يملك الا ان يبحث عن العطاء منك.." صمت وهو يدرس ملامحها المرتبكة وكأنها لم تتوقع خطوته هذه ليضيف " فلينشأ يتيما خير من ان ينشأ كارها لذاته لان امه لا تستطيع محبته .."
قالت بحدة تهدده " اذا طلقتني سآخذ حضانته.." ابتسم ساخرا وهو يقول " لن أطلقك الان بل ساتركك هكذا تتآكلين من الداخل وحيدة بين اربعة جدران ذليلة ومكسورة امام الناس الذين تحسبين لصورتك امامهم الف حساب.." ثم التفت ليترك غرفة الجلوس وهو يضيف " عندما تقررين الحصول على لقب مطلقة اعلميني وانت تعرفين سيكون معها ورقة التنازل عن حضانة ايمن وانا في المقابل ساكون اصيلا معك وامنحك هذا البيت ملكا لك.. هذا البيت فقط لا غير.."
توقف ليقول هازئا " نسيت ان اخبرك.. فلتجدي سبباً آخر تعطينه للناس حول عدم معاشرتنا الزوجية! فأنا ايضا استطيع قول الكثير .. الكثير الكثير.. "
وهكذا خرج تاركا المرأتين تحدقان في اعقابه.. كانت الام اول من انفجر! لتصرخ بغضب " ايتها الغبية.. ايتها الغبية.. لقد اضعتِ كل شيء.. كله بسبب هفواتك ولسانك الذي يتكلم كثيرا ... وفوق هذا غباءك كامرأة لا تعرف كيف تجعل رجلا عبدا لشهوته نحوها.. هل كان يجب ان اخبرك ايضا بما يجب ان تفعلينه في غرفة النوم مع زوجك؟!"
النيران تتأجج! غليان غريب وحشي ينطلق كالحمم الخامدة من اعماق مظلمة سحيقة.. صرخات طال كتمانها اخذ يرتفع صداها.. صور طال حفظها بين ثنايا الذاكرة البريئة التي تشوهت مبكرا.. مبكرا جدا! هذه الصور اخذت تتلاحق امام ناظريها بسرعة رهيبة ... قالت سهام بنبرة غريبة " لا حاجة لتخبريني لاني سمعت ورأيت وبأم عينيّ ما تفعلينه انت مع.. زوجك! "
ارتبكت الام قليلا بعدم فهم وهي تقول " ماذا؟!" حدّقت سهام بحقد متأصل فيها وقالت بسخرية مريرة لاذعة " اجل يا مبجلة يا عظيمة يا داهية في الذكاء.. لقد سبق ورأيت كيف تقرفين وتشمئزين وانت تعاشرين ابي.. ابي الذي كان ينعتك بنعوت البغايا ويعاشرك كما كان يعاشر بنات الليل وربيبات بيوت الدعارة! كم كنتما مقرفين! حتى ذلك السرير الواسع الذي ضمكما هو نفسه كان يقرف مما تتشاركانه.."
اتسعت عينا الام ليجتاحها الغضب في ثوان وهي تهدر قائلة " ايتها الفاسقة.. الفاجرة.. هل كنت تتلصصين على خلوتنا ؟!"
ضحكت سهام ضحكة كريهة جدا لتقول بعدها باشمئزاز " بل الصدفة البحته التي جعلت طفلة تلعب مع اخيها لتختبئ في خزانة الملابس في غرفة والديها.."
ضحكت سهام بطريقة ابشع لتضيف وهي تتقدم نحو والدتها " اخبريني امي .. هل تعتقدين انك كنت حقا (امرأة) في سرير والدي؟! انا اشك في ذلك والدليل انه كان يخونك مرارا وتكرار! ولا استطيع الا ان افكر انك حتى لم تكوني نصف امرأة!" صرخت الام بها وهي تهم ان تصفعها " يكفي يكفي يا حقيرة .." فما كان من سهام الا ان دفعتها بقوة وهي تفقد السيطرة تماما وتصرخ بصوت يصم الآذان " انت يكفي .. يكفي ..."
نظرت الام نحو ابنتها بصدمة وذهول لتقول غير مصدقة " تدفعينني يا مجنونة ؟! بعد كل ما فعلته لك ؟!"
كانت سهام قد فقدت السيطرة فعلا فالانفجار حصل ولم يكن هناك من يوقفه! قالت بكره اعمى نضحت به كلماتها " انا امقتك واكرهك واشمئز منك كما اشمئز من نفسي لاني منك... من ظلمة رحمك! "
ثم اخذت تدفعها مرة تلو الاخرى وهي تصرخ بهستيرية " اخرجي من حياتي ... اتركيني.. لا اريدك ... انا لا اطيق النظر لوجهك واكاد اتقيأ من نبرة صوتك.." كانت الام تحاول التوازن حتى لا تقع ارضا بينما تقول بذهول متزايد " ماذا جرى لك يا سهام؟! هل فقدتِ عقلك تماما؟!"
لكن سهام ظلت تصرخ " غادري بيتي.. لا اريدك هنا.. غادريييييه.." ثم اخذت تتوعدها بنظرة شابها الجنون " اقسم ان لم تغادريه خلال ربع ساعة ساريك اني فقدتُ عقلي تماما .."
خوف حقيقي تمكن من الام وشعرت ان ابنتها على حافة جنون حقيقي لذلك اثرت التراجع وهي تقول ببرود مصطنع " ستندمين على فعلتك هذه وستستجدين عودتي لانقذك " فما كان رد سهام الا ان قالت بانهاك جسدي وعقلي " غادري! فقط غادري حياتي.."
***
قالت نجاة وهي تأخذ ايمن النائم من ذراعيّ والده " هل انت متاكد من قرارك؟" رد احمد وهو يتملل بوقفته بجانب سيارته " نعم.. انا واثق.. لكن هل ساثقل عليك لتتحملي مسؤولية ايمن مؤقتا؟" عبست نجاة لتقول كأم حانقة " ساضربك على راسك يا فتى.."
اطرق احمد برأسه وقال بصوت ابح " كيف هي؟" ردت نجاة بتنهيدة " تسرح اغلب الاوقات لكننا لا نتركها لحظة بمفردها.. البارحة منى جعلتها تضحك من قلبها وهي تصف لها مديرها في الشركة وكان هذا تقدما ملحوظاً بعد اسبوع من الصمت الحزين.." ابتلع احمد ريقه وقال بنعومة " اخيرا ضحكت؟! كم اشتقت لصوتها وصوت ضحكاتها.."
قالت نجاة " الحمد لله على كل حال.. في الليالي الثلاث الاولى كانت تستيقظ تبكي كطفلة.. فحولنا سريرها الى غرفة منى لتكون بجانبها .."
تلعثم احمد وهو يقول بنبرة متوسلة " اسمحي لي برؤيتها.. انها تحتاجني نجاة كما احتاجها انا.." لم تسمح له نجاة بعبور حدود الباب الخارجي وقالت ببعض الارتباك " رويدا رويدا يا احمد.. الان هي تحتاج لتجد نفسها فما حصل شوّش مشاعرها وجرحها بعمق.. كما انها.. مرهقة واخاف ان.. رأتك ان يغمى عليها.. مرة اخرى.. فهي.. ضعيفة.."
لا يعرف احمد لما شعر بشيء ما تتخلل نبرات صوت اخته.. كان على وشك سؤالها عمّا تخبئه عندما سارعت نجاة لتقول " امها علمت.. جاءت ورأتها وتكلمتا سويا على انفراد "
قال احمد بتنهيدة طويلة " اجل اعلم.. لقد اتصلت بي لتفهم ما حصل، وكان لنا كلام طويل ايضاً.."
قالت نجاة بتوجس " هل شرحت لها كل شيء؟" رد احمد " اجل وهي تفهمت ونصحتني بالصبر قليلا حتى تستعيد توازنها.." تنهّد مرة اخرى وهو يقول بتحشرج " انا اشتاق اليها.. اموت يوميا وهي بعيدة عني.. اشتقت اليها نجاة.. اشتقت.."
ردت نجاة تواسيه " اصبر يا صغيري .. هي ايضا تحبك ومؤكد تشتاق اليك .." فجأة التمعت عينا احمد برجاء وقال بحماسة " اسمحي لي بالبقاء هنا الليلة.. لن اقترب منها ولن اريها وجهي.. فقط اريد ان اكون بنفس المكان.. حتى لو نمت في الحديقة فلا امانع.."
أنّبته نجاة قائلة " لا تكن لحوحا.. اذهب الان فأبنك سيقصم ظهري واريد وضعه في السرير.." اوشكت ان تستدير عندما همس " هلا تقبلينها نيابة عني؟ " ردت وهي تهزّ راسها " حسنا حسنا ... كم انت قليل الصبر!"
***
بعد اسبوعين آخرين..
مع شمس النهار والهواء العليل القادم من الشباك المفتوح استيقظت مرام منتعشة دون سبب واضح.. ربما لانها اصبحت تنام كثيرا وعميقا وربما لانها اصبحت تحلم احلاما مبهمة كلها سعادة رغم ان عقلها يأبى الرضوخ لتتذكر تفاصيل تلك الاحلام او حتى بطلها..
نحت جانبا اي تفكير في طرق يألفها قلبها ويرفضها عقلها.. العم كريم جعلها تدرك انها بحاجة للتصالح مع عقلها اولا ليوضح الطريق الصحيح للقلب.. بعد ايام وليالٍ طويلة غارقة بصور عذبتها استيقظت يوما لتستقبل صباحا جديدا تحول فيه الانكسار وبشكل عجائبي لفسحة رائقة للتصالح مع نفسها ككل، ودعم الجميع لها اشعرها بالتماسك.. خصوصا امها فبعد حديثهما الطويل شعرت ببعض الراحة لانها افصحت لها عن كل دواخلها.. انها تعترف ان احساسها بالخجل كبّلها خلال الشهور السابقة فلم تفصح لامها بشيء حتى لا تلمها على اختيارها.. امها الحنونة كانت كبلسم على جرح حار غائر.. حنانها.. ثقتها بها انها ستجد الحلول كان دفعة قوية لا يماثلها شيء آخر.. لقد فاجأتها لعدم ممانعتها ببقائها في بيت العم كريم لانه بيت زوجها ايضا.. وقالت بوقتها (الزوجة لا يجب ان تترك بيت زوجها الا لاسباب قوية جدا)
عادت لتنحى جانبا اي تفكير مزعج.. تمطّت وهي تنظر للسرير المجاور الذي يخص منى وكالعادة كان فارغا من صاحبته.. اصبحت منى مختلفة.. أكثر نشاطا وحيوية وأكثر رقة! ترى متى ستعود تلك الغبية لمصطفى بدلا من مراقبته في ذهابه وايابه في الحي..
صوت مزعج حاد اتاها من جانب الشباك شتت مزاجها المتعافي الرائق.. عبست وهي تفكر ان هذا يبدو وكأنه صوت آلة جز الحشائش.. همست لنفسها وهي تغادر سريرها " لا بد انها الخالة نجاة تعمل في حديقتها.."
وبابتسامة ناعسة خرجت عبر الشرفة المطلّة على الحديقة بعد ان ارتدت عباءة خفيفة تلائم هذا الطقس الخريفي ...
الابتسامة تجمدت على فمها وهي تواجه ... رؤيته! بعد ثلاثة اسابيع من فراق طويل معذب تختبئ فيه حتى من صوته إذا حضر ها هي تراه بشحمه ولحمه يتحرك بهمّة وهو يدفع آلة جز الحشائش كما خمنتها قبل لحظات..
لم يكن يرتدي الا سروالا من الجينز بينما ترك نصفه الاعلى عاريا لتلتمع على بشرته اشعة الشمس.. اوشكت ان تعبس حنقا عندما لمحت نسخة مصغرة عنه تدور حوله.. ايمن وهو لا يرتدي أكثر مما يرتدي والده! مجرد سروال قصير من الجينز ايضا..
لا تعرف لماذا تصاعد شعورها بالغضب هكذا؟! هل لانه نجح في جذبها للنظر اليه والتحديق فيه بينما تأبى الانصياع لحنينها اليه؟
قلبها الخائن ايضا اخذ يغرد كطير وجد وليفه ويأبى مفارقته.. عيناها تأبيان الرضوخ لرغبتها بالابتعاد وهما تتمليان من هيئته الرجولية التي احتوت جسدها عشرات المرات.. احمرت وهي تتذكر اخر مرة.. لقد كان عاطفيا بطريقة غريبة افقدتها احساسها بأي ألم.. ولو لفترة مؤقتة.. يدها لا شعوريا ارتفعت لتلامس شعرها الذي يكاد يلامس كتفيها بعد ان شذّبته لها الخالة نجاة لتعالج ما خربّته هي فيه..
عاد الألم.. لم يعد قويا محطمِا لكنه ما زال موجوداً كسوسة صغيرة تصر على النخر في صفاء بالها..
لم تتنبه لتوقف صوت الآلة حتى سمعته يقول بصوت مبحوح " صباح الخير يا غرامي.."
***

انتهى الفصل السابع عشر



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 01:08 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس