عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-13, 12:48 PM   #25

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

23




فكرة العودة إلى المنزل كانت تؤرقنى فى الأونة الأخيرة خاصة لأننى كنت واثقة أن معاذ سيتحدث بشأنها قريباً جداً.. ولم يخب ظني بطبيعة الحال واضطريتُ مُرغمة وكارهة على العودة إلى المنزل.. وودعت عائلتى فى صباح اليوم التالي بفيض غزير من الدموع..
كانت هذه هى أول مرة أبتعد عنهم منذ وفاة أبى.. وكم كان فراقهم مضنياً..!
استقلينا سيارة معاذ ودموعي لازالت تومض بعينىّ وتوشك على النزول فى أى لحظة ,
معاذ كان غارقاً فى الصمت حتى أننى ظننت للحظة أنه لا يشعر بوجودى بجانبه , لكننى لم ألبث أن أزحت هذا جانباً حينما وجدته يتوقف بسيارته ثم يلتفت إلىّ قائلاً :
" ما رأيك بأن نذهب لنتناول فطورنا بإحدى المقاهي..؟ "

رفعت بصرى إليه بشئ من الاستغراب لأقتراحه هذا بينما أنا فى هذه الحالة..!
قال بمرح :
" أعرف مقهى يقدم شطاثر رائعة.. ستعجبكِ كثيراً.. "

ولما رأى ترددى قال بنبرة جادة :
" أريد أن نتحدث قليلاً أروى.. لا أظن أننى سأتمكن من هذا بعد عودتنا.. "

وأضاف :
" رغم أن المنزل كبير غير أنه أحياناً يضيق علينا.. "

قلت بإندفاع :
" رُبما وجود تولان هو سبب هذا.. فهى لا تفتأ تتنقل بين الغرف وكأنها صاحبة المنزل.. "

شعرت بالندم بعد تفوهى بتلك الجملة وأعتقد أن معاذ سيستاء منها غير أننى فوجئتُ به يبتسم ابتسامة واسعة..!
وقال :
" رُبما أنتِ محقة فى هذا الشأن.. لكن لا تقلقي.. لقد آن لها أن ترحل وتتركنا لشأننا.. ولو لزم الأمر فسوف أخبرها بهذا مباشرة.. "

وصمت لبرهة ثم أضاف :
" والأن هل نذهب لتناول الفطور..؟ "

كان المقهى الذى أختاره معاذ يطل على شاطئ البحر وكان يبدو باهظاً كما هو متوقع ,
انتقى معاذ طاولة منعزلة إلى حد ما بجانب إحدى النوافذ الزجاجية الكبيرة وراح يملى طلباته إلى النادل الذى سرعان ما انصرف ملبياً طلباته..
حينئذ ألتفت معاذ نحوى وقال :
" هل أعجبكِ المكان ..؟ "

نظرت إلى ما حولي منبهرة وقلت :
" وهل يمكن ألا يعجبنى ..؟ إنه رائع.. "

ابتسم معاذ بسعادة وقال :
" كذلك الشطائر ستعجبكِ كثيراً.. "

صمت لبرهة واسترخى بمقعده ثم راح ينظر إلى القاعة الكبيرة وأضاف :
" إننى أحب هذا المكان كثيراً.. كلما أتيتُ إلى هنا أشعر بالذكريات تكاد تنبثق من كل ركن فيه.. "

نظرت إليه بعمق.. كان يبدو حالماً وكأن تلك الذكريات التى يتحدث عنها تبعث السرور إلى نفسه..!
تسألت فى نفسي عن ماهية هذه الذكريات.. تُرى هل تكون لذكراه تلك علاقة ب تولان ..؟
انتابنى الضياع لمجرد التفكير بهذا وتدفقت الأسئلة المؤرقة إلى رأسي..
تُرى ألازال حتى الأن يحبها ..؟

أفقت من شرودى حينما انتبهت إلى أن معاذ يحدق بي.. كانت نظراته إلىّ مبهمة كالمعتاد.. أغرقتنى فى مزيد من الحيرة والضياع..
ترى بماذا تفكر الأن يا معاذ ..؟ وما معنى نظراتكَ تلك ..؟ أتحاول أن تضعنى بمقارنة مع تولان ..؟
أرجو ألا تفعل ذلك لأن هذا لن يكون عادلاً بأى حال ؛ فإن كفة تلك الشقراء الجميلة ستكون الراجحة على أى حال ..!
أتانى صوت معاذ لينتشلني من غياهب أفكاري فى تلك اللحظة ..
قال :
" ما لون عينيكِ بالضبط ..؟ "

ارتبكتُ لسؤاله الغير متوقع وبعثرت نظراتي على كل شئ فيما تابع هو :
" حتى نصف ساعة مضت كنت أعتقد أن عينيكِ بنية.. لكنها تبدو لي الأن خضراء قاتمة كلون الأنهار الضحلة فى الغابات الأستوائية.. إنه لون ساحر لم يسبق لى أن رأيت مثله من قبل.."

شعرت بوجنتىّ تتوهجان وعجز لساني عن قول أى شئ.. فإذا به يبتسم ويقول :
" تبدين رائعة الجمال وأنتِ متوردة الوجنتين.. "

وأضاف بنبرة غريبة :
" إننى أحسد نفسي على أنكِ زوجتي.."

رفعت نظراتي إليه فوجدته يحدق من النافذة وقد شرد ببصره وأفكاره بعيداً..!

بعدما انتهينا من تناول الفطور غادرنا المقهى وتوجهنا إلى السيارة فجلس معاذ خلف القيادة ثم ألتفت إلىّ وقال :
" لم يسبق أن قمت بنزهة على ظهر يخت..؟ "

فاجئنى سؤاله فقلت بعد برهة صمت :
" فى الحلم فقط.. "

أطال معاذ النظر إلىّ ثم ابتسم وقال :
" أذن لنحقق لكِ حلمكِ.. "




~ ~ ~ ~ ~ ~


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس