عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-13, 04:20 PM   #568

**روووح**

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية **روووح**

? العضوٌ??? » 271570
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » **روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم...

بشكركم جداً على مشاركاتكم الرااائعة و التي لن أستطيع وصف مدى تأثيرها على روحي...أشكركم حقاً جزيييل الشكر و لولا الظروف لرديت عليكم واحد واحد..و بعد كذا اذا لقيت وقت بإذن الواحد الأحد برد عليكم كلكم...

صراحة فيه القليل فاجئوني بتوقعاتهم الرائعة...والقريبة جداً من الصحة...و بخصوص سر عبدالرحمن فيه عدد قليل اللي قربوا جدا من التوقع الصحيح...و وحدة بس هي اللي عرفت التوقع الصحيح جداً و بذكرها فوقتها ان شاء الله...

و كثير سألوني متى نهاية الرواية فبقولكم اني ما بقدر أحدد باقي كم بارت بس بقولكم ان لسة فضل كثييييير للنهاية..و النهاية بعيدة كل البعد عننا.. و ذلك لأن فيه كثير من المفاجآت و الأحداث الصادمة في القادم...و هذاني بعيدها للمرة الثانية..فيه أحداث ما ظنيت و لا واحد منكم رح يتوقعها...بس لسة شوية عليها ..و فقط خلونا نترقب...

ههههههه صراحة بقولك انكم تبهروني بقدرتكم على إختلاق دعوات عجيييبة على سماح...و الله أموت من الضحك و أنا أقرى دعواتكم عليها....

فهد و ما أدراكا ما فهد!!!!....الكل صار يحب فهد بطريقة أحس اني لو ما خليته حي في القادم رح تقتلوني؟!...هههه...صراحة ما رح أقدر أجاوب على سؤالكم بخصوص فهد و بترككم كذا على أعصابكم...ههههه..و كل شي بيبان و يوضح فوقته المناااسب..



قبل كل شي لازم ندعي لأخواننا المستضعفين في كل بلاد المسلمين...و ندعي لكل موتى المسلمين ان ربي يرحهم و يغفر لهم و ينير قبورهم و يجعلها قطعة من الجنة يااا رب...

و لا تشغلكم الرواية عن كل عمل يقربكم إلى الله...




الطية السابعة و العشرون...
جرح لم و لن يلتئم...!!


الجروح أنواع...
بعضها يشفى بسرعة كبيرة...
و البعض الآخر يشفى..و لكن ببطء كالسلحفاة..
و هنالك البعض..مما لا يشفى أبداً...
و كلما حاول أن يلتئم..
أوجع صاحبه أكثر ليصبح أعمق مما مضى..
وهو جرح الروح...!!





أقول وقد ناحت بقربي حمامة
أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟
معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى
ولا خطرت منك الهموم ببالي
أتحمل محزون الفؤاد قوادم
على غصن نائي المسافة عالي؟
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا
تعالي أقاسمك الهموم تعالي
تعالي تري روحًا لدي ضعيفة
تردد في جسم يعذب بالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة
ويسكت محزون ويندب سالي !؟
لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة
ولكن دمعي في الحوادث غالي

أبو فراس الحمداني و هو يخاطب حمامة...!!






واضعاً رأسه على ذلك السرير بإرهاق و كل علامات التعب الجسدي و النفسي معلمة على روحه...رفع رأسه ليتأمل ذلك الممدد على السرير الناصع البياض...تأمل ملامحه و عينيه مغمضتان...تأمل ملامحه الشامخة حتى وهو نائم..و لكن يشوبها نوع من الحزن...أهو حزن على ما حدث؟!!...استغفر وهو يتذكر كلمات الطبيب...
(..\الظاهر انو الأستاذ عبدالرحمن اتعرض لصدمة أوية أدت لأنو يدخل في غيبوبة..
خالد بألم...\طيب دكتور يعني متى ممكن يفيق منها هالغيبوبة؟!
الطبيب \و الله حكون معاك صريح و أأولك ان دي مشكلة الغيبوبة...ممكن تستمر لشهر واحد بس..ممكن لسنة..ممكن سنتين و ممكن أكتر من كدا كمان...
مسح وجهه بيديه في ألم شديد..\يعني مافيه أمل دكتور؟!!
الطبيب \و الله نحن حنعمل كل اللي نئدر عليه و الباقي على ربنا...فكتروا الدعوات...)

تألم و بشدة من واقع أن يكون هو السبب في حدوث مكروه لعبدالرحمن..فإن أصابه شئ فهو لن يسامح نفسه أبداً...وآخر جملة قد قالها له كانت بصراخ و بطريقة لا تحترمه....
فهو قد خرج عن طوره و بشدة..!!
تأمل تلك الجالسة في ذلك الكرسي البعيد و غطاءها عليها و تقرأ تلك الآيات من القرآن...انتقل بنظره لتلك الأخرى و هي جالسة متكلة على تلك العصاة الخشبية و هي تتمتم بكلمات مما يبدو و كأنما تدعو...
قام من مكانه بإرهاق شديد ليقترب من والدته و يضع يده على كتفها ليقول..\يمة خلاص قوموا روحوا على البيت و أنا اللي باجلس معاه...
أزاحت كتفها منه بغضب و كأنها لم تسمع كلمة مما قال...جلس على قدميه على الأرض وهو يقول لها...\يمة..لا تزودينها علي...
خرجت من فمها تلك الكلمات...\ماربيتك على كذا يا ولد بطني..!!
تألم جداً من كلماتها..و بعد كل ما حدث تلومه هو؟!...هو؟!..و ليس ذلك الآخر؟!...قال بألم شديد..\عشانه حبيب قلبك..تظلميني يالغالية..؟!!
الجدة بوقار..\أنا عمري ما ظلمت أحد..و لو كان يسار سوا نفس سواتك كنت كسرت رقبته...سكتت مدة لتردف...\تهون عليك...تهون عليك العشرة عشان تشك فيه..أدري انك بتقول كلام ماله عازة بس انت تدري رايي عنها من البداية ؟!

قام من مكانه في يأس ليقول...\خلاص يمة...خلاص..و ترك لهما الغرفة ليخرج للممر الخارجي...أتكل جسده على الحائط...و لكن لم تكن له قوة على الوقوف لذلك جلس على الأرض...وضع رأسه بين يديه و تلك الذاكرة الأليمة ترجع له...


لمحة من الماضي...
قبل عدة ساعات...

كان عائداً من ملكة محمود..أصلاً هي لم تكن عزيمة كبيرة و إنما ذهب ليبارك له و يخرج و ذلك لأنه صديقه المقرب...تذكر أنه قد نسي هاتفه الجوال في المجلس و لم يأخذه معه للخارج...دخل المجلس ..و لكنه تفاجأ بتلك الأصوات القادمة منه...
توقف لوهلة وهو يحاول أن يستوعب لمن تنتمي تلك الأصوات...بادرته فكرة..و لكنه استغفر بقوة على تلك الفكرة...و هز رأسه و كأنه ينفض تلك الفكرة من رأسه...اقترب أكثر من باب المجلس لتوضح له الأصوات و هو يسمع تلك الكلمات و هي كالسهم الموسومة تقذف على روحه..
أحس بأنه سيتهاوى على الأرض من هول الصدمة...بأن روحه ستخرج من فاهه لا محالة...بأن عقله قد احترق بهكذا صدمة...و كيف لبشر أن يستوعب هكذا صدمة..كيف له أن يستوعب؟!!...
و كل ما ورد لروحه هو

(منذ متى؟!!..)...

(منذ متى و هذه المهزلة تحدث؟!!)...


عودة للوقت الحالي...

رجع ليتكل رأسه على الحائط وهو يحس بأن أشواكاً تغوص في أعماق صدره...
لماذا؟!...لماذا يراب؟!...أوقن بأن لك الحكمة في كل شئ!!...
و لكن...هذه لم تكن محض صدمة؟!...و إنما كانت صدمة قاتلة..مميتة...مشوهة لروحي...كيف لنفس أن تستوعب هكذا ألم...
زوجتي..!!
روحي التي أحببتها...
وهبتها كل قلبي...
و ظلمت تلك الأخرى من أجلها....
تصفعني بهذه الصورة؟!...
تصفعني بهذه الطريقة المميتة؟!!...
و كأن الله يأخذ مني حق تلك اليتيمة التي قد ظلمتها معي؟!!!...
و الآخر..
أخي...
ابني...
صديق دربي...
و ابن أخي...
ان كانت ما فعلته هي قد آلمني حد الموت...فما فعله ذلك الآخر..!!!
قتلني بحد سكين ميتة...ثم أحياني ليقتلني مرة أخرى...
حجم الألم الذي أحسه منه أضعاف أضعاف الذي أحسه تجاه تلك الحقيرة...
فكل ما أحسه تجاهها الآن هو التقزز...التقرف...الكره الأعمى...أنني أريد أن أقطعها لأشلاء بيدي هاتين...!!
فمهما كانت شخصيتي هادئة و مسالمة و لكن...في عرضي...فلا تفاهم...!!
أقسم أن روحها كانت ستخرج بين يدي لولا أن وقف عبدالرحمن في وجهي...
أقسم أنني كنت سأختلعها بأصابع يدي هاتين و لا أبالي...
أقسم أنني كنت سأرسم بدمها على جدران المكان و لا أبالي...
و لكن هو...
أحسست تجاهه بالألم...و محض الألم...
و كأنه قد طعنني في ظهري..و طعنني..و طعنني ألف مرة بدل الواحدة!!!
آلمني حد تهاوي الروح...
و يلومونني ...يلومونني على أنني قد خنت العشرة...خنت العشرة...و من الذي خانها بحق الله!!!
من الذي خان ذلك العهد الوثيق الذي قد كان بيننا...من؟!!!
و هل لهم أن يلومونني؟!!




*************************


سلمت من صلاتها و قرأت أذكارها ثم طبقت سجادتها...كانت في شدة قلقها عليه..فالآن موعد صلاة الفجر وهو لم يأتي حتى الآن..أين هو؟!..قلقة حد الرهبة عليه؟!...و كلما اتصلت بهاتفه تجده مغلقاً...!!
استغفرت و هي تحاول طمأنة روحها عليه...
في الجهة الأخرى...نزل من سيارته..توقف لمدة متكلاً بجسده عليها...لم يستطع حتى أن يغمض عينيه بعدما حدث...و كيف له أن يغمضهما؟!...

و كان يحس بحجم من الغضب كان بإمكانه أن يحرق الكرة الأرضية بأكملها و يحولها لمحض رماد...!!..
نعم فهو غاضب...!!
غاضب حد عنان السماء...!!
يشتعل بحجم براكين الأرض مجتمعة داخل أضلع صدره...!!

فهو يسار!!...اليسار الذي يعيش كقنبلة موقوتة مستعدة للإنفجار في أية لحظة و لأسباب تافهة أحياناً...
هكذا هو...عصبيته لا حدود لها...
فكيف و إن حدث الكبير..!!!
كيف..؟!!.
وبعد أن ذهب لمقر المخابرات و حاول إفراغ ولو القليل من غضبه في إطلاق الرصاص...و لكنه الآن...
ما زال يشتعل كبركان هائج....
رجع بذاكرته لتلك اللحظات العقيمة..!!
كيف؟!...و متى حدث كل ذلك؟!...فها هو قد كان قادماَ ليخبر خالداً بنفسه...و يقول له كل شئ...ها هو قد كان سيقول له عن كل الحقيقة...و لكن هي؟!...
هي؟؟!
تلك ال....آآآآه...فإن أطلق عليها كل الألقاب القذرة في العالم لن يكفيه...
لكم تمنى لو أطبق يديه على عنقها و قتلها من أول ليلة قد خانت فيها خالد...!!
لكم تمنى لو أخرج تلك الروح من جسدها لينتهي كل شئ...
لكم تمنى لو صوب كل تلك الرصاصات على جسدها..جمجمتها...قلبها و لا يبالي...

و لكن...

كل شئ و ألا يغضب عليه خالد...!!
كل شئ و لا أن يغضب عليه أخيه الأكبر....!!
كل شئ و لا أن يحس بإحساس الخائن...!!
فها هو اليوم قد حاز على غضب خالد ووالده!!
استغفر وهو يمد يده يضغط على ذلك الجرح الذي قد شوه فمه...
و كيف لجرح الروح أن يبرى؟!!
هو قد كان بإمكانه أن يرد لخالد لكماته...و لكنه لم يستطع..وهو يعلم علم اليقين أنه كان سيقتل خالداً من شدة غضبه...و أن حجم خالد و قوته مقارنة بحجمه و قوته لا يساوي شيئاً...
و أنه و إن أراد لكان خالد الآن مغماً عليه...
ولو أراد لتكلم..لصرخ...لهتف...ليبرر عن موقفه...
و لكن كل ذلك لن يفيد...
كل ذلك لن يفيده شيئاً...
أمام ذلك البركان الهائج أمامه....


رجوعاً لزاوية أخرى...

طبقت جلالها...و جلست على السرير و هي تترقب قدومه...و لكنها شهقت من ذلك الذي قد دخل الغرفة...
اقتربت منه و قالت بنبرة غضب يشوبها الخوف عليه...\وين كنت؟!
لم يرد عليها بكلمة وهو يجلس على السرير و يقوم بخلع حذائه..لتعيد جملتها...\يسار وين كنت لين هالوقت؟!
لم يرد عليها و دخل الحمام...غاظتها و بشدة تجاهله لها و كأنها غير موجودة...كانت ستذهب للنوم و تتناسى وجوده الذي يقهرها و لكنها لم تستطع...ببساطة لم تستطع...
مازالت جالسة تنتظره إلى أن خرج من الحمام وهو يلف تلك المنشفة السوداء حول جسده ليتسارع الدم لوجنتيها من الخجل...حاولت أن تتحلى بالقوة في نبرتها لتقول..\يسار ماني قطعة أثاث فهالبيت...سألتك وين كنت؟!

وقف أمام التسريحة ليقوم بتنشيف شعره...\نورة..فأوقات...لما مارد عليكي أحسن لك تبعدين عني...أحسن لك..!!!
أخافها جدا أسلوبه...و في نفس الوقت...استفزها..و بشدة..!!...تفاجأ بها تقترب لتقف أمامه تماماً و هي تقول...\أنا سألتك مجرد سؤال بسيط مافيه داعي تهددني بهالطريقة...و بع...و لكنها توقفت عن الكلام عندما انتبهت لتلك الكدمات التي تغطي وجهه...
شهقت...
و بقوة...
مدت أنامل يدها الرقيقة لتتحسس تلك الكدمات..\يسار!!...شنو صار؟!!
أزاح يدها بقوة آلمتها وهو يقول..\ما يخصك...
فهو ليست له طاقة على مقاومتها...حقاً ليست له أية طاقة..!!

و هي آلمها تعامله الجاف معها...فهي لم تطالبه بشئ و إنما سألته مجرد سؤال بسيط...قالت له و العبرة تقف لها..\إلا يخصني و ألف...سكتت مدة وسط شهقاتها لتقول..\انت ليه تعاملني كذا؟!
لماذا؟!..لماذا تزيد له العيار وهو ليس حملاً لكل هذا؟!..لماذا؟!...فلتبتعد عنه و تتركه في سلام...فلتبتعد عنه أميالاً...عل روحه تهدأ و نبضات قلبه تعود لمعدلها الطبيعي...
أزاح نظره عنها و ابتعد ليجلس على السرير في تعب شديد...تأملها و هي تفتح الأدراج واحدة تلو الأخرى بحثاً عن شئ...لتخرج بتلك اللصقات الصغيرة...
اقتربت و جلست قربه لتتناولها بيدها و تضعها ببطء على وجهه...قرب حاجبه اليسار...تحت عينه اليسار أيضاَ...قرب شفته..
أتتحامل على كلماته الجارحة لها و تتناسى لتداوي جرحه؟!!..
ألا تستوعب أنه لا يريدها قربه؟!!
ألاتستوعب أنه ليست له قوى على مقاومتها؟!..
فلترحم روحه الهزيلة و تتركها بسلام...

كانت لمساتها تزيده ألماً على الذي يسكن روحه..أوقف يديها و قال بغضب..\أنا مو قلتلك ابعدي عنيييي...انتي ما تفهميييين شي...فزززييي من قدامييي...
ارتجفت و بشدة من نبرة صوته...ارتجفت حد الرعب...قامت من مكانها وسط شهقاتها المتعالية التي تحاول جاهدة كتمها...\حرام عليك...!!
و ها هي تزيده ألماً على الذي فيه..!!


***********************


في بقعة أخرى....

ضربات قلبها في تزايد غير طبيعي و هي تحس أنها حتماً ستقع مغشياً عليها...تتأمل أصابع يدها التي قد آلمتها من شدة فركها ببعضها...كانت تنظر لهما و لم تقو على رفع نظرها لأي شئ آخر و خاصة...
هو...!!
تتمنى من كل قلبها لو أنها لم توافقه على الذهاب لمنزله و إنما كانت قد مكثت مع والدها...فهي لا تقو على تحمل هكذا إرتباك...!!
سمعت منه تلك الكلمة الوحيدة...\روح...؟!!

لم تجبه...و كيف تجبه و هو يسلب روحها بصوته الذي لطالما عشقته...أنزلت رأسها لأسفل أكثر في خجل عارم...لتسمعه يقول لها...\نصلي ركعتين؟!
و كيف لها ان تصلي و هي لم تغير حتى ملابسها؟!...يا الله!!...أحست بإحراج شديد و هي معتادة على تواجد الدادة حولها في كل شئ...سمعت منه تلك الكلمات...\تبين تروحين الحمام؟!
احمر وجهها بصورة غير طبيعية على جملته التي قد كانت إعتيادية بالنسبة له و لكنها قد كانت محرجة بالنسبة لها..أومأت له رأسها بإيجاب...و هي تتقدم نحو غرفة التبديل لتأخذ لها ملابساً....سمعته..\أساعدك فشي؟!

قالت بزعل طفولي...\أنا قلتلك من البداية ناخذ معانا الداد...
بداخله..(يا ربي وش هالبلوة و الظاهر ان هالطفلة ما رح تعقل!!)
قال لها وهو يقترب منها..\نعم؟!!....ما شاء الله؟!..تبين الدادة تجي معانا يوم زواجنا؟!!
احمر وجهها بشدة لتقول بنبرة ضعيفة..\وش فيها؟!
اقترب أكثر بصورة أخافتها..\فيها...لا طبعاً ما فيها شي...و لو تبين كمان تجي تنام معانا هنا كمان...
كان وجهها سينفجر من شدة الخجل...لتقول له بنبرتها الطفولية..\دمك ثقيييل...
ابتسم على ردود فعلها التي دائماً ما تفاجئه و غير متوقعة من فتاة ليلة زفافها...قال لها بنفس ابتسامته التي تذيب روحها كالثلج...\مشكوورة أدري من يوم يومي...سكت مدة ثم أردف بنبرة أخجلتها..\لو تبين مساعدة أنا في الخدمة...
روح وسط إرتجافها...\لا شكراً أقدر أتصرف بروحي...
هو يعلم أن عرضه لمساعدتها قد استفزها و ذلك لأنه يعلم جيداً انها لا تحب أن تحس بالعجز أمام إعاقتها...

جرت كرسيها المتحرك لتدخل الحمام و هي تحس بانها سيغمى عليها لا محالة...وضعت يدها على صدرها و هي تحس أن أضلع صدرها ستطبق على بعضها من شدة ارتجافها...
يالله..!!
لم تستوعب أن الموضوع كبير و مخيف بهذه الطريقة؟!!
ما الذي كانت تفكر فيه حين وافقت على الزواج منه؟!!
و ما الذي قد كان يفكر فيه حينما فكر الزواج من معاقة مثلها؟!!...حقاً ما الذي يدفعه ليعيش حياة كهذه؟!..
نزلت دمعة صغيرة كانت حبيسة جفنها منذ مدة...مسحتها لتنتبه للحمام...شهقت و هي تنتبه أن الحمام معد بطريقة تناسب ذوي الإحتياجات الخاصة..!!!
متى فعل ذلك؟!..أفعل كل ذلك من أجلها؟!..
و بعد مدة من الزمن...
خرجت و هي تجر كرسيها لتتقدم و تقف عند منتصف الغرفة و هي ما زالت منزلة رأسها للأسفل...هو ابتسم حينما رآها و قال لها...\يلا تعالي..ولا تبين أجر لك الكرسي؟!
قالت له..\لا شكراً...
اقتربت ليصليا ركعتان لعلها تكون البركة لهما في حياتهما...انتهت الصلاة ليضع يده على رأسها و يدعو ...

بعدها جر كرسيها ليقابل ذلك الكرسي الذي جلس عليه...قال لها بإبتسامة..\تعشيتي؟!
قالت له..\مابي...
محمود \مو بكيفك يا هانم...بنتعشى الحين..
قالت لتستدركه..\لأ شكراً أنا تعشيت...
محمود \هههه..يعني ما شاء الله أكلتي و سبتيني بروحي اللي ما كلت...
أنزلت رأسها من شدة خجلها ليقترب هو أكثر في جلسته في قرب حبس أنفاسها...\تدرين؟!!
رفعت رأسها لكلمته التي قد لفتت انتباهها...ليردف..\اليوم ما تعرفت عليك...صدق المكياج بيعمل عمايل...!!
غاظتها جدا جملته لتقول بردود فعلها الطفولية..\دكتووور...
اقترب أكثر ليقول...\شنو؟!!..ما سمعت؟!...يا بنت الناس أنا صرت زوجك شنو دكتور هذي..!!
تأمل أناملها الناعمة التي قد احمرت من شدة فركها لها...قال لها بإبتسامة..\ريحي يدك شوية و الله طلعتي روحها من شدة ما فركتيها...
توقفت لوهلة بعد انتباهه لحركتها...قالت له بخجل..\شكراً...!!
انعقد حاجباه ليقول..\شكراً على شنو؟!
روح \على انك حضرت لي الجناح بصورة أقدر أتحرك فيها بروحي...
محمود \مو مشكلة و..و لكن قطع عليه كلماته ذلك الإتصال...\ألو...شنو؟!..و متى هالكلام؟!...لا خلاص خلاص أنا جاي الحين...
أحست بأنها ستوشك على البكاء من كلماته التي قد فهمت مغزاها..و ما معناه أنه سيتركها ليلة زفافها...هو اقترب منها وهو يحيط كفيها بيديه...\أنا لازم أروح الحين...
روح \شنو؟!
محمود و قد تبدلت ملامحه \ لازم أروح...حصل شي ضروري..
قالت و قد امتلأت عيناها بالدموع...\و بتتركني بروحي؟!!
محمود \وش بيصير لك يعني؟!
قال بحزن قد استوطن روحها..\لا خلاص خليني أروح لبيت أبوي...
محمود \روووح بلا دلع ماسخ معاك..أنا رايح و ما رح أتأخر...
و خرج ليتركها وسط دوعها...ما هو هذا الأمر الطارئ الذي قد دفعه لهكذا فعل...؟!
أن يترك عروساً ليلة عرسها..!!


************************


بريطانيا..
لندن...

ممسكة بذلك الهاتف في يدها لتعاود الإتصال للمرة الألف دون أن يرد عليها...تتذكر ذلك الخبر الذي قد أتاها...
لمحة من الماضي...
قبل عدة ساعات...
كانت ترتب في ملابس كل من ملك و شهد...و لكنها فجأة أحست بألم غريب يعتصر روحها...أحست بطعنة عجيبة في صدرها...ذهب تفكيرها فوراً تجاه كل من صغيرتيها..تتمنى ألا يكون قد حدث لهما مكروه ما...كما حدث لوالدهما..و كيف لها أن تنسى شيئاً كهذا؟!!

تناولت الهاتف فوراً لتتصل بالروضة التي تذهب لها صغيرتاها لتتحدث مع المعلمة و تخبرها بانهما في أحسن حال و لم يحدث لهما مكروه و لكنها لم تطمئن حتى تحدثت لهما و سمعت صوتهما...
و لكن الإحساس الغريب لم يزول...تناولت الهاتف و اتصلت بيسار فوراً و لكن هاتفه قد كان مغلقاً...و ذلك أقلقها...عاودت الإتصال أكثر من مرة و لكن دون جدوى...اتصلت بوالدتها علها تخبرها بشئ...أحست أن هنالك شئ ما من نبرة والدتها و لكنها كانت تطمئنها بأن كل شئ على ما يرام...و لكن صبا لم تصدقها و ضغطت عليها لتخبرها...حينها أخبرتها الجدة بما حدث بين يسار و خالد...لتصدم صبا تماماً...و لتفسر كل شئ للجدة التي منذ لبداية لم تصدق شيئاً و كانت متأكدة من براءة يسار...

طلبت منها الجدة التحدث مع خالد و ذلك لأن صبا تعلم جيداً اللغة التي تتحدث بها مع كل من خالد و يسار...أغلقت صبا الهاتف من والدتها و هي تود فقط الإطمئنان على يسار و هي تعلم مدى حبه لخالد و كيف سيؤثر ذلك الأمر عليه...
فخالد بطبعه يستطيع أن يفرغ ما بداخله...يصرخ يتكلم ...و لكن يسار..!!!
فإنه كتوم بطريقة مخيفة؟!..و يدفن كل أحاسيسه في أعماق صدره و هو ليس بالأمر الجيد...حاولت الإتصال أكثر من مرة بيسار و لكنها كانت تجد نفس الإجابة كل مرة...(الهاتف الذي تحاول الإتصال به مغلق حالياً..!! )
ضغطت على تلك الأرقام لتتصل بذلك الآخر و هي تعلم حجم الغضب الذي ستلاقيه...رن الهاتف عدة مرات ليأتيها صوته..\هلا...
صبا \أهلاً خالد..كيفك؟!
علم أنها قد علمت بما حدث من نبرتها..لأن هذه ليست نبرة صبا الطبيعية (هلا خوييلد..يعني إلا الواحد يدق من نفسه عشان يتكلم معاك و لا ما صدقت اني حليت من خلقتك و ارتحت؟!...)
أكيد هذه ستكون نبرتها الطبيعية و هذا سيكون صوتها الطبيعي...
قالت له...\ما هقيتها منك يا خالد..!!!
قال و قد وصل حده من الكل..\انتم وش فييكم على؟!..هااا؟!..وش فيكم؟!..إذا تبين تبرري لي موقف هذا اللي ما يتسمى فبقولك من الحين اني بسكر الخط فوجهك...
صبا و هي تحاول أن تكون هادئة قدر الإمكان \خالد هذي عمرها ما كانت صفاتك و لا أخلاقك اللي أنا أختك أموت فيك عشانها...انت دايماً تكون الهادئ الوقور و الطيب و المحترم..وش اللي التغير؟!
علمت صبا جيداً كيف تتحدث معه..ليقول لها بألم...\تسأليني أنا وش اللي التغير؟!..لا مافيه أي شي تغير ..كل شي تمام...!!!

صبا و هي تتوقع رد فعله مما ستقوله...\خالد أنا كنت أدري بكل شي من البداية...


خالد بصدمة...\نعمممممم؟!!!...

صبا...\إي كنت أدري بكل شي من البداية و....و لكنها توقفت عن الكلام عندما سمعت صوت الهاتف و قد أغلق في وجهها...توقعت أن يفعل ذلك و من كان في مكانه لفعل أكثر من ذلك بكثييير...و هي تعلم أن خالد بطبعه انسان هادئ...و لكنه عندما يغضب...لا يرى أمامه من شدة الغضب...و لكنها لن تيأس منه..و لا بد أن تدافع عن يسار...

ما زالت ممسكة بالهاتف في يدها و هذا قد كان الإتصال الألف بخالد دون أن تجد منه أي رد...أخيراً قررت أن ترسل له رسالة...


**روووح** غير متواجد حالياً