تبوك
المبنى السكني
الدور الثالث
00 : 4 فجراً
في تلك الحجرة المظلمة الباردة .. استيقظ من نومه ثم مد يده و التقط هاتفه المحمول ، ضغط على أحد مفاتيحه و نظر إلى الشاشة ثم همس : الساعه أربعه !! ..بقي عن الصلاة حوالي عشره دقايق.
قطب حاجبيه عندما شعر بفحيح أنفاس إلى جوار هب من مكانه جالسًا في فزع و التفت إلى يمينه .. الحجرة مظلمة و لكنه شعر بوجود أحدهم .. قفز من فوق السرير و أشعل الضوء ..
.
.
.
في الدور الأول من المبنى
أمسك بكتف الرجل الذي يقف أمامه و هتف: هاه عبيد .. تمت المهمه ؟؟ .
ضحك عبيد في فرح و قال: ايووووه يا مصلح .. حطيت له المنوم ف الشاهي و طلال تكفل بالباقي .
ضحك مصلح بدوره و قال : و الله انكم شيطاييييين ..و مين راح يطلعله دحين .
غمز عبيد بعينه و قال بخبث : عم العروس و أصحابه .
و غرق في موجة أخرى من الضحك .
.
.
.
شعر بالزمن يتوقف من حوله و هو ينظر إلى ذلك الجسد المسجى على السرير ، ذلك الجسد الناعم الذي غطى بعضه قميص نومٍ حريري ، أشاح ببصره بسرعة عندما تأكد مما يراه وأنه ليس حلماً و هتف : استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم .
مسح على وجهه و انتفض جسده عندما هز الشقة صوت جرس الباب و ذلك الطرق القوي عليه .. لا يدري لماذا شعر بأنه متعلق بالمصيبة التي تنام على سريره ، لم يدري ماذا يفعل و هو يسمع الأصوات المرتفعة من خلف الباب : افــــــتـــح .. افــــــــتــــح الــــــــــــــــــبــــ ـااااااب.
دارت في خلده أفكار عده ، كان متأكدًا بأنها خطة للاحتيال عليه ، توجه إليها و هو مشيحٌ ببصره و صرخ عليها و هو يضرب السرير بيده : قومـــــــي يالحقيره .. قومــــــــــــــــــي .
لم تحرك ساكنًا و الطرق يشتد على الباب ، كان يشعر بشيء ثقيل يكبت على أنفاسه و أخلاقه تمنعه من رفع بصره إليها ، قبض على كفه بحنق و هو عاجز عن التفكير أكثر ، زمجر بغيض و خرج من الحجرة ثم أغلق الباب خلفه ، توجه لباب الشقة بسرعة و فتحه و هو يصيح بعصبية : نـــــــــعـــم ؟؟!!!..
كان يقف أمامه ثلاثة رجال يتميزون بضخامة الجسد ، أشار إليهم أحدهم و هو يلهث : و الله هوا .. هوا اللي أخذها معاه .. أنا شفته .
قطب ياسر حاجبيه في تساؤل مستنكر فدفعه الرجل الآخر إلى الداخل و هو يصرخ : يالـ###### .. و يــــن بـــنـــتــي ..بـــــــــنــــــــــــت ـــي ويــــــــــن ... طـــــــــلــعــهـا بـــســـرعـــه .
تراجع ياسر إلى الخلف وصرخ بدوره : بـــــــنـــتــك فــــي عيـــــنـــك يــالـخسيس .. انـــــــــت الــــــنـــذل اللـــــــي رمــــيــتـــهـــا عــــــــلي وجــــــــاي تــدّور عـــــــــلــيــهــا الـــحــيـن .. تتبلى علي يالحقير ؟؟!!!!!!!!!.
لم يبالي الرجل بما يسمع بل ركض إلى الداخل و هو يصيح : تــــــــــــــســــاهـــ ـيــــر!!!! .
كتف الرجلان الآخران ياسر الذي أخذ يقاتلهما في استماتة و هو يصرخ: يــالــكـــلا* .. فـــكــونـــــــــــــي .
أغلق أحدهما باب الشقة بقدمه و فتح الرجل المذعور باب حجرة النوم ثم شهق في رعب مصطنع : بــــــــــــــــــنـــتـ ــــــــــــي !!!!!!!!!! .
ركض إلى داخل الحجرة و عندما وقعت عيناه عليها ، صرخ في غضب مصطنع و انهال عليها ضربًا : الله يسود وجهك يالـ######## .. الله يآخذ روحك يالـ#######.
اعتصر أحد الرجلين كتف ياسر و قال ببرود : انتا يا ياسر الـ***** تندس اسم عيلتك بهذي الصوره الشنيعه ؟؟؟.
صرخ ياسر في حنق و هو يحاول أن يحرر نفسه من بين أيديهم : تــــــخـــــســـى .. لا تــــــتـــعـــدى حـــدودك و تــــطــــــــــول كــــــــــــلام مــــــــــــــنــــت بــحــمـلــــه .
دفعه إحدى الرجلين على الحائط و قال : والله اللي يجر بنات الناس معاه عشان يقـ آآآآآآآآآه
ركلةٌ قوية من ياسر في معدته قطعت كلماته و جعلته يتراجع للخلف و يصيح : الله يآخذك .
صرخ ياسر بعصبية شديدة و هو يحرك بصره بينهما : قلتلك لا تطول كلام منت بحمله .. و إذا كنت بسوي الحرام اللي تقوله .. عندي اللي يجيب عذارى العرب كلهم.. موب وحده ###### رامينها علي يالـ#######
قدم طلال في هذه اللحظة من حجرة النوم و هو يلهث و يصيح : والله ما تتحرك إلا و انت عاقد عليها يالـخسيس يالـ########.
قطب ياسر جبينه باستنكار و صاح بحنق : أقول شيل بنت الشارع اللي جايبها و اطلع من هالشقه بكرامتك أحسن .
ثم اندفع بعصبية نحو الباب الخارجي ليُخرج نفسه من هذا الجو الخانق و ليبلغ الشرطة عن هؤلاء المحتالين بل ليعرف كيف استطاعوا أن يدخلوا إلى شقته و
: اســـــــــــــــــــــــ ــتنى ..
لم يعر بالاً لحديثهم ، ولكن أحدهم قبض على كتفه ، و عندما همّ بنزع يده من عليها .. تصلبت .. و جحظت عيناه و هو ينظر إلى الشيء الموضوع أمام عينيه و تلك الكلمات الخبيثة تدوي في أذنيه : فيه نسخ من هذي الصور عند واحد من الشباب ، و بكلمه مني بس .. راح تنتشر فـ كل مكان .. و خلي كل العالم يعرف ياسر الـ***** اش سوا فـ تبوك .
شعر ببراكين شديدة تتفجر في صدره و عقله عاجز عن استيعاب المناظر الحقيرة التي احتلت الصور ، تلك المناظر التي صورته برفقتها و هو نائم .
التفت إليهم في حدة و على وجوههم جميعًا ابتسامةٌ خبيثة ، حتى طلال الذي تخلى عن منظر الأب المصدوم بمنظر ابنته ، و قال : هاه .. اش قلت ؟؟ .. صدقني .. أي اعتراض منك أو أي محاوله إنك تبلغ أحد بالقصه بيخلي الصور تنتشر على طول .. و تخيل وجه أبوك و أمك المسكينه لما يشوفون هذا المنظر .
قبض ياسر على كفه بحنق و خرجت الكلمات من بين شفتيه مخنوقة غاضبة : واش هالخسه و الدناءه يالـ####### ، انتم ما في بقلوبكم خوف من الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!! .
ضحك أحدهم و هو يدس الصور في جيب ثوبه : هذا شرطنا يا ولد الـ****** .
تفجر الغضب العارم في ملامح ياسر و اندفع نحوه صائحًا : يالـــــخسييييييييييييييي ييييييس .
لكمه ياسر بكل قهر الدنيا على خده و بطنه و صدره ، فاندفع طلال و الآخر نحوه على الفور و قبضا عليه ثم أخذا يسحبانه حتى أجلساه على الأرض عنوة ، و المضروب يضع يده على وجنته و يغمم : خليت اللعب صعب يالـ###### .. لكن هين .. إحنا لاعبين اللعبه صح .. و من هنا راح تطلع على المحكمه و تكتبت كتابك على طول و بكذا تفكنا منها و ترسلنا مبلغ محترم كل شهر .
و انفجر بالضحك مع رفيقيه .
.
00 :6 فجرًا
فتحت عينيها بإرهاق شديد و هي تأن : مـ .. ماما ؟؟!!.
تاهت حدقتاها للحظة قبل أن تستقرا على ذلك الوجه الذي ينظر إليها و على شفتيه ابتسامة خبيثة ، شهقت في ذعر و هي تهب جالسةً على السرير و صاحت : يا حـــــــــــــــقــــــــ ــــــــييييييييييييير .
انفجر بالضحك و هو يجلس بكل أريحية على المقعد المقابل : تسلمين والله يا بنت سالم قصدي .. يا حرم ياسر الـ*****.
زوت ما بين حاجبيها و هي عاجزةٌ عن تفسير كلماته ، خفق قلبها للحظة عندما شعرت أنها في مكانٍ غير مألوف ، جالت ببصرها بسرعة في المكان و آلام الجراح على وجهها تستيقظ بعد سبات ، ارتسم الهلع على ملامحها الجميلة و صاحت : انتا وين وديتني يالمجرم و أمي فـــــــــــيييييييين ؟؟.
نزلت من على السرير قبل أن ينطق و هي في قمة ذعرها ، برودة قارصة صعقتها وجعلتها تنظر إلى لباسها ، تصلبت قدماها و قلبها يهوى بين ضلوعها ، رفعت بصرها إليه و هو يضحك بسعادةٍ غريبة ، لم تدري بم تنطق و دموع القهر تسيل على وجنتيها و أنفاسها تتسارع من شدة الحنق و الصدمة المريرة ، سحبت لحاف السرير بكل ما تملك من سرعة و غطت جسدها الغض و الحرج .. كل الحرج و الألم يفتكان بقلبها الجريح ، صرخت و دموعها الساخنة تبلل وجهها : ياللي ما تخاف ربك .. يالخسيس يالنذل .. يالظـــــــــــــــــــــ ــــــالــــــــــــم .. الله لا يوفقك و لا يبارك فيكِ .. الله يآخذ و يريحني و أمي منك و
بترت عبارتها و شيءٌ ما يخترق عقلها .... هي هنا .. في مكان غريب ، وحيدةٌ برفقته ترتدي هذا اللباس إذًا .... ؟؟!!
وضعت كفها على فاها و هي تجثو على ركبتيها في انهيار تام و خصلات شعرها البني الطويل ملتصقة بوجنتيها من فرط الدموع .
اتسعت ابتسامته الخبيثة و هو ينهض من مكانه قائلاً ببطء : اسمعي اللي أقلك عليه و افهميه.. بعد كم يوم راح تمشين معايا للمحكمه عشان نعقد لك على زوج المستقبل .
و ضحك و هو يردف : تدرين إنك مقطوعه من شجره يا كافي .. لا أبو و لا أخو و لا قرايب .. عشان كذا مضطرين نعقد لك فـ المحكمه .
اقشّعر جسدها و هي تضم اللحاف إلى جسدها أكثر و هتفت بصدمة مخنوقة : انتا اش تقول ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!.
رفع أحد حاجبيه و هو يحدث نفسك : أوريكِ و لا لا ؟؟ .. هممممم .. خليني أوريكِ أحسن بدل الشرح .. و زي ما قال مـــــراد .. الصور تسوي العجايب .
أدخل يده في جيبه و هي تنظر إليه بحيرة قاتلة ، و لم تشعر إلا بشيء يلقى أمامها ، وقعت عيناها عليه و شُلت أطرافها من المنظر ، حتى لسانها المرتعد التصق بسقف حلقها الجاف .
أي كلمات تصف شعورها في تلك اللحظة ؟؟
بل أي نظم من العبارات ؟؟
أدموعٌ تفي لغسل جراحها المشتعلة ؟؟
أم صيحات و صرخات ملتاعة موجوعة ؟؟
لا أب يحميها بروحه .. و لا شقيق يذود عنها بجسده ..
و لا أم تساندها بحنانها و حكمتها ..
.
هو زوج أمٍ حقير يقف أمامها و يحدد مصيرها بخطة خبيثة حقيرة من عقول شيطانية لم تُقم لمخافة الله وزنًا أو معنى .
انفجر بالضحك و هو يقول : بالله اش رايك فـ القميص .. ما ني فنان .. و دحين راح تتزوجينه بالغصب عشان نستر على هذي الفضيحه .
رفعت رأسها ببطء إليه و همست بنظرات تائهة : ايش ؟؟ .
جذبها مع كتفها في غلظة لتقف على ساقين متخاذلتين و اللحاف يسقط من بين يديها المخدرتين ، صرخ في وجهها : اللي سمعتيه .. راح تنقلعين معاه .. و كل شهر ترسليلي مبلغ محترم ، الرجال بطران و الفلوس حولينه زي الدود .
تفجر الحقد و الغل في عروقها المشروخة بسكاكين العذاب ، انهمرت دموعها من مقل تتمنى العمى على أن تنظر إلى تلك الصور التي رسمت حكاية الجبروت و الطغيان على نفسٍ رقيقة ضعيفة تائهة ، و صرخت روحها التي تجرّعت كؤوس السموم القاتلة : أقوول فك يدي يالمجنون يالسكير ..ما يكفي إنك رميتني عليه بذاك اللبس ياللي ما تخاف ربك يالـ
جرها مع شعرها فصرخت بكل آلام الدنيا: ســــــــــــــــــــــــ ــيبنيييييييييي .
صفعها على وجهها و صاح بغضب: لا تردين عليا .. إذا ما سويتي اللي أقلك عليه و الله ما تلاقين إلا جسم أمك مقطّع قدامك يالـــــــــــــمـــلــعـ ــو** .. سمعتييييييي .
انهمرت الدموع من عينيها و هي تنظر إلى وجهه الكريه الذي تتمنى أن تحرقه بماء النار و صرخت بعد شهقة عنيفة : كـــــــــــــــــــذااب .. أصلاً .. أصلاً ..اش يضّمني انــــــــــك مــا قـــتـــلـــتــهـــا خـــلاص .. هاه .. هـــــــــــــــــــــاه ؟؟؟ ..
و انفجرت تبكي و الآلام تنتشر في جسدها انتشار النار في الهشيم ، آلام روحها اليتيمة المتخبطة ... ألقاها على الأرض فصاحت في ارتياع و هو يضع قدمه القذرة على وجهها ثم أخرج هاتفه النقال و ما هي إلا لحظة حتى صاح : ألوووو .. عبيد ..البقره عندك .. سمّعني صوتها .
و ضغط على رز الميكرفون ، تناهى إلى مسامعها صوت عبيد و هو يجبر والدتها بقسوة على الحديث : قولي ألوووو .. تكلمي يالبقر .. تكلمي .
أغمضت تساهير عينيها بألم عندما ميزت سعال والدتها المريضة و اهتز جسدها و هي تهتف بـ : يا الله .. يا رب .. يا رب .
: ألو ..
شهقت تساهير في حرقة و هي تصرخ : أمــــــــــــــــــــييي ييييييييييي .
صاحت الأم بلوعة : بــــــــــــــــــــنتيي ييي .. تساهير .. لـ
قطع طلال الاتصال فصرخت تساهير و هي تضربه على رجله : لااااااا .. لاااااااا .. لــــــــــيـــش .. ليــــــــــش تسوي فيني كذا ليييييييش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
جرها مع شعرها و أجبرها على الوقوف و هو يصرخ بعصبية : ســــــــــمـــعــتي صـــوتـــها بــإذنـــك ..و دحـــيـــن راح تـــســـويــن اللــــــي قـــلـــتــلــك عـــلــيـــه و لاّ و الله أنــــفـــذ الـــلـــي قـــلـــتــه .
ثم دفعها على السرير و هو يردف : و دحين راح تنطقين هنا إلين أقلك إطلــــــــــــــــــــــ ــعـي .
و انطلق نحو الباب مغادرًا ثم أوصده خلفه .
اعتصرت اللحاف بيديها و هي تنقلب على بطنها و تصرخ بعذاب شديد : حسبي الله عليكِ .. حسبي الله عليكِ يالمجرم .. حسبي الله علــــــــــــــــيــــــ ـــــــــــــكِ .
.
.
ابتسم عبيد و هو يجلس على الأريكة في البهو الرئيسي للمبنى و قال بخفوت : يعني نجحت خطة مراد ؟؟!!.
ضحك طلال و هو يهمس : إيووووه نجحت .. ما قلتلك هذا مخ و فنان فـ خراب البيوت .. صحيح إنه قلي جرّب الخطه من قبل و نجحت .. بس ما صدقته إلين شفت النتايج بعيوني .
همس عبيد و هو يقرب وجهه من طلال كأنه يخشى أن يسمعه أحد : إلا صح .. كيف كلمته و الشرطه تدور عليه .. قصدي .. أكيد جواله مراقب .
ابتسم طلال بسخرية و همس : واحد من الشباب جابله شريحه جديده و كلمته عليها بعد ما عرفت الرقم من مصلح اللي دلّه على مرعي .
ضحك عبيد قائلاً : يا الله ما ني قادر أصدق إن الخطه نجحت و إن ياسر الـ***** محبوس فوق و تحت أيادينا .
أومأ طلال برأسه و هو يهمس بسعادة : أخيرًا بنفك منها الغبيه و أقلع بعدها ذيك البقره التعبانه بس بعد ما نفرح بالألوف .
و انفجر هو و رفيقه بالضحك .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جده
القصر
00 : 9 صباحًا
جلست رهف على أول مقعد صادفها و هتفت : انتي ما توبين .. أول الحديقه .. و دحين السطوح .
ابتسمت مرام و هي تتأمل الأجواء من حولها : لااااااا .. ما أتووووب .. أحب الفلّه و الهيصه ..و بما إننا محبوسين خلينا نحوس في القصر .. اش اريك بس في السطح .. كأنه حديقة ثانيه مو .. حتى المسبح موجود .
لم تقوى رهف على الابتسامة أبدًا ، بل اكتفت بهز رأسها موافقةً ، لم تعد قادرة على الاحتمال أكثر و ذلك المسمى زوجها تركها كقطعة الأثاث بعد أن انتهى من جريمته ، حاولت ليلة البارحة بعد أن رقدت مرام أن تبحث عنه .. تحدثه ، و لكنها تاهت في أنحاء القصر و لم تعثر عليه .
نظرت إلى ظهر مرام الواقفة و هتفت: مرّوووم .
التفت إليها مرام وقالت مازحة : ماذا يا جدتي رهيف ؟؟ .
وضعت رهف يدها على المقعد المجاور و قالت: ممكن تجلسين شويه و تريحين عصك .
ضحكت مرام في مرح و هي تسير نحوها : حاااااااضر .. راح أريح عصي الطويل .
ثم جلست إلى جوار رهف و هتفت : هه .. جلسنا .
شبكت رهف يديها قبل أن تقول : كيف عشتي هذي المده كلها فـ جده و أهلك كلهم ف الرياض .. ما وحشوكِ؟؟.
رفعت مرام رأسها تتأمل سرب الطيور السوداء المحلّقة في عمق السماء و قالت : من يومي أحب جده .. و ما أبغى أعيش إلا فيها ، أبويه الله يرحمه وافق على طلبي بإني أجلس هنا مع الوليد رغم اعتراضات أمي الله يرحمها .. درست هنا المتوسط و الثانوي و أولى جامعه و بعد ما توفى الوليد الله يرحمه .. تفاجأت إنه كاتبلي جزء من القصر ف وصيته .. ما تتوقعين قد ايش كانت صدمتي بهذا الخبر .. الله يرحمه .. بعدين أصريت إني أكمل دراستي هنا .. و...... بس .
أطرقت رهف برأسها وتمتمت برقة : آسفه إذا ذكرتـ
قاطعتها مرام بنهوضها و هي تهتف: يا شيييييييخه عاااادي .. ما عليكِ.. يلا قومي بسرعة.. أبغى أوريكِ حاجة.
وقفت رهف و سألتها: اش هيا ؟؟ .
تجاوزت مرام حوض السباحة و فتحت دولابًا صغيراً أزرق اللون أخرجت منظارين أسودين ثم لوحت إلى رهف : تعالي خذي .
رفعت رهف حاجبيها بدهشة و هي تسير: مـــنــظــار ؟؟!! .
ضحكت مرام و هي تمد لها بأحدهما : لعبتي المفضله .. المراقبه من السطوح .
و اقتربت من السور الحديدي المزخرف قائلةً: تعالي هنا .. و راقبي معايا المناظر .
و ضعت مرام المنظار على عينيها .. و قلدتها رهف التي غممت : ممكن أعرف اش تستفيدين ؟؟..اللي يقول حولينك بحر و لاّ غابة .
هتفت مرام : لااااا يا قلبي .. بس فيني لقاااااافه .
خفضت رهف المنظار عن عينيها و التفتت إلى مرام قائلةً بنبرة خجولة : لا .. أنا اللي فيني لقافه زايده اليوم ..
عشان كذا راح أسألك .. مين أيمن ؟؟ .
كانت مرام منشغلة بالتأمل و لكنها أجابتها : هذا يا ستي .. و لد خالة جوري .
اتكأت رهف بمرفقيها على السور المنخفض و قالت: آه .. قصدك ولد خالة تركي كمان .
هزت مرام رأسها نفيًا و هي تمسح عدسات المنظار : لا .. جوري و تركي أخوان من الأبو بس .
زوت رهف ما بين حاجبيها في دهشة و هتفت : و وينها أم تركي ؟؟ .
وضعت مرام المنظار على عينيها مجددًا و هي تجيبها : توفت الله يرحمها من فتره طويله ، و تزوج الوليد بعدها ساميه أم جوري .
صمتت رهف و عادت إلى التأمل من خلال المنظار ، شاهدت الطيور عن قرب ، السيارات التي تسير في الشارع البعيد ، الحديقة و عقلها منشغل بذلك الجبل الجليدي .
وجّهت المنظار إلى الباب الخارجي للقصر كان مفتوحًا و ..
~ رأته ~
شهقت بكل ما تملكه من طاقة فانتفضت مرام و التفتت إليها هاتفة: اشــــــــفيييييه؟؟؟؟!!!! .
سقط المنظار على الأرض و ركضت رهف ، ركضت بسرعة وهي تصرخ : مــــــــــــــــــــــــ ـــــازن .
نزلت عبر السلالم بسرعة جنونية و امتطت المصعد الكهربائي ، حركت رجلها بتوتر و عيناها تفيضان بالدموع : يا ربي .. يا ربي .
و عندما توقف المصعد ، خرجت منه و اندفعت عبر الباب الزجاجي إلى الحديقة و هي تصرخ : مــــــــــــــــازن .. مــــــــــــــــــــــــ ــازن .. اســـــــــــــتــــناااا ااااااااااااااا .
ركضت .. باتجاه الباب الضخم ..
.
و من الجهة الأخرى ..
~ رآها ~
تركض بقوامها الممشوق و جسدها الرشيق ، تركض تحت أشعة الشمس و شعرها البني القصير يلمع تحت ضوءها .
لم يجل في خاطره شيء سوى أنها تحاول الهرب و تحركت قدماه نحوها .
لم تكن المسافة بعيدة جداً عن الباب الخارجي و لم يكن من الصعب على تركي أن يلحق بفتاة و لكن الخوف الذي كان يسيطر على رهف منحها سرعةً كبيرة ، ركضت .. و ركضت .. ثم خرجت مع الباب .. و عندما أرادت أن تقطع الشارع ..أثار حواسها صوتٌ ما .. التفتت و
... : انـــــــــــتبــــــــــ ــــــــهــييييي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
.
و في ناحية أخرى حول القصر ، داخل تلك السيارة الصغيرة تنهد أبو لؤي قائلاً : اييييه .. من جد ما يستحي هذا الولد .. حتى جيتنا ما حشمّها .. الله يعنيك يا بنتي يا رهف .
زفر مازن في غيض و هو ينعطف بالسيارة : الله يخسّه .
زوى أبو لؤي ما بين حاجبيه و هو يدقق النظر في المرآة الصغيرة فوق الباب ثم التفت إلى الخلف ليتأكد مما يراه و قال : اش هذا التجمع؟؟؟ .. الظاهر في حادث .
انعطف مازن بالسيارة مرةً أخرى مبتعدًا عن القصر و هو يغمم : علّها فـ ذاك المقرود إن شاء الله .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@