عرض مشاركة واحدة
قديم 28-02-13, 05:05 PM   #76

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



وصل محمد بالسيارة لعند الباركات القريبة من الكافي شوب.. وتم يركض بسرعة في المكان.. ولقى كايد واققف عند الباب ينطره واول ما شافه راح له ومسكه من رقبته..


كايد وهو معصب والشرار يطلع من عينه: والله انك فاااااااااااااااااااظي..
محمد يضحك بحماس: هههههههههههههههههههههه اشفيك فجني لا تطيح من كرامتي جدامها..
كايد: تدري اني كنت بكنسل..
محمد وهو مستغرب: ليششش؟
كايد: الناس ليل يا حمار والبنات بعدهم في الشارع
محمد وهو يحر كايد: ما تبيها تظل وايد بررع؟؟؟
كايد وهو منحرج: جب لا تندم الحين.. وينها سيارتك...
محمد: هناك بالباركات ليش؟؟
كايد: اوكي بنروح وياهم في السابواي...


الا وحور تطلع من الباب والبرد محمر خدودها...


حور وهي تناظر كايد ومحمد: وصلت؟؟؟ يالله عشان نروح كلنا...
محمد: السموحة على التاخير بس الترافيك.. (المرور)
حور: don't mind.. (لا تهتم) اهم شي انك وصلت.. اوكي انا بنادي الباجيين وبنطلع لكم..


دخلت حور ونادت على اختها وعلى فنسنت والياندرو وكارميلا .. الخبازين الموجودين في المكان.. وتوهم بيطلعون الا سرور تنادي حور..


حور: علامج؟؟؟
سرور وهي متوترة: حور مادري اخاف ابوي ما يرضى؟؟
حور وهي تضحك: تصدقين اني مستعدة ادفع عمري لمن يلاقي كايد ومحمد ويانا.. he'll freak out (بيفزع)
سرور: ههههههههههه ياحمارة لا تضحكين هاي ابوووج..
حور: الحين مناللي ضحك انا ولا انتي؟
سرور: زين خذي دفترج اللي رديتينا له ..
حور: اوووه تصدقين اني نسيت... (خذت الدفتر..)
سرور: بس والله صدفة... سبحان الله.. من كان يدري لو ما ردينا شكان بصير؟...
حور وهي تضرب سرور: ايه مستانسة ليش ابو جبين عريض يا..
سرور: ياحمارة لا تقولين جذي؟؟ صج والله جبينه عريض؟؟؟
حور: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههه..


ومشوا على هيئة جماعة.. حور وسرور وكارميلا في طرف لانهم حريم وكايد ومحمد وفنسنت والياندرو ويا بعض رايحين لمحطة السابواي.. كايد كان يناظر خطوات حور الانيقة مثل الفرس الاصيل.. وكل ما يرفع عينه ينزلها وهو مو مصدق الدنيا اللي مب سايعته من الفرح.. ما ظن انه يقدر يفرح في يوم من الايام هالكثر... لكن لا يطلق لنفسه العنان.. اهو اخبر بالمشاعر والاحساسيس اللي تبثها هالعايلة في نفسه.. وشلون ترجعه الى الماضي الي يحن له لكن يرفضه بشكل قاطع.. لازم يكون قوي اليوم.. يظهر شي اهو عمره ما اظهره.. الجلد والصبر.. والاحتمال.. لكن شلون بيقدر يناظر في ويه ام البنات وهي اللي تلاحقه ملامحها صبح وليل.. وصوتها يرميه عبر اثير الزمن الجميل.. ويذكره في مخلوق اهو يمكن عرفه في حياة ثانية...


وطول ما كانوا في السابواي وكايد سرحان ومحمد غارق في السوالف ويا الياندور وفنسنت وكارميلا. والنظرات العابرة ما بينه وبين سرور اللي كانت لمن تبتسم تبين غمازتها العميـقة وتلمع عيونها البندقية ... وحور تناظر كايد السرحان وحواجبه المعقودة.. احتارت في نفسها.. علامه وكأن العالم ملقي ثقله عليه كله... ليش عابس معظم الوقت... اكيد فيه شي.. يخليه يحس انه ناقص وان الفرحة شي ما يمت له بصلة... الله يعينه ويفرج همه مهما كان..


استغربت للحظة في نفسها هالاهتمام الزايد وهالدعوات العميقة الموجهه له.. وابتسمت في نفسها من الاحراج اللي انتابها.. لكن بعد.. حست ان اللي بينها وبين كايد شي اعمق من أي علاقة.. وكانه الدم الواحد اللي يحن لدمه.. من يدري يا كايد.. يمكن في حياة ثانية احنا كنا مقربين ولنا صلة ببعض..


سرور وهي تضربها على يدها: بسج.. ما تعبتي وانتي تبحلقين؟
حور وهي ترفع حاجب في ويه سرور: مب اتعب منج.. يام ابتسامات عريضة..
سرور وهي تتنهد بعمق: ماصدق حواري.. ماصدق انه بييي بيتنا... والله اني مشتاقة اجوف ردة فعل ابوي..
حور وهي تناظر كايد اللي هالمرة كان يسولفف ويا محمد ولكن الصمت في محياه يختلج المشاعر العميقة في نفس أي كان ..: سرور؟
سرور: هلا؟
حور: تظنينه مريض نفسي؟
سرور وهي مستغربه: من ابوي؟؟؟
حور : لا يالهبلة.. اقصد هذا... كايـد اسمه صح؟
سرور: ايه كايد.. وشلون مريض نفس.. سايكو يعني؟؟؟
حور وهي تعض على شفتها: لا مب سايكو بس فيه شي غريب.. تحسين ان مخة على طول شغال..
سرور: سمعت ان هاي حركة العباقرة.. التفكير الدائم..
حور وهي تهز راسها: احنا مب في سالفة عبقرة او شي.. بس ... اهو عنده سر.. وهالسر انا لازم اعرفه..
سرورر: نانسي درو (شخصية محققة في روايات المراهقة الاميركية) هدي اعصاابج.. احنا كلها ليلة في هالديرة وباجر مسافرين.. وين بتعرفين يعني؟؟؟
حور وهي تناظر كايد بعمق وتبتسم بخفة: مادري ليش احس.. ان القدر بيرد يلمنا ويا كايد مرة ثانية... احساس اعمق من تصوري ومن ادراكي...


وتحركت المركبة الى درب بيت حور وسرور وين ما الحفلة بدت


-----------------------------


كانت القعدة في المزرعة عجيبة وعبدالله الوحيد اللي مب مستمتع بها.. كل عيال العايلة قاعدين وهم يغنون ومستطربين بالجو البارد اللي بدى يحل على ارض المزرعة... ايام تشرين الباردة قربت والهم في قلبه يتأجج..


قعد بعيد عنهم.. وبالضبط على سور ساحة تدريب الفروس بالمزرعة... كان قاعد وهو يفكـر في حياته من وعى على الدنيا لحد هاللحظة... شي في الهوا جلب له الخوف في نفسه والوحدة.. وكلام عايشة قبل جم ليلة كان له الاثر السئ عليه...


في نفسه تسائل.. ليش ناصر يملك هالمحبة الجمة في قلب عايشة وموزة.؟؟ ليش كل ما احاول اتقرب منهم ومهما تقربت يظل اهو العزيز الغالي؟؟ ليش انا محبوب من قببل امي وبس؟؟؟ مب اخوهم؟؟ مب من لحمهم ودمهم؟؟ شلي مسويه ناصر لهم وانا عجزت عنه؟؟؟


في عيونهم شي يخبرني دايما انك ثاني افضل شي بحياتنا.. ليش طيب؟؟ ليش مب الأول؟؟ مب انا اللي شردت عنهم وتركتهم طول هالسنين لروحهم... مب انا اللي تخليت عن روابط الاخوة وخلقت المشاكل وزعزعت الأمن.. مب انا اللي كان الصمت سلطانه والجبن بعيونه.. مب انا .. مب انا..

نزل الى الارض وركل حفنة كبيرة من الرمل من القهر الي فيه.. تمنى لو ناصر يكون موجود عشان يشفي غليله... ما نسى اللي سواه فيه من بعد ليلة الحريجة... تدخل في الموقف وهو اللي تأذى وتحمل عبدالله المسؤولية... وان محد واجهه بهالمسئولية او اتهمه...

وصل له سيف وهو لاف الغترة بشدة على راسه من ببرودة الجو: العبد وينك؟؟؟ الاناسة توها بادية وانت مختفي؟؟؟
التفت عبدالله لسيف: الاناسة خليتها لكم... (وبمرارة يناظر القمر المختفي عن السما) مالي مزاج..
سيف وهو يروح لعنده: خير عبدالله؟؟ انت صار لك جم يوم وانت مب طبيعي؟؟ كل شي تمام؟
عبدالله وهويتنهد بمرارة: ... ماكو شي تمام.. بس بعد.. الحمد لله..
سيف وهو يحاول يلاقي سبب لزعل عبدالله:.. امك مرة ثانية؟
عبدالله وهو يهز راسه ويرفس الرمل اللي تحت ريله: لا.... مب امي... ولا احد.
سيف: زين تعال الشواي بدى وتعرف شلون نحب شوايك... مزبوطيييييههههههههههههههه
التفت عبدالله بقرف الى سيف: شلون تقدرون؟؟؟ شلون تتحملون.. هذا اللي انا مب عارف له..
سيف: نتحمل شنو ونقدر على شنو ؟؟؟ عبدالله انت ما بتتكلم يعني؟؟؟
عبدالله وهو يرفع صوته: اتكلم شقول يا سيف... شقول... ولاكلمة من لغات العالم تقدر تعبر عن اللي فيني.... (وهو يمسك سياج الساحة) شقول ؟؟ شلون اعبر عن كرهي.. وعن قرفي.. وعن قهري من هالشخص البعيد.. اللي كل ما زاد بعده زااااد كرهي له.. وكل ما انذكر اسمه جدامي كل ما تمنيت لو انه يندفن ذكره للأبد..
سيف وهو يهز راسه: انت انسان مريض..
التفت عبدالله والدمعة تلمع بعينه في هذاك الليل: انا انسان مريض؟؟؟ معليه.. قابل... بس كل مريض وله دوا
سيف وهو يروح عن عبدالله: بس مرضك ماله دوا...
عبدالله وهو يصارخ على سيف وواققف مثل الاسير في حلبة يحايطه فيها نمور مفترسة ولكن وهمية.: بلى.. ودواي اسمه موت ناصر...

وقف سيف للحظات يناظر عبدالله وهو مستنكر هالجملة منه.. لكنه ماقدر يلاقي ملامح عبدالله في وسط الظلام لانه التفت وهو حاط يدينه على وويهه... وراح له سيف وهو يحس ان خلاص.. هذي هي القشة اللي قصمت ظهره ..ز


سيف وهو يلف عبدالله له: تتمنى موته؟؟؟ تتمنى موته... اكو موت بهالدنيا اكثر من الغربة؟؟ اكو موت من هالدنيا اكثر من موت الحب وغياب الأم والحنان والعطف لريال يمكن ما اختبر حتى عمر الطفولة في نفسه؟؟؟ انت ليش اناني جذي.. وليش ما تهمك الا امورك؟؟؟ تراه اخوك من لحمك ودمك..
عبدالله وهو يلتفت والدمعة تسري من عينه بغضب: مب اخوي... هذا مب اخوي.. هذا حرامي.. هذا سارق.. سرق مني اجمل ما عندي.. سرق منا ومن طفولتنا الشي الوحيد اللي يمكن نلاقيه.. حب الأهل.. وحب الام والابو والاخوات... بسبته.. امي وابوي عمرهم ما اتفققوا واضطرينا نعيش هالدنيا بقهر لوجوده الغلط...
سيف وهو يدفع عبدالله: صج انك حقير.. وجوده غلط؟؟؟؟ هاللي تقول عنه وجوده غلط يسواك ويسوى اشكالك كلها..
عبدالله وهويحس بالالم اكثر: والحين كاهو يستحوذ على محبة الصديق الوحيد في حياتي..
سيف: تعرف شي.. اهو ما يستحوذ على شي.. احنا نعطيه اياه من غير أي تفكير... تدري ليش؟؟؟ لانه انسان عظيم... ولان له بصمة علينا كلنا... وكلنا لا ذكرنا ناصر تسري العبرة لا اراديا بعيوننا.. ليش انه المظلوم بهالعايلة..انت وخواتك عشتوا وسط ام وابو وان ما كان بينهم تفاهم.. لكن هالانسان لا عرف طعم الابوة ولا الامومة... ياخي انت ما تخاف ربك فيه؟؟؟ مب كفاية....

سكت سيف والتف عن عبدالله اللي توسعت عينه من كلام سيف... وراح وسحبه من يده وهو يساله بتشكيك والألم ينضج في ملامحه..

عبدالله: مب كفاية شنو يا سيف؟؟؟ كمل يا سيف كمل..
سيف وهو يدفع عبدالله: قوم عني.. طلعتني من طوري الله لا يبارج في عدوينك.... انا مب قاعد هني... تصبح على خير...

راح سيف عن عبدالله وهو اشبه بالهارب... ما كان يبي يكمل لكن عبدالله فهم اللي كان يبي يقوله سيف... كان يبي يلومه.. يبي يخبره انه اهو السبب في اللي صاب ناصر... اهو اللي ارتكب العمل الغبي في اضرام النار اللي التهمت اخر ما بقى من ناصر واللي دخانه لحد هذي اللحظة متكوم في سما بيت حارب بن سالم....

قعد عبدالله على التراب وهو يذرف دمع صامت بين الحين والثاني... وهو يتذكر ذيج النار وذاك التخيــيم..

كانت عادة شتوية لشبيبة العائلة.. الالتحاق الى فريق كشافة المدينة.. والتخطيط مع بعض لانشطة متعددة يقومون بها... كايد ما كان مشترك بها الا ان لسبب او ثاني قدر يدخل معاهم في تخييم الشتا.. وهالشي طبعا كدر عبدالله لدرجة كبيرة.. على الرغم من كسل كايد الملحوظ وتعلقه الغبي على حد تفكيره بالكاميرات والتصوير الا انه قدر يمتلك الدور الكبير.. حتى انه اعطي لقب منسق ثاني للرحلة.. كان مسئول عن اختيار مواقع المسابقات والتنسيق لها والترتيب.. وتجهيز الكاميرات والصور اللي كانت ممدوحة لعفويتها وحقيقتها...

عبدالله .. الاخ الصغير.. المجرع بسموم كلام امه عن اخوه وعن انه سرق حب ابوه منه وكيف انه اهو السبب في المشاكل الحاصلة...

كان عبدالله اهو والضحية الحقيقية.. لحبه القاتل لامه.. كان يقعد في الليالي اللي يسمع فيها صراخها ويا ابوه... ويكون عند باب غرفتها يتوسلها تدخله عشان يهديها من البكاء.. وهي بغير رحمه تطرده وتزمجر المكان على راسه عشان يروح و "يخمد"..

لكن اين في قلب الطفل الصغير... سمعت من اخوي.. ان الحب الحقيقي في قلب الرجل هو حب امه.. وعبدالله اهو العاشق لامه.. كر كل من عشانها.. كره ابوه اللي كان يعتبر قمة المنال في نفسه الا انه كابر وأبي هالحب.. كره ناصر وكره وجوده مع انه الاحق والاسبق في الوجود... كره اليد ياسين ليش ا نه يلاعب كايد ويخليه... حاول يكره موزة وعواش لانهم يلعبون وياه ويخلونه لكن ما قدر.. ظلت موزة ارفيجته وعواش لعبته... تمنى لو انه يكره الخاله رحيمة لكن ما ينسى الرحمة اللي تهدر عليه من لمسه يدها الحنونة على راسه والخبز الحار اللي كل ما تسويه تييب منه خصووووصيا لعبدالله..

لكن شاءت الامور انها تتعقد.. او انها تنتقل الى مستوى المأساوية.. في ليلة.. وبسبب شقاوة وغباء الصبيان الصغار... نار انضرمت باحد المخيمات... وهالمخيم كان مخيم سيف وعبدالله وتركي ولد عم ابوهم.. سيف وتركي قدروا يظهرون نفسهم.. لكن عبدالله اللي رجع عشان عدة الصيد البرية انحصر في الخيمة .. وباسرع من الشهاب حايطته النيران من كل قريب ووبعيد.. الهلع انتاب عبدالله وتم ينادي كل من سيف وتركي.. لكن اللي لبى نداه كان واحد ثاني... في ذيج اللحظة.. اللحظة الوحيدة اللي مرت عل قلب عبدالله.. تملكه الحب... شاف الجنة يوم دخل اخوه بشجاعة باهرة بطوله الفارع في ذيج المرحلة الشبابية.. سحبه وطلعه من الخيمة مع بعض الحروق البسيطة...

لكن من بعدها ... ناصر ما طلع مثل نهايات القصص الخيالية....

فرقة الانقاذ بالكشافة يات.. طفت الحريجة صح... لكن كايد وقع ضحية قاسية... قدروا الحاضرين يشمون اللحم البشري كيف يحترق... وشافوا كتلة النار اللي تلتهم كايد المغمى عليه بالارض...

نقلوا كايد الى المستشفى... والوحيد اللي وصله الخبر كان حارب... مشى بصلابة وكانه بيهد ارضية المستشفى... قلبه ارتعب لان اخر علامات سالمة كان كايد مع انه ما يعرف ولده زين الا ان شوفه ويهه تكفيه..

الحروق الشديدة اللي عانى منها كايد سحبت منه الرووووح... ظل في المستشفى يتعالج نفسيا وجسديا.. ظلت النار تلاحق مخيلة كايد لاكثر من ثلاثة اسابيع.. صبي في ال17 سنة يظن ان النار تلتهمه وهو حي.. ولكن هالنار كانت تهدأ لمن ينحط تحت التخدير لمدة يوم.. او احيانا يومين..

حارب حاول قد ما يقدر ان الخبر ما يوصل لاحد... وطلب من سيف ووتركي وشبيبة العايلة انه ما يتكلمون عن الموضوع... كايد كان مقرر انه يتزوج وحدة من بنات العايلة ومثل هالخبر يحطم هالزيجة.. وماكان حارب مستعد ان الزمن يتكرر وينعاد.. وتنعاد قصة الجازي مرة ثانية..

شفى كايد... وتذكر عبدالله شفاه... ظل محكور في داره اللي كان عبارة عن ملحق طالع من البيت.. بناه له ابوه من بعد ما طلع من المستشفى لانه ما بغى يدخل البيت... محد كان يشوف كايد ولا يشوف احد... بعض الجروح البسيطة انشفت.. لكن النسبة الكبيرة كانت كلها في ظهره وفي اكتافه وخصره من الطرف اليمين...

ما اكثرها الليالي الطوال اللي ظل فيها عبدالله يراقب ملحق كايد... ينتظر منه أي حركة.. ينتظر من نفسه الحركة انه يروح ويعتذر منه ويطيح على ريله يبوسها يطلب منه السماح... لكن الشحن العاطفي المريع من امه منعه حتى من هالشي.. من احساس الرضا.. من التنفيس عن الضمير المثقل.. لحد ما بدى النعاس يلتهم جفون عبدالله... وبدى النوم يحلى له من السهر بعذاب الضمير...
اندفن احساس الذنب بكلام اشبه بالشوك في ارض ينبت عليها الزهر...
فقد عبدالله كايد.. وكايد فقد عبدالله...


لحد هذي اللحظة من فترة الحياة... عبدالله يبلغ من العمر 24 سنة.. لكنه بعده الصبي اللي ما تجاوز ال14... ترجع همومه ووهواجسه مثل الطيف العابر... مثل القرين المؤذي.. مثل نسمة الهوا الحادة اللي تلهب الرئة وما تنعشها...


مشى عبدالله وهو يجر نفسه... دخل بيت المزرعة ووقف يناظر الابواب المفتوحة الي سمحت للهوا يحتل الفراغ المشبع بالاثاث... ناظر الارضية الرخامية المغطية بالسجاد العريق... اطل بعيونه الى الستار الحريرية البيضاا المتهافتة كالارواح الهائمة.. وانتابه الخوف... والوحدة.. اللي يتمناها عشان يصارعها... يصارعها ويوقع كالغريق في مياهها... مع معرفته انه بيعيش لليوم الثاني عشان تتجدد المعارك...


رمى بروحه على كرسي طويــل من الابنوس الافريقي... المبطن بالقماش العاجي الصافي ..بركة من سائل اللؤلؤ النقي... انكمش على نفسه وهو يناظر الستاير شلون تطير.. ارتعش من الخوف وارتعشت شفاهه باسم ناصر.... وسالت دمعه رجوله ساحقة من زاوية عيونه الى اذنه... وانكمشت ملامحه وهويبكي.. يبكي بدموع المراهق.. يبكي بدموع الطفل.. يبكي بدموع الاخ الفاقد لاخيه...






لامارا غير متواجد حالياً