عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-12, 06:55 PM   #132

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


البارت التاسع والثلاثووون بداية النهاية

,‘،

العقل قد يغيب عنا احيانا .. وبعدها نندم .. قد نخسر وقد نتعلم من تلك الخسارة .. وقد ننسى كل شيء لنبدأ صفحة جديدة نطوي معها ندمنا ذاك .. منذ اسبوع وهو لم يذق طعم الراحة .. يعلم بان حديثه الذي كان بينه وبين والده ومن ثم بينه وبين عمه ابو عمار لا يبشر باي خير .. اقنع يومها والده بالذهاب معه الى منزل تلك التي كانت يوما على ذمته .. اراد ان يضع النقاط على الحروف .. فما كان رد والده الا ان قال : بروح وياك بس ما بدخل باي شيء .. انت اللي تسببت وانت حلها ..

قام واقفا ليقبل رأس والده .. ويجلس بعدها بجانبه يمسك بيده يلثمها : ولا يهمك يالغالي .. اهم شيء انك انت راضي علي .. والناس لازم يعرفون ليش صار اللي صار .

" الناس اجرحوا بنت خالتك بالكلام الزايد " .. جملة قالها ناصر وهو يقضم تفاحة بيده .. ليتجهم ذاك من قوله .. ليجيب عليه : ان شاء الله كل شيء بيتوضح .. والليلة بقول كل شيء لعمي وخالتي .

لم يهتم ناصر بما يقوله اخيه .. فهو قد رأى جرح ابنة خالته في تلك الليلة .. رأى انكسارها وتعلقها باخيها .. وذاك اخيه كان باردا وقاسيا .. ولو كان هو من بيده ان يسامحه او لا .. لما سامحه ..

انفض ذاك المجلس الصغير .. ليبدأ ليلا بعد صلاة العشا مجلسا اكبر في منزل عبد الرحمن .. وعبيد اخلى مسئوليته وترك كل شيء لاحمد .. هو فقط من سيتكلم واولئك مجرد مستمعون .. الموقف كان صعبا جدا .. فنظرات عبد الرحمن وابنيه لم تكن ذات راحة له .. تنفس محاولا ان ينسى تلك النظرات التي تحرقه .. وليبدأ حديث التبرير .. قال كل شيء من يوم اكتشافه لذاك المرض الى اليوم الذي سمع كلمات والده القاتلة له .. وكأنه بذاك سيضع مبرر لعدم عودته وايضاح كل شيء حينها .. سكون ساد المجلس .. وعيناه ارتفعتا لتبحث في الوجوه عن اشارة ما .. لتتسمران على ذاك الذي قال : والمطلوب ؟

ابتسم : ما فهمت عليك ؟

نظر لوالده الجالس على يمينه .. وسرعان ما اعاد النظر له : شو تريد من ورى كل كلامك .. تريد ترجع هاجر لذمتك .. اسمع يا احمد انت ولد خالتي وع عيني وراسي .. بس اختي والضيم اللي ياها منك صعب نسامح عليه .

قبل ان يكمل حديثه ذاك استوقفه والده : اصبر يا عمار .. شوف يا ولدي .. مثل ما ابوك نفض ايده من الموضوع عشان ما ينلام اذا كبرت بينا .. انا بعد انفض ايدي من الموضوع .. المعنية بكل شيء هاجر .. وهي اللي لها الكلمة يا تسامحك والا تبقى ولد خالتها وبس .


ابتسم وهو في الانتظار .. ابتسم على ما آل اليه ذاك الاجتماع .. فهي تلميذته .. هو من علمها الحب وكلماته .. هو ادخل اليها الشوق له ولانفاسه .. هو اول رجل في حياتها .. فهو يظمن رضاها وعودتها .. بل انه واثق بان تلميذته لن تخذله يوما .. ستقف على اسبابه مرارا وستجد فيهن حبه الكبير لها .. وخوفه عليها .. سحب انفاسه وهو يرفع معصمه ليرى الوقت .. ذاك الطبيب تأخر وهو يشعر بحرارة المكان بسبب " بلوزته " ذات الياقة المرتفعة .. استغفر ربه مرارا .. هو محجوزا هنا بسبب تلك القابعة على ذاك السرير منذ ايام خلت .. يعتبر نفسه مسئولا عنها .. فلا يوجد احد يستطيع ان يحل مكانه .. فهي مجهولة تماما . الا من اسم تربع على اوراقها الثبوتية امريكية الاصل .. التفت لدخول ذاك الطويل اصهب الشعر وهو يعتذر : اسف .. لقد كانت لدي حالة طارئة ..

صافحه وجلس على كرسيه وهو يدعك منتصف عينيه بسبابته وابهامه بعد ان ابعد نظارته .. وهو يعيدها : استاذ احمد .. انت تعلم بان التحقيق في قضية الاعتداء تم اغلاقه – هز رأسه ليتابع هو حديثه – الفتاة بحالة سيئة جدا .. الضربة التي تلقتها على رأسها بالاضافة الى النزيف الذي لم نستطع ايقافه حتى البارحة ..

قاطعه : توقف النزيف ..

ابتسم نصف ابتسامة : اجل توقف .. ولكن جسدها الضعيف لم يتحمل .. اخشى ان تبقى في غيبوبة .. واذا افاقت قد تفقد الذاكرة ..

انعقد حاجباه .. فان فقدت هي الذاكرة فكيف عساه ان يعرف اهلها .. تابع ذاك حديثه المتشائم .. وهو لا يطرق باب عقله الا هي وكيف كانت حين انتشلها من اولئك الذين يطاردونها .. ليعنفها بسبب استخدام صلاحياتها التي اعطاها لها في البحث عن برامج تجسس .. لتصرخ به وهي بالكاد تتنفس : لا يحق لك لومي .. الا اذا تسببت باذية لك .. لم يكن ما فعلته الا لمعرفة لا غير .. وانظر الى الجانب الاخر مما فعلته لك .. الم ينشط عملك في بضع اسابيع .. تلك التي كنت فيها مسئولة عن مكتبك .. الم تحل مشكلاتك مع تلك الشركات ولم تصل الامور الى المحاكم .. اخبرني ان كنتُ قد قصرت في واجبي ..

كان يقود سيارته والغيض يتطاير من عينيه .. ليتوقف في احد المواقف.. ملتفتا لها : ولماذا جعلتي مكتبي واجهة لسؤالك عن تلك البرامج المشبوهة ..

تحاول ان تلتقط انفاسها بتعب .. وكأن دخول الهواء وخروجه يجرح رئتيها : اسفة .

نطقتها وصمتت .. صمت طويل لم تتحدث بعده .. حتى وهو يستفسر منها سبب مطاردة اولئك الرجال لها .. كان يتكلم ويتكلم وهي فقط تنظر للامام مع ابتسامة غريبة .. حتى هو صمت حين انتبه لها .. دست يدها في جيب بنطالها لتتحسس ذاك الـ"فلاش " خافت ان يكون قد وقع منها .. وبعدها التفتت له .. لتشكره بعمق تحت نظرات الاستغراب التي تملكته .. وتختم كلماتها تلك : اعتبرني استقلت من الوظيفة .

نزلت واغلقت الباب .. لتختفي بين الزحام .. وهاهو الآن يقف عند عتبة باب تلك الغرفة التي نقلت اليها .. لا يعلم ماذا يفعل .. ايتركها ويعود لديار ليلتقي بتلك التي ستعود قريبا ؟ .. ام يبقى معها حتى تفيق ؟ وان لم تفق ؟ .. مسح وجهه بكفه اليمين مستغفرا .. تابعا ذاك الاستغفار بشهادة ان لا اله الا الله ومحمد عبده ورسوله .. يده تعانق مقبض الباب .. ليلج ويصدح صوت تلك الاجهزة .. اقترب بخطواته من سريرها .. هو سافر بعد ان تركته في ذاك اليوم .. وعاد منذ اسبوع ليكمل تصفية اعماله في لندن ..ليفاجأ بها تطلب المساعدة قبل ان تفقد الوعي تمام .. وجهها مزرق ورقبتها مجبسة .. ويدها كذلك .. وشاش سرعان ما يستبدل عن رأسها كلما اتسخ بدماءها النافرة .. مطموسة المعالم .. بسبب تورم وجهها .. دنى منها حتى لفحت انفاسه جانب وجهها : جوليا .. هل تسمعينني ؟ ..

ارتفع بجذعه ليتنهد .. ويجلس بجانبها بعد ان اخرج ذاك المصحف الصغير من جيب بنطاله .. وبدأ بقراءة آيات القرآن الكريم .. فهي سكن لروحها .. لعلها تفيق وتستجيب ..


,‘،

تمتم بالمعوذات بعد كابوس آخر من تلك الكوابيس التي تجتاح مناماته .. وتلك الذكرى تعصف برأسه .. وكلمات ذاك له " اذا نسيت انت انا بنسى " تأرقه .. كيف له ان ينسى انسانة استوطنت روحه .. تنهد وهو يسقط رأسه على حافة ظهر سريره .. ويداه تقبضان الغطاء بعنف .. وكأنه يحاول تمزيقه .. ليتذكر ذاك اللقاء الذي كان بينهما بعد سنوات غياب .. يومها بحث عنه في شركته وفي منزله ولكن الجميع يخبره بانه سافر لكن الجهة غير معلومة . وقادته قدماه الى تلك المزرعة يعلم بانها ملاذ جاسم حين تتشابك الخيوط حوله . فهو يعلم الكثير عنه .. خطواته يومها كانت تنبأه بان شيء ما سيحدث وتحثه على الرجوع .. توقف وهو يرى خيال ذاك يخطو نحو المنزل فابتسم .. واكمل هو خطاه .. يشتاق اليه والى الاخر .. وقف عند عتبة الباب ليرى ضياعه التام .. ليس جاسم الذي يعهده .. فهذا على كاهله حمل كبير يكاد ان يسقطه ارضا .. رآه يتحرك في تلك الغرفة .. ليسند ظهره على جانب الباب ويكتف ذراعها ويستمع لتلك الابيات الموجعة ..ليحزن على حاله حين قال :

أبتعدنا وافترقنا وعبرات الفراق شهود يمر طيفه على فكري وبه تهتز اركاني ثقيلة لعبة الدنيا وانا المذنب بليا قيود وانا في كل حالاتي انا المجني وانا الجاني

بقلمي .. تدقيق : هشام القصيم |~


لينطق هو بعدها : لهالدرجة يا جاسم ..

سقط ما بيده ليتشظى كتشظي آخر عانى منه سنين مضت .. أيبتسم لذاك الواقف هناك .. ام يقف دون حراك دون اي تعابير .. عاد لتعود معه ذكريات مرة .. وجد نفسه يبتسم لا اراديا .. وذراعاه تمتدان على جانبيه دون تفكير .. يحتاج ان يشم رائحة ذاك الغائب .. يحتاجه الى جانبه .. ابتسم ذاك وهو يستقيم في وقوفه .. وينزل قبعته ليتحرك الى ذاك الواقف .. وعناق اخوي استنزف من الوقت ثواني .. كان يتمنى ان تطول ليبعده : شو اللي يابك .. اكيد الموضوع قوي اللي خلاك تنزل الامارات .

سحب الهواء الى رئتيه .. ليتلفت بعدها في ارجاء تلك الغرفة .. هنا كانت احداث لا تنسى : خلنا نطلع من هني .

فألمه اصعب من ان يحتمل ذكرياته .. ابتعدا عن المكان .. ليعرض عليه ركوب الخيل .. فهو يدرك مدى عشقه لتلك الخيول .. فحين يكون على ظهر فرس ما فهو يشعر بان روحه المتألمة ترحل مع ضربات نسمات الهواء وقفزات تلك الجموح ..

يذكر الحديث وتطن في اذنه تلك الكلمات .. ارخى رأسه في كفه مع تنهيدة متعبة جعلته يترك الفراش هاربا من عودة تلك الكوابيس .. غير هندامه على عجل بعد ان اغرق وجهه بالماء .. خرج من غرفته ساحبا بيده هاتفه .. هو بحاجة ماسة لمحادثة صديق غربته .. هو وحده يدرك وجعه المستأصل فيه .. جلس هناك ناظرا للامواج السوداء .. لا يريد النزول او الاقتراب بسيارته .. فالهواء يدخل يداعب وجهه وشعره ويكفيه هذا .. زفر انفاسه بتعب فعقله بات مجنونا غريبا .. لا يستطيع ان يفهمه .. انتشل هاتفه من ذاك الصندوق الصغير بجانبه .. لا يهم كم الساعة الآن هناك .. مؤكد انها نهارا .. يرن كثيرا .. حتى ظن ان لا مجيب .. وخاب ظنه في اخر الرنين .. ليرد عليه ذاك مرحبا بشوق .. ويضحك هو على مضض يجاري حديث الاخر الذي علم ان تلك لم تكن صادقة : مصبح فيك شيء ؟

نظر الى ساعته ليتأكد من الوقت ليردف : وش مصحيك فهالساعة ؟

ايجيبه ويخبره بان تلك اضحت تهاجم ذكرياته .. وعقله يفتح لها المجال على مصراعيه .. هل يعلمه بان افكاره باتت متذبذبة بين ماضيه وحاضره .. وفي كلا الطرفين فتاة .. تنهد ليدرك ذاك ان صاحبه ليس بخير : مصبح سولف ؟ طلع اللي فقلبك .. واذا ودك اجيك والله لاسويها ..

ابتسم فكم يعشق حديث النادر : قلبي يا نادر تاعبني حيل .. تدري صاير نص كلامي من كلامك

وضحك ليصرخ ذاك به : انت وش فيك جالس تغير الموضوع .. اسمع ترا ان ما تكلمت والله لاجيك.. وش فيك ؟

سحب انفاسه من جديد .. سيتحدث بكل شيء .. سيرمي همه على ذاك الصديق : صاير اشوفها كل ما فكرت فيها .. كل ما اتيي ع بالي تختفي واشوف الثانية مكانها .. احس اني ضايع بقوة .. كنت احارب فكرة اني احب من يديد .. بس مادري حاس بشيء غير هالايام .. هذيك تزورني فاحلامي ومرات تختفي واشوف هاجر .. صاير كل ما افكر تدخل هي عرض فافكاري .. ضايع يا نادر وما اعرف شو اسوي .. ما اريد حب يديد انجرح منه .. ما اريد اعيش التجربة مرة ثانية .. يكفيني ان الويع للحين احس فيه ..

" بترجع " .. نطقها نادر ليصمت الاخر .. ويسأله ماذا يعني بتلك الكلمة ..ليجيبه بان تلك قدمت موعد مناقشة رسالة " الماجستير" وبعد ايام قليلة ستكون على ارض وطنها .. تجهم وجهه .. فاذا عادت لن يستطيع الوصول الى اخبارها .. ليس كما الان وهي هناك .. وجميع ما يحدث معها يصل اليه من صاحبه .. نفض رأسه : انت شو تقول ؟

-اللي سمعته ؟

ايبكي على حظه السيء في النساء .. ام يحمد الله لان جنسهن يبتعد عنه .. انتهت تلك المحادثة .. ليقلب في اسماء هاتفه .. فرقمها لا يزال هناك قابعا بين الاسماء .. لكن هو ليس من اولئك الشباب الراكضون خلف الفتيات .. ابتسم وهو يتأمل اسمها .. يدرك ان قلبه سيتعبه من جديد .. فتنهد وهو يتمتم : الله يعين .


,‘،

وآخر يطلب المعونة في حالته تلك .. يشد عليها يحاول ان يبقيها واقفة .. لعلها بخير .. تمتم باسمها مرارا .. وهي في عالم آخر .. فقط انفاسها الضيقة التي يشعر بها .. لا يعلم لماذا قدماه ترتجفان .. وكأن شيء ما يرجفهما حد السقوط .. سقط على ركبتيه وهي بين يديه .. وكأن ذاك الذي ينظر اليه.. لا هي .. يحركها في محاولة يائسة ان تفيق .. كما كان منذ اكثر من احد عشر سنة .. حين صرخت والدته باسم توأمه وتسمرت عند الباب وخرت على ركبتيها باكية .. ليدخل هو ولا تزال حرارة كفها تلفح وجهه .. فلم يمضي على تلك المواجهة الا ساعة من الوقت .. كان هناك مسجى على ارضية غرفته .. صرخ باسمه ينتشل رأسه ليضعه على فخذيه .. يرى انفاسه المتعبة كما هي الان بين كفيه .. صرخ يومها باسمه مرارا .. ليسأله : وين دواك .. ؟

لكن ذاك كانت عيناه تحكي وداعا من نوع ما .. وابتسامة ضعيفة تخرج منها انفاسه الاهثة .. لم يشعر الا وهو يحمله بين ذراعية .. ودموع عينيه تأبى الفراق المنتظر .. وهمسات ضعيفه كانت واضحة لمسمعه : ذبحوني .. ذبحوني ..

واليوم يحملها هي .. ولكن صورته هو تجتاح عقله .. الحدث نفسه مع اختلاف الجسد .. مددها على كرسي السيارة الخلفي .. لم ينتبه انها غير مستترة وشعرها تناثر على وجهها .. يذكر كل شيء وكأنه يحدث الآن .. جلس خلف المقود لترتجف كفاه .. ويمر في عقله ذاك الحادث الاليم .. وانفاسه المتتابعة تحيل ريقه الى جفاف قاسي ..

يومها قاد سيارته بتهور .. فذاك ينازع في الخلف قلبه ضعيف ولم يجد الدواء لينجده به .. يومها اختفى كل شيء لبرهة .. وسائل حار ينساب على وجهه .. والم يفجر خلاياه تفجيرا لا يطاق .. وصوت خافت يردد اسم توأمه : قاسم ..

ليغيب بعدها عن الوعي .. لا يريد ان يتكرر الحادث من جديد .. ترجل صارخا باعلى صوته .. باسم سائقه .. ليهرول ذاك ويحثه الاخر بان يتحرك .. ركب في الخلف ليضع رأسها على فخذيه .. لن يتركها كما ترك توأمه .. لن يخسرها .. شد بكفه على كفها الضعيف .. وعينه تنظر اليها برجاء وكأنها تطلبها السماح .. يريدها ان تفيق وتسامحه على كل شيء .. فهو لم يكن بقدر المسئولية .. هو لم يعتد على ان يكون احد في حياته يستحق الاهتمام من بعد اخيه .. فاهملها دون قصد منه .. هل تأخر ؟ .. فكرة تراوده باستمرار على طول ذاك الطريق .. يصرخ بذاك ان يسرع .. وانامله المرتجفه تبعد خصلات شعرها المتناثرة على وجهها الحنطي .. وكفه بكفها .. يشدها بعنف دون قصد .. وهناك دمعة استقرت على طرف اهدابه .. لتسقط بعد ان رف بجفنيه .. سقطت على وجهها .. تكسرت على وجنتها المقابلة له .. تتردد في نفسه اصوات كثيرة : لا تموتين .. سامحيني ادري اني قصرت فحقج .. ما بقوى على الخسران يا خولة .. ما بقوى وان تقاويت ..

لم ينتبه لتوقف العجلات الا على صوت سائقه .. ليطلب منه ان ينادي من يساعدهم .. وسرعان ما حملت على ذاك السرير المدولب .. مسح وجهه كثيرا .. ليشد الهواء الى صدره .. ويترجل لاحقا بهم .. يعطيهم ما يعرفه من معلومات عنها .. واي معلومات تلك التي يعرفها .. مجرد معلومة كتبت في دفترها الذي امتزج بالالم .. شعر كم انه اجحفها .. الهذه الدرجة لا يعلم شيء عن زوجته .. تلك التي اختطفها من كفي خطيبها فقط لانه اعجب بها وبابتسامتها .. اي ابتسامة تلك التي اوصلتها في حياته الامبالية .. الساعات تمشي على مهل بل على ارض ملساء تخاف ان تسقط .. فمشت الهوينة .. وهو يقف على نار تأجج ذكريات الفقد التي حولته من جاسم الى جاسم آخر .. والآن هو في اختبار قاسي جدا .. ان زاد الندم في قلبه جرعة أخرى فهو لا يظمن الحياة ..

تجمدت الدماء في ساقيه وهو على وقفته تلك ينتظر احدا ما يطمأنه عنها .. وهاتفه .. يبحث في جيوبه عنه .. وابتسامة ساخرة على الوضع ترتسم .. ليسحب ذرات الهواء ويتمتم : يا رب .

وما هي الا لحظات حتى اقبل ذاك الطبيب .. يخبره بالكثير .. لن يستطعوا اجراء اشعة لها في هذا الوقت ليتبينوا مدى الضرر في رأسها .. فقط اعطوها مسكنات لاوجاع دماغها .. واكسجين يساعد رأتيها على التنفس وبعض المحاليل لتساعد في جلب القوة لجسمها .. وهي الان ستنقل لغرفة اخرى بعيدا عن قسم الطوارئ . وكل شيء مؤجل لساعات قليلة .. فالوقت الآن قارب الفجر .. حث الخطى مع ذاك الطبيب الذي استقدم له الصداع مع حديثه المتكرر .. ايظن بانه لا يعي ما يقول ليعيده مليون مرة على مسامعه .. توقفا عند باب احدى الغرف .. فهي هناك تحارب ذاك الورم ووجع روح تائهة ..غرفة خاصة للشخصيات الهامة .. فهم يعرفون من هو جاسم .. زفر انفاسه الراجية بقسوة عارمة .. ليدلف بعدها الى المكان الذي هي فيه .. يمر عبر الممر الذي به صالة للضيوف متوجها لغرفتها ..

,‘،

يـتــبــع |~


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس