عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-12, 02:10 AM   #9

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي

8- اين المفر


تركها فيتو ترحل , فما غمرة غضب سوداوي باهت .
إذاص , رايتشل فايل تدّعي أنها بريئة ! بريئة كالحمل الوديع . تدعي انها لم تحاول مطلقاً أن توقعه في الشرك كي يتزوج منها !
اشتد فم فيتو ليصبح اشبه بخطين رفيعين . يسهل قول ذلك . آه ! يسهل جداً قول ذلك بعد مرور سبع سنوات , لكن ذكرى تلك اللحظة عندما دخلت آرلين غراهام عليهما في الشقة , سوف تلازمه إلى الأبد .
إنهه مشهد يتكرر في ذاكرته على الدوام , وينتزع منه كل حلاوة ظن أنه عرفها مع تلك الفتاة التي امضى معها أسبوعين من الزمن . تلك الفتاة التي كرّس نفسه لها . . . كرّس نفسه لأنه . . .
لا! هو يرفض أن يعود ليسلك ذاك الدرب مجدداً . إنه درب محدد للأغبياء والمغفلين وللرجال اللذين يسهل سقوطعم . . . الرجال اللينين , تماماً كما كان هو يوماها .
استطاع فيتو أن يشعر بفراغ في أحشائه , مشابه تماماً لما شعر به في ذلك اليوم منذ سبع سنوات و لحظة أدرك أنه تم الإيقاع به باعتبارة شخاً ثرياً يسهل خداعه من قبل عشيقة والده وابنتها . نصبت المرأتان له فخاً معسولاً كي يصطاداه من خلاله .
يا إلهي ! لقد وقع في الفخ . كان مأخوذاً بها تماماً . مشى على الدرب المزروعه بالأزهار , ثم أنقلب على رأسه ليقع في الفخ الذي نصبته له . لكنه رفض الوقوع في الأسر , فخرج من الفخ سليماً .
قفزت الذكرى مجدداص امام عينيه . . . كان فيتو قد غازلها ومازحها وعانقها متذوقاً حلاوتها حين سمع ذاك الزعيق الصاعق , وسمع الآنسه الصغيرة البريئة . . . غير البريئة تشهق بصدمة مصطنعه , بينما راحت والدتها تصرخ عليها وعليه , فتتهمه بأنه يغوي أبنتها العذراء الغاليه . . سجّ ليتو هذا التمثيل المتقن بجزء من الثانية , فأدرك أن ليس هنالك سوى مفرّ واحد من الخدعة , هو قلب الطاولة عليهما معاً !
نهض من مكانه من دون أن يزعج نفسه بالاستفسار عن أي شيء ولو بشكل عابر جداً . استطاع ان يتذكر بالضبط ماقاله . يومها تشدّق قائلاً :" أغويتها ؟ بالكاد . . . . هي التي ارتمت بين ذراعي "
اعتقد لوهلة بأن آرلين غراهام سوف تصاب بسكته دماغية , /إذ أخذت تزعق بصوت مرتفع أكثر فأكثر , فأغرقت ردّة الفعل التي أبدتها رايتشل .
يومها أصدرت رايتشل صوتاً هادئاً جداً , لم يكن شهقة ولا أنيناً ولا صرخة . . . عبس فيتو بعمق أكبر , وفكر أنه بدا كشيء . . . شيء ينكسر . . .
غمرت القسوة وجهه مجدداً .
ردّة فعل رايتشل بأسرها كانت جزءاً من المخطط الذي رسمته مع وادتها . هذا كل شيء . آرلين تلعب دور الوالدة التي توجه الأتهامات , ورايتشل تلعب دور البريئة الضائعة , أما والده . . . بالطبع , كان يفترض به أن يلعب دور الأب الصالح , فيأمره . . . هو الأبن النذل بأن يصلح موقفه , ويتزوج الابنه الصغيرة المخدوعه . . .
حسناً ! إنريكو نفسه لم يكن سهل الأنقياد , إذ أنب عشيقته وأعادها إلى حدمها الأصلي , فأخرس زعقاتها المهينه الهستيريه . أما بالنسبة إليه . تنحى به والده جانباً في وقت لاحق , وقل له بفظاة إنه إن فكر ولو قليلاً بأن يتزوج ابنة آرلين , عندها يمكنه أن يبحث عن شركة أخرى يعمل لديها , كما يجدر به أن يجد عملاً ذا مدخول جيد و لأنه لن يعود مرشحاً لأن يرث شرة فارنستي الصناعية . . .
بالطبع فيتو لم يكن بحاجة إلى من يقول له ذلك , أما رايتشل غراهام . . . فايل . . . مهما كان الأسم الذي تطلقه على نفسها لكي تحاول أن تبدو محترمة , فيمكنها أن تذهب بعيداً بحثاُ عن زوج آخرتوقعه في فخّها المعسول !
لكن ذلك لايعني ان الأمر لم يتطلب منه وقتاً طويلاً كي يصدها عنه . يا إلهي ! حاولت رايتشل جاهدة ان تستعيده . يومها قادت حملة مستمرة لمدة ثلاثة أشهر حتى تتصل به .
الله وحده يعلم ماهو الشيء الذي اقنعها اخيراً اان تستسلم . لابد أنها اخيراً فهمت الرسالة بأنه لايرغب في معرفة شيء عنها . أو لعلها تعرفت إلى رجل آخر في ذلك الوقت . فوضعت نصب عينيها مغفلاً آخر اكثر غباء منه , هذا لايعني بالطبع أنها تمكنت من إقناع أي رجل أن يتزوج بها . . . حتى الآن .
خطا فيتو عبر الغرفة , فجذب باب خزانة الملابس وفتحه يجد بعض الملابس كي يرتديها .
بدا مزاجه معكراً تماماً . ما الذي يفعه هنا بحق الجحيم ؟ ماكان يجدر به أن يسمح لغرورة أن يسيطر عليه فيوافق على عرض رايتشل المضحك . ما الذي يهمه بحق الجحيم إذا ما كانت رايتشل ترغب بإقامة علاقة حميمية معه أم لا ؟
تجمدت يده على القميص التي كان على وشك أن يزيلها من علاّقة الملابس . بدا له كأنما حجرا ما يملأ رشتيه . تذكر فيتو أنها ناداها ذات يووم باسم فتاته الجميلة مستخدماً اللغة الإيطالية ز تذكر أنه حملها بين ذراعيه وأحس بجسدها يرتعش في أحضانه . تذكر أنه عانقها بشغف وشوق , وهو أمر لم يمنحه لأي امرأة غيرها من قبل . لأن رايتشل فايل ليست كأي امرأه أخرى عرفها على الإطلاق .
ادرك فيتو ذلك منذ اللحظة الأولى . جرى له شيء ما تلك الليلة . . . شيء لم يكن يتوقعه فيتو على الأطلاق . اعتاد فيتو ان يرتاد الكثير من الحفلات , وتلك كانت مجرد حفلة أخرى يحضرها . يومها ألقى نظراته في أرجاء المكان , فأبقى إحدى عينيه مفتوحة تداركاً للنساء اللواتي لايرغب بأقترابهنّ منه , أما العين الأخرى فأبقاها مفتوحة بحثاً عن نساء أخريات قد يختار من بينهن واحدة كي يتسلى برفقتها تلك الليلة . . . أو ربما لفترة أطول بقليل إذا ماناسبه ذلك . ربما يستمر الأمر لبضعة أسابيع , أو رميا حتى شهر أو أثنين , لكن ليس أكثر من ذلك . فأولئك النساء يصبحن طموحات في تلك الحالة , ويبدأن بتصور فرصهنّ في إيصاله إلى مذبح الكنيسه من أجل الزواج . لكن هذا ماكان لانية لدى فيتو أن يقصدة , لأن لديه جراحاً عميقة . هو شاهد ما فعلة والده لوالدته , ورأى تأثير ذلك عليها , بحيث صارت حياتهما بؤساً حقيقياً . وبالغرم من أنه لاينوي أتباع درب والده نفسه , كما أنه يعلم - من دون خيلاء - بأن أي امرأة يتزوجها سوف تتعلق به , وإذا ماسئم منها , فإن التزامه بالروابط الزوجية سيصبح أمراً فوضوياً . فضلاً عن ذلك , ربما ينتج عن ذلك الزواج أولاد , وهو يرفض ان يخضع أي طفل للعذاب الذي عاشه هو نفسه اثناء نموه .
ادرك فيتو ان النساء سوف يبقين دوماص على ماهنّ عليه . ادرك ذلك منذ أن أصبح في سن المراهقة , واكتشف الجاذبية التي يتمتع بها بفضل المزيج الساحر بين ثرائه ومظهره . إنه مدلل فاسد , وهو يدرك ذلك . تعلم بسرعة أن قليلات هن النساء اللواتي يتجاوزن قدرته على النيل منهنّ لو رغب بذلك . ظل بعيداً عن النساء المتزوجات , وملتزماً بالنساء اللواتي رغبن بما يرغب به هو , أي علاقة غرامية سهلة ترضي رغبات الفريقين , حيث لاروابط تقيدهما , ولا قلوب وأزهار عديمة الجدوى . إنها معادلة لاتخيب ولاتخطئ ولطالما سارت بشكل ناجح , حتى ذلك المساء . . .
ماهو الشيء المميز في رايتشل , تلك الفتاة الإنكليزية الهاذئة التي جذبت عينيه إليها ؟ لم يتمكن فيتو مطلقاً في الواقع أن يستنتج السبب . يومها شعر انها تتمتع بهالة تقول إن يد أي رجل لم تلمسها قط . ليس فقط بالمعنى الجسدي , وهو أمر استطاع أن يدركه على الفور . بدت غير متأثرة بالمكان المحيط بها . كانت برفقة رايتشل في تلك السهرة فتاتان إنكليزيتان أخريات , لكنهما من طبيعة مختلفة تماماً . إذ بدا من الواح أنهما واعيتان وتتمتعا بخبة عاطفية و كما بدتا من الواضح أنهما واعيتان وتتمتعان بخبرة عاطفية, كما بدتا مطمئنتين واثقتين ولا تشعران بالغرابة البته , أما رايتشل فبدت مختلفة تماماً.
أمضى فيتو أسبوعين . . . أربعة عشر يوماً كاملة مكرساً نفسه لها , سعيداً بأكتشاف أمر مختلف . أرادت أن تتحدث عن التاريخ , الفن , الأدب , الكلاسيكيات , اللغات , السياسة والأقتصاد . . . لم تكن رايتشل فتاة ساذجة تحاول التأثير علية , بدت مسرورة جداً بأن تقذف عملة حجرية في نافولة تريفي , وأن تجرب كل طعم في المثلجات بدت مسرورة وهي تحدق غلى الأعلى نحو فيتو وقد ظهر في عينها افتتان لم تدرك وجودة حتى . لكن فيتو لاحظ وجود تلك النظرة في عينها , وعلم انه لايستطيع . . . ولايجدر به أن ييستغلها . يجدر به ألا يمسها بإصبعه حتى , فهي ماتززال فتاة بريئة . علم ذلك على الفور , كما ااستطاع أن يدرك أنها غير محنكة على الإكلالاق في أساليب الرجال . أما هي فلم تكن تدرك حتى كم ذلك يجعلها جذابه جداً بالنسبة لهم .
تمنّع فيتو لأسبوعين طويلين حتى عن ملامستها وعناقها . استخدم كل ذرة من قدرته على السيطرة على ذاته لكي ينع نفسه من ملامستها , وراح توقه إليها يزداد مع مرور كل ساعة . جاذبيتها بالنسبة إليه راحت تتنامى مع مرور كل يوم , ومع مرور كل ساعه . بدا إدراكه لها حاداً جداً , لكنه لم يظهره لها .
لكن ذلك الأمر أصبح مؤلماً , حتى تلك الليلة . . . بدت رايتشل كئيبه تحت مرحها الظاهري فهي سوف تعود في اليوم التالي إلى إنكلترا , بعد أن اعتادت على رفقته وارتاحت لها . يومها لم يتمالك فيتو نفسه فجذبها نحوه , وجعلها تشعر بالأمان والثقة به . بعد قليل سوف ينتهي الأمر بأسرة .
فجأه علم فيتو بأن الأمر لم ينته , وأنه لن ينتهي أبداً . هو لن يسمح لرايشل فايل بالأفلات منه . لايمكنه أن يسمح لها بذلك . جلست رايتشل تحدق إليه بتوق واضح في عينيها . عندما ارتشفت قهوتها الأخيره من بيازا نافونا . بدا كأنهما يجلسان بمفردهما وكأن اليساح هناك غير موجودين . كأنما الفتاة الجالسة قبالته فقط موجودة بشعرها الذهبي الحريري , وعينيها الواسعتين المملؤتين بالسحر والتوق . . . شعر فيتو بأنه غير قادر على الأبتعاد عنها . لذا فعل تلك الليلة ما كان يرغب بفعله منذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها عيناه عليها .
أخذها بين ذراعيه باندفاع كان يدرك أنه يجدر به مقاومته, لكنه لم يقوّ على ذلك . بعدئذٍ أصطحبها إلى شقة آل فارنيستي , حيث فعل ما كان يرغب بفعله منذ اللحظة الأولى التي رآها فيها , عانقها عناقاً محموماً حمله كل مايشعر به من الشغف والشوق نحوها .. .
أما رايتشل فتجاوبت معه بشغف مماثل . بدا عناقهما كالحلم وأكثر .ز لم يعرف فيتو قط امرأة شغوفه مثلها .
ضمها إليه محتضناً جسدها الرقيق ضمن دائرة ذراعيه الحاميتين . في تلك اللحظات علم أن شيئاً ما قد حصل , سوف يغير وجوده إلى الأبد . لم يكن قادراً علا تسمية ذالك الشيء بكلمات أو إطلاق أسم عليه , لكنه علم أن تلك هي أثمن لحظةة في حياته . ثم وصلت الحقيقة . . . على شكل امرأة صارخة , فعلم فيتو أنه تم التلاعب به كأكبر مخبول في العالم . ..
بدا وجهه متصلباً كالحديد , قاسياً وغيرمتسامح . لكنه في مكان ما من أحشائه أستطاع أن يشعر بمثل ذلك الشعور الذي تزق داخل جسده في ذلك اليوم منذ سبع سنوات . إنه الألم الكاوي الممزق !
عندما غادر فيتو سان بيير , كانت رايتشل قد رحلت , وهو لم يأبه ولم يعد يأبه .إن ثارت أي شكوك حول زواجهما , فهو سوف يبتدع روايه ما بخصوص عروسه الشديدة الحساسية التي تصرفت بنزق . أمضى حوالي الساعتين متحدثاُ عبر الهاتف , ثم أرسل رسالتين إلكترونيتين إلى تورين وإلى لندن . ما إن عاد إلى مكتبه حتى غمرته الأعمال المتأخرة . طرأت على بال فيتو ذكرى والده مجدداً , عندما أنهى مكالمة هاتفيه أخرى مع مدير مكاتبه الأوروبيه . كان إنريكو عمل كالجني و ثم يااخذ استراحه من كل شيء , فيختفي مع آرلين . لكن ذلك لم يستطع أن يخلّصه من ضغوطاته النفسية . فمزاج والده قلّما كان جيداً , كان ينزعج بسهولة , فهو كثير الضغوطات وصبرة قليل .
انجذب فم فيتو بانحناءة ساخرة , آرلين غراهام عملت مقابل المال الذي أخذته من والده . حسناً ! لم يكن منا لسهل ان تكون مساعدة والده وعشيقته معاً . لربما حصلت آرلين على بعض الأغراض الثمينه وعلى حياة مترفة سهله , لكن لاشك أن حياتها مع والده لم تكن سهلة . مع ذلك لابد أن آرلين وجدت تلك الحياة ملائمة لها. لعل والده منحها أكثر مما كشف عنه لآبنه .
شدّ العبوس وجه فيتو .
لكن إنريكو لم يترك لها شيئاً , حتى الفيلا . آرلين لم تخرج من علاقتها بوالده وهي تحملة ذخائر ملموسة , إلا إذا كان يمنحها المال النقدي بأنتظام . باستثناء الزمردات . . .
تصلب فم فيتو . حسناً ! لقد استرجع زمرداته الآن , وجلّ ماكلفه الأمر رحلة إلى جزر الكاريبي ! إنها صفقة جيدة إذا أراد أن يعتبها كذلك . بالإضافة إلى أنه حسل على رايتشل فايل في سريره كهدية , ذكرة جسده بقوة بذلك . . . هو يعلم أنها تكذب , بغض النظر عن كل الأعتراضات التي أوردتها . مهما حاولت ان تلعب دور الفتاة الصغيرة البريئة , وهو يعلم أنها مدّعية , لو أنها حقاً بهذه البراءة , فلماذا إذاً راحت تحاول باستمرار أن تتواصل معه . . . لا ! رايتشل هي داهية , متلاعبه وتحاول ادعاء البراءة , لكن بالرغم من ذلك هو مازال يشعر بالأنجذاب نحوها . . .
أخترقته طعنة من الشوق , كأنها تعاقبة بشدة إلحاحها . استطاع فيتو أ يشعر بجسدة يجيش نهماً ليضم رايتشل فايل وهي في الثامنة عشر من عمرها . فهي مازالت تملكه . . . بل أكثر من ذلك حتى . لكنها هذه المرة لن تتلاعب به كالمخبول , لأنه عرفها على حقيقتها الآن . إنه يعرف رقم هاتفها الآن , وهو يرغب في الاتصاب بها . أحس فيتو بالشوق يتملكه مجدداً . أراد أن يشعر بجسدها الحريري الناعم بين ذراعيه . أراد أن يرى شعرها منتشراً حول وجهها الجميل الشعوف . إنها الآن زوجته ويحق له المطالبه بحقوقة الزوجية .
رايتشل هي المراه الوحية التي يتمنى لها الهلاق بسبب مافعلته به في الماضي , لكنها مع ذلك ماتزال قادرة على التأثير في بقوة , لذا فهو مايزال يشعر بالانجذاب إليها , إنه لايقدر على تقديمها للعالم على أنها زوجته . يكنه سوف يضعها في شقة لائقة في لندن , ويقوم بزيارتها متخفياً كما لو أنها عشيقته . رفع فيتو سماعة الهاتف بقرار مفاجئ فطلب إحضار وسيلة النقل لتعيده من الجزيرة إلى انتيليا , ثم اتصل بربان الطائرة الخاصة به كي عيدّها للققلاع . مازال أمامة اتصال هاتفي آخر.
ليس هنالك إلا مكان واحد تقصده . لاشك أنها ستعرض وثيقة زواجها لتتباهى بها أمام حبيبها . حسناً ! يمكنها أن تفعل هذا إذا كان الأمر يرضيها ويمتعها , لكنها ستكون المرة الأخيرة التي تقابل فيها حبيبها ذاك , إلى أن يمل منها هو , فيسمح لها بالحصول على الطلاق .
رايتشل زوجتي , وأنا أنوي ان استمتع بعروسي . عليها بكل بساطة أن تتخلص من ذلك الحبيب , وسوف أؤمن لها حياة راضية .
سوف يجعلها تشعر بالرضى تماماً . سوف يجعلها ترى أن ما يملكنه الآن يستحق أن يضعا خلافتهما جانباً لآجله . إنه مستعد لآن يبقيها إلى جانبه شرط أن تتوقف عن محاولة الدفاع عن نفسها وتحتفظ بمواهبها في السرير له وحده . إنه مستعد حتى لأن يشتري لها شيئاً يعوضها عن الزمردات . بالطبع لن يشتري لها شيئاً بالقيمة الغالية نفسها , لكنه يفكر بشيء يمكنها أن ترتديه له في مكان خاص . . . خاص جداً . . . جال ذهنه على دروب مشوقة , فتخيلها تتألق بالماس . .
أعاد فيتو ذهنه إلى الواقع . أولاً هو بحاجه إلى جعلها تبتعد عن حبيبها القديم , ولكي يحرص على إبعاد هذا الأخير هو بحاجة إلى معرفة من يكون . بعدئذٍ يمكنه ان يتخلص منه .
ضغط على أزرار هاتفه النقال طالباً رقم مكتبه في لندن . تم الرد على الأتصال فوراً .بدا فيتو متحكماً بصوته تماماً إذ قال :" سيدة واللترز ؟ ضعي لي مسؤول الأمن على الخط , لو سمحتِ "
****
أرتدت رايتشل ملابسها بحذر شديد . أختارت تلك البذلة الرسمية نفسها التي ارتدتها إلى مكتب فيتو فارنيستي . في الواقع هي لم ترغب بأرتدائها , لكنها ليست قادة على تحمل تبذير المزيد من المال لشراء بذلة ثمينة أخرى . كما أن ثمن تذكرة الطائرة من انتيليا إلى لندن أضاف عبئاً مالياً جديداً على ميزانيتها المتعثرة . فضلاً عن ذلك , فإن البذلة البنفسدية الأنيقة هي بالتحديد الملابس التي عليها أن ترتديها الأن بصفتها السينيورا فارنيستي , فهي ملابس استثنائية , باهظة الثمن , وأنيقة .
انتقلت رايتشل بواسطة مترو الأنفاق إلى المحطة الأقرب إلى مستشفى والدتها , وهناك أوفقت سيارة أجرة عوضاً عن متابعة المسافة المتبقية سيراً على قدميها . السينيورا فارنيستي لن تمشي . سيارة الأجرة سوف تكون وسيلة النقل التي تقلها على الأقل , إن لم تكن سيارة ليموزين يقودها سائق . بالطبع والدتها لن ترى سيارة الأجرة , لكن موظفي الأستقبال في المستشفى سيرونها ,. زذلط طلخ سزف يؤط\ هلة صدق ماهي على وشك أن تعلنه لوالدتها , كذلك سوف يفعل هذا الخاتم اللامع في إصبعها . أما أكثر الأمور إقناعاً فهي وثيقة الزواج وتلك الصور التي أخذتها من أندرية عندما غادرت دار شهر العسل .
سوف تظهر لوالدتها أنها سعية جداً برفقة عريسها , فيتو فارنيستي . . .
الكذبة ليست مهمه . مايهم هو فقط أن تكون مقنعه بما فيه الكفاية حتى تسعد والدتها . . .
أحست رايتشل بالأسى يخزها بمخالبه الجارجة . سوف تعلم أن ابنتها حققت لها أحلامها قبل أن تفارق هذا العالم .
بمقدورها أن تتمنى قدر ماتشاء لو أن والدتها امتلكت حلماً مختلفاً بخوصها . حلم مايترك فيتو فارنيستي بعيداً جداً وراءها في تلك الكارثة التي حدثت في صباها .
لكنك غير قادرة على تركها خلفك . أليس كذلك ؟ سمحت لتلك الذكرى بملازمتك , بتسميتك طيلة حياتك منذ ذلك الحين . دمرتِ كل فرصك بإيجاد السعادة مع رجل آخر . فقط لأجل رجل كفيتو !
كادت رايتشل تصل إلى المستشفى , فاستنشقت نقساً عميقاً .
دعي فيتو خلفك الآن !تخلصي منه للمرة الأخيرة ! تحرري منه ! تحرري من توقك إليه , أرجوك !
جالت ذكرى تلك الليلة مع فيتو في ذهنها , فعضت رايتشل بقوة على شفتها السفلى , محاولة كبت ذاك التفكير . . . محاولة إطفاء اللهيب الذي قفز داخل دمائها . إنها تشتاق إليه . . .. توقفت سيارة الأجرة , فهزت رايتشل نفسها خارج تلك الذكرى .
اصطدمت بالواقع مجدداً , فجلب معه ثقل القلب المعهود الذي تحس به كلما أتت إلى المستشفى .أعطت سائق السيارة أجرة .
- طاب نهارك آنسة فايل . تبدين متألقة جداً اليوم !
ابتسمت عاملة الأستقبال بإشراق لها , وقد صارت وجهاً مألوفاً بالنسبة إليها الآن . بعد أن وقعت على أوراق الدخول , قالت لها موظفة الأستقبال :" أدخلي أرجوك "
لم تكن والدتها نائمة , بل في حالة نعاس وتخدير . بدا ذهنها مغشياً ومشوشاً , لكن وجهها أشرق عندما دخلت رايتشل , فمدّت نحوها يدها الواهنة الضعيفة . أعتصر الالم قلب رايتشل فيما نظرت إلى والدتها المحتضرة . جلست وأخذت يد آرلين الضعيفة بيده . وبعد برهة قصيرة أنحنت إلى الأمام وقبلت خدها الهزيل بعناية ورقة , ثم استنشقت نفساً من أجل تهدئة أعصابها .
هذا هو الوقت الحاسم .لامجال للتراجع أبداً .
ابتسمت رايتشل تاركة الأبتسامة تضيء عينيها , ووجهها .
- هناك أمر أود أن أخبرك به . . .إنه شيء رائع . . .
****************
استقام فيتو فجأة في كرسيه :" إلى أين ذهبت ؟"
- إلى عيادة ماكفارلاين في هامبسيد , ياسيد فارنيستي . استقلت قطار الأنفاق المتجه إلى الجنوب نحو . . .
- اين الآن ؟
قاطع فيتو الرجل الذي يعمل في وكالة الحماية والأمن الخاصة بشركته بفظاظة وقلة اهتمام بسبب معرفته ماهي وسيلة النقل التي استقلتها رايتشل بعد ظهر هذا اليوم .
- عادت المرأة إلى منزلها حوالي الساعة السادسة والنصف بعد الظهر . أحد عملائنا يراقب المبنى . لكن المرأة المستهدفة بقيت في الداخل منذ عودتها إلى هناك .
جلس فيتو مستنداً إلى الوراء , فيما راحت الأفكار تتسارع في ذهنه . . .
مستشفى ؟! سأل فيتو :" أي نوع من المستشفيات ؟"
- عيادة ماكفارلاين هي مستشفى خاص مخصص في عموم الأمراض إنه . . .
قاطعه فيتو مجدداً :" أبقِ رجلك خارج المبنى .أنا في طريقي إلى هناك اتصل بي على هاتفي النقال إن غادرت المبنى "
قطع فيتو الأتصال ونهض , ثم قذف الهاتف على طاولة القهوه المنخفضة .
مالذي تفعلة رايتشل في المستشفى بحق الجحيم ؟ هل هي مريضة ؟ أحس بطعنة من الخوف تسيطر عليه فجأة .
قاوم هذا الشعور بقوة . إنه لايريد أن يشعر بأي شيء تجاه رايتشل فايل , لاسيما بذلك الخوف غير العقلاني الذي اخترقه للتو . لعلها كانت تزور احدهم فقط . لعلها لم تذهب إلى هناك من أجلها شخصياً , بل من أجل شخص آخر . لكن لأجل من ؟ من هو الشخص العزيز على قلب رايشل والذي يعني لها الكثير بحيث ذهبت لتزوره مباشرة بعد أن قطعت المحيط الأطلسي . مباشرة بعد أن أصبحت السيدة فارنيستي ؟ أطبق فمه في عبوس غاضب . الحبيب ! أهو من ذهبت لتراه ؟ هل ذهبت لتوبخة ساخرة . . .؟ أتراها توبخ رجلاً محتجزاً في سرير بمستشفى ؟
**************
حدّقت رايتشل بفراغ في شاشة كمبيوترها الحمول . يفترض بها أن تركز على ترجمة الوثيقة القانونية المعقده الموضوعه إلى جانب الكمبيوتر بالقرب من القاموس الأسباني الذي كان مفتوحاً على الطاولة . لكنها لم تكن قادرة أن تركز على عملها . لابد أنه التكاسل بسبب سفرها بالطائرة . لالابد أنها ستشعر بالأرهاق بسبب تغير التوقيت الزمني ز فهي عبرت الحيط الأطلسي مرتين بسرعة وذلك في فترتين متقاربتين جداً . مازالت تشعر انها مرهقه على الرغم من أنها نامت خلال رحلة العوده من ميامي إلى لندن . أو لعله إرهاق الروح لا الجسد . . . بدا وجهها كئيباً داكناص .
قمت بالأمر الصائب . . . أعلم ذلك !
تذكرت رايتشل صورة وجه والدتها عندما أخبرتها بعد ظهر الوم .
أشرق نور ما من خلال الأمل والأرتباك في وجه آرلين ما إن سمعت بخبر الزفاف . تهدّج صوت والدتها فبدا مرتجفاً وهي تقول :" آه , ياعزيزتي ! هل هذا صحيح ؟ هل هو صحيح فعلاً ؟"
حدّقت بعينها المغشيتين نحو رايتشل , ثم سمرتهما بثبات على قطعة الورق السحرية التي حققت لابنتها مالم يُنعم عليها بتحقيقة . حدّقت إلى صور ذاك العرس الشبيه بالأساطير , حيث وقفت ابتنها الجميله وهي ترتدي فستان عرسها وتضع زمردات فارنيستي حول عنقها , إنها عروس فارنيستي حقيقة , وإلى جانبها يقف عريس فارنيستي حقيقي .
توسلتها آرلين قائلة :"أخبريني ! أخبيني كل شيء !"
وأخبرتها رايتشل . .. حبكت لوالدتها رواية رومنسيه أشبه بالقصص الخياليه .إنها قصة مفادها أن فيتو فاريستي التقاها مجددا في حفلة أقيمت لكبار المدراء في الشركة التي تعمل لديها في ترجمة الوثائق وذلك احتفالاً بإطلاق أحد منتجاتهم .
تلاقت عيونهما عبر الغرفة المكتظة , وغمرهما عدم التصديق لوجودهما معاً هناك , بعدئذٍ اقترب منها فيتو , وتوسلها كي تسامحه على معاملته الفظة لها خلال السنوات الماضية , قائلاً لها أنه كان شاباً قليل الخبرة . ثم دعاها إلى الخروج معه . تابعت رايتشل تقول :" لم أرغب بأن أقول لك أي شيء أمي . . . لم أشأ أن أزعجك , من قبل , إذ ربما . . . حسناً خشيت ألا ينجح الأمر "
أضافت والابتسامة تضيء وجهها :" لكن الأمر نجح فعلاً ! ثم حملني وطار بي . . .! أخذني إلى جزر الكاريبي , و آه , يا أمي . . . بدا الأمر أشبه بصورة من فيلم سنمائي . نظم فيتو زفافاً مميزاً على جزيرة شهر العسل الخاصة بنا , وقد تزوجنا أمي . . . تزوجنا ! أنظري !"
دفعت رايتشل يدها اليسرى , فسمحت لوالدتها أن تلمس الخاتم المحيط بأصبعها .
- آه يا عزيزتي !
تنفست الوالده مجددا بذلك الكلام , فانقبض قلب رايتشل عندما رأت نور السرور في عيني أمها . ثم انقبض مجدداً ,. فيما حدّقت آرلين بها . التعابير المرتسمة على وجهها جعلت رايتشل ترغب بالبكاء . قالت أمها :" يمكنني أن أموت سعيدة الآن ؟
طعنها السكين مجدداً في قلبها لدى استرجاعها لما حصل , فحدّقت من دون أن ترى نحو شاشة الكمبيوتر .
قمت بالأمر الصائب .أعلم انني فعلت !ً كررت رايتشل كلامها .
لكنها مع ذلك أحست بفجوة تنفتح في داخلها . إنه شعور بالفراغ التام لايمكن ملؤه أبداً .
انتزعت رايتشل فيتو فارنيستي بالقوة من داخلها . ظل يطاردها طيلة سبع سنوات طويلة .إلا أن مواجهتهما دمّرت الشبح الذي حثم على قلبها مذ كانت في الثامنة عشرة من عمرها , ولم يغادرها أبداً . لكنها الآن تشعر بتلك الفجوة المممزقه الفارغة تنمو في داخلها .
إنها لن تراه أبداً من جديد . بعض النظر عن مدى السوء الذي تصرفت به لإجبارها فيتو على الزواج منها , فإن تصرفه على الجزيرة قد مسح تماماً تماماً أي أثر متبقٍ من الأمل بأن يقر بما فعله بها في الماضي .
حدّقت رايتشل عابسة تجاه الشاشة . ظن أنك كذبتِ عليه عن عمد فلم تخبريه من أنت , فأغويته حتى تأسريه . هو مقتنع بأنك خططتِ لذلك مع والدتك .
أطبقت رايشتل فمها .أغويته ؟! بحق الله ! كانت مجرد فاة بريئة في الثامنة عشر من عمرها , وما تزال في المدرسة ! كيف يمكنها أن تغوية . بحق السماااء ؟ فيتو يكبرها بعشر سنوات , وهو متمرّس . . .آه !
نعم , متمرس جداً ! كان معاداً على الحصول على النساء الجميلات منذ أن كان مجرد مراهق . والدتها اخبرتها الكثير عن سمعة فيتو وسجلّه الحافل و وذلك بعد أن وجدتهما معاً في الشقة .
فكرت رايتشل بمرارة , لا! لن تتقبل أن يتهمها بهذا الشكل . طيلة الوقت كان اللوم موضوعاً على الطرف الخاطئ ,بالرغم من أنها كانت أغبى من أن تلحظ ذلك في حينها .

حسناً ! لا مجال أبداً لأن أسمح لك بذلك أيها الرجل المفترس الشديد الجاذبية والسحر المدعو فيتو فارنيستي !
تركت رايتشل الغضب يتقلب في داخلها , وقد أحسَت بقوته الحارقة . الغضب هو ما أرادت أن تشعر به الآن , زوماهي بحاجة لأن تشعر به . إنها غاضبة بسبب كل شيء قاله لها فيتو فارنيستي . أطبق فك رايتشل بحزم أكبر , فيما واجهت السبب الأخير لغضبها . تمكن فيتو من أخذها إلى سريرة بسهولة تامة في حين قرر ذلك , أما هي فبدت واثقة به وسهلة الأنقياد .
اخترقها الغضب كالسكين الجارح , عميقاً حاداً . ليس تجاه فيتو فقط بل تداه نفسها أيضاً .
خدعني فيتو مرتين . . . مرتين!
حسناً ! اللوم يقع عليها وحدها . .. حسناً ! بغض النظر عن مقدار غبائها ,لأنها صدّقت بحماقة أن فيتو تغير . الغضب العميق الجارح سببه أنها لم تقدر على إخراجه من داخلها , وأنها على الرغم من معرفتها لفيتو فارنيستي على حقيقته فهي مازالت منجذبه إليه .
لكنني هربت ! عندما وجه لي تلك الكلمات الجارحه هربت ! لم أخضع له . . . لم استسلم مجدداً ! والآن رحل فيتو . خرج من حياتي إلى الأبد , ويمكنني أن أشعر بالأرتياح . . أخيراً يمكنني أن ارتاح . . . لماذا إذاً تشعر أن الفراغ في داخلها يتآكلها ؟
كانت رايتشل تقلّب الصفحات الرقيقة في الكتاب السميك عندما رنّ جرس هاتف المدخل . توقفت عن الحركة على الفور فيما شعرت بالتوتر . قفت على افور إلى ذهنها ذكرى آخر مره حظيت فيها بزائر . حصل ذلك منذ أسبوع فقط , خلال تلك الفتره القصيرة من الوقت غرقت رايتشل في عاصفة هوجاء من العواطف المعذبه
من المرجح ان يكون أحد جامعي الحسنات أو أن أحدهم أخطأ بالشقة . لايعقل أن تكون هذه زيارة اجتماعية , فمنذ مرض والدتها ابتعدت رايتشل عن حياتها الأجتماعيه تماماً . حاول البعض من زملائهما أن يبقوا على تواصل معها , لكن رايتشل صدّتهم , لأنها لم تعد قادرة على تحمل اهتماماتهم العاديه التي لاعلاقة لها بقلقها بسبب مرض امها وموتها المتوقع . لم تعد ترغب بتمضية أي وقت فراغ تحظى به من عملها , بعيداً عن والدتها , مادامت هذه الخيرة على قيد الحياة .
أمضت رايتشل قدر ما استطاعت من الوقت برفقة والدتها . كانت تجالسها في غرفتها ة فتقرألها أحياناً , أو تثرثر معها إذا شعرت امها برغبة في ذلك و وأحياناً تهتم بالأمور الصغيرة فتمشط شعر والدتها أو تطلي لها أظافرها .أحياناً تأخذ رايتشل معها كمبيوترها النقال وتجلس واضعة إياة على ركبتيها , فتعمل بينما تستلقي والدتها أمامها , فيما يبث الراديو الموسيقى بنعومه . حاولت بشتى الوسائل أن تعوض عن تلك السنوات التي لم تمضها برفقة والدتها عندما كانت شابة .
تسائلت مال الذي ستقوله بحق السماء لوالدتها بخصوص عدم تغير نمط حياتها منذ أن تزوجت فيتو فارنيستي و لكنها سرعان ما أدركت أن تلك لن تكون مشكله , فهي قالت الكثير بعد ظهر اليوم .
- سوف أستمر بزيارتك بقدر ما كنت أزورك من قبل , أمي . فيتو يعمل كثيراً في لندن الان . لذا سوف نقيم هنا .آه أنا واثقه من أنه سيضطر لزيارة روما وتورين , لكنه يعلم أنني أريد البقاء هنا معك . . .
شتّ صوتها ولم تتمكن رايتشل من متابعة كلامها .
- ذلك لطيف جداً من قبلة . . . الاّ يبقيك بعيدة عني مادمت . . مادمت مريضة جداً . أنا . . . أنا أعلم أنه لايرغب مطلقاً في التعاطي معي . . . أنا أتفهم .
قالت والدة رايتشل هذا , فيما ظهر الأمتنان في صوتها , وذلك مزّق قلب رايتشل . بعدئذٍ أظلمت عينا آرلين قليلاً , كما لو أنها تذكرت أموراً مؤلمة , فتابعت قائلة :" إنه . . . لطالما كان مقرباً جداً من والدته . كان . . . الأمر صعباً بالنسبة إليه . رؤية إنريكو معي , جعله . . ."
تلالاشت كلمات آرلين , فقد تطلب منها الكلام الكثير من القوة , سُمع الأزيز من مدخل المبنى مجدداً, وهذه المرة بدا أعلى وأكثر إلحاحاً .
شعرت رايتشل بالسرور لهذه المقاطعه التي قطعت حبل ذكرياتها . دفعت كرسيها إلى الخلف فوق السجادة الباليه , فعبرت غرفة النوم نح الباب وحملت السماعة , ثم سألت :" من ؟"
سماع صوت فيتو على الطرف الاخر من الخط جعها تمسك بمقبض الباب . هاهو فيتو فارنيستي عند عتبة بابها مجدداً . لماذا جاء هذه المره ؟
- افتحي الباب رايتشل !
سمحت رايتشل له بالحصول على مايريده . إذا لم تفتح الباب يمكنه أن يطلب من رجاله أن يخلعو الباب . سوف ينتهي بها الأمر بأن تضطر إلى التعويض عن الأضرار التي يسببها ذلك . ولآن بالذات هي غير قادرة على دفع التكاليف .
فتحت له رايتشل الباب , واستغلت تلك اللحظات القليلة الوجيزة فيما تسلق فيتوالدرج لكي تحاول تثبيت ضربات قلبها الذي راح يخبط بقوة . جاش الأدرينالين في دمها .إنه هرمون الخوف . هذا كل شيء . كاد يغمرها تسارع مفاجئ للهلع , يحذرها بأنها مجنونه لو سمحت لفيتو أن يقترب منها مجدداً . لكن فات الأوان الآن . سُمع وقع قدمين خارح باب شقتها الصغيره , ثم سُمع قرع على الباب .
فتحت رايتشل الباب ببطء . . . ماإن وقعت عيناها عليه حتى أحست بالأدرينالين يتسارع في جسدها مجدداً . الخوف . . . إنه مجرد خوف . هذا كل شيء .
لاتنظري إليه !
لكن التحذير بدا من دون جدوى , فعينا رايتشل أصبحتا على الفور منجذبتين نحو فيتو , ولم تقوّ على إبعادهما عنه . كان فيتو يرتدي بذله عمل رسمية غامقة اللون ذات تصميم إيطالي رفيع . فيما تشع منه قوة رجولية صافية مخيفة .
علقت الأنفاس في صدرها . . .
- ما الذي تريده ؟
طالبته رايتشل بفظاظة وهي ماتزال تمسك بالباب مفتوحاً عن قصد و على الرغم من ان فيتو كان قد دخل إلى الشقة . ألقى فيتو نظرة مزدرية في أرجاء المكان , تماماً كما فعل في المرة الأولى التي دخل فيها إلى هنا .
عادت عينا فيتو لتطعناها . بعدئذٍ مدّ يده وتناول منها مقبض الباب , فأغلقه بإلحاح . طالبها قائلاً :" لماذا قمتِ بزيارة عيادة ماكفارلاين بعد ظهر هذا اليوم ؟"
أحست رايتشل أن سؤاله هذا اشبه بلكمة في معدتها .
- مـ . . . ـاذا ؟
ضاقت عينا فيتو , فكرر قائلاً :" لماذا قمتِ بزيارة عيادة ماكفارلاين بعد ظهر هذا اليوم ؟"
استجمعت رايتشل بتباطؤ تمالك النفس الذي قدرت عليه , قائلة :" هذا موضوع لايخصك "
- هل أنت مريضة ؟
هزت رايتشل رأسها نفياً قبل أن تقوى على منع نفسها .
تغير شيء ما في وجه فيتو , واستبدل ذاك التعبير بآخر جعلها تشعر بالقشعريرة حتى أعماقها . بدا كأن ستارة سوداء اسدلت على وجهه .
- هل أنت حامل ؟
موــــــــني ^___^



________________________________________


مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس