عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-13, 12:40 PM   #21

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي




19
: : : أبـي العزيز : : :





عند منتصف الليل انتهت السهرة أخيراً وقررنا جميعاً الذهاب للنوم ...
أمسكت بيد أروى أحثها على الذهاب معى إلى الطابق العلوى وتبعتنا كلاً من تولان وسالى والصغير أحمد الذى كان يمسك بيد تولان ...
توقفنا أخيراً عند الطابق العلوى حيث غرف النوم وقلت موجهاً حديثى لسالى وتولان :
" تصبحان على خير . "

فأجابتنى سالى وهى تتثاءب فى حين قالت تولان بلغتها الركيكة :
" لماذا لا تذهب برفقة أحمد إلى الفراش ..؟ أظنه سيحب أن تحكى له إحدى الحكايات . "

نظرت إلى الصغير وخاطبته باللغة التركية :
" أتحب أن أحكى لك حكايا يا صغيرى ..؟ "

فإذا به يبتسم ... أى أنه موافق ..!
ابتهجت كثيراً ورحبت بالفكرة فقلت لـ أروى :
" أذهبى إلى فراشك وسألحق بكِ سريعاً . "

وحملت الصغير فوق زراعى ثم ودعت الجميع ورأيت أروى وهى تتجه نحو الجناح وتختفى بداخله وكذلك فعلت سالى ..
أما تولان فقد تبعتنى إلى غرفة أحمد ..!

أستدرت لأنظر إليها وقلت :
" ماذا الأن ..؟ "

أعنى بذلك أن تنصرف وتتركنا وحدنا ، غير أنها قالت ببساطة :
" سأبقى قليلاً حتى لا يشعر أحمد بالخوف . "

نظرت إليها بضيق وقلت :
" ولماذا يشعر بالخوف ..؟ إننى والده . "

قالت ساخرة :
" وهل ستطلب من طفل فى الثالثة من عمرة أن يفهم فى ليلة وضحاها أنك والده الذى لم يره منذ ولادته . "

زفرت بضيق ولم أعلق عليها ... وتركتها تجلس تراقبنى وأنا أحكى للصغير إحدى الحكايات ... والذى لم يلبث أن راح فى النوم سريعاً وبقيت أنا وتولان وحدنا ..!
أحكمت وضع الغطاء عليه وطبعت قبلة على جبينه ثم استدرت إلى تولان وقلت :
" لقد نام .. "

ابتسمت تولان وبدت شاردة إلى حد ما وهى تقول :
" أتقنت دور الأب ... أظنه سيعتاد عليك بسرعة ... "

وأضافت :
" لن أكون قلقة عليه بعدما أسافر ... إننى واثقة أنكَ ستحبه كثيراً وتهتم به ... "


نظرت إليها بمزيج من الدهشة والحيرة ... أحاول أن أفهم المغزي الحقيقى وراء جملتها ... هل تعنى حقاً ما تقول أم أنها تسخر منى ..؟
وهنا أدركت الأجابة فوراً حينما أرتعش صوتها قليلاً وأومضت الدموع بعينيها قبل أن تتابع :
" أننى فقط أخاف ... أخاف أن ينسانى فى يوم ... "

شعرت بالدهشة لتلك العاطفة المفاجئة ..!
حقاً لم أكن أتوقع منها أن تبدى أى عاطفة نحوه ... لقد قدمته لى على طبق من فضة فكيف تعتقد أننى سأصدق دموعها الأن ..؟

أتانى صوتها لينتزعنى من شرودى :
" أنتِ قاسى القلب ... كيف تحرم أم من طفلها ..؟! "

نظرت إليها مُتعجباً وقلت :
" لقد أتيت بنفسك لتعطينى أياه . "

قالت مُنفعلة :
" وما الفائدة ..؟ ستأخذة أجلاً أو عاجلاً ... القضاء كان سيحكم لصالحك خاصة وأن ظروفي المادية هذه الفترة سيئة ... "

وأضافت بأسى :
" أنا لم أتى لأعطيك أحمد كما تتصور ... لقد أتيت لأتفاهم معك ... ولأرجوك بأن تتركه لى ... إنه ما تبقى لي منك ... هل تريد حرمانى من أخر شئ بقى لى منكَ ..؟ "

قالت تولان جملتها الأخيرة ولم تستطع منع دموعها فأجهشت فى البكاء فجأة بصوت مرتفع ..!
شعرت بالتوتر وخشيت أن يسمع أحداً صوت بكاءها ...
قلت لها بصوت خافت :
" أرجوكِ تولان ... كفى ... لا أريد أن يسمعنا أحد الخدم ... "

قالت تولان بإنهيار :
" أنا لا أهتم ... كل ما يهمنى هو طفلى ... "

وصمتت لبرهة لتلقط أنفاسها ثم تابعت :
"لقد صارت لك حياتك ... وزوجتكَ ... لماذا أنت مصمم على سلبى طفلى ..؟ لماذا لا تتركه لى ..؟ فى المستقبل سيصير لك أطفال ولن تكون بحاجة لأحمد ... أما أنا فلن يصير لى أحد بعد أن تأخذه ... تعلم لا عائلة لى ولا أحد ... "

قلت :
" لكنه أبنى ... ولا استطيع أن أتخلى عنه ... لابد أن يربى معى ... "

جففت تولان دموعها وقالت :
" وهو أبنى أيضاً ولا يمكننى التخلى عنه ... لابد أن يكون معى أنا ... "

قلت :
" أنا أسف ... لابد أن تقدرى موقفى تولان . "

قالت تولان بنبرة حزينة :
" أذن لا فائدة ... لن تتركه لي ... "

قلت :
" أنا فعلاً أسف ... أعرف أن هذا الأمر صعب عليكِ ولكن ... ليس بيدي حيلة ... "

تركتها وانصرفت بعد أن أنتهيت من قول جملتى السابقة ...
كنت أشعر بالحزن من أجلها حقاً وأخشى أن تؤثر علىّ وتستعطفنى لأترك لها الصغير ... وهذا ما لا أرغبه ..!
توجهت إلى الجناح الخاص بى وبأروى بعد ذلك ... وكما توقعت كانت أروى بغرفتها وبابها مُغلق كما هى العادة ...
نظرت للساعة ... كانت ****بها تشير إلى الواحدة بعد مُنتصف الليل ...
رُبما استغرقت فى النوم بالفعل ... لا بأس فلأتحدث إليها فى الصباح ...
أغلقت باب الجناح وهممت بالتوجه إلى غرفتى لأنام غير أننى تعديت غرفتى وأنحرفت تلقائياً إلى غرفتها ...
رُبما لم تنم بعد ..!
طرقت بابها برفق وانتظرت أن أسمع لها أى صوت وهى تتحرك ...
لكن قابلنى صمتٍ تام ...
رُبما لم تسمع طرقاتى الخافتة ... أو رًبما نامت بالفعل ..!

حسناً ... على أى حال سانتظر حتى الصباح لأتحدث إليها قبل ذهابي إلى العمل ... لابد أن أعرف حقيقة مشاعرها نحوى ...
رُبما كانت بالفعل تكن لى بعض المشاعر ... رُبما كانت تبادلنى مشاعري ...
ثم ما الذى يدفعها للشعور بالضيق من وجود تولان ..؟
إنها الغيرة بالتأكيد ... لابد أنها تغار علىّ منها ..!
كررت تلك الكلمة برأسي مرات عديدة ولست أدرى لماذا لم أقتنع بها ..؟
لقد كانت أروى تكرهنى يوم أتت إلى هذا المنزل ... فهل يمكن أن يتحول كرهها لـ حب ..؟!

بينما كنت مُستغرقاً فى أفكاري أصدر باب غرفتها صوتاً انتزعنى عنوة من أفكارى لتتجه نظراتى إلى باب غرفتها مباشرة ...
كانت تقف أمامى فى رداء النوم الخفيف ... وشعرها الطويل منسدلاً حول وجهها ..!
تفاجأت حينما فتحت الباب بهذه الثياب ودون حجاب ... ويبدو أنها لم تتوقع رؤيتى فأجفلت وقالت :
" معاذ ..! أنت هنا ..؟ كنت ذاهبة إليك .. "

تفاقمت حيرتي أكثر وأكثر وقلت :
" ما الأمر ..؟ "

أجهشت أروى فى البكاء حينئذ وقالت :
" أبى مريض للغاية ... أرجوك دعنى أذهب إليه الأن لأصطحبه إلى المستشفى ... أرجوك معاذ . "

قلت :
" حسناً حسناً ... أهدأى قليلاً وأذهبى لترتدي ملابسك بسرعة . "

ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة كأنها تعرب عن شكرها لى بهذه البسمة ، ثم سارعت بدخول غرفتها وتبديل ثيابها ..!
ولأننى لم أبدل ثيابى بعد فقد أنطلقنا فوراً بسيارتي إلى منزل والد أروى ...
ظلت أروى صامتة طوال الطريق لا تنطق بكلمة ... فقط تبسط راحة يدها وتقبضها فى توتر وما أن وصلنا إلى منزل والدها حتى سارعت بمغادرة السيارة وسبقتنى إلى الداخل بلهفة ..!


~ ~ ~ ~ ~ ~


تمنيتُ وقتها لو كنت استطيع الطيران والذهاب للأطمئنان على أبى ...
آه كم كنت أشعر بالقلق عليه ..!
كلما تذكرت مخابرة أمى لى وبكاءها المتواصل إزداد قلقي عليه وشعرت بخطورة حالته ...
وحينما وصلت إلى المنزل ورأيتُ أبى أدركت أنه يمر بأزمة صدرية ... ولم تكن هذه هى أول مرة تصيبه فيها ، لكنها كانت أشدها خطورة ..!
لم أعرف كيف أتصرف كل ما فعلته وقتها هو مشاركة أمى وأشقائي البكاء ..!
وهنا فوجئتُ بمعاذ يعطينى مفاتيح السيارة ويأمرني بالمسارعة بفتحها ثم أنحنى ليحمل أبى ببساطة وهرع به إلى السيارة ثم أتجه إلى المستشفي ..!
وما كدنا نصل حتى استقبلنا فريق الاسعاف ومن بينهم وقف شخص مألوف لي ما كدت أقترب منه حتى توقفت بمكاني حينما أدركت أنه محمود صديقه ..!
قلت لمعاذ :
" ما هذه المصادفة ..؟ "

غير أن معاذ قال :
" ليست مصادفة ... إنها هذه المستشفى ملكه وقد خابرته ليسعتد لوصولنا . "

عضضت عل شفتي السفلي فيما أقترب معاذ من صديقة وصافحه ... وهنا ألتفت محمود إلىّ وقال :
" مرحباً أروى . "

حاولت أن ابتسم وأنا أجيب تحيته غير أن الابتسامة أبت أن ترتسم على شفتي ...
قال محمود :
" بإذن الله سيطيب والدكِ قريباً ... لدينا هنا أطباء من أمهر الأطباء بالعالم كله . "

غمغمت :
" إن شاء الله . "

وأتجهت لأجلس بجانب والدتي على أقرب مقعد مُنتظرين أن يغادر الأطباء غرفة الطوارئ لنطمئن على أبي ... فيما بقى معاذ برفقة محمود وراحا يتحدثان ..!
تساءلتُ فى نفسي :
" ترى ماذا يقولان الأن ..؟ أى حوار قد يدور بينهما فى مثل هذه الظروف ..؟ "

بعد فترة من الزمن انصرف محمود فأقترب معاذ منى وجلس بجواري صامتاً ...
نظرت إلى ساعة الحائط وكانت تشير إلى الثانية والنصف بعد منتصف الليل ... أى أن أبى قضى بغرفة الطوارئ ما يقرب من ساعة كاملة ..!
أطلقت تنهيدة قصيرة وقلت :
" ألم يتأخروا بالداخل ..؟ أليس من الأفضل أن يخرج أحد الأطباء ليطمئننا على حالته ..؟ "

أطرقت أمى بأسي وراح لسانها يلهج بالدعاء فيما شعرت بيد معاذ تربت على يدي وسمعته يقول هامساً :
" لا تخافي عزيزتي ... سيصير بخير إن شاء الله . "

ألتفت لأنظر إلى معاذ الذى كان ينظر إليه مُبتسماً ،، فقلت بخجل شديد :
" شكراً لك ... على ما فعلته اليوم ... حقاً أنا شاكرة لك .. "

ابتسم معاذ وقال :
" أى شخص بمكاني كان سيفعل ما فعلته ... لستِ بحاجة إلى شكري على أى حال .. "

فى تلك اللحظة أقبل محمود مُشرق الوجه وقال :
" لقد تم نقله إلى إحدى الغرف ... إنه بحالٍ أفضل الأن .. حمداً لله على سلامته . "



~ ~ ~ ~ ~ ~



ما أن دلفنا إلى غرفته حتى سارعت أروى إلي والدها المُستلقى على الفراش وأنحنت عليه تقبله وهى تحمد الله على سلامته ...
وقالت :
" كدت أموت قلقاً عليكَ ... الحمد لله أنك صرت بخير . "

ظللت واقفا عند باب الغرفة بجانب محمود الذى قال :
" سيبقى اليوم بالمستشفى للعناية ... يجب ألا يتحرك سوي للضرورة القصوي حتى لا تحدث مضاعفات ... "

وأضاف هامساً :
" لن أخفي عليكَ ... الطبيب أخبرنى أن حالته ليست مستقرة تماماً ... وأن صدره بحالة سيئة ... "

نظرت إلى والد أروى وقلت هامساً أيضاً :
" أأمل أن يصير بخير وألا يلحق مكروهاً به ... فأروى شديدة التعلق بوالدها ... أدركت هذا منذ أول لقاء لنا . "

دقق محمود النظر إلىّ وقال :
" كيف ألتقيت بأروى ..؟ إننى حتى الأن لا أعرف كيف تعرفتما ..؟ "

نظرت إليه بإرتباك ولم أدري بم أجيبه ... فيما كان محمود ينظر إلىّ بأهتمام شديد وينتظر أجابتي ...
قلت أخيراً :
" والد أروي يعمل لدي بإحدي الشركات و ....... "

بترتُ جملتى حينما قالت أروي موجهه حديثها إلىّ :
" ألا يجب أن نغادر الأن يا معاذ ..؟ "

تبادلت النظر مع محمود الذى قال مُسرعاً :
" سنحتجز والدكِ لدينا يومين حتى نطمئن على حالته ... "

أقتربت أورى منا وقالت بقلق :
" لماذا ..؟ هل هناك خطراً عليه ..؟ "

قال محمود نافياً :
" لا يوجد أى خطر ... فقط الأطباء يريدون الأطمئنان عليه ومتابعة حالته عن كثب . "

أطرقت أروى برأسها قائلة :
" أرجو أن يكون الأمر كذلك . "

ورفعت رأسها بعد برهة ثم قالت لي :
" هل تسمح بأن أكون رفيقة لأبي ..؟ إذ أن أمى يجب عليها أن تعود إلى المنزل لتطمئن أشقائي وتبقى معهم ... "

لم أكن أرغب فى العودة بمفردي خاصة وأن هناك حديثاً لم ننته منه بعد وكنت أريد الانتهاء منه اليوم غير أننى لم أملك سوي الموافقة ...
قلت :
" حسناً أروى ... سأرسل إليكِ السائق بما تحتاجينه من ملابس بعد قليل . "

ابتسمت أروى بسعادة وقالت :
" شكراً لكَ معاذ ... "

ابتهجت كثيراً حينما لاحظت التغير الشديد فى معاملة أروى لي ...
قلت :
" من الأفضل أن أنصرف الأن ... "

ونظرت إلى والدة أروى وقلت لها :
" سأصطحبكِ فى طريقي ... هيا بنا . "

استدرات والدة أروى إلى زوجها وراحت تودعه فيما نظرت أنا إلى أروى وقلت لها :
" أنتبهى لنفسك أروى ... "

ابتسمت أروى وأومأت برأسها فقلت :
" سأمر لأطمئن عليكم غداً . "

ثم غادرت المستشفى برفقة أم أروى وعدت وحيداً إلى منزلي ..!


~ ~ ~ ~ ~ ~


تتبع


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس