عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-13, 12:51 PM   #28

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

26



لم أكن بحاجة لأن تخبرني سالى عن مشاعرها نحو محمود ؛ فقد كانت مشاعرها تكاد تنبثق من عينيها ، وتمتزج بكل لمحة من ملامحها ..؛
فالمرأة - أى مرأة - مستحيل أن تنجح فى إخفاء مشاهرها تجاه من تحب ، وإن فعلت فبمجرد أن تلتقي بمن تحب تنخلع عنها قوتها دفعة واحدة ولا يعد هناك مجال سوى للضعف الأنثوي المعروف ..!

رغم أن ما قلته لها كان قاسياً بعض الشئ غير أننى كنت بداخلي أشعر بعطف شديد عليها وعلى حالها التعس..؛ فأنا أعرف صعوبة أن تكون مشاعرك كلها تتجه إلى شخصاً لا يبادلك مشاعرك.. وكيف لا أعرف ذلك وأنا غارقة به حتى أُذنيّ..؟
ليتنى استطيع تطبيق نصيحتى لسالى والابتعاد عن معاذ بدوري.. ليتنى أتمكن من إنتزاع حبه من قلبى ومن كل خلية حية بجسدي.. ليتنى أنساه..!

تركت سالي فى زوبعة أفكارها وتناقضات مشاعرها وانسليت عائدة إلى غرفتى ثم استلقيت على الفراش وحدقت بالسقف فهاجمتنى الأفكار ببراثنها وراحت تلقينى وتلقفنى دون أن أملك شيئاً حيالها..!
فى الأونة الأخيرة عرفت معاذ أخر غير ذلك الذى طردني من منزله وأرغمني على الزواج منه..؛ فهذا الذى أراه الأن هو شخص يختلف عنه تماماً.. أو رُبما هو لم يختلف وأنا التى أختلفت كثيراً عن ذى قبل..؛ فتلك العينين لم تعد تبصره ذلك القاسي المتعجرف.. بل لقد صرت أراه متواضعاً وطيب القلب إلى درجة كبيرة..!
لكن.. تُرى كيف يبصرني هو..؟ ألازال يجد بي الوسيلة التى ستجعل أبنه يربي تحت كنفه..؟
ألازال عازماً على التخلى عنى بمجرد أن يضمن وجود أبنه معه..؟
أم أن لمشاعري له صدى بقلبه..؟
نهضت من فراشي بغتة ودفنت وجهى بين كفي بحنق..؛
أى هراء هذا الذى أفكر به الأن..؟ بالطبع نظرته لى لم ولن تتغير.. كم أنا ساذجة لأتصور أنه يمكن أن يكون يبادلني مشاعري..! كم أنا غبية..!
لقد كان يحب الجميلة التركية التى تملك كل شئ ينقصنى فكيف له أن يحبنى أنا..؟ كيف له أن يحب فتاة فقيرة لا تمتلك أى شئ على الأطلاق..؟
يبدو أن تواجدى فى هذا المنزل وإرتدائى لهذه الثياب اللعينة جعلنى أنسى من أكون..؟ إننى لست سوى أبنة أمين الخزانة.. ذلك الرجل الفقير الذى لا يملك سوى قوت يومه.. وهو صاحب هذا القصر العظيم ورجل من عائلة راقية لا تحلم بمصافحته أجمل الفتيات وأكثرها ثراءاً..!

غادرت غرفتى بحثاً عن سالي.. وهرباً من غياهب أفكاري التى تكاد ترسلني إلى الجنون ، ومن ذلك الجرح الغائر بقلبي والذى لا شفاء له على ما يبدو..!
رباه ما الذى أتى بى إلى هذا القصر..؟ ليت قدميّ شلتا قبل أن أخطو أول خطوة بهذا المنزل..! ليتنى لم أقبل بعرض معاذ ذلك اليوم..! ليت معاذ يتركني أمضى إلى حال سبيلي ويكمل هو حياته كما يشاء..! بل ليت القضية اللعينة تنتهى حتى يتسني لى الأنفصال عنه..!
أدركني خوف شديد بمجرد تفكيرى بالأنفصال عنه.. ترى هل سأستطيع أن ابتعد عنه..؟ وهل سأنساه..؟
سحقاً.. كيف استطاع أن يتغلغل حبه بقلبى إلى هذه الدرجة..؟
أشعر أننى بدونه سأكون كالسمكة التى أخرجت من المياة وباتت عاجزة عن التنفس..!

أفقت من أفكاري حينما وصلت إلى غرفة الجلوس ورأيت سالي جالسه بها وتتحدث بالهاتف.. ومن تورد وجنتاها أيقنت أنها تحادث محمود.. وأنها مثلي تصارع قلبها بلا أمل فى أن تتلقى طوق النجاة..!

قالت بعدما انتهت من المكالمة :
" هو من أتصل بي.. أنا لم أحادثه..! "

كانت خجلة ومضطربة ، فصمتت لبرهة ثم تابعت بتردد :
" إنه يؤكد علىّ الحضور إلى المباراة.. "

ومطت شفتيها ثم بعثرت نظراتها على الأرض وأتمت جملتها :
" لم استطع الرفض بطبيعة الحال.. كان مُصرّاً على أن أحضر.. لقد تحججت بأنكِ ستكونين وحدكِ بالمنزل فقال لي دعيها تأتي معكِ.."

قلت باندفاع :
" لِم لا..؟ إننى بحاجة لاستنشاق هواء نقي.."

ذهبت سالي لتحضر السيارة من المرآب فيما وقفت بانتظارها بالحديقة.. كانت أشعة الشمس دافئة ورائحة الزهور والعشب النادي تعبق المكان غير أننى شعرت بها تخنق أنفاسي أكثر وأكثر.. وكلما تذكرت ذلك اليوم المشؤوم ووجه تلك الشقراء الذى كان يختفي تحت الظلام كلما شعرت بخنجر حاد ومسنون ينغرس بقلبي يؤلمني..

بينما كنت غارقة بأفكاري إذا بسيارة معاذ تتوقف أمام المنزل وإذا به يغادرها متجهاً نحوى بخطوات واسعة..
قال وهو ينقل بصره إلى حقيبتى :
" كنتِ على وشك المغادرة..؟"

حاولت أن أجيبه ولكن صوتي أختنق بحلقى من المفاجأة ومن فرط إرتباكي ، فأكتفيت بالإيماء برأسي وحرت فى تفسير نظراته.. أهى نظرة غضب أم أننى توهمت ذلك..؟
قال :
" إلى أين تنوين الذهاب..؟ "

قلت :
" إلى النادي.. سأذهب برفقة سالي.."

قال بنبرة غريبة :
" عظيم.. أتمني لكِ يوماً سعيداً.. "

واستدار وخطا خطوتين ثم توقف قبل أن يخطو الثالثة واستدار عائداً إلىّ..
دققت النظر إليه فى انتظار ما سيقوله ، غير أن سالي تقدمت منا بسيارتها ولوحت لنا فأتجهت نظراته إليها وقال :
" حسناً.. إنها فى انتظاركِ.."

وليته ظهرى واتجهت نحوها بضع خطوات فاستوقفنى نداءه ، وحينما استدرت لأنظر إليه قال :
" انتبهوا لأنفسكم جيداً.."

وكالمعتاد تعثر صوتي بحلقى ولم أملك سوى الإيماء برأسي..


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس