عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-12, 11:01 PM   #6465

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

"مستحيل" تمتمت بذلك بلسان مرتجف كما كان كل جسدي يرتجف وقبضتيه تكادان تحطمان عظام ذراعي ووجهه الكريه بالقرب مني كما كانت نظراته المرعبة تجمدني في مكاني.


"لماذا مستحيل ايتها الحقيرة هل ظننت بانك حقا ستفلتين بفعلتك مني؟"


انا لست ضعيفة .. لا يمكنني ان اخاف منه بعد كل الثقة والامل والسعادة التي تعلمتها وعرفتها مع دانييل .. انا اقوى من ان اخاف من هذا الخائن .. قوية لدرجة بأنني لأول مرة تجرأت على تحديه وانا اقول من بين اسناني:" دعني وشأني فأنا لم أؤذيك بل بالعكس تألمت كثيرا بسببك."


استغللت فرصة بأنه كان يبعد يده عن فمي لكي احاول الصراخ من جديد .. لكنه اسكتني بصفعة قوية الهبت خدي ألما .. جعلتني اخرج حشرجات بكائي الشجين عندما امسكني من ذراعي من جديد ويده الاخرى امسكت بذقني بوحشية تجبرني على النظر الى تقاسيم وجهه الكريهة .. لما لم اكن ارى من قبل نظراته الحقيقة و وحشيته وهمجيته؟؟


"اصمتي عن البكاء .. اصمتي." هتف بذلك وهو يكز على اسنانه ويضغط في نفس الوقت بكفه على فمي حتى يكتم شهقات بكائي وألمي.


"هل ظننت بأنني نسيتك؟؟هل ظننت حقا بأن الامر انتهى وبأنك بدأت حياة جديدة مع ذلك السافل الذي كنت تخونيني معه .. كان ينظر اليك بإعجاب مع انك كنت خطيبتي وانت الاخرى لابد وانك شجعته على ذلك .. ولم تكتفي بهذا بل حاولت قتلي ايتها المجرمة."


شعرت بأنني فقدت كل قوتي بل بانني لم اكن يوما قوية ولا داعلي لكي اتسلح بقوة لا املكها .. انا ضعيفة ومرتعبة خصوصا عندما قال لي:" وهل يعرف ذلك البلجيكي السافل بأنه تزوج بمجرمة؟"


ارتعبت من كلماته ونزلت دموعي اكثر لكي اتوسله بكلمات غير واضحة بسبب يده التي وضعها ثانية على فمي يكتم انفاسي بها:" ارجوك رشيد .. أرجوك دعه وشأنه .. لا تدخله في ماض لا علاقة له به."


ارتسمت ابتسامة كريهة منتصرة على شفتيه لسماعه توسلي ذاك .. قبل ان ينتفض في مكانه بذعر بينما انا جحظت عيني عندما سمعنا معا اسمي يتردد في الممر .. كان صوتها .. صوت سيلفيا .. لم تترك لرشيد فرصة ان يطلق سراحي قبل ان تراه فقد طلت علينا بسرعة وهي تناديني.


"هسن..." بترت اسمي قبل ان تكمل نطقه عندما طلت علينا فجأة ورأتنا في ذلك الوضع .. حيث كان رشيد قريبا مني يثبتني بكلتا يديه على الجدار من خلفي .. ابتعد عني بسرعة عندما وقفت سيلفيا تنظر الينا بجمود .. لكي احني برأسي بسرعة امسح دموعي وصدري يعلو ويهبط من انفاسي التي كانت متسارعة بسبب الخوف والرعب الذي دبه في رشيد الشيطان الذي يرفض ان يبقى تحت تراب الماضي .. اقتربت منها بسرعة تاركة رشيد خلفي لكي امسك بذراعها لأول مرة واجذبها ورائي بسرعة نبتعد عن ذلك الممر .. كنت اركض واجعلها تركض ورائي وكعباي حذائها يطرقان الارضية المرمرية.. وفي كل مرة كنت ألتفت الى ورائي أتأكد من عدم وجوده وأتابع بعدها الركض حتى عندما لم اكن أرى له أي اثر خلفنا .. خرجنا من ذلك الممر الى حيث المحلات والناس يتجولون بينها .. عندها توقفت سيلفيا وهي تنفض يدي عن ذراعها قائلة بحدة وغضب:" كيف تجرينني ورائك بهذه الطريقة؟ لقد تجاوزت حدودك معي كثيرا."


تمتمت بصوت مرتجف:" اسفة حقا ولكن..."


توقفت عن الحديث عندما لم اجد ما اقوله لها وطأطأت براسي وانا اسمعها تقول:" ولكن ماذا؟"


لم اجيبها وظللتُ اعض على شفتي السفلى بكل قوتي وانا لا اعرف في أي مصيبة علي التركيز .. هل في مصيبة عودة رشيد لحياتي؟؟ ام لتهديده الواضح لي؟؟ ام رؤية والدة دانييل لرشيد معي؟؟


"الن تتكلمي وتخبريني مع من كنت عندما تأخرت علي؟"


رفعت اليها عيني بسرعة عندما واجهتني مباشرة بسؤالها ذاك .. كانت تريد جوابا على سؤالها فعلمت بأنه لا مفر من ذلك ولا يمكنني ان ابقى صامتة .. فقلت كاذبة بخفوت:" لا اعرفه .. لقد شعرت بالدوار عندما خرجت من الحمام ورأني ذلك الرجل وحاول مساعدتي عندما اسندني حتى لا اسقط."


رفعت إحدى حاجبيها الشقراوين وهي تنظر الي .. بقيتْ تحدق في مطولا فاعتراني توتر شديد واضطراب وانا أنتظرها حتى تقول أي شيء او ان تبعد نظراتها الثاقبة عني لكنها لم تفعل فارتأيت ان اهرب انا بنظراتي عندما اشحت بعيني بعيدا عنها.


"لا يهمني ما تفعلينه."


رفعت عيني اليها لكي أراها قد أدارت لي ظهرها تمشي بعيدا عني عندها لم اجد نفسي سوى انني اسرع بخطواتي ورائها حتى وصلت إليها وامسكت بذراعها .. فالتفتت الي بحدة لكي ابعد يدي عن ذراعها بسرعة .. حينها كنت متأكدة من انها لم تصدق كذبتي ولكنني لم اكن قادرة على ان افهمها الحقيقة .. فتركتها مع خيالها يسرح بها الى اين يريد فليست هي من كانت تهمني ولتعتقد بي ما تشاء فدانييل هو ما يهمني لذلك قلت لها بنبرة متوسلة:" ارجوك لا تخبري دانييل بما حصل."


استفزتني كثيرا عندما اعتلت ابتسامة عوجاء شفتيها وهي تقول محافظة على ابتسامتها تلك:" والثمن؟"


"عفوا"


رددت كلامها قائلة:" لكل شيئا ثمن الا تعرفين هذا؟"


قلت لها غير مصدقة ما تعنيه:" تعنين لسكوتك ثمن؟"


اكتفت بإيماءة من راسها لكي اقول لها باشمئزاز:" كيف تريدين ثمنا لسكوتك عن مشكلة قد تحطم حياة ابنك الزوجية .. يجب عليك ان تسعيْ انت ليكون ابنك سعيدا."


"سعيدا مع امرأة تخونه؟؟"


"انا لست خائنة." صحت بذلك بغضب شديد .. لكي تتحول ملامح سيلفيا من المكر الى الحدة والغضب هي الاخرى وتقول:" اياك وان تعاملني على انك افضل واشرف مني .. لقد رأيت كل شيء بأم عيني وانت لن تقنعينني بالعكس." لم استطع ان اضيف شيئا حتى عندما رايتها تضحك فجأة وهي تقول:" وانا التي كنت اقول لك بانك لن تفهمينني عندما أخبرك بأنني خنت زوجي باسم الحب لأنك لم تعاني من الامر ولم تجربيه .. بينما انت لك خبرة فيه."


"انا احب دانييل و..."


قاطعتني بحدة قائلة:" لا تحاول الانكار معي .. وانا ايضا لا اريد معرفة الكثير عن هذا الامر فيكفي ما عرفته .. تريدينني ان اصمت فعليك ان تدفعي ثمن هذا .. انا لا اقدم خدمات بالمجان."


"وما الثمن؟"


"حاليا احرصي فقط على ان يسدد دانييل كل ديوني .. وبعدها سأرى ما هو الثمن الحقيقي الذي عليك دفعه لي مقابل صمتي."


اغمضت عيني وانا احاول كبت دموعي التي كانت تترقرق فيهما .. وادعي لله ان يساعدني .. قبل ان اقول لها بصوت مخنوق من الدموع التي كنت أحبسها في عيني:" لقد تعبت وسأعود للبيت الان وانت ان اردت البقاء فهذا شانك."


"لا انا ايضا اريد العودة."


عندما وصلنا الى البيت رأيت سيارة دانييل مركونة في الشارع .. عندها زفرت الهواء بضيق شديد قبل ان ادخل البيت وانا اشعر بخوف شديد .. وكأنه سيشتم علي رائحة رشيد .. قلت ذلك محاولة السخرية من افكاري وانا احاول تهدئة نفسي عندما كنت افتح الباب .. اهدئي حسناء .. دانييل لن يعرف بأمر رشيد أبدا .. أبدا.


"أتيتُما باكرا."


قال ذلك وهو يضع الكتاب الذي كان يقرأه على الطاولة في غرفة الجلوس لكي ينهض من مكانه ويقترب مني .. كتمت انفاسي عندما انحنى براسه لكي يطبع قبلة على خدي وقبل ان يبتعد عني همس في اذني قائلا:" اشتقت لك."


حاولت الابتسام له عندما نظر إلي وعيناه تلمعان شوقا .. لكي اشعر بوهن شديد في ركبتي فجأة عندما تلاشت ابتسامته وقطب جبينه يضم حاجبيه حتى التصقا ببعض .. هل علم بانني رأيت رشيد؟؟


امتدت أنامله الى وجهي لكي يرفع خصلات شعري ويضعها خلف اذني .. راقبت خطوط جبينه المقطب وهي تزداد حدة عندما كان يتفحص خدي بيده قبل ان يسألني:" ما هذا؟"


لم اعرف حقا عما يتكلم عندما رفعت يدي وتحسست خدي حيث كانت انامله وانا اقول:" ماذا؟"


اجاب بحدة:" خدك متورم ومحمر اللون."


"حقا؟" قلت ذلك باضطراب وقد تذكرت أخيرا صفعة رشيد لي لأن ألمها لم يكن يساوي شيئا امام ألم الخوف من معرفة دانييل بالحقيقة يوما ما.


"من فعلك بك هذا؟"


"لا احد دانييل." ابتعد عني دانييل بنظراته الغاضبة والتفت الى والدته التي كانت واقفة ورائنا والتي اضافت على جملتها الاولى تلك قائلة:" انه فقط حادث بسيط .. كانت تقف بقرب باب الحافلة ولم تنتبه للباب عندما فُتح .. واصطدم خدها به."


"هل حصل لك هذا؟؟"


هتف دانييل بذلك وعيناه تكادان تخرجان من مكانهما لكي أومأ له برأسي اأكد له كذبة والدته على انها هي الحقيقة .. وقد كنت اعرف بان انقاذها لي باختراعها تلك الكذبة التي لم تخطر على بالي لابد وان ثمنه سيكون غاليا .. فازداد احتقاري لها ولنفسي على كذبنا عليه .. وقلت له:" انا بلهاء لأنني لم انتبه لباب الحافلة."


"بالطبع لست بلهاء.. حوادث كهذه تحصل مع أي شخص." قال ذلك يواسيني بكلماته تلك وهو يمرر انامله برقة على خدي قبل ان يعاود سؤالي:" هل يؤلمك؟"


"لا." قلت ذلك وفي نفسي كنت اشعر بأن قلبي من يؤلمني .. تلقيت قبلة اخرى رقيقة على خدي قبل ان يمسك بيدي ويحثني على الجلوس على اريكة غرفة الجلوس .. جلس بجانبي لكي يضمني اليه وهو يتخلل بأصابعه خصلات شعري بينما جلست امه بمقابلتنا .. ابعدت عيني عن وجهها الكريه في الوقت الذي كان رأسي على صدره ينعم بدفء حضنه .. لكي تتحدث والدته بعدها قائلة وقد بدأت تمثل الطيبة والتردد قائلة بصوت خافت:" دانييل حبيبي .. اتمنى بان تكون لديك اخبار طيبة عني."


استمر في تمرير يديه بهدوء على شعري وهو يقول لها بصوت تملأه السخرية المريرة:" تقصدين اخبار ديونك؟"


نظرت إليها عندما لم تجبه فوجدتها قد اشاحت عينيها عنه مدعية الضعف والحزن .. عندها قال دانييل:" المبلغ كبير .. وانا لا استطيع تسديده .. فبنفسي اخذت قرضا حتى استطعت شراء هذا البيت وما زلت اسدد فيه." اضاف دانييل بسرعة عندما رأى تغير ملامح والدته:" لا تخافي .. فهذا لا يعني بانني لن اساعدك .. فغدا سأذهب واتدين من والدي المبلغ الذي تحتاجينه."


"والدك؟" رددت سيلفيا ذلك بدهشة لكي يجيبها دانييل بنبرة شابها الحزن:" اجل والدي الذي تركته .. لا احد غيره يستطيع اقراضي هذا المبلغ وطبعا لن اقول له بان كل هذا من اجلك انت .. لا اريد فتح جراح الماضي عليه ولا اريد اغضابه ايضا."


طأطأت سيلفيا برأسها في الوقت الذي ابعدني دانييل عنه لكي يقول لي برقة: "وانت حبيبتي ارجوا بالا تتحدث أمام والدي بأمر وجودها في بيتنا.. لا اريده ان يعرف بظهورها ابدا."


"لا تقلق دانييل انا لن اتحدث بهذا الامر ابدا."


نظرت بعدها لسيلفيا وانا اراها تبتسم بخفاء عن دانييل .. سعيدة على ما تحصل عليه في بيتنا من حلول لمشاكلها فقط باستخدام الخداع والمكر .. كم كرهت تلك المرأة .. لقد تأكدت حينها من ان احساسي الاول بها والذي كان غير مريح بالمرة كان صحيحا .. فهذه المرأة خائنة واستغلالية لدرجة لا تصدق.


"عن إذنكم .. انا متعبة وسأذهب لكي ارتاح في غرفتي" قلت ذلك وانا انهض على قدمي مبتعدة عن دانييل عندما لم استطع تحمل نظراتها الخبيثة اكثر .. صعدت غرفتي وانا اتحاشى النظر الى دانييل الذي حال ان دخلت غرفتي حتى سمعت خطواته على الدرج تلحق بي .. اغمضت عيني بألم قبل ان اتوجه الى السرير وانزع حذائي لكي اتمدد عليه وانا اشعر برغبة كبيرة بالبكاء لكنني كتمتها عندما فتح دانييل باب الغرفة واقفلها من جديد لكي يتوجه الى سريرنا .. جلس على طرفه وهو ينظر الي .. رفعت عيني اليه وانا مازلت مستلقية في مكاني فرايته يحدق في بقلق .. قلت حتى اطمئنه علي:" انا بخير دانييل .. حقا خدي لا يؤلمني."


"اذا لما تبدين حزينة بهذا الشكل؟"


وضعت يدي على يده وقلت معتذرة:" انا اسفة دانييل لأنك انتظرت عودتي الى البيت بفارغ الصبر وانا استقبلتك بمزاج سيء."


"ما يهمني سوى ان تكوني بخير انت والطفلة."


تحدثت بصوت بطيء متألم:" نحتاج لك انا وهي الان .. نحتاج لحضنك الحنون الدافئ وللكثير من حبكَ."


ارتسمت شبه ابتسامة على شفتيه قبل ان يتمدد بجانبي على السرير بهدوء هو الاخر ويقول لي وهو يفتح لي ذراعيه:" اقتربي حبيبتي.. فدانييل كله لكما."


"انا احبك دانييل."


"اعرف صغيرتي"


فقلت بألم: "تأكد بألا تنسى هذا مهما حصل."

.................
يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس