عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-12, 10:54 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


جدة

المستشفى


00 : 9 مساءً


استيقظت منذ فترة ، لكنها كانت تشعر بدوار شديد ، و لم تلحظ الضمادات البيضاء التي تغطي معصميها إلا منذ دقائق معدودة ، لاحظت كذلك أن يديها و قدميها مقيدتان ، سرحت بعينيها بعيداً ، تحاول أن تتذكر شيئاً ما و حينها بدأت تحدث نفسها برهبة : يا الله .. يا مجنونه يا مرام .. انتي اش سويتي بنفسك ؟ اش سويتي؟؟ .

بكت في صمت ثم عادت لتقول : هذي آخرتها .. تبغين تقتلين نفسك يالمجنونه .. أصلاً انتي طول عمرك هبله و مجنونه ..طول عمرك غبيه و حقيره .

زفرت في حرارة و أردفت : بس .. بس أنا كل الناس يكرهوني .. كلهم ..عشان كذا أنا أبغى أمـــــــــــــوت .

عضت على شفتها بحنق ثم هتفت: يا للي ما تخافين ريك ، تبغين تنتحرين و تروحين جهنم وين بتلقين الراحه لو قتلتي نفسك .. نار الدنيا ولاّ نار الآخره ؟؟..

هزت رأسها بشدة و صرخت : آآآآآآآآآه ..خلااااااص .. يكفي .. يكفي .. يــــــــــــــــــكفيييي يي .

................ : بـــــــــــــــس .

التفت بهلع إلى مصدر الصيحة و فغرت فاها بدهشة حينما وقع بصرها عليه ، دلف إلى داخل الغرفة و أغلق الباب خلفه ، ثم تقدم بهدوء و جلس على الأريكة القابعة في الركن و عيناه لا تفارقان وجهها الشاحب .

همست غير مصدقة : تــ .... تـــركي ؟؟ !! .

رمقها بنظرة نارية انعقد لها لسانها ، وضع يديه على ركبتيه ثم قال في صرامة : ليش وقفتي الدوا ؟؟ .

ارتجفت شفتاها للحظة ، شعرت خلالها و كأن أحشائها تذوب ، حاولت أن ترفع الغطاء لتخفي وجهها لكنّ يديها المقيدتين لم تسعفانها .

سألها مجددًا بذات الأسلوب : مدامك عارفه انك تعبانه .. ليش وقفتي العلاج ؟؟ .

أشاحت بوجهها و لم تنبس ببنت شفه .

لم ينتظر منها شيئاً و لكن تصرفاتها أكدت له شدة مرضها ، خوفها ، شحوب وجهها ، نظراتها الحائرة ، تصرفات لم يعهدها أبداً من تلك القوية الشرسة ، تلك الفتاة ذات اللسان السليط .

نهض من مكانه و قال ببرود: بكره راح تخرجين من هنا .. وأدويتكِ تبلعينها .. انتي عارفه وضعك تمام و ما يحتاج أحد يشرح لك .. و إذا تبغين تقتلين نفسك فارقي الرياض و لا تجلسين عندي هنا.. بعدين أعتقد إنك خلصتي جامعتك يعني وجودك دحين ماله أي مبرر .. ســـــمـــعـــــتـــي ؟؟ .

و لم تظهر أي استجابة .

تقدم نحوها و وقف عن يمينها ، لم تجرؤ أن ترفع بصرها إليه و لم تجرؤ أن تغير من وضعيتها لتشيح بوجهها إلى الجهة الأخرى ، كانت تشعر بالخدر في جميع أجزاء جسدها ، هو الوحيد الذي كرهت أن يراها في هذه اللحظة .. لحظة الضعف .. لحظة الجنون .

قال بجفاء : ما توقعتك أبداً جبانه لهذي الدرجه .. طلعتي سخيفه وتافهه ..وين طولة اللسان ..وين العناد الزايد ..و ين النصايح ..يا ..مــــــــــرام .

ندت من بين شفتيها شهقة مكتومة جعلت الدموع تتجمع في عينيها ، كلماته سببت لها صدمة كبيرة،

تركي ..ينطق بهذه الكلمات و كأنه .. كأنه ..

رفعت رأسها إليه علّها إن رأته ستجد الكلمة المناسبة ..

و لكنه ..

رحل ..

@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

القصر

00 : 10 مساءً

منزوية .. في ركن تلك الحجرة الكئيبة ، ركبتاها مضمومتان إلى صدرها و رأسها يغط بينهما ، تعالى صوت معدتها الجائعة فضمت نفسها أكثر و هي تصارع دموعها ، ساعات قضتها على هذه الحالة ، في حجرة صغيرة كئيبة تشعرها بطعم الموت ، ليس هنالك سوى طرق على الباب و صوت خادمة من خلفه تخبرها بوقت الصلاة في كل مرة .

تمتمت بألم : دحين أنا اش سويتله يعاملني كذا ؟؟.

شهقت و هي تردف : أكيد مجنون .. و الله مجنون .

صمتت للحظة ثم رفعت رأسها بإعياء عندما تذكرت شيئًا : أو .. أبويه مسويله شي .

زمت شفتيها بألم عندما وصلت إلى هذا الاستنتاج و احتقن وجهها بدماء الغضب : هِيّا وحده من هذولي .

أمسكت بثوب الصلاة و فرشته على البلاط البارد ، قبل أن تستلقي فوقه علّها تمنح جسدها القليل من الراحة الوهمية .

و ..تداعت أعمدة الذكرى على صفحة عقلها ، انفجرت تبكي بحرقة : رااااااااااااااااااائد .. لاااااااااااااااا ..

يا حبيبي يا أخوييييييه .. أنا متأكده انه كذاااااااب .. انتا ما مت .. انتا ما مت ..لسا عاااايش .. راح تجي وتطلعني من هنا .. أنا متأكده انك ما رح تتركني و تروووووح .. هذاك المجنون كذاااااااب .. كذااااااااب .

تردد صدى شهقاتها في الحجرة و اختلط بصرير الباب المعدني و هو يُفتح ، شهقت في رعب وهبت جالسة في مكانها قبل أن .. تتجمد الدماء في عروقها و هي تتطلع إلى تلك المرأة .. عريضة المنكبين ، ضخمة الجسد ، قبيحة الملامح .

.

دلفت إلى الداخل بهدوء و توقفت و هي تحرك سلكًا في يدها ، تأملت رهف بنظرات متفحصة مخيفة ، هبت رهف على إثرها واقفةً و هي تهتف بخوف: انتي مين ؟؟ .

ابتسمت بخبث المرأة و لم تنبس ببنت شفه ، احتضنت رهف نفسها بيديها و عيناها معلقتان بذلك السلك الأسود الطويل بين يدي المرأة و هتفت برعب: اش تبغين مني ؟؟ .

تقدمت منها المرأة شيئًا فشيئًا و ابتسامتها تتسع بشكل مخيف ، انتفض جسد رهف و قدماها تهددان بالسقوط

انهمرت الدموع من عينيها عندما أدركت مبتغاها و صاحت: لاااااااا .. ابعدي عني الله يخليكِ .

اقتربت .. أكثر .. وعندما همّت رهف بالهرب جرّتها مع شعرها بقوه ، وضعت رهف يديها على جانبي رأسها و صرخت: آآآآآآآآآآآه .. سيبِينييييييييييييي .. شيلي يدكككك .

ضحكت المرأة في سخرية ورفعت يدها التي تحمل السلك قبل أن تسلخ به جسد رهف : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .

انهارت على الأرض من شدة الألم و صاحت من أعماق قلبها: يا اللـــــــــي مــــا تـــــــخافين الــــــــــــــــلـه .

لم تعر بالاً لصراخ رهف بل جرتها مع ذراعها بقسوة شديدة ..و أسندت ظهرها إلى الجدار .. قبل أن تخرج من جيبها العريض حبلاً طويلاً ، صرخت رهف و هي تحرك يديها ورجليها في استماتة محاولةً الفرار : ابعدي عنييييييييييي .. أقلك سيبينيييييييييييييييي .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآه.

صاحت في ألم عندما كبلت المرأة ساعديها و رجليها بالحبال في سرعة ، شهقت رهف في عصبية مفرطة تكتنفها الدموع و صرخت : لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااا ..لا تسوين فيني كذااااااااااااااا .. لا اااااااااااااااااااااااا .

ضحكت المرأة و هي تتراجع إلى الخلف و انهالت عليها ضربًا بالسلك بكل وحشية ، صدرها ، بطنها ، قدماها ، حتى وجهها لم يسلم من تلك اللسعات الحارقة الموجعة .

اختلط صوت صراخ رهف و نحيبها بصوت السلك و هو يخترق الهواء ليرتطم بجسدها محدثًا صوتًا أشد إيلامًا: خلاااااااااااااااص .. معاد أتحمااااااااااالللللل .. يكفيييييييييييييي .. الله يخلييييييييييييييييييكِ .. لاااااااااااا .. هدييييييييييييييييييييل ..رااااائئئئئئئئئئد .. طلعونيييييييييي من هنااااااااااااااااااااااا .

أطرقت برأسها لأقصى ما تستطيع كأنها تنشد حماية وجهها الفتّان ، توقفت المرأة قليلاً فلم يرق لها هذا التصرف، مطت شفتيها و هزت رأسها نفيًا في اعتراض ثم نزلت إليها و قبضت على خصلات شعرها من الخلف ثبتت وجه رهف المبلل بالدموع نظرت إلي عينيها و

: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

رسمت لسعة وحشيةً حارقة على وجهها .

رهف التي جمعت كل طاقتها المتبقية في صرخات .. اكتنزت كل الألم و كل العذاب ، و لكن ليس في قلب تلك الأخرى معنىً للرحمة .

و رددت تلك النغمات أركان الحجرة الكئيبة لتشهد على أبشع منظر احتواه القصر منذ تأسيسه .

.

ضربتها و ضربتها و ضربتها إلى أن تساقطت قطرات من الدماء الحمراء من بيني شفتي رهف .

تراجعت المرأة إلى الخلف و هي تنظر إلى الجسد المسجى على الأرض بلا حراك ثم رفعت ساعتها لترى 00 : 11 مساءً

ساعة كاملة قضتها في تعذيب جسد ناعم رقيق نزلت إلى الأرض و تحسست خصلة من شعر رهف المغشي عليها ، أخرجت المقص من جيبها و على شفتيها ابتسامة خبيثة .


@@@@@@@@@@@@@@

جدة

منزل أم مازن

30 : 11 مساءً


بكت في حضن خالتها أم مازن : آآآآآه .. آه يا خالتي .. آآآه .

هتفت هديل وهي تمسح دموعها : غدير ..خلاص .. ارحمي نفسك و اللي في بطنك .

صاحت غدير بألم : ليييييييش .. ليش يسوي فينا أبويه كذا ..يا نااااس .. هذا أخونا الوحيد .. حتى ما شفناه ..اندفن و ماشفناه.

صرخت منى بعصبية باكية:غدير .. خلاص .. احمدي ربك انك بين أهلك .. مو هذيك المسكينه اللي ما ندري عنها .

ابتعدت عن خالتها و صاحت في وجه شقيقتها : أنا نفسي أفهم .. هذا أبو ..هذا أبو اللي يرمي عياله كذا .

و انهارت مرةً أخرى ، أطرقت هديل برأسها و هي تمسح أنفها بالمنديل و تهمس: لا حول ولا قوة إلا بالله .

نهضت منى من مكانها و هي تخاطب غدير بنفاد صبر : انتي ما في أحد يجلس عندك .

و ركضت إلى غرفة أخرى و هي تشهق بألم .

قدمت خلود شقيقة مازن من المطبخ و هي الأخرى حمراء الأنف و العينين و هتفت: هديل .. جوالك يرن .

خفق قلبها بشدة و هي تركض لتأخذه منها ، كانت تتمنى أن تكون شقيقتها هي المتصلة و عندما رأت الرقم تحطم أملها ، و بضعف أجابت : ألو .

أتاها صوت مازن الخافت : السلام عليكم .

توجهت إلى مكان هادئ و هي تجيبه: و عليكم السلام و رحمة الله .

سألها : كيفك دحين ؟؟ .. و كيف أمي و أخواتي ؟؟ .

أجابته بصوت متهدج : الحمد لله .

قال باهتمام شديد : هاه .. ما وصلك شي من رهف ؟؟.

هنا انفجرت تبكي ،رفع مازن السماعة عن أذنه قليلاً و هو يحاول أن يحافظ على هدوء أعصابه وزفر في حرارة .. ثم عاد ليضعها على إذنه و يقول : هديل .. استهدي بالله .

همست بألم: لا إله إلا الله .

صمت للحظة ثم قال : أنا تقصيت عن تركي هذا و عرفت وين شركته و يوم السبت إن شاء الله أروح له و أتفاهم معاه .

هتفت هديل برجاء ممزوج بالأمل : ايوه .. ايوه .. الله يخليك يا مازن..الله يخليك .

..... : خلاص .. إن شاء الله خير .. يلا .. مع السلامه .

أنهت المكالمة ، ثم جلست على عتبة الدرج المؤدي للدور الثاني و يدها على جبينها هتفت برجاء : ياااااربي افرجها من أوسع أبوابك يا كريم .

@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض

في نفس اللحظات

قصر أبو خالد



خرج من دورة المياه بعد أن توضأ لصلاتي الشفع و الوتر ، كان يرتب أكمام ثوبه عندما دلف ابنه البكر إلى المكان و هتف : يبه .. طلبتني ؟؟ .

رفع أبو فيصل رأسه لابنه و قال : ايه .. تعال اجلس .

سار نحو غرفة الجلوس الهادئة و جلس على أول مقعد صادفه ، و بجانبه جلس فيصل ، زفر أبو فيصل في إرهاق ثم قال : وين فارس ؟؟ .

هز فيصل كتفيه : للحين ما لقيته .. جوالاته كلها مقفله ، بس كلمت مالك رفيقه و قلي إنه شافه بعد صلاة المغرب مع واحد من الشباب .

صمت أبو فيصل للحظة ، يحاول أن يسيطر فيها على الغضب الذي يشتعل في صدره .. و قال بعد برهة: يعني مختفي من يوم مطاقته مع عزام .. حتى ما حضر الصلاه على جده .. و ما فكّر يعتذر لهالوقت .

لم يحر فيصل جوابًا ، فقد كان معتادًا على تصرفات شقيقه الخرقاء ، لكن أن يصل الأمر إلى ترك الصلاة على جده ، كان هذا ما يثير جنونه هو الآخر .

نهض أبو فيصل من مكانه : خلاص يا ولدي .. توكل و روح لمرتك و عيالك و باكر إن شاء الله نشوف موضوع أخوك .

أومئ فيصل برأسه و هو ينهض بدوره : توصي شي يبه .

لوح أبو فيصل بيده أن لا و لم ينطق ، و بمجرد أن غادر ابنه ، قبض على أصابعه بحنق و هو يهمس : و نهايتها معك يا فارس ؟؟؟ ..


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



** الخــــــــــــــمـــــــ ــــــيس **

جده

أمام البحر

الفيلا

00 : 3 صباحًا


استيقظت من نومها و فركت عينيها بكسل ، تثاءبت و مدت ذراعها إلى الرف الصغير بجوار سريرها و التقطت الساعة ، ضغطت على مفتاح إضاءتها ثم دققت النظر ، هتفت بصوت ناعس : يووووه .. لسا بدري .. أنا اش صحّاني في هذا الوقت ؟؟؟.

وضعت يدها على عينيها مع أن الغرفة مظلمة و عادت تضع رأسها على الوسادة ، البكاء ليلة البارحة سبب لها صداعًا ، ابتلعت ريقها ثم تمتمت : من أمس ما شربت مويه .. يلا .. خليني أقوم .

نهضت من فراشها و تحسست طريقها حتى وصلت إلى الباب لم تشأ أن تشعل الضوء و هذه عادتها ، حركت مقبض الباب ثم قطبت حاجبيها بضيق و هي تحركه بعصبية : لااااا .. قفلت عليا مره ثانيه .

أغروقت عيناها بالدموع : يووووه .. ليه تسوي فيني كذا .. ليه تحبسني دايماً .

تراجعت إلى الخلف و أشعلت ضوء الحجرة ، أغمضت عينيها بسرعة ثم فتحتهما شيئاً فشيئاً و توجهت إلى وسادتها ، رفعتها و التقطت المقلمة الحمراء الصغيرة من تحتها ، فتحها و تناولت المفتاح من داخلها و همست : الظاهر نسيتي اني بنتك يا ماما .. نسيتي اني جوري .

عادت إلى الباب و أدخلت المفتاح في ثقبه و ببطء شديد أدارته ، مدت يدها للجدار المجاور و أطفأت الضوء و بعد لحظة خرجت من الغرفة و هي تتلفت حولها بريبة ، كانت الفيلا مظلمة إلا من أضواء خافتة تنبعث من السقف العالي ، سارت على أطراف أصابعها نحو المطبخ في الدور الثاني و بعد أن ارتوت عضت على إبهامها و هي تهمس لنفسها : يا ترى .. ليش ماما تقفل عليا الباب .. معقوله خايفه اني أطلع هنا ولا هنا ؟؟ .

هزت كتفيها .. و قبل أن تخرج ، سمعت صوت ضحك والدتها فارتعدت فرائصها و اختبأت بسرعة خلف الباب و نظرت من ثقبه الطويل و لسان حالها يقول ..

** .. مبسوطه .. أكيد عازمه صحباتها ..و أنا المسكينه محبوسه في الغرفـ **

صُعقت ..!!!!!!!!!!!!

انقطعت جميع أفكارها في لحظةً واحدة ، جحظت عيناها و خفق قلبها بعنف تساقطت الدموع من عينيها ، و جسدها يرتعد من هول المنظر ، انتظرت .. و انتظرت ..حتى انتهى المشهد الفاضح الذي أمامها .

و بمجرد أن أغلقت والدتها باب الشقة و عادت إلى حجرتها و هي تتبختر بقميص نومها الخليع ، خرجت جوري من مخبأها و ركضت إلى حجرتها ، أغلقت على نفسها الباب و ألقت بجسدها على السرير ، ثم انفجرت تبكي بحرقة و كل شيء يتداخل ويختلط في رأسها ، المشاعر ..الانفعالات ..الذكريات ..الأشخاص ..كل شيء ، اعتصرت الوسادة بين ذراعيها و صرخت من بين دموعها : بــــــــــــــــابــــــ ـــــــــــااااااااا ...


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جده

القصر

في نفس اللحظات



نزل إلى القبو المظلم و توجه إلى تلك الحجرة التي يحفظ مكانها جيدًا ، فتح بابها الأسود المعدني و دلف إلى الداخل .

كانت مسجاة على الأرض كالقتيلة بثياب نومها الوردية الناعمة المكونة من قطعتين .

.

جسدها المتورم ببشاعة دليل على العذاب الذي تعرضت له ، حتى وجهها .. رسم آثار اللسعات بكل دقة ، و شفتاها منتفختان و الدماء الجافة تلطخهما .

قطب حاجبيه و هو يتقدم منها : قصت شعرها ؟؟ .

توقف عندما وصل إليها و قال : الظاهر الأخت حللت الفلوس اللي دفعتها لها .

تراجع إلى الخلف و رفع الكاميرا التي يحملها بين يديه ، وضعها أمام عينيه و هو يتمتم : أبوك دفّعك ثمن غلطاته .

انطلق ضوء الفلاش .. صحبه صوت التقاط الصورة ، تلتها صور عديدة و من زوايا مختلفة .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جده

أمام البحر

الفيلا

31 : 9 صباحًا



خرجت من حجرتها إلى الصالة ، ثم جلست على الأريكة البيضاء الوثيرة أسندت رأسها للخلف و أغمضت عينيها و هي تتذكر كلماته

** .. زي ما قلت لك ..لازم تحاولين تسحبين منه كل شي بس بدون ما يحس ..و حاولي تستفيدين من جوري بطريقه غير مباشره ..انتي عارفه انه مستحيل يشك فيها .. عشان كذا حاولي تحسنين علاقتك معاها و بكذا توقف فـ صفك ..**

تنهدت في حرارة و همست : يا حبيبي يا فوزي .. متى راح نعيش مع بعض ؟؟ .. متى ؟؟؟.

نهضت من مكانها و توجهت إلى غرفة ابنتها ، أدخلت المفتاح في ثقب الباب و فتحته ، دلفت إلى الداخل و هتفت وهي تشعل الضوء : جيجي .. يلا ماما .. قومي .

السرير خالٍ ، ذهبت إلى باب الحمام و طرقته بخفة و هي تهتف بحنان مصطنع : جيجي .. حبيبي يلا .. خلينا نطلع نفطر .

لم تتلقى رداً ، أشاحت بوجهها و هي تقول بصوت مرتفع : يعني إلين دحين زعلانه ؟؟.

وقع بصرها على ورقة بيضاء قابعة فوق الوسادة ، أثارت فضولها ذهبت إليها وهي تردف : يلااا .. فكيها و لا تنكدي على نفسك .

أخذت تفتحها و هي تقول : معليش يا قلبـ

شهقت في هلع عندما وقع بصرها على الكلمات الكبيرة في الورقة وصاحت : حسبي الله عليك يالمجنونه .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

القصر

في نفس اللحظات



يتأمل الحديقة الواسعة عبر تلك النافذة الزجاجية الضخمة وضع هاتفه على أذنه و انتظر لحظة ، ثم قال: ألو .. عمر .. جهّزلي المستندات كلها وسلمها لعصام ..لا .. راح أخلصها هنا .. يلا سلام .

أنهى المكالمة .


.

.


و كأنه ..


سمع همسًا باسمه ..


قطب حاجبيه و التفت إلى الوراء ..

ركضت إليه و ألقت نفسها بين ذراعيه ، تشبثت به بقوة و هي في حالة انهيار تام .

هتف باسمها في دهشة : جــــــــــــــــــــــــ ـوري ؟؟؟؟؟؟؟!!! .

انفجرت تبكي بعصبية ، فسألها في قلق : جيجي اشبك ؟؟..و أمي وين ؟؟ .

رفعت رأسها إليه و قالت بصوت مخنوق : لييييييش ما قلتلي انه ماما تزوجت ؟؟ (ضربته على صدره ) لييييييش؟؟؟؟؟ .

حملق فيها بصدمة ، و هي تسأله بقهر : ليش يا تركي .. ليش ما قلتولي .. ليش ما تعتبروني وحده منكم ..ليش تكرهونيييييييييييي .. لييييييييييييش؟؟؟؟؟؟؟؟.

نظر إلى عينيها اللتين تسبحان في نهر من الدموع و صفعة الصدمة تمنعه من الحديث ، ندت من بين شفتيها أنّة موجوعة تلاها سيل من الأنين و كأن البكاء قد أنهك جسدها فلم يعد قادرًا على الصمود أكثر ، همست بضعف : ليش يا تركي .. ليش ؟؟ .

وضع يديه على وجنتيها و قال بحزم : جـــــــوري .. هذا الكلام ما أبغى أسمعه منك ساااامعه ..

انتي أختي .. قطعه من لحمي و دمي .. أضحي بكل شي عشان تكونين مرتاحه و مو ناقصك شي .. أنا أبوك و أمك و أخوك .. فــــــــــــــهــمــــتي .

امتزج وقع كلماته بقلبها الجريح و سكب بلسمًا باردًا على جنباته ، شهقت بحرقة و هي تدفن رأسها في صدره مجددًا كأنها تنشد الحماية من شيء مجهول : أن .. أنا سيبت ماما هناك وجيت لوحدي ..جيت لوحدييييي .

ربت على ظهرها بحنان و ملامحه المضطربة دليل واضح على صدمته الكبيرة ، همس و هو يمسح على شعرها : معليش .. معليش يا جيجي .. هدّي نفسك شويه .

تعالى صوت نحيبها أكثر فهمس بحنان : روحي ارتاحي دحين ..و اتركي الباقي عليا .. يلا .

ابتعدت عنه بعد لحظات معدودة و سارت إلى جناحها و كفها على فاها .

و عندما اختفت عن نظره مسح على وجهه بكفه و تمتم بحنق شديد: سويتيها يا ساميه و قدام جوري .. جبتي العذاب لنفسك يالحقيره .


.



و في جهة أخرى


تأوهت بألم قبل أن تفتح عينيها ببطء شديد و تصيح: آآآآي .. جسمييي .

جلدها المسلوخ جعلها تصدر آهات جريحة : عظاميييي .. يا الله .

ابتلعت ريقها الجاف ، وحاولت أن ترفع يدها و لكنها صرخت من شدة الألم ، زمت شفتيها قبل أن تبكي: يدييييييييييييي .

حاولت أن تحركها مرةً أخرى و هي تصك على أسنانها و كان تيار الألم أشد صرخت في حرقة و أغمضت عينيها بمرارة و هي تهمس: يدييييي .. ماني قادره أحركها .. يا الله .. يا الله.

الألم يفتك بجسدها و وجهها ، لم يسلم شيء .. حتى روحها تشكو العذاب .

زفرت في حرارة من بين الدموع و صاحت: حسبي الله عليكم .. حسبي الله عليكم كلكم .. الله يكافيكم .. الله يكافيكم .

و اختنقت حروفها بين الأنين .

حركت رأسها ببطء جهة اليمين ، دققت النظر قليلاً ثم هتفت بدهشة: مـ ..مويه؟؟!! .

كان كأس من الماء يقع على مقربة منها و بجواره صحن يحوي القليل من الخبز .

ابتسمت في سخرية مريرة و دموعها سيول على وجنتيها : هه .. لا والله .. طلع في قلبه شوية رحمه .

كانت تشعر بالعطش و لكنّ أدنى حركة تشعل الآلام في أعصابها ، لذلك استكانت في مكانها و اكتفت بالدعاء: يا رب .. يا حي يا قيوم ..يا رب .. برحمتك أستغيث .. أصلح لي شأني كله .. ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.

كانت تشعر بانتفاخ وجهها و شفتيها ، و حرارةٌ رهيبة تسبح على جسدها كنيران متوهجة ،زمّت شفتيها قبل أن تتفجر دموعها مجددًا : الله يسامحك يا أبويه ..اللي كل مشاكك تجي فوق راسي .. ما يكفي مشاكلك مع كل الخليقه تجي دحين و ترميني على واحد مجنون .

أخذ صدرها يعلو و يهبط من شدة البكاء ، رفعت بصرها الغائر إلى الأعلى ، و في لحظة زوت ما بين حاجبيها و همست بخوف : ليش أحس بهذي البروده ؟؟ .

نظرت إلى الأرض مجددًا و .. رأت خصلات شعرها المتناثرة هنا و هناك .

غرس الألم أنيابه في قلبها : لـ ..لا .. شـ..شعري ؟؟!!.

أغلقت عينيها و أخذت تتنفس بصوت مرتفع ، كأنها تحاول أن تهدئ من انفعالها قليلاً ، فالطعنات القاتلة تتسابق للنيل منها ، كانت على يقين بأن طريقها لا يزال طويلاً و شائكًا .

همست بصوت متهدج : ر..راح .. أشـــ..أشرد من هـ .. هنا بـ..بأي طريـ..طريقه .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس