عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-13, 01:12 AM   #7

شهرزاد 2000

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شهرزاد 2000

? العضوٌ??? » 248607
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 681
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شهرزاد 2000 has a reputation beyond reputeشهرزاد 2000 has a reputation beyond reputeشهرزاد 2000 has a reputation beyond reputeشهرزاد 2000 has a reputation beyond reputeشهرزاد 2000 has a reputation beyond reputeشهرزاد 2000 has a reputation beyond reputeشهرزاد 2000 has a reputation beyond reputeشهرزاد 2000 has a reputation beyond reputeشهرزاد 2000 has a reputation beyond reputeشهرزاد 2000 has a reputation beyond reputeشهرزاد 2000 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(6)
غسلت الأواني كيفما بدا وقلبها يخفق من شدة الفرح، أخيراً سيتغير روتين حياتها، أخيراً ستحسُّ بنفسها وباستقلاليتها، ستكون شيئاً ما، شيئاً منتجاً و مهماً....ستتوظف!!!

اتصلت بها في الصباح شركة مقاولات كانت قد قدمت بها مسبقاً لوظيفة سكرتيرة واليوم وبعد مرور شهرين من تقديم الطلب وافقوا على مقابلتها..

ترنمت بصوتها الجميل وهي تميلُ برأسها، أمسكت بملعقة معدنية، لم تكمل غسلها بالصابون، تلمست انحناءها الشاذ إلى الخلف، بللتها بالماء وهي تتفحص الإسوداد الموجود أسفلها، ماتت الفرحة من على شفتيها، دققت فيها لثوانٍ ثم ركنتها في طرفٍ لوحدها وهي تتنهد:
- لن يتوقف أبداً...متى يموت ونرتاح منه!!! عضت على شفتيها وهي تستغفر الله..ماهذا الكلام إنه أخوها قبل كل شيء...


دخل المكتب بنظارته السوداء، يتقدم أخاه بجسده الفارع، ألقى التحية على الجميع دون أن ينظر لأحدٍّ معين.
- أنت السيد خالد؟
- نعم.
- اعطني بطاقتك المدنية و تفضل بالجلوس لو سمحت.

جلس بمقابل الأب وابنته، ينظر للأخيرة بثبات دون أن يحول عينيه عنها، نظرت إليه بنفس الهدوء وقد جلس "أحمد" الصغير في حجرها.. بينما ظلًّ "راشد" واقفاً لعدم وجود كرسيٍّ شاغر..

كان الأب عاقداً ذراعيه، يتفحص من تهجم على ابنته، من أثار لها ذكرى الطفولة الأليمة، كان خالد مرتدياً ثوباً أبيضاً ناصعاً، شماغه مربوط إلى الخلف على الطريقة الإماراتية، بدا جذاباً ومهيباً تلك اللحظة..

"يبدو من عائلة محترمة بلا شك، المظاهر كثيراً ما تكون خادعة" هكذا تساءل الأب في نفسه!

تطلع الشرطي إلى البطاقة بحيرة، نزع قبعته وهو يتحسس شعره المجعد:
_ أأنت ابن السيد محمد "الـ...... " رجل الأعمال المعروف؟!
ردّ باقتضاب:
- أجل.
- أليس هو من بنى دار رعاية الأيتام الجديدة؟
- نعم.
- أهااا.

"تساءلت مريم في نفسها، لمَ كل هذه الأسئلة التي لا معنى لها وتلاقت عيناهما في تلك اللحظة وقد ارتسمت على شفتيه شبه ابتسامة مغرورة، أمّا الأب فقد فزّ قلبه وبدأ جبينه يتصفد عرقاً، أهذا ابنه؟ مالنا وهؤلاء الناس، أين نحن وأين هم، فرقٌ شاسع بينهم، المال والفقر، هو الفرق بين الثرى والثريا...."

سكت الشرطي برهة وهو ينظر للطرفان، ثم تنهد:
- اسمع يا سيد "خالد" سندخل في الموضوع دون إطالة، هذه الأخت- وأشار إلى مريم - تدعّي أنك تهجمت عليها بواسطة كلب و....

حينها صرخ "أحمد"الصغير وهو يبتعد عن حجر أخته:
- أجل، كلباً كبيراً وكريهاً، ولكن ليس أكبر من صاحبنا هذا..

أطلقت"مريم" ضحكة صغيرة فرّت من حلقها رغماً عنها ورغم جدية الموقف .
"من أين جئت بهذا الكلام الكبير يا أحمد"، زمجر الأب في وجه ابنه:
- عيب يا أحمد ما هذا الكلام، اعتذر للرجل فوراً.
- لكن يا أبي هو الذي...
- اذهب قُلت لك وإلا صفعتك أمام الجميع.
- لا يوجد أي داعٍ لذلك يا سيدي، إنه مجرد طفل..ردَّ خالد.

التفت إلى مريم، التي كانت تضع يدها على فمها وقد احمرّ وجهها من أثر الضحك المكبوت، انتبهت إليه وهو يراقبها فأخذت تكح على سبيل التمويه، كم تبدو جميلة وهي تضحك، تبدو بريئة كالأطفال..

طأطأ "أحمد" رأسه بذّل، بكى في خاطره لِمَ يصرخون عليه دائماً، لقد أصبح رجلاً الآن، من سيحترمه بعد اليوم!! تمنى أن يكبر وتنمو عضلاته ليريهم قوته الحقيقة..متى أكبر متى؟!

- أنا آسف.قالها بتعثر.
- لا عليك يا صغيري.

لا زالت تسعل..من شابه أخته فما ظلم "ههههه"!! كانت تودُّ أن تغادر المكان لتُخرج ضحكتها قوية مجلجلة، لكنها خجلت من نفسها، هؤلاء رجال، ماذا سيقولون عنها..مجنونة؟!

- أتريدين كوب ماء؟ سألها بسخرية لاذعة.

ماتت الضحكة على الشفتين ولم تعلِّق، لِمَ لا يعمل منغصاً للأفراح؟!

- احم، احم. (تنحنح الشرطي وهو يكمل( لنعد إلى صلب الموضوع، هذه الأخت تتهمك بأنك حاولت أن تتهجم عليها بواسطة كلب، فما قولك في هذه التهمة؟
- وأين شهودها؟

شهقت مريم وهي تتعجب من وقاحته، التفتت إلى الشرطي وهي تشير إلى "راشد":
- ذاك الواقف أمام الباب كان موجوداً معنا آنذاك، أسأله..
خاطبه الشرطي بنبرةٍ جادة:
- هاا، ما قولك؟؟

ارتبك راشد، نظر إلى أخيه، كان وجهه جامداً لا تبين ملامحه:
- في الحقيقة، في الحقيقة...

لكنّ "خالد" قاطعه وهو يدير له ظهره ويخاطب الشرطي مبتسماً:
- عذراً على المقاطعة، أنا لا أنفي أنّ في اتهامها جانباً من الصواب، ولكن تخيل يا سيدي أنك صاحب مزرعة يُقفل بابها دوماً لمنع المتطفلين – التفت حينها لمريم ثم أردف – وتجد أشخاصاً يخرجون منها ومعهم دجاجة!! مالذي سيدور في خاطرى غير أنهم لصوص!! لذا كان حتماً عليّ أن أدافع عن مُلكي.
- إذاً أنت تعترف بأنك هددتها بالكلب.(سأله الشرطي.(
- أنا لا أعترف بشيء، وإذا كانت تعني بالشهود أخي، فإنّ كلمتي أنا وأخي ستكون ضدّ كلمتها هي وهذا الطفل..

صرخت "مريم" وهي تصرّ على أسنانها:
- أو تجرؤ على الكذب...ألا تخجل من نفسك في مثل سنِّك وتكذب، ماذا تركت للصغار؟؟!
- مريم.. (شدّ الأب يد ابنته وهو ينظر لها شزراً فصمتت.(


شهرزاد 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس