عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-12, 06:57 PM   #134

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



,‘،

ودموع اخرى انسكبت خوفا هناك في حضرته هو .. تبكي فلذة كبدها التي اختفت دون اي خبر .. وكلمات تنبعث من شفاه ابنتيها مهدأة لها .. وهو يحاول ان يجد بداية خيط توصله اليها .. يجوب البهو بقدميه ذهابا وايابا . والانزعاج قد سكن ملامحه .. وذاك الهاتف لا ينزل الا وارتفع من جديد الى اذنه .. ليقف وهو يرى تلك الداخلة بعباءتها ومن خلفها تلك المربية تحمل طفلها الرضيع .. اتجهت مباشرة لوالدتها هناك في الصالة .. لم تنتبه له .. ليبدأ هناك حديث مُر بات يتجرعه كلما دخل منزله .. اقترب منهن ليقبل رأس والدته : بنحصلها فديتج .. انا طالع الحين .

واذا بها تمسكه من صدره : فيصل الله يخليك يبلي بنتي ..

كفاه تطوقان معصميها لينزلهما ببطئ ويلثمهما بعنف : جود بترجع يالغالية .. بترجع ..

لتصرخ تلك بتهكم في وجهه : هيه بترجع .. كلام فكلام .. الله العالم وين اراضيها والسبب هالشركات اللي تركضون وراها ..

استمرت باتهامه بالتقصير وكأن بها تتقيء وجعا آخر من زوجها ذاك .. الذي ابتعد عنها بشكل اخافها في الآونة الاخيرة .. وتلك المكالمات التي لا تهدأ حتى في ساعات الليل الطويل .. استشف وجعها كما استشف شيئا اخر من بين حديثها .. فلقد باحت بحال زوجها وحالها معه .. لتنفجر باكية على صدر والدتها .. وتنطق تلك : حسبي الله ونعم الوكيل ..

تنهد وابتعد بخطواته فذاك الحال لم يعد يطاق .. لتهرول تلك خلفه تمسك ذراعه قبل ان يخرج : شو بلاج ؟

مسحت دموعها : فيصل انا تعبت .. مسويه عمري قوية . عشان امي وعشان رنيم اللي كل ليلة تقوم من رقادها خايفة .. تعبت امنيهن فشيء يمكن ما يصير ..

انامله تقف على شفتيها : لا تقوليها يا جواهر .. لا تقوليها .. وجود برجعها غصبا عن الكل ..

ابتعد .. وخطاه محمله بذنوب لن يغتفرها لنفسه حتى وان غفرها الاخرون .. هو من ارغمها على العودة الى ذاك العالم الخطر .. قاد سيارته وافكار كثير تجتاحه .. فاين عساها تكون .. فان خطفت فلا بد من ان يصل الخبر من خاطفيها .. وان هي اختبأت فليست بتلك القسوة لتدع والدتها بهذا الوضع .. نفض رأسه من ذاك الذي يراوده .. ايعقل ان حديث جواهر اثر فيه ؟ .. ام ان هذا هو الذي يحاول انكاره منذ ان علم باختفاءها من شقتها في " لندن " .. وتغيبها عن الجامعة .. ايعقل انها تحت الثرى الآن .. ؟ .. دون اي تفكير قاد سيارته الى منزل ذاك المدعو " نسيبه " .. عليه ان يوضح له الكثير من الامور .. واسباب الغموض الذي اضحى يكتنفه اكثر عن ذي قبل ..

الوقت ظهرا ومؤكد انه في منزله .. وتلك لن تخرج الا اذا سمح لها بذلك .. خطواته الغاضبة تحث الخطى على الممر المرصوف .. ليقف ويده ترتفع .. وابهامه يبصم على الجرس .. رنات عديدة متتالية .. حتى فتح الباب على يد تلك الخادمة ليصرخ بها وهو يدلف : وين سيف ؟

" حياك انا هني " ... وكأنه ينتظره .. فهو يعلم بتقلباته .. ويدرك بانه موجوع حد النزف .. فسيحاول امتصاص غضبه الذي يتوقعه .. وقف يمد يده : هلا والله ..

ليصرخ ذاك دون اكتراث بتلك اليد : مب ياي اسلم .. خبرني يا سيف شو وراك .. شو اللي داسنه عني .. وشو سالفتك ويا عبد العزيز ..

- اهدا .. وايلس خلنا نتفاهم ..

بعثر نظراته على تلك الاوراق المكومة على تلك الطاولة .. وهو يعلم بان وقت الظهر وقت قيلولة مقدس لدى الاخر .. ودائما ما كان يردد والده بان سيف مستعد للعمل طوال اليوم الا في وقت قيلولته .. تجهم وجهه : سيف ليش خليتني اترك شراكتي ويا عبد العزيز .. وابيع نصيبي برخص التراب ..

- لان شركته مشبوهه .. واليوم وصلت كل الادلة اللي وصلتني من جود للجهات المختصة ..

ما ان سمع باسمها حتى عانقت يداه صدره : تتواصل ويا جود ولا تخبرني .. وينها .. تكلم .. وينها ..

" ما اعرف " .. نطقها وهو مستسلم لقبضتي ذاك الذي اخذ يشده بعنف : كيف ما تعرف .. من شوي تقول انك تتواصل وياها – فك قبضتيه ليردف صارخا – عطني فونك ..

بعثر نظره ليلمحه على الاريكة .. ليدفع ذاك كي يتعداه اليه .. يسحبه يقلب بين اخر المكالمات الواردة .. لا يوجد اي اسم لها .. ليمده له صارخا : اتصل فيها ..

اخذ الهاتف بهدوء : ما بترد عليك .. صارلها اسبوعين مسكرتنه ..

ينظر الى يده الممدودة بذاك الذي يتمنى ان يكون السبيل به اليها .. ليردف الاخر : اتصل .

سحبه من كفه ليمشي خطوات مبتعدا ,, وكأنه لا يريد للاخر ان يرى ملامحه حين الفرح او حين تكسر الامل .. الهاتف غير مستخدم .. لعله يضحك عليه .. لينظر اليه بوجع للحظات .. وبعدها يحث الخطى الثائرة بالغضب .. لينفث انفاسه في وجهه : سيف اذا تعرف وينها الله يخليك تكلم ..

لاول مرة يرى عيون سيف من هذا القرب .. هناك نظرة لوم او لعلها ندم من نوع ما : سامحني يا فيصل .. قلت لها لا تورط نفسها اكثر .. خبرتها ان اللي وصلتله عن اللي صار لابوها يكفي وزود .. ما سمعت كلامي .. ولا قدرت اخبرك لاني وعدتها ما اخبرك .. واني اكون قربك .. بس عشان تبعدك عنهم .. واللي سويته وياك عشان ابعدك عن طريق يمكن يوصلك للمحاكم وانت ما تدري ..

صدمة بل ان هناك ذبذبات شتات لا يعيها .. كيف .. ووالده حذره منه .. كيف واخر كلمة نطقها سيف .. والآن يحميه لطلب منها هي .. تلك التي مسؤولة منه .. تلك التي وعدها بالحماية ولم يفي .. ردد بتبعثر : متى آخر مرة كلمتها .

زفر انفاسه : من اسبوعين تقريبا .. اخر مرة يوم ضربتني قدام شركة عبد العزيز .. كانت هي ع الخط .. وسمعت كلامك .. واصرت اني لازم ابعدك قبل لا اسلم اللي وصلني منها ..

شد قبضته حتى كادت اصابعه ان تنغرس في راحته .. أيضربه .. ام يشتمه .. ام القتل افضل .. كان يعرف انها في خطر ولم يتكلم .. فقط لاجل وعد تافه .. يرميها لتهلكه .. طوح برأسه وزم شفتيه بغيض يخالطه بعض الحقد .. وينصرف بعدها .. الخيوط بدأت تتشابك .. وهي بين معمعة التشابك .. جُل ما يتمناه الان هو ان يحتضنها .. يعطيها الامان ان كانت خائفة .. او يعطيها الدفيء اذا كان البرد يحاصرها ..

,‘،

حضن حار على ارصفة المغادرة .. واحضان اخرى في الانتظار .. تعانق يمينها يسارها قريبا من فيها وتنطق بحزن : ساشتاق لك .
وجع فراق آخر على الاراضي " الكندية " .. لتبادر تلك بابتسامة واحتضان لكفوف الاخرى بين كفيها : سنلتقي يوما .. مؤكد سنلتقي – تحضنها من جديد وتردف – شكرا لورا .

لتلوح لها بكفها مبتعدة .. كل ما يفصلها عن ارضها ساعات من الزمن .. لا احد يعلم موعد رجوعها .. او هي تظن ذلك .. غادرت الغربة وشعور بالغربة يستوطن روحها .. غربة من نوع جديد لم تألفه يوما .. فلماذا يستعجل ذاك الطارق الامور .. ليزف لها ما لم تقوى والدتها على قوله .. هل كان يعلم بانها كانت تحزم امتعة الرحيل .. ام انها الصدفة المرة التي تعيد احمد الى تفكيرها من جديد .. يقول بان اخباره لها لتاخذ اكبر قدر من الوقت لتفكر .. ولم يكن يعلم ان وقت التفكير الذي يرتجيه ما هو الا تحليق طائرة ..

احتضنها ذاك الكرسي .. لترخي رأسها للوراء .. وحقيبة يدها على فخذيها .. سترحل لتعود الى عذابات الروح التي كانت فيها .. تنهدت لتبحث عن هاتفها مع انطلاق صيحات التوصيات .. لتخرسه تماما .. وترميه حيث كان دون اكتراث .. وتشد الحزام عليها .. وعيناها تنظران للخارج .. وابتعاد كل ما تراه على الارض .. ليختفي ولا تبقى سوى السماء وسحب تكدست فيها .. لتبتسم بعد حين على ذكرى حديث كان ..

دخلت بعد يوم جامعي متعب .. لتراه هناك يجلس في صدر المجلس .. يستقبلها بابتسامة كالمعتاد .. ويدنو منها يمسك كفيها ويقبل وجنتيها بحب : ما قلتلج خلي عنج الدراسة ..

زمت شفتيها وهي تمشي معه ويدها بيده .. ليجلسها بجانبه ويردف : شوفي ويهج كيف التعب مبين عليه .

-يعني بترجع فكلامك .. انا احب ادرس .. واخذ شهادات اكثر عن البكاليريوس .. واريدك تكون وياي مب ضدي .

اشاح بوجهه : لو فتخصص غير التلفزيون كنت بوقف وياج ..

-بس انا احب هالتخصص .. واحلم اكون مذيعة اطلع فالتلفزيون ..

كان يومها حديثها ساذجا .. وهي تمثل له كيف ستفعل اذا وقفت امام الكاميرا .. ليسحبها ويجلسها من جديد .. يحتظن وجهها .. وبهيام نطق : ما اريد هالويه يشوفه غيري .. بس دامج تحبين هالشيء بحبه عشانج .. بس بشرط – انقطب جبينها بعد ان كانت مبتسمة ليردف – ما تكونين فبرنامج فيه مذيع .. تراني اغار ..

انسابت دمعة على وجنتها .. وخالطت ذكريات حلم جميل كان .. مسحتها وكأنها تداري ذاك الضعف الذي بدأ يتسلل اليها .. تنهدت لتغمض جفنيها .. تريد ان تبتعد عن دوامة التفكير تلك .. بأي طريقة كانت .. حتى ولو كان السبيل هو النوم ..

وحتى النوم يحمله اليها فيتمنع عن جفونها .. او قد يقض منامها .. لترجف بخفة بعد ساعات طوال .. هذا ما ظنته هي .. انها نامت ساعات وساعات .. التفتت لترى تلك التي بجانبه ا تغط في نوم عميق .. اخذت نفسا عميقا وهي تنظر من ذاك الزجاج وخيالات ماضي تعود وتعود .. لتزفر انفاسها .. وسرعان ما تدس يدها في حقيبتها .. تسحب " لا تحزن " .. فكثيرا ما تقلب بين اوراقه في ساعة تعب روحي تمر بها .. وهي فيها الآن .. قلبت اوراقه وكأنها تبحث عن شيء معين يعينها على ما هي فيه .. لتقرأ عينيها :

"(أتى أمر الله فلا تستعجلوه) لا تستبق الأحداث، أتريد إجهاض الحملِ قبل تمامه؟! وقطف الثمرة قبل النضج؟!إن غدا مفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ، ولا طعم ، ولا لون ، فلماذا نشغل انفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ، نتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ، فاذا هو سرور وحبور ؟! المهم انه في عالم الغيب لم يصل الى الارض بعد ، إن علينا أن لا نعبر جسراً حتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا بسلام."


وتتابعت الصفحات بين اناملها الطويلة .. تقرأ بتمعن احيانا .. واحيانا اخرى تغيب عن واقع الحروف لتعود اليها مجددا حتى تعيها .. وتمضي ساعات الرحلة الطويلة بين توقفات قليلة .. وتلك الافكار لا تزال تطاردها كفريسة ضعيفة تعشق ممارسة الركض خلفها حتى توقعها بعد ان تنهكها .. ابتسمت وهي ترى الامارات ارضها التي ترعرعت على ترابها .. ابتسمت وهي تراها صغيرة من بعيد .. لا تعلم لما عيونها في هذه الساعات اضحت تعشق الدموع .. وكم كانت دقائق الهبوط ثقيلة على روحها ..

يقولون ان العالم صغير جدا .. وزواياه قريبة من بعضها .. كزوايا مطار دبي الدولي هناك وصل هو قبلها بساعة .. يتحدث في هاتفه لاخيه ناصر الذي مل انتظاره .. عاد بعد استقرار حالة تلك الجوليا .. فهي لن تفيق اليوم ولا غدا وقد تطول مدة نومها كثيرا .. ابتسم وهو يغلق هاتفه .. غدا هي ستعود .. هذا ما يتوقعه الجميع .. سينتظر اسبوعا وسيطلب محادثتها .. بل انه سيلح على عمه وخالته ان يقنعاها بالحديث معه اذا تمنعت .. يريدها ان تعود الى احضانه .. يريد ان يشعر بوجودها معه كما في السابق .. تنهد وهو يغمض عينيه .. ليرى خيالها .. مؤكد انها تغيرت عن ذي قبل .. ولكن ستبقى هاجر التي احبها يوما ..

تمشي وبجانبها ذاك الذي يجر عربة حقائبها .. واذا بها تدس يدها في حقيبتها تبحث عن هاتفها .. وتمشي دون ان تنتبه .. ليصدمها ذاك الماشي على عجل .. يسابق الريح .. بعد مكالمة وصلته قد تكون بداية خيط الوصول الى تلك الجود .. اعتذر منها وهي فقط ابتسمت لتردد : ما عليه .. ما صار شيء ..

وتركها ليلحق بطائرته .. سحبت الهواء بعمق وهي تقف خارج جدران ذاك البناء .. هواء مختلف هذا ما شعرت به .. طال وقوفها دقائق .. وبعدها تشد خطاها الى سيارة الاجرة التي طلبت حضورها لتقلها .. لم يبقى شيء على رؤيتهم .. سيتفاجأون .. ابتسمت تحاول ان تبعد الافكار بافكار اخرى .. نظرت الى الساعة الرقيقة التي تزين معصمها .. لا تزال الساعة السادسة مساء .. وهم ينتظرون مجيئها غدا .. اي بعد ساعات وليست دقائق .. انتبهت لدخولها ابوظبي .. لم تنزل نظارتها عن عينيها وكأنها تخفي الحيرة التي تعانيها ..

السكون يثير ريبة بين اضلعها .. وغياب الشمس خلف الافق ثير وحشة خانقة .. لتنتبه من شرودها على صوت السائق يسألها عن مكان منزلها .. لتصف له بدقة متناهية حتى توقف وترجل لينزل حقائبها .. ها هو منزلها الذي غابت عنه اشهر خلت امام عينيها .. وطأت قدماها ارضه .. لتبعثر نظراتها على المكان .. وبنيان جديد يتطاول نحو السماء .. مؤكد انه القسم الذي يبنيه طارق .. تحرك ذاك وهي ظلت في مكانها .. هي وحقيبتين .. كبيرة واخرى متوسطة .. ودمعة شوق للقاطنين .. وصوته من جهة مجلس الرجال .. لتلتفت ويصمت هو وذاك الهاتف ينزل رويدا عن اذنه .. اخته هنا .. ابتسم ليغلق الهاتف دون كلمة ويحث الخطى اليها .. ينتشلها من ارضها كعادته .. يدور بها وهي تضحك على تصرفه الذي لن يتركه .. لتصرخ به : خلاص خلاص ..

اطراف اصابعها تلامس الارض وسرعان ما وقفت بثبات .. لينطق هو : يالخاينة .. وبعدين كيف اتين بروحج .. ليش ما اتصلتي علي ...

ولوم كثير .. اختصرته هي : خل اللوم لبعدين يا طارق .

ليبعد نظارتها تلك .. ويحضن وجهها .. يرفع الى نظره : شو بلاج ؟

ملامحها متعبة .. وعيناها تحكي قصة طويلة لا يعرف ماهيتها .. انزلت كفيه بكفيها .. لتبعد نظراته عن عينيها : خلنا نفاجأهم .,,

وضحكة مصطنعة اطلقتها وهي تردف : اكييد بينصدمون ..

" أمايه " بعثرتها في المكان مرارا .. ليتهادى صوتها الى غرفة ريم .. حيث هناك هي وميثة يرتبن بعض اغراض تلك العروس .. ليقع ذاك الثوب من يدها .. وتردد الاخرى : بسم الله .. شو بلاج يا مريم ,,

" هاجر " نطقتها بشرود وكأنها تحاول الانصات بقوة .. لتردف : سمعت صوتها يا ميثة .. هاجر بنتي فالبيت ..

تعود لترتب الملابس في تلك الحقيبة : تتوهمين يا مريم ..

ليعود صوت النداء من جديد : سمعتي ..

وخرجت تهرول تتبعها الاخرى .. لتسمع النداءات وتزيد من نزولها على تلك الدرجات .. لتقف صارخة باسمها .. فتقف تلك وتلتفت قبل ان تدخل غرفة مريم .. لتجري وتجري الاخرى لا يمنعهما الا الاحتضان .. ودموع شوق اغرقت العيون قبل الوجوه .. لتردد تلك من بين دموعها وقبلاتها : ليش ما خبرتنا يا طارق ..

تظن بانه هو من احضرها من المطار فسكت .. ليبقى الامر بينهما وليقولوا ما يظنون .. فيكفي ان يبعد عنها الملام من امها ووالدها وحتى عمار لن يسكت اذا عرف .. يعلم ان بين طيات صدرها امور تكفيها الآن .. ليبتسم على تلك الاحاديث المغلفة بخوف ام : ضعفتي ..

ضحكت وهي تمسح دموعها : لا والله . الا زايده اربعه كيلو ..

لتترك حضن والدتها لحضن عمتها .. وينطق ذاك : حشا ما بسكم .. صدق انكن حريم ..

ليلتفت الجميع بعدها الى الباب .. فاصوات قادمة من هناك .. وغضب واضح من كلام عمار : حشا من قبل العصر ولا خذيتي الا كم كيس .. صدق حريم ..

ليقهقه الاخر في الداخل .. فكأن بعمار سمعه ليقولها .. لتردف تلك وهي تحمل اكياسها : كله منكم .. وانت وقفت وياهم .. والا اسبوع شو بيسد .. والا بعد تباني اروحله بخلاقيني القديمة ..

لتتسمر مكانها وتبتسم .. وذاك يغلق سيارته ويتابع : الله الله .. الحين صرتي ما ترضين عليه .. من ..

ليبتر حديثه على صرخة ريم باسم هاجر .. واحضان تتجدد .. لتقف هي بتعب : وين ابويه ..

لترد مريم : عند عمج عبيد .. الحمد لله كل شيء رجع مثل قبل .. وصايرين كل ليلة يتقهويون وييا بعض .. الحين اتصل عليه واخبره ..

لتنطق : لا تخبريه .. يوم يوصل البيت خبروني ..

تقبل رأس والدتها : بروح ارتاح .. حاسه بتعب .. بس لا تنسون تقولولي يوم يرد اوكي ..

- ما تبين شيء اسويلج شيء ع العشا ..

هزت رأسها لتردف : اريد سلامتج يالغالية .. بس تعبت من الرحلة .. بتسبح وبصلي وبرقد شوي ..

ليتابعها الجميع بنظراتهم .. لتمشي ويتردد في عقلها كلام والدتها " الحمد لله كل شيء رجع مثل قبل " .. طنت تلك الجملة مرارا .. شعور بالخوف انتابها .. الخوف من العودة للانقطاع .. الماء يتدفق على جسدها بعنف .. حتى لم تعد تشعر به .. الا باصوات كثيرة متداخلة .. وذكريات حلوة تثير في نفسها مرورة العلقم .. كغصة لا تريد الابتعاد .. تدثرت بـ" الروب " الابيض لتخرج بخطوات مبللة .. وتقف على تلك السجادة الصغيرة عند عتبة باب دورة المياه ( اكرمكم الله ) ..

وتتمتم : شو اللي بيصير ..

سحبت انفاسها .. لتتابع طريقها .. الحقائب موضوعة في كل مكان .. حتى السرير مزدحم بالثياب .. ابتسمت لتحث الخطى الى دولابها .. وتعبق منه رائحة البخور : الله لا يحرمني منج يا اغلى ام فالدنيا ..

,‘،

لي عودة مع الجزء 40 والاخير
يرجى عدم الرد


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس