[عبد الكريم أحمد]

استرجاع داخلي

هو الذي يستعيد أحداثاً وقعت ضمن زمن الحكاية أي بعد بدايتها .وهو الصيغة المضادة للاسترجاع الخارجي .وهو أنواع :
1- الاسترجاع الداخلي غير المنتمي إلى الحكاية : يسميه البعض "براني الحكي " وهو ذاك الذي لا يشكل موضوعه جزءًا من موضوع الحكاية . كأن يعرف الراوي بشخصية جديدة من خلال استرجاع أحداث من ماضيها وقعت بعد بداية الرواية ولكن لا علاقة لها بالحكاية الرئيسية ، أو يسلط الضوء على شخصية عرفناها في بداية الرواية ثم غابت عنا ليكشف لنا نشاطها وقت غيابها .ففي الحالين تكون الأحداث المسترجعة من ضمن زمن الحكاية (استرجاع داخلي) ولكنها لا تنتمي إلى الحكاية (يختلف موضوعها عن موضوع الحدث الرئيسي) .

2- الاسترجاع الداخلي المنتمي إلى الحكاية : يسميه البعض "جواني الحكي " ،وهو ذاك الذي يجانس موضوعه موضوع الحكاية ،كأن يتناول حدثاً ماضياً مرتبطاً بحياة إحدى الشخصيات وفاعلاً في سلوكها الحاضر ،أو حدثاً مؤثراً في الحدث الرئيسي ،شرط أن يكون هذا الحدث واقعاً ضمن زمن والحكاية ، أي لاحقاً لبدايتها .وهو نوعان : تكميلي ومكرر .

‌أ- الاسترجاع الداخلي التكميلي (أو الإرجاع) : وهو الذي يسدُ نقصاً حاصلاً في السرد ، إنه تعويض عن حذف سابق .
هناك قصص تتبع طريقة الحذف والتعويض ،فيكون السرد فيها متقطعاً بين الحاضر و الماضي . هذا الحذف قد يكون من قبيل الحذف الصرف ،أي يتجاهل فترة زمنية بأحداثها ،أي كتم معلومات والكتم كالحذف يعوضه الراوي بالاسترجاع . قد يتناول الحذف والكتم حدثاً مفرداً أي حدثاً وقع مرة واحدة في زمن الحكاية .في الحال الأولى يكون الاسترجاع استرجاعاً واحداً لأحداث متشابهة وفترات زمنية متعددة .
‌ب- الاسترجاع الداخلي المكرر (أو التذكير ) : وهو إشارات القصة إلى ماضيها .قد تعود القصة على أعقابها عودات قصيرة غالباً قصد التذكير . وهذا التذكير قد يتخذ شكل المقارنة بين الماضي والحاضر ، أو بين موقفين متشابهين ومختلفين في آن واحد ، أو شكل معارضة موقف ، أو شكل النقد الذاتي الذي يكسب الحدث الماضي معنى لم يكن له من قبل . هذه هي في الواقع وظيفة التذكير الأساسية .ولا شك في أن هذا المبدأ ، مبدأ تأجيل تقديم الدلالة الحقيقية ،يأخذ مداه في آلية اللغز (حللها رولان بارت R.Barthes في كتابه S/Z ).
(أنظر : استباق ،استرجاع،استرجاع تام ،استرجاع جزئي ،استرجاع خارجي ،استرجاع مختلط ، ترتيب،حذف ،كتم المعلومة ).