عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-13, 07:04 PM   #92

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



27 -


- ما هذا يا هشام!
- هاني! أخفض صوتك سوف تستيقظ نور ..
حدّق هاني باندهاش في تلك البلورة اللامعة وقال بعد وهلة :
- إنـ .. إنها أروع شيء رأيته في حياتي ..!
نظر هشام إلى البلورة بحب شديد وهمس قائلا:
- اسمع .. هذه البلورة التي كانت في صدر آدم،، لقد كنت مع كشفية وائل أثناء إعادة ترميم القبر،، ووجدت تلك العلبة الصغيرة ... كانت تحتوي تلك البلورة ولكن الأوساخ والدماء الجافة كانت تحيط بها ..

قاطع هاني القصة المشوقة متسائلا:
- هل تركك وائل تعبث بالدليل؟؟
تلعثم هشام قليلا ثم قال:
- اسمع وائل لا يعرف شيئا عن الأمر .. لقد وجدت العلبة وأخذتها!
- ماذا!
أمسك هشام بفم هاني بسرعة وهو يهمس:
- أرجوك أخفض صوتك! لا أريد لوكالات الأنباء أن تعرف بالأمر .. أنت تعرف نور!
أزاح هاني يد هشام وهو يقول خافضا نبرة صوته:
- حسنا ماذا تنوي أن تفعل الآن!

نظر هشام للبلورة وقال بحماس عجيب كبته داخل صوته الهامس بأعجوبة:
- لم تسألني عن الاكتشاف العظيم!
- أي اكتشاف ..؟
- لقد وجدت داخل العلبة رسالة للشخص المدعو أيمن!

لمعت عينا هاني وهتف:
- وماذا كان مكتوبا فيها!
- أرجوووك! أرجوك ستستيقظ نور بسببك!
قال هاني بنفاذ صبر:
- وماذا إن استيقظت!
- ستتطفل علينا وتصّر على معرفة أمر ألبلوره!!
- يالها من فتاة إنها دائما هكذا!
- أنتم الصحفيين لديكم فضول عجيب لمعرفة كل شيء!

ابتسم هاني وقال:
- زوجتك مشاغبة جدا،، لقد كادت تستولي على أرشيف حادثة آب بالكامل من مكتبي لولا النجدة التي وصلت ..
لم يستطع هشام كبت ضحكته فضج الاثنان بالضحك وعندها سمعا صوت شخص يتحرك في الردهة ..

همس هشام بفزع:
- لقد استيقظت .. دعنا نخفي البلورة أسرع!
أمسك هشام بالبلورة وضعها في جيبه ولكنها كانت ظاهرة من سروال النوم فأخرجها وأعطاها لهاني وفي تلك اللحظة دخلت نور وهي تنظر إلى هاني باستغراب ..

وضع هاني البلورة في جيبه وأظهر ابتسامة لا مثيل لها وكأنه في إعلان لمعجون الأسنان ..
تساءلت نور باستغراب مشوب بالنعاس:
- هشام ما الأمر؟ هل هناك خطب ما؟

قال هشام بسرعة:
- لا يا عزيزتي عودي للنوم!
- وماذا يفعل هاني في هذا الوقت!

قال هاني بسرعة :
- أنا هنا لأناقش مع هشام مشكلة خطيرة تتعلق بوائل!
ذهبت آثار النعاس من ملامح نور التي قالت فزعة:
- ما به وائل؟ هل هو بخير؟؟

أجاب هشام ليزيد الطين بلّه:
- إنه بخير ولكن .. انه مريض قليلا!
نظرت نور بذكاء ثم قالت:
- أنتم تخفيان عني أمرا لا تريدانني أن أعرفه .. ومن جهتي فإنني مكلفة بالكثير من الأعمال ولا وقت لدي للتطفل على شؤونكما ..

انصرفت نور بهدوء فهمس هاني:
- مستحيل هذه ليست نور التي نعرفها ..
أجاب هشام وهو يتأكد من انصرافها نهائيا:
- الحمد لله .. دعني أريك الرسالة الآن .. لن تصدّق ما كتب فيها!

أمسك هاني بالرسالة بعد أن ناوله هشام إياها وبدأ بقراءتها بصمت .. اتسعت عيناه بدهشة .. وحدق في وجه هشام وهو يتمتم:
- مستحيل!


التقطت ندى أنفاسها عندما سمعت المفتاح يدور في الباب ..
إنها والدتها بالتأكيد فمن عادتها أن تطرق الباب دائما قبل أن تفتحه حتى تنتبه ندى ..

ركضت بسرعة نحو والدتها وبدأت تهتف بذعر تداخلت كلماتها فلم تفهم والدتها شيئا مما قالته وظلت السيدة نهى تحدّق بآدم وهي تفهم شيئا واحدا فقط ...
أن الجميع الآن ...
في خطر ..

رفعت سمّاعة الهاتف واتصلت بالإسعاف ... طلبت من ندى أن تحزم أمتعتها المهمة وتتجهز للخروج ...
لم تعارض ندى والدتها ولم تضيع الوقت ..

في خلال دقائق كانت عربة الإسعاف وسيارة الضابط وائل أمام باب منزل السيدة نهى، شعرت ندى بالأمان وهي ترى سيارات الشرطة تطوّق المنزل ..
حمل المسعفون آدم، بينما سأل وائل السيدة نهى عن ما جرى ..
لم تكن السيدة نهى تعرف ماذا جرى تحديدا ولذلك فقد انتظر وائل نزول ندى .. التي كانت تحمل حقيبة سفر صغيره، توجه الجميع إلى المستشفى في سيارة وائل ..
في أثناء توجههم للمشفى قامت ندى بإخبارهم بما حصل وبما أخبرها به آدم قبل أن يغمي عليه ..

في ذلك الوقت انتبه وائل إلى شيء غفل عنه طوال الأسابيع الماضية فيما يتعلّق بقصة آدم .. شيء لم يفكر فيه أبدا ...

---------------------------------------------


كان مخبأ الشاب المجهول عبارة عن غرفة واحده كبيرة جدا مظلمة تقع تحت الأرض، هناك نوافذ مرتفعه ملتصقة بالسقف ومن الجهة الجنوبية يمكنك رؤية الشارع حيث عجلات السيارات التي تقطع حبال الضوء كلما مرّت إحداها ..

تضم تلك الغرفة باب واحد مؤدي إلى دورة المياه، عدا ذلك فكل الأثاث عبارة عن سرير وأريكة كبيرة وعدة كراسي خشبية في جانب بعيد من الغرفة،، هناك طاولة كبيرة مليئة بالكتب والمجلات ومعدات غريبة ومسامير وأغراض أخرى تكومت فوقها الأتربة بشكل مفزع ..

أما في الجانب الآخر فكانت توجد ثلاجة وطاولة مستطيلة رفيعة مليئة بمواد كيميائية وموقد صغير .. كان المكان أشبه بمخبأ مخترع مجنون ..

في وقت متأخر من الليل كانت هناك مصابيح صغيره تضيء المكان بينما كانت شروق نائمة على الأريكة تأمل المجهول وجهها للحظات وتمتم :
- تشبهين أمك عندما تكونين هادئة!

عاد الشاب إلى قراءة مجلة كانت في يده ولكن فجأة علا رنين هاتفه المحمول فزفر بضيق، وقف وألقى المجلة على السرير وأمسك هاتفه وأجاب بدون أن ينظر إلى هوية المتصل .. فلا أحد يكلمه عادة سوى شخص واحد أو إن كان أحدهم قد اتصل بالخطأ ..
أجاب ببرود كعادته :
- ماذا!؟

فتحت شروق عينيها ببطء ونظرت إليه، أيقظها رنين الهاتف المتصاعد كان الشاب المجهول صامتا ويستمع إلى المتحدث وعلامات الهدوء على وجهه ..
تكلم أخيرا :
- لا يمكنني القيام بذلك! لن أفعل ذلك من أجلك .. حتى ولو كنت والدي ..

ألقى هاتفه المحمول بإهمال فوق السرير أيضا ويبدو أنه لم ينتبه لاستيقاظ شروق، فتوجه إلى الطاولة المليئة بالكتب والأغراض ثم بدأ بالبحث عن شيء ما ..

كان هناك صوت يخرج من الهاتف،، يبدو أنه ترك المكالمة ولم يغلق هاتفه .. مدّت شروق ذراعها والتقطت هاتفه المحمول بدون أن يشعر الشاب بذلك ، وضعته على أذنها فسمعت رجلا يصرخ :
- تبا لك! أنت تتجاهلني دائما وهذا ليس في صالحك لا تنس أنني أعرف أين تختبئ مثل الجرذ الذي يكره النور .. أين ذهبت .. مـ ...

قبل أن تسمع ما كان سيقوله الرجل ضرب الشاب الهاتف فسقط من يدها على الأرض .. فزعت شروق ونظرت إليه بخوف ..
كانت على وجهه نظرة هادئة ولكنها صارمة .. وهمس بهدوء وهو ينحني ويلتقط هاتفه من على الأرض:
- ماذا كان يقول ذلك العجوز الخرف ..؟

كان قلب شروق ما يزال مذعورا وتمتمت بارتباك :
- لـ .. لم أسمع شيئا .. بالأحرى لم أفهم شيئا ..

التفت الشاب ونظر إليها وفي عينيه بريق غريب .. تكلم بلهجة مخيفه:
- إيّـاك أن تكوني سمعتِ شيئا لا أرغب في أن تعرفينه .. قولي ما سمعته بسرعة ..

شعرت شروق بالخوف فدمعت عيناها وقالت:
- أريد أخي آدم .. لا أريد البقاء هنا ..

جن جنون الشاب فصرخ وهو يرمي بالهاتف فيتحطم في الجدار :
- تكلمي!
أخفت شروق رأسها بين ذراعيها مذعورة وبدأت في البكاء، كان جسدها يرتجف من الخوف وصاحت:
- لم يقل شيئا كان يقول فقط أنه يعرف أين تختبئ وليس من صالحك أن تتجاهله .. هذا ما فهمته ..

هتف الشاب بعصبيه:
- ماذا؟؟
بدا وكأنه يفكر في شيء ما ثم أمسك شروق من ذراعها بقسوة ودفعها وهو ما يزال يصيح بعصبيه :
- أخرجي بسرعة علينا الانصراف من هنا ...
ظلت شروق تبكي وركضت أمامه وهي تصرخ :
- أنت مجنون! دعني وشأني ..!!

ركض الاثنان في الممرات المظلمة حتى خرجا إلى الشارع المهجور، ثم ركضا حتى الشارع الرئيسي كان الوقت متأخر والهواء يهب باردا وخلع الشاب معطفه ووضعه على كتف شروق ثم قال:
- هناك سيارة على بعد كيلو متر واحد .. أنا أوقفها بعيدا حتى لا يعرف هارون مكاني، ولكن يبدو أن ذلك الرجل لن يدعني حتى أشنق نفسي ..

كان الاستياء واضحا على وجهه فهمست شروق وهي تجفف دموعها:
- إلى أين ستأخذني؟
- هل ستركضين أم أحملك؟
تحولت ملامح شروق إلى العصبية وصرخت:
- بالطبع سأركض!
- إذن هيّا ولا أريد المزيد من الأسئلة ..


------------------------------------------------


" عزيزي أيمن،
بصفتك صديقي الوحيد الذي أثق به أكثر من أي شخص آخر فسوف أخبرك بسر صغير عن هذه البلورة التي كانت في صدري ...
قبل أي شيء سأطلب أن تتخلص منها حالما تصل إلى يدك أو انك ستبقيها بحوزتك إذا لم تسبب لك المشاكل، لا تسلمها إلى احد لأنها تسيطر على عقول الآخرين .. إنها مجرّد بلوره مسحورة لا أظن أنها تحقق الأمنيات إذا كانت في صدرك ..
كانت هذه خدعة خدع بها الجميع وكنت أنا كبش الفداء، لقد ظنوا أن باستطاعتهم السيطرة على طفل صغير لتحقيق مطامعهم ..
لكنني لم أكن عونا لهم ... لقد اختاروا الشخص الخطأ ..
عزيزي أيمن ..
أنا لم أعط تلك البلورة لأختي حتى لا أجعل حياتها تعيسة فقد قاست كفاية بسببي، أرجوك يا أيمن .. التخلص منها صعب .. ستجد انك بحاجة لأن تبقيها معك ..
أرجوك ..
حاول أن تتخلص منها، أنا اترك لك القرار إذا كنت تود الاحتفاظ بها فهذا لك لكن اكتشف أجمل ما فيها.... صديقك .. آدم. "

تساءل هشام:
- ما رأيك!
- هذا جنوني .. لا يعقل أن تلك البلورة تحقق الأمنـ ..

صمت هاني فجأة وهو يحدّق بالرسالة فقال هشام باستغراب:
- ما بك! لماذا صمتت هكذا؟؟
- لا أدري لم قرر ذلك الشاب آدم إعطائها لأيمن ولم يتخلص منها بنفسه!
- ربما لم يستطع أن يتخلص منها ولاسيما أنه أخرجها من صدره بنفسه .. ولكن ..

نظر هاني إلى وجه هشام الذي بدا وكأنه يتذكر شيئا فقال هاني:
- ولكن .. ماذا؟
- لكن السيدة منى شقيقته أخبرتني انه كان بجانب البحيرة، معنى ذلك أنه كان بإمكانه إلقائها في الماء ولن يعثر عليها أي مخلوق على وجه ذلك الكوكب!
- هذا صحيح! بدا من خلال كتابته للرسالة انه متردد جدا في التخلص منها! ربما لتلك البلورة فوائد أخرى لم يذكرها آدم .. ربما أراد لأيمن أن يكتشف شيئا ما ..
- ربما ..

تمتم هاني وهو يضع الرسالة القديمة على الطاولة:
- لقد قرأت عنها من قبل .. لكن أين ..!!؟؟

ضرب هاني رأسه محاولا التذكر بينما ظل هشام يقفز في مكانه متشوقا وهو يقول:
- ماذا؟ ماذا قرأت عنها؟؟

صاح هاني:
- أجل .. جريدة قديمه .. كانت في الأرشيف، عندا بدأت البحث عن قصة آدم .. قرأت عنوان مقال عن بلوره قديمه ولكنني لم اعره اهتماما ..
قال هشام بسرعة:
- أين هي؟ أين؟
- لقد أعطيتها لريم مع بقية الأوراق لتعيدها إلى الأرشيف!
- حسنا اتصل بها نريدها أن تفتح الأرشيف ..
هتف هاني بعصبية:
- هل جننت إنها الرابعة صباحا!
- إنها حالة طارئة!
- مستحيل! لن يضيرنا انتظار بعض الساعات .. أذهب في السابعة دائما فأجدها هناك!

صمت هشام بامتعاض بينما شرد هاني للحظه فهمس هشام بمكر:
- أنت تشرد دائما عندما تتذكر ريم .. لكنني أنصحك بأن تنساها تماما فأنت مرتبط الآن ..
بدا الضيق على وجه هاني الذي ظل صامتا .. وأردف هشام بعد فترة صمت قصيرة:
- كما أنك تعرف جيدا أن ريم لا تبادلك تلك المشاعر .. هي لا تحبك أو بالأحرى لا نعلم ما إذا كانت تحبك حقا فأنت لم تسألها يوما .. في جميع الأحوال عليك تقبل الوضع الراهن ..
همس هاني:
- إنها أروع فتاة رأيتها في حياتي وتعاملت معها .. لقد أحببتها منذ كنّا معا في الجامعة ..

علّق هشام قائلا:
- أجل انت هكذا دائما .. كنت اسميك بالصامت! .. لماذا لم تفاتح والدتك بالأمر؟ قبل أن تشعر بأنك أصبحت مسنا ولم تتخذ قرارك بعد!
- أنا لست مسنّا!
- أجل أنت تحب ريم منذ سبعة أعوام كاملة وهي لم تشعر بذلك يوما .. لم يشعر احدنا بذلك .. لقد كنت صامتا طوال الوقت .. حتى إنني شككت في نجاحك بمهنة الصحافة تلك ..


قال هاني وصوته يكتم ألما كبيرا :
- كل ما فعلته كان لا يوضح حبي .. يوما ما أخبرت أمي أنني لا أرغب بخطبة ابنة خالتي ولكنّها أصرّت على ذلك ..
- أتعرف يا هاني .. لا ينقصك سوى شيء واحد .. أتعرف ما هو؟
- ما هو؟
- ردّة فعل قويه ..
- ماذا تقصد ..؟؟

تذّكر هشام لثوان ثم قال:
- أنت قوي جدا كما عرفناك دائما، ولكن تذكر .. كنا إذا تشاجرنا مع أحدهم في السابق أجدك تتنحى حتى أن خصمك يأخذ عنك فكرة عدم قدرتك عن الدفاع عن نفسك! تكون في العادة ردة فعلك مسالمة .. أو هادئة جدا بحيث لا نشعر بها ..

همس هاني :
- أفهمك! تعني أنني لم اتخذ موقفا جادا بشأن ريم طوال تلك السنوات؟
- أجل .. ولم تتخذ موقفا بشأن والدتك عندما فرضت عليك خطبة ابنة خالتك .. لا تنقم عليها فهي تحاول أن تختار لك فتاة مناسبة .. لقد تجاوزت السابعة والعشرين من عمرك ولم تقم بخطوه جادة حيال ذلك!

لم يعرف هاني ماذا يقول .. كان سينطق بشيء ولكنه توقف فقال هشام :
- أرجوك ماذا كنت ستقول!؟

نظر هاني نحو صديقه وتنهد بحرارة قبل أن يقول:
- أخشى دائما من الفشل .. ولذلك فلا أقدم على شيء بسهوله .. دائما هناك شيء في داخلي يمنعني ..
- أرجوك جميعنا يحاول .. ربما ينجح وربما لا .. انظر إلى وائل، إنه أفضلنا، ومع انه مجازف كبير إلا أنه الآن سعيد لديه زوجه وطفلين جميلين ووظيفة ناجحة .. لقد كان دائما مثلنا الأعلى ..

تابع هاني كلام هشام :
- إن قراراته حكيمة جدا .. لا أعرف ما إذا كنا مثله!
أجاب هشام بصراحة:
- لسنا مثله! لقد اتخذت قرارا خاطئا بشأن الاحتفاظ بالعلبة التي تحوي البلورة .. لو كان وائل مكاني لما فكّر في ذلك .. لا أدري لماذا أشعر بأنني سأدفع ثمن ذلك غاليا!


كان وضع آدم حرج جدا،، أخبرهم الأطباء بأن أمله في النجاة ضعيف ..
لقد أصيبت رئتاه وكبده بأضرار بالغه جراء تعذيب مبرح، كما أن لديه كسورا في ذراعيه وضلوع قفصه الصدري ..

كان ذلك اكبر عذاب تعذبته منى .. والدة آدم ..
لم تصدق ما يحدث مع طفلها بعد أن وجدته أخيرا، لقد ظهر فجأة في حياتها بعد أن أصبح رجلا ليختفي كما ظهر،، دموع حارة كانت تحرق قلبها وحزن لم تستطع صديقتها الطبيبة نهى التخفيف عنه ..

الضابط وائل لم ينم بعدها لحظة واحده .. اكتشف اكتشافه الخطير، ألا وهو مقتل عائلة آدم التي تبنته منذ كان طفلا!
هناك فتاة مفقودة، وهي شقيقة آدم بالتبني "شروق أيمن" ..
ماذا أيضا ..
هناك بلاغ عن اختطافها من المدرسة الثانوية الداخلية بواسطة شاب أدعى انه شقيقها، إنه آدم نفسه!
تساءل وائل كثيرا في نفسه :
- ما معنى هذا؟! إذا كان آدم هنا فأين شروق إذا!

بأي حال لم يكن هناك أمل في استجواب آدم، لن يفيق قريبا، ربما لن يفيق مجددا ..
هارون ورجاله كانوا يريدون الشيء الذي كان في صدر آدم الكبير، هذا ما قالته منى .. وقد نبش القبر ولم يجد وائل شيئا وتم إطلاق سراح آدم ..
هل هذا معناه أن هارون وجد ما يبحث عنه؟ وشروق .. هل قتلت؟

كاد رأس وائل أن ينفجر ولذلك فقد اتصل بهشام المحقق الموهوب علّه يكتشف شيئا من تلك المستجدات ..
هل الوقت مناسب؟
لا بأس إنها السادسة صباحا بأي حال وهاهي خيوط الشمس الذهبية قد بدأت تتسلل من النوافذ!

أجاب هشام بصوت نشيط وقام بالترحيب ..
رد وائل على ترحيبه ومن ثم دخل في الموضوع بشكل مباشر :
- هشام! أريدك هنا بأسرع وقت ممكن .. لدّي بعض المستجدات!
- أ... أتقصد موضوع آدم؟
- ليس هناك غيره! بأي حال أنا في المستشفى الآن سأتوجه إلى مكتبي في قسم الشرطة أرجوا أن تقابلني بأسرع وقت ممكن ..
- حـ .. حسنا!

شعر وائل بارتباك وتوان غريب في صوت هشام فتساءل:
- ما الأمر يا هشام هل هناك مشكله؟
- لا لا أبدا! سأوافيك في الحال!

لم يشعر وائل بالاطمئنان ولأول مره شعر بأن هشام متردد في شيء ما .. لا يعرف ما إن كان إحساسه صحيحا ولكن هناك خطب ما بالتأكيد ..
تساءل وائل ..
" ربما يوّد هشام الانسحاب من القضية؟ ما الأمر؟ .. فجأة لم يعد يمتلك ذلك الحماس السابق"

---------------------------------------------




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس