عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-13, 04:34 PM   #569

**روووح**

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية **روووح**

? العضوٌ??? » 271570
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » **روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute
افتراضي



لطيفة...

☼ نــفـسي أتــــوب ☼☼

قال تعالى(( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون))
معنى التوبة: 1- الندم على ما مضى. 2- العزم على عدم المعاودة. 3- استبدال السيئات بالحسنات فاءذا كانت حقوق عباد ردها لأصحابها.
* لابد في البداية أن تعلم أمور:
1- التوبة وظيفة العمر حتى في الجنة قال تعالى عن أهل الجنة (( يقولون ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا))
2- ورد عن جميع الأنبياء الاستغفار والتوبة قال –صلى الله عليه وسلم- ( انى لأتوب إلى الله تعالى في اليوم أكثر من سبعين مرة)
3- أن كلنا يقع في ذنوب ومعاصي صغرت أو كبرت فلا تنظر لصغر المعصية ولكن انظر إلى عظم من عصيت ولا تستخف بالذنوب والمعاصي.
4- لابد أن تستشعر انك على خطر فكيف يكون حالك إذا مت وأنت على هذه الذنوب والمعاصي؟
قال تعالى(( حتى إذا جاءتهم بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهو يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون))

* فــضـل الــتـوبة:
1- اكتساب حب الله بالتوبة: قال الله( إن الله يحب التوابين)
2- فرح الله بك: قال –صلى الله عليه وسلم- (( لله افرح بتوبة أحدكم بضالته إذا وجدها))
3- تبديل الله السيئات الى حسنات: قال تعالى( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاوئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)
4- التمتع: قال تعالى( وان استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا)
5- أنها سبب للنصرة والفوز والفلاح: قال تعالى( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)

^_^





و في الطرف الآخر...

في المستشفى...

هذا هو الإتصال الألف منها دون أن يرد عليها..و كيف يرد عليها بعد أن علم منها أنها قد كانت تعلم بكل شئ و هو قد كان مثل (الأطرش في الزفة)...كيف وافقتهم أرواحهم أن يفعلوا كل ذلك به..؟!..كيف..؟!!
كان يود أن يرمي ذلك الهاتف حتى يرتطم بالحائط و يعلن تحوله لأشلاء..و لكن هذه ليست من شيمه...

قطع عليه حبل أفكاره صوت الهاتف الذي أعلن عن وصول رسالة...فتحها ليقرأ...

(خالد...و ربي أدري انك زعلان و مقهوور و متألم و غاضب و تحس كن شخص طعنك في ظهرك بس أنا ما رح أسكت عن الحق ولو لزم رح أرجع و أقول لك الكلام فوجهك لين تفهم كل شي و ما تظلم نفسك و تظلم يسار معك...أنا دريت في الموضوع فيوم لما كان يسار معاي في لندن كان جته رسالة...و شفت كيف كل ملامحه تغيرت و صار كنه بيقتل حد فذيك اللحظة و رمى الجوال لما جسمي كله رجف من الخوف..سألته و قال لي هذا شي كان في الشغل...و عصبه و قام قال بيتسبح...أنا شكيت و ما مرت على مخي هالحجة الواهية...رحت و ركبت أجزاء الجوال اللي طارت في كل حتة و فتحته و شفت الرسالة...كان رقم من المملكة..ما عرفته لأنه كان مو مسجل في الجوال...بس لما قريت الرسالة دريت من المرسل...(اشتقت لك موت..و اشتقت اني أشوفك في القصر...ترى حتى لو مسحت رقمي من جوالك ما رح تمسحني من قلبك...سماح)
تدري لما قريت هالرسالة حسيت ان روحي كانت بتطلع و اني بموت...حسيت بإحساس عمري ما حسيته حتى فموت فهد الله يرحمه..بس أنا لأني أدري فيسار زين قلت عمره مو ممكن يسوي فيك كذا...و لما طلع من الحمام كنت ماسكة الجوال فيدي و رميته له و قلت له يفسرلي كل شي...و كان غضب الدنيا كلها فوجهي...

هو ...

استغفر و مسح وجهه بيده بتعب..و قال لي...قال لي بالحرف الواحد...انه قبل ما انت تتزوج سماح بكثير هو كان يعرفها و هذي هي البنت اللي كان يقولي انه بيتزوجها بعد ما يكون نفسه و انه سافر عشان يكون نفسه رجع و لقا ان عمه تزوجها... هو كان بوده انه يقتلها...يخنقها...يرميها من جرف بس لازم ينتقم منها...بس لما شاف انك تحبها و تموت فيها قرر انه يتنازل عن كل شي و يحتفظ بكل اللي جواه فروحه...بس هي بعد مدة بدت تسوي له حركات و هو كان بيتهرب منها و بيقولها تخاف ربها و تروح من قدامه...بس هي كانت مصرة و انه حاول أكثر من مرة انه يقول لك الحقيقة و يخليك تطلقها لأنها ما تستاهل ظفرك بس إنت كنت فكل مرة تصده بإنك تحكي له حجم حبك لها و تعلقك فيها يوم ورا الثاني....
تدري أنا صرخت فيه و قلتله انه شي مثل هذا مو ممكن يخبيه عنك و هددته اني أنا اللي رح خبرك بكل شي و أقولك الحقيقة لاني ما رضاها فيك يا خوي...بس هو صرخ فيني و قال لي انه مو مفروض تسمع أي شي من أي شخص ثاني غيره...هو و بس...و إنه رح يقولك...قالي انتي تعتقدينها شي ساهل اني أقوله ان مرتك..حرمتك..تخون عرضك و تتعرض لي..و أنا ابن أخوك؟!!...أكيد هي ماهو بشي ساهل...
تدري أنا سكت و كنت كل ما أقابله بعدها أسأله إذا قال لك أو لا..و يقول لي انه رح يسويها...و لما وصلت لحدي رحت و اتكلمت معاها...و هددتها إنها تطلب الطلاق منك أو أنا رح اقول لك بكل شي...و هي كان آخر كلامها انها رح تطلب منك الطلاق بعد ما هددتها...

خالد...
لا تخلي الغضب يعميك...أنا متأكدة انك فصميم قلبك تدري بإن يسار مستحيل يسوي شي مثل كذا فيك...بس الغضب هو اللي معمي قلبك...
خالد سامحه...سامحه و تفاهم معاه...و الله ما تدري منو اللي بيفارق الدنيا بعد ساعة...صدقني و هذاني بقولها لك عن تجربة...

سامح قبل لا تفارق...!!! )



أنزل الهاتف من يديه وهو يحس بأحاسيس تعتصر أضلع صدره في بعضها..و الضيق يتزايد..

أيسامح...؟!!

و بهذه السهولة؟!...

أيعتقدونه مجرد حجر و من غير مشاعر؟!...

كيف يطلبون منه طلباً كهذا؟!..

هو يعلم أن كل كلمة قد قالتها هي حقيقة...و يعلم في قرارة نفسه أن يسار مستحيل أن يفعل شيئاً كهذا به..و هو قد بدأ بتذكر الحوار الذي قد دار بين يسار و بين تلك الحقيرة و مما كان ظاهراً أنها هي من كانت ترمي نفسها عليه...
و لكن و إن لم يخطئ..!!
فالخطأ الأكبر قد كان في عدم إخباره...؟!!
كيف يجعله يعيش مع إمرأة كهذه؟!...كيف ينام وهو يعلم أن من تنام في حضن عمه هي محض خائنة و لا تصون عرضه...
كيف؟!!...


**************************


في نفس اليوم...

في زاوية أخرى...

غاضب حد قتل كل من يلاقيه في طريقه...نعم هو غاضب...و سيقتل كل شئ..كل شئ...كيف لهم ألا يخبروه عن ما حدث لوالده..كيف يكون آخر من يعلم...
و يعلم من الغريب؟!!
تذكر عندما اتصل به أحد زملائه وهو يعمل طبيباً في المستشفى...اتصل به ليطمئن على أحوال والده...

أحوال والده التي هو نفسه لايعلمها..!!

طبعاً لم يوضح لزميله عدم معرفته بما ألم بوالده و إنما شكره على اهتمامه و أنهى الإتصال وهو يود حرق كل شئ أمامه...يود لو يحول كل الدنيا لفتات بيديه هاتين و لا يبالي...و يحس بأنه سيقتل نفسه بحادث من شدة غضبه...
دخل المستشفى ليستفسر عن رقم الغرفة...دخل الغرفة لينتبه لوالده ممدداً على ذلك السرير و تلك الأسلاك المختلفة موصولة به من كل جانب...
اسرع ليجلس على الأرض بالقرب منه...و من حظه أن الغرفة قد كانت فارغة و والدته و الجدة و خالد لم يكونوا موجودين...و إلا لفرغ كل غضبه فيهم و لا يكترث...تناول كفه بين يديه ليقبلها...ليقبلها وهو يحس بأن روحه ستخرج من فاهه...
لن يسامح نفسه..لن يسامح نفسه أبداً إن حدث له مكروهاً ما...!!
مع أن علاقته بوالده لم تكن بذلك العمق... إلا أنه والده..!!...والده ...!!
كيف سيعيش بعده و ما زالت آخر كلمات له ..صداها يدمي قلبه قبل مسمعه..

(فزززز من قدامي ألا لا يردك...أشوف الموت و لا أشوفك..و مانك بولدي من اليوووووم...
مانك بولدي من اليوم..
مانك بولدي من اليوم...!!! )

يالله لكم كان وقع هذه الكلمات كالأسهم المسمومة على صدره...و الآن...
وقعها كحجارة كبيرة تقذف على رأسه من كل صوب...
كيف؟!
كيف سيلاقي ربه ووالده غاضب عليه بهذه الطريقة؟!..
كيف؟!!
يالله...يا واسع الرحمة فليحيا هو..فليحيا هو أموت أنا و لا أبالي..خذ روحي و أفقه هو..يا رب...
لا إله إلا أن سبحانك إني كنت من الظالمين...


*******************


في زاوية أخرى...

في تلك الشقة الوحيدة...

رمى ذلك الصحن بالقرب منها في تقزز شديد...فهو إن كان رهناً عليه لتركها تتضور جوعاً و تموت و أضلع صدرها مطبقة على بعضها من شدة الجوع...نعم؟!..
فكل هذا أهون مما يحز في نفسه فعله...
سمع منها تلك الكلمات و هي تحاول الإمساك بقدميه...\خااااالد..و ربي هو اللي اتعرض لي وربييييي هو اللي جاني فمكاني و هو اللي...أسكت سيل كلماتها الكاذبة ذلك الألم القوي الذي قد أتى دويه ليرج أركان المكان...ليأتي أخيه خلفه..و الآخر..و لم يستطع التوقف إلا وهو يحس بأنها ستموت على يديه لا محالة...

ابتعد عنها و هو يذفر أنفاساً من شدة قهره ..ألمه...كل الأحاسيس القاتلة في صدره...\و تحلفيييين كمان؟!...تحلفيييييين؟!!...انت� � ما تخافييييين ربك؟!...تعتقدين اني بستمر في الغباء اللي كنت عايش فيه طول السنين اللي مضت...
رجع للخلف خطوة وهو يضع يده على رأسه من شدة إحساسه بالصداع...\ياخي الله لا بارك فاليوم اللي حبيتك فيه...!!!

توقف لوهلة وهو يتأمل جسدها الملقي بتعب في الأرض...و هو يحس بأن روحها ستوشك على مغادرة جسدها من شدة الضرب الذي قد نفذه على كل جزء من جسدها...فهو يتذكر كيف حبسها بعدما رجع القصر...حبسها في جناهما في القصر وهو يتوعدها حين رجوعه...و عندما رجع للقصر أخذها لتلك الشقة التي كانت ملكاً له...شقة وحيدة غير مفروشة..هنا سيستطيع تنفيذ كل ما يريده لها...
فلو كان رهناً عليه لطلقها...ليتخلص من إثم كإثمها...ليتخلص من إحساس التقزز الذي يراوده عند رؤيتها...و لكن...لكنه يعترف أنه يريد أن يذيقها العذاب...سيذيقها عذاب فعلتها كل ليلة...سيحبسها في هذا المكان وحيدة تفكر في فعلتها الشنيعة...
تأمل أنفاسها التي تتعالى واحدة تلو الأخرى...و وجهها المعلم من كل زاوية بضربة قد كان من يديه أو صفعة قوية قد شدت رحالها لخدها...يتأمل ذراعها التي قد طبع عليها في كل زاوية بيده إثر ضربة...يتأمل..و لكنه لم يتألم أبداً من فعلته..!!!
فهو بطبعه لا يحب هذا الطريق..طريق العنف..و لكن معها...!!!

فلن ينفذ غيره.!!!

سيجعلها تندم على فعلتها في كل ثانية...!!

سماح بضعف شديد...\خالد هو اللي....
خالد...\قلت لك اسكتييييييييييي...انتي ما كفاكي الضرب اللي ضربته لك....ياخي لو شنو صار و لا شنو قلتي ما رح يحل شي...و ما رح يغير شي من اللي بسويه فيكي...سكت مدة ثم أردف...\ياخي انتي وش كنتي تعتقديني؟!!
طرطووور.!!!..عشان ما تلقين غير ولد أخوي تنفذين قذاراتك فيه؟!!
و لا ما كنتي تعتقدين ان ربي رح يكشفك لي فيوم من الأيام؟!!
قال لها وهو يرفع أصبعه في السماء بصورة قد أرعبتها..بل بعثت القشعريرة لكل خلية في جسدها...

...\أقسم برب الكعبببببة...!!!
أقسم لك باللي رفع السماء بلا عممممد...أقسم لك بالواحد الأحد الذي لا يموت...!!
اني رح ضوقك العذاب بمعناه الحقيقي...!!
و بتشوفين خالد...غييييييير عن اللي شفتيه من قبل....!!!


********************


حزينة لاقصى درجات الحزن..كيف سمحت له نفسه أن يتركها ليلة زفافها؟!...مهما كان السبب فهو ليس قاهراً لهذه الدرجة...غاضبة منه جداً جداً...
كانت جالسة على السرير و متكلة ظهرها له...و لكن عندما سمعت صوت الجناح وهو يفتح أسرعت لتمثل النوم...مع أن تغيير الوضعية قد كان صعباً عليها نوعاً ما...
هو..دخل الغرفة و هو مرهق لمجرد التفكير أن أخ صديقه العزيز في المستشفى...و في غيبوبة مجهولة المدى...

دخل لينتبه لجسدها المستلقي على السرير و لكن معدل أنفاسها قد بين له جيداً أنها مازالت مستيقظة و لكنها تمثل النوم عليه...ابتسم على حركتها التي كان يتوقعها منها تماماً...
تجول بنظره في الغرفة ليجد كرسياً يجلس عليه و سهل الحمل و لكنه لم يجد..إنتهى في النهاية بأن قدم كرسيها الحديدي حتى أصبح مقابلاً للجهة المقابلة لها...جلس على كرسيها وهو يبتسم..\روح..!!
لاحظ لإرتجافها من نبرته...\تراك ممثلة فاشلة...
علمت ألا مفر منه..فتحت عينيها ببطء...\وش تبي؟!
تفاجأت بأنه يجلس على كرسيها الحديدي...قالت له ..\هذا الكرسي بتاعي..
محمود \أدري...يلا قومي عشان أبي أسولف معاك..
قالت بنفس نبرتها الطفولية..\و أنا مابي أسولف معاك...
محمود \مو بكيفك..انا مو جاييني نوم..يلا يا هانم قومي..
روح \لا مو بكيفي لكن بكيفك...تسيبني وقت ما تبي و تجي تصحيني وقت ما تبي...يلا لو سمحت مابي ازعاج...بنوم..و أغمضت عينيها و هي بالكاد تستطيع النوم و هي تحس بنظراته تجاهها...كانت تحس و كأنما هي في مسرح و امامها ملايين المتفرجين...كانت تتوقع أن يعكر عليها جوها و أن يصر عليها أن تصحو و تتحدث معه...و لكنه و كما هي العادة يفاجئها بانه ابتعد عنها ليخلع حذائه و يدخل الحمام ليستحم...

مرت الدقائق و هي لم تستطع النوم و هي تستمع لوقع خطواته و عندما صلى الشفع و الوتر...لتستمع لخطواته وهو يقترب ليستلقي بالقرب منها و يعطيها ظهره...كان كل منهما يعطي الآخر ظهره...سمعت منه تلك الكلمة...\خلاص يلا نامي...
قالت له بضعف انثوي..\يعني بعد ما فوقتني من نومتي و النوم طار مني تبيني أنام؟!...
محمود \ههه...يلا بلا دلع ماسخ..أنا حدي تعبان و ابي أرتاح...
ربما هو ليس مرهقاً لتلك الدرجة و لكنه حقاً غير مستعد لمواجهتها..لمعاملتها كزوجة و لا غير...
لابد أن يعترف لنفسه أنها ما زالت تمثل له تلك المريضة...تلك الحالة التي قد كانت تزيد فضوله كل ليلة لمعرفتها...و ها هي الآن بين ليلة و ضحاها قد أصبحت..
زوجته..!!

يعلم أنه يحتاج لوقت طويل حتى يستطيع استيعاب فكرة أن هذه الطفلة القابعة قربه لم تعد طفلة..و لم تعد مريضة..و لم تعد مجرد حالة..
بقدر ما هي زوجة..!!
أما تلك الانثى القابعة قربه فقد كانت حقاً متألمة من تصرفه...فكيف لهذه الليلة أن تكون ليلة زفافها؟!..
مع أنها ليست مستعدة لشئ الآن و لكن مجرد الحديث معها لن يقتله؟!!
هي منذ البداية تعلم أنه شخص باااارد...و لكم أغرقها في بحر بروده القاتل...و لكن لم تعتقد أنه سيمارس طقوسه الباردة عليها حتى ليلة زفافها..!!
و مما يبدو أن الحياة تحت سقف واحد ستكون أصعب مما كانت تعتقد...!!


********************


في بقعة أخرى...

مر أكثر من ثلاثة أيام وهو لم يظهر لها حتى...و كلما اتصلت عليه كان هاتفه مغلق...خائفة عليه و بشدة...خائفة أن يكون قد أصابه شئ ما و قد كان آخر لقاء بينهما غير جيد أبداً...كيف لها أن تحتمل إن أصابه شئ..؟!!
و الأسوأ هو أنها ليست لها أدنى علاقة بالجدة أو رجاء لتتصل لتطمئن عليه..فربما هو مع زوجته الأخرى؟!..
و لم يرد لها أبداً أن تتصل بنورة...كانت كمن يحس بنفسه في بئر شديدة العمق..مظلمة...لا مقر لها...!!
ممسكة بتلك الستارة...تتأمل في ذلك الظلام الدامس علها تلمح ظله في الطرقات...رفعت رأسها للسماء لتدعو الله...يااا رب..من لي غيرك...يا رب فقط أريد الإطمئنان عليه و لا أكثر!!
اقشعرت و بشدة عندما سمعت تلك الكلمة الوحيدة تأتي من خلفها...\السلام عليكم..!!

اقشعرت..!!

انتفضت..!!

و كأن الله يجيب دعائها...!!

وضعت يدها على بطنها المنتفخ من شدة الصدمة خوفاً على تلك الروح المتكونة داخلها السقوط من هول صدمتها...
التفتت لتجده يجلس على ذلك السرير و يقوم بخلع حذائه...تأملته لوهلة من الزمن...
إذا هو سليم و معافى..!!!
و لم يصبه أي شئ....!!
أين كان؟!...و لماذا يفعل ذلك بروحها الهزيلة؟!...و لماذا يتركها دون حتى مجرد السؤال عنها؟!
هل كان مع تلك الأخرى؟!...هل كان معها؟!..

لماذا لا يراعي أنه قد ترك قلباً لهفاً عليه...لا ليس قلباً واحد..!!

و إنما قلبان..!!

وضعت يدها على بطنها لتؤكد كلمة قلبان..!!

قطع عليها حبل أفكارها صوته الذي يسلب روحها رغماً عنها...\رد السلام فرض...و انتي لمتى بتتمين تطالعيني كذا؟!
حاولت أن تخرج كلمات تعبر عما بداخلها من قهر...و كيف لها أن تعبر عما بداخلها...و إن صرخت فيه بحجم السماء فلن يعبر عن ذرة مما تحس به...سمعت منه تلك الكلمة الوحيدة..\كيفك؟!
ابتسمت بألم..\يهمك كثير أمري أنا وولدك؟!...بس أبي أعرف..كيف طاوعتك نفسك انك تتركني بهالحالة...مو مشكلة أنا بالطقااااق!!!
بس لو لا سمح الله صار لي مضاعفات أو أي شي و أنا بروحي...
ما كلفت نفسك ولو لثانية انك تفكر وش كان رح يصير لي و أنا بروحي و مالي أحد؟!...و على كل ذا جوالك مسكر..!!!
قال وهو مازال على وضعيته جالساً في السرير..\مرضية..أنا ماني حمل كلام كثير...و مالي خلق مناوشات...
اقتربت و هي تقول بألم..\مالك خلق؟!..ههه..مالك خلق؟!..بس قولي وين كنت و انت سافهني بهالطريقة؟!...مع زوجتك؟!!

منذ أن ذكرت اسمها و ها هي تشعل غضبه و بشدة...\مرضيييييية..قلت لك اخرسي و لا تجيبين سيرتها على لسانك فااااهمة؟؟!!!
امتلأت عيناها بالدموع من شدة الألم..و يصرخ فيها بسبب تلك الأخرى...ولو كان رهناً عليه لقتلها من أجل تلك...حب حياته...!!
تراجعت خطوة للخلف و هي تقول وسط شهقاتها...\آسفة...
قام هو و دخل ليستحم في الحمام و هي كانت تبكي بقهر و هي لم تستطع حبس نفسها عن البكاء...و هل لها شئ غير البكاء ؟!!
بعد عدة دقائق خرج وهو يلف تلك المنشفة حول جسده...التفت ليجدها تجلس على طرف السرير و متكلة ظهرها على ظهر السرير و تشهق بقوة...لاحظ لها و هي تحاول كتم شهقاتها حين خروجه...تألم و بشدة؟!...فها هو يظلمها وللمرة المئة بعد الألف...كان مرهقاً...متعباً...متألماً و لا غير...
حمد الله أنه قد صلى الشفع و الوتر في المسجد مع صلاة العشاء و إلا لصعبت عليه وهو بهذا الإرهاق...
هي ..كانت تحاول جاهدة كتم شهقاتها و لكن دون جدوى...مدت يدها لتمسح دموعها التي قد غسلت وجهها و لكنها تفاجأت بتلك اليد القوية الممسكة بكفها لتطبع تلك القبلة اليتيمة في باطنها بدفئ أحرق كل خلايا حسها...دفء قد بعث لها كل معاني القشعريرة...
دفء قد علقها ما بين السماء و الأرض...!!

...\آسف...!!

كانت كمن صب عليه ماء بارد كالثلج في ثانية و بعدها صب عليه نفس الماء و لكن بدرجة الغليان...
كمن زلزلت الأرض من تحته...بمجرد..
لمسة..!!!
قالت له وقد زادت شهقاتها بشدة...\تظلمني كثير...كثير يا خالد...سكتت مدة لتردف..\أنا مابي منك غير...و لكنه أسكتها وهو يضع يده بخفة على شفتها...\شششش...
اقترب منها ليطبع أثراً من شفتيه على تلك المنطقة بالقرب من عينها...قال لها بهمس...\هذي المرة اعذريني...و تقبلي هالكلمة من غير نقاش...
!!!!


************************


في زاوية أخرى..

فتح ذلك الدرج..أخرج منه ذلك الملف...هذا هو الملف الذي أعطته له تلك التي قد أرسلها لزوجة ذلك الجاسر..يعلم أنه في هذه الأوراق سيجد شيئاً يستخدمه ضد ذلك الجاسر..بدأ يقلب فيها واحدة تلو الأخرى عندما قطع عليه خلوته صوت باب المكتب يفتح...\يساار!!!
أدخل الملف بسرعة داخل الدرج و لفته نبرتها الجزعة...لتقترب بلهفة و هي غاضبة و سط دموع قد كان تغطي وجنتيها...\ليييش ما قلتلي؟!!...ليييش؟!!
بنفس بروده الظاهري..\على شنو؟!!
نورة و هي تبكي...\ان عمي في المستشفى...
يسار ببرود قاتل..\من وين دريتي؟!!
نورة...\من جدتي بعد ما ألحيت عليها و حسيت من نبرتها ان فيه شي...بس ليه انت ما قلت لي...ليه يا يسار...
يسار \ما كان فيه داعي اني أقلقك...
نورة و هي غاضبة بشدة منه...\مافيه داعي انك تقلقني؟!!...عمي في المستشفى فغيبوبة وش الداعي الأكبر من كذا عشان تكلمني...لما يفارق الدنيا لا سمح الله....
قال وهو يحك ما بين حاجبيه بألم و كأنه يحس بصداع قاتل بنهش كل خلايا عقله...\نورة..لا تصدعي لي راسي أكثر ماهو مصدع...معرفتك ما كانت رح تزيدك أو تزيده شي...
نورة بقهر...\و انت اللي قررت من نفسك؟!...هذا عمي مثل ماهو أبوك...أنا أبي أروح له..أبي أروح له الحين..
يسار وهو يغرقها في وحل بروده القاتل...\لأ..!!
نورة بيأس...\يسااار..ترجيييتك؟!!
يسار وقد بدأ الغضب يتسلل لخلايا مخه...\نووووورة...أقولك فاااااارقي من قدامي...
نورة بقهر شديد...\انت ما عندك قلب؟!!!...أنا أكرهههههك....
رمت عليه هذه الكلمة و خرجت تاركة له المكان ليمرر يده على تلك الطاولة و يرمي كل ما بها من أشياء أرضاً بحركة واحدة...غاضب..غاضب هو إلى حد لا يمكن إحتماله...!!
فها هو يتذكر عندما ذهب اليوم للمستشفى..و لكنه وجد خالداً عند أبيه...ألقى السلام ليجد خالداً تاركاً له الغرفة باكملها دون حتى أن يرد عليه السلام...

تألم...!!

و بشدة...!!

فمهما تصور الأمر لم يكن كما في الواقع...فأين ذلك الخالد الذي كان يحتضنه بقوة عندما يراه؟!..أين هو؟!!
أحس بأن الصداع قد تزايد عليه و بشدة...خرج من مكتبه و صعد للأعلى ليدخل جناحهما و يجد تلك الأخرى تجلس على السرير و جسدها يهتز من شدة بكائها...و شهقاتها تتزايد بشدة...اقترب حتى جلس على السرير و ارتمى بجسده عليه وهو يضغط على رأسه...
هي..سمعت منه تلك الكلمات وهو مغمض عينيه...\خلاص عاد...ليش كل هالبكا...؟!
قالت له و ضيقها يتزايد..\انت مالك قلب؟!..ما تحس؟!
لم يرد عليها..لم يتحدث..لم يتكلم..و إنما تفاجأت به يزيح يديها من على حجرها و يقترب بجسده ليضع رأسه عليه..أحست بأن كل جسدها يرتجف من حركته...وهو بدوره قد لاحظ ذلك...
أخذ كفها ليضها بين حنايا شعره وهو يقول....\طالبك...لا تبعدين الليلة...بس خليكي كذا..!!
كانت روحها حبيسة اللحظة و أنفاسها على وشك التوقف عن الخروج و هي تتأمل رأس ذلك القابع على حجرها....!!

للحظة شكّت أنه يسار..!!

أن هذا القابع على حضنها هو يسار ابن الراضي بأم عينه..!!
بسطوته و حماقته و عصبيته و جموده..!!

و لكنها أحست الآن و كأنه قد كسر بعضاً من الجليد الذي قد كان يبنيه حول نفسه و لم تستطع أن تبعده عنها...و كيف لها أن تبعده و هي تحس بذلك القرب منه...؟!!
في حركة لا إرادية منها غرست يدها بين حنايا شعره و كأنها ستفهم شيئاً مما يدور في عقله بلمس رأسه...!!


*********************


استنزف تلك السيجارة الضخمة التي تتوسط أصابع يده حتى أصبحت خائرة القوى...نقر بأصابع يده الأخرى على طاولة مكتبه إصبعاً وراء الآخر ..ليخرج ذلك الصوت الذي يغيظ كل من يتواجد في المكان معه...
تأمل تلك الأوراق جيداً...ابتسم ابتسامة ربما تكون هي التي قد أبكت الطفل المولود حين ولادته خوفاً من تلك الإبتسامة...قال لذلك المواجه له...\كل شي ماشي حسب المخطط؟!
ابتسم له ذلك الآخر ليقول..\زي العسل...!!
ضحك بصورة هزت أركان المكان...\هههههههه...الحين حن ما نبي نلفت الإنتباه و رح يكون في شحنات بكميات خفيفة خفيفة...و الثقييييل...بيكون لما نرتب له زييين...
جاسر \و ليه يابو جاسر؟!...ما نخلص و نجيب الثقيل مرة واحدة!!
ابتسم وهو يرجع بجسده للخلف في الكرسي الذي ينضح فخامة..\له له له...مو هذا اللي دربتك عليه...الشفقة هذي أسوء شي...أسوء شي...و بعدين مانبي أي غلطة...و خاصة ما نبي منغصات ...و خصوصاً من ولد الراضي...سكت مدة ليردف..\مادري ليه اختفى هالفترة...أخاف يكون ناوي على شي و احن مو دارين...
قال ذلك الآخر وهو يقلب ذلك القلم بين يديه..\ما ظنيت..عموماً لا تخاف...أنا محضر له مفاجأة من العيار الثقيل و اللي تخليه يبعد عنا...
حمزة \أخاف تكون مهبب لك شي..
جاسر \لا تخاف يابو جاسر...كل شي بيكون تحت السيطرة...و بكرة بتجي و بتشكرني على هالتفكير العبقرييي...


********************


بعد إلحاح منها أن تأخذه لرؤية أبيه...أخذها للمستشفى لتراه و تطمئن عليه...و هل هنالك إطمئنان و حالته غير معروفة؟!!
دخلا الغرفة ليجدا خالداً فقط من في الغرفة لتسرع نورة و تجلس على الأرض بالقرب من عمها و تتناول كفه بين يدها و تبدأ في نحيب لا نهاية له..و شهقاتها كانت كالسهوم المسمومة في صدر كل من أولئك الرجلين القابعين في الغرفة...
فكل منهما يعلم أنه سبب فيما حدث لذلك الملقي على السرير...
لم يحتمل خالد شهقات نورة و الأكثر منه أنه لم يحتمل وجود ذلك الآخر في المكان ليعلن خروجه من الغرفة دون قول أية كلمة...
ظل يسار مدة من الزمن وهو يتأمل تلك القابعة أمام والده و كأنه غريب عنهما...!!
يالحظكم أيها الإناث؟!...فأنتم قادرات على التعبير عما بداخلكن بكل الطرق...!!
أما هو..مع أنه متأكد من أنه يتألم ألف مرة و أكثر من تلك القابعة و هي تبكي...و لكنه لا يستطيع حتى التعبير بالكلام...
فهذا هو يسار!!...
ما بداخله..لا يشارك به أحداً..أياً كان..!!

تلقى يسار اتصالاً ليخرج لخارج الغرفة...و لكنه تفاجأ بذلك الواقف قرب الغرفة و يبدو أنه ينتظر خروجهم ليرجع و يجلس بالقرب من عبدالرحمن...
أنهى مكالمته و كان سيهم بدخول الغرفة و لكنه توقف لوهلة ليقول لذلك الآخر...\ظلمتني يا خالد..!!
قال له خالد بكل برود..\ظلمتك؟!...و انت اللي سويته وش تسميه ؟!
كان يتأمل في تلك النقطة الوهمية في الحائط الذي أمامه ليقول...\انت حتى ما عطيتني فرصة عشان أفسر لك شي...
ذلك الآخر أيضاً قد كان يتأمل في نقطة وهمية في الحائط المقابل..و كأن كل واحد منهما جبل صامد يخرج كلمات كفوهات من بركان هائج..لتستقر في قلب ذلك القابع أمامه...\تفسرلييي؟!...وش رح تفسر يا يسار؟!...انك خنتني؟!
يسار وهو يحاول السيطرة على غضبه..\أنا ما خنتك...!!
خالد \و اللي سميته بيدرج تحت أي قاموس من قواميس اللغة؟!...انك تدري ان اللي أسكن معاها تحت نفس السقف تخوني..و مو مع غيرك لأ معك...انك تدري بكل اللي سوته و تخبي عني وش تسميه هذا...؟!
يسار \لا تتكلم عن شي وانت ما جربته...وش كنت تبيني أقولك...أقولك اسمع يا خالد المرة اللي تحبها و تموت فيها ترا تخونك و مع مين..لا هذي رح تموتك من الضحك..لانها تخونك معي...لا تحكي فشي ما تدريه يا خالد...
خالد \و انت ما تحكي عن شي ما جربته...لما تجرب احساسي بعدها تعال و اطلب مني السماح...
سكت مدة ليردف من صميم قلبه...\أقسم لك باللي رفع هالسماوات انك ما جربت وجعتها...فلا تحكي عن السماح و خليه للي يستحقه...أردف وهو ينظر له في عينيه..\انت خنتني يا يسار...تدري وش معناها هذي...انت كنت تكن مشاعر لمرتي..حرمتي..انت...و لكنه توقف عن الكلام عندما سمعا صوت إرتطام شئ بالأرض في الغرفة...

ليتفاجآ بتلك الملقية على الأرض...!!


********************


لا أعلم ما الذي حدث له..و لكني أحس بأن هنالك وجع و الم يغزو روحه و هو لا يريد أن يفصح عما به...و كلما سالته ينكر وجود أي شئ...
أحبه...!!
أقسم أن كل خلية في جسدي ترتعش له...
و له وحده...!!
أرهقني هذا الحب...استنزفني...آلمني حد الوجع...!!
لا أعلم إلى أي بر سيرسي بي هذا الحب السقيم...أخاف أن لا ارى الشاطئ لترتاح روحي...أخاف أن يظل قلبي على نفس حالته وسط تلك الأعاصير الهائجة و الموج المتدافع الذي قد أرهق روحي..
أخاف مما يحمله غد لي؟!..
حقاً أخاف..
و لكني دائماً ما أتحلى ببصيص أمل..أن غداً سيحمل الخير و إن كان مؤلماً...
ما زلت آمل أن...

لغد طيات أخرى...!!




أبنيّتـي لا تـحزنـي كل الأنام إلى ذهـــابْ

أبنيّتـي صبراً جـميلاً للجليل مـن الـمـصابْ

نوحي علـيّ بحسـرةٍ من خلفِ ستركِ والحجابْ

قولـي إذا ناديتنـي وعييتُ عـن ردِّ الجوابْ

زين الشباب أبو فراسٍ لم يمتَّعْ بالشبــــابْ

ومن روائع شعره ما كتبه لأمه وهو في الأسر:

لولا العجوز بـمنبجٍ ما خفت أسباب المنيّـهْ

ولكان لي عمّا سألت من فدا نفـس أبــيّهْ


أبو فراس الحمداني مخاطباً ابنته حين وفاته












هنا محطة الوقوف و انا كلي أمل أن تزينوا صفحتي بعبير مشاركاتكم...و أن تنال الطية اعجابكم...
ادري انكم اغتظتوا جدا و كنتم رح تقتلوني لأني ما خليت يسار يشوف الصورة بس بقولكم اتحلوا بشوية صبر يا جمااعة الخير...و يسار رح يكتشف كل شي قريييب يعني في الفصول القادمة بإذن الله...و لان لازم الأحداث تكون بترتيب معين موضوع لها ...اصبروا شويتين...
و البارت القادم سامحوني ما ظنيت أقدر انزله يوم الإثنين عشان كذا غااالباً بيكون الجمعة...و بحاول يكونوا بارتين لأني أبي الرواية تصل لمرحلة معينة و هي بتكون المرحلة الفاصلة...
لا تنسوني من صالح دعواتكم و إلى لقاء آخر...

[/color]


**روووح** غير متواجد حالياً